قناة السور الوليدة تثير أزمة في الكويت

أثارت قناة "السور" الوليدة موجة من الغضب في الكويت بسبب برنامج "السرايا" لمهاجمة مدير القناة محمد الجويهل القبائل الكويتية والتي تشكل ما نسبته 68% من المجتمع، في وقت اعتقلت فيه قوات الأمن في مطار الكويت الجهويل. أمس الخميس. وهو شخصية مثيرة للجدل وكان قد تم إحالته إلى النيابة العامة فى أبريل الماضى.

الكويت: سادت توقعات فيالكويتأن محمد الجويهل الذي ألقي القبض عليه فور وصوله مساء أمس الخميس إلى مطارالكويت الدولى، سيواجه ثلاث إتهامات تتمثل فى مخالفة قانون المرئى والمسموع، وإذاعة أخبار كاذبة وزعزعة النظام الإجتماعى فى البلاد، وقد نفى الجويهل أنه مس الوحدة الوطنية، أو أن يكون قد تعرض فى قناته "السور"لأبناء القبائل ورموز الدولة، ومؤكدا أنه عاد بمحض إرادته إلى البلاد بعد أن علم أن أنه مطلوب للجهات الأمنية فى الكويت، وشدد على ثقته بالقضاء العادل .

ويبدو أن لغة الأزمات ستعود مرة أخرى وستطل من جديد على الساحة السياسية الكويتية التى ستشهد أزمة قناة السور وقد تصل إلى طرح إستجواب لرئيس الوزراء ووزيرى الإعلام والداخلية، كما يتردد فى الشارع الكويتى أن هناك بعض الشخصيات ذات النفوذ ومن رجال الأعمال تدعم محمد الجويهل ماديا ومعنويا، وأنهم يستخدمونه كأداة لتصفية بعض الحسابات مع بعض نواب مجلس الأمة، والأيام القادمة ستنبئ وتحمل مفاجآت على صعيد الأزمة الراهنة.

وما أن هدأت عاصفة الإستجوابات على الساحة الكويتية، حتى تفجرت أزمة جديدة عبر فضائية السور الوليدة والتى استهلت بثها على القمر الإصطناعى "النيل سات" ببرنامج لمديرها وصاحبها محمد الجويهل بعنوان "السرايا" هاجم فيه مساء الجمعة الماضية بعض نواب مجلس الأمة وخاصة النائب مسلم البراك وصلت إلى حد "السب والقذف والتشهير، فضلا عن بعض النواب ممن أسماهم "مزدوجو الجنسية" وتطرق إلى بعض الأشخاص ممن ينتمون إلى القبائل مما أثار حفيظة نسبة 68% من أبناء الشعب الكويتى وهي النسبة التي تمثل أبناء القبائل.

و أحدث هذا البرنامج ردود أفعال على كافة الأصعدة حكوميا وشعبيا وبرلمانيا، وخرجت مسيرات شعبية تمثل أطياف المجتمع الكويتى مساء السبت الماضى إلى ساحة الإرادة تستنكر البرنامج وما تضمنه من إساءة للكويت أولا وللشعب الكويتى بكل شرائحه، ولخروجه عن الأعراف والتقاليد الكويتية والتى تهدد المجتمع وتمزيقه وضرب الوحدة الوطنية.

وكانت الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ ناصر المحمد الصباح قد تم تجديد الثقة فيها وفى شخص رئيس الوزراء بعد إستجواب 8 / ديسمبر بعد أن إستطاعت أن تجتاز بنجاح أزمة الإستجوابات، وإعتبر المراقبون أن مصطلح التأزيم بين السلطتين لم يعد له معنى .

ويعتبر صاحب ومدير قناة "السور" الوليدة محمد الجويهل، شخصية مثيرة للجدل ويكاد أن يكون قاسم مشترك فى معظم الإنتخابات كمرشح وآخرها الإنتخابات الماضية، وكان قد تم إحالته إلى النيابة العامة فى أبريل الماضى على خلفية نشره إعلانا فى الصحف المحلية يعلن فيه أنه سيدفع مبلغ 500دينار كويتى كمكافأة مالية لمن يرشح نفسه فى الدائرة الثالثة شريطة أن يكون قيده الإنتخابى من خارج الدائرة، وقد صدر قرار النيابة العامة فى حينه لتعمده التشويش على العملية الإنتخابية .

ومن ناحيته أعلن النائب أحمد السعدون، رئيس مجلس الأمة الأسبق، وزعيم كتلة العمل الشعبى أن التنسيق يجرى حاليا مع بعض النواب بشأن تقديم ثلاثة إستجوابات جديدة إلى رئيس الوزراء ووزيرى الإعلام والداخلية، أما النائب مسلم البراك فقد أكد أن أخطر شئ هو محاولة ضرب الوحدة الوطنية والإجتماعية، وأن الأهم الآن هو معرفة الأطراف التى تقف خلف هذه المحاولات، ومشددا أن الشعب الكويتى بجميع أطيافه يرفض هذه الممارسات ويتصدى لها، ومبينا أن قناة سكوب أكثر خطرا من قناة السور لاسيما وأنه أعادت بث برنامج قناة السور، ومطالبا بتطبيق قانونى الجزاء والمرئى والمسوع بعد أن تقدم إلى النيابة العامة ببلاغين ضد قناتى السور وسكوب.

ونيابيا أيضا وقع 17 نائب بمجلس الأمة بيانا يؤكدون فيه إعتزامهم تفعيل المساءلة السياسية فى حال تراخى الحكومة عن التصدى لمن يريد ضرب الوحدة الوطنية .

وحكوميا.. أعلن وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة والمطبوعات طارق العجمى فى تصريحات للصحافة المحلية أن مزود خدمة البث فى البلاد إستجاب لخطاب الوزارة بإيقاف بث القناة فور مخاطبته، وكانت وزارة الإعلام قد علمت أن بث قناة السور من الكويت ويتم عن طريق شبكة الانترنت عبر إحدى الشركات المزودة بخدمة البث الفضائى فى البلاد. كما أعلن وزير النفط وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله أن هناك إتجاها لإجراء بعض التعديلات على قانونى المرئى والمسموع رقم 61/2007 لتلافى بعض الثغرات الموجودة به ولعدم حدوث أزمات جديدة.

وكان الجويهل -صاحب قناة السور-قد أعلن فى تصريحات سابقة أن المحطة ذات طابع محلى كويتى بحت وتعنى بشؤون المجتمع الكويتى ككل، وأشار الجويهل إلى أن هدف هذه القناة ترسيخ الوحدة الوطنية الحقيقة لدى أبناء الكويت، وإسترجاع ماضى الكويت الأصيل وعرض مجموعة للسيرة الذاتية لنخبة من الآباء والأجداد الذين بنوا وأسسوا الكويت وحافظوا عليها، ويذكر فى هذا السياق أن محمد الجويهل من مواليد الكويت عام 1969 وحاصل على دبلوم الموسيقى ويعمل ببلدية الكويت.

كما أعلن مجددا فى إتصال هاتفى مع قناة سكوب أنه لم يهرب من الكويت وأنه سافر لإعادة البث وتشغيل قناة السور مرة أخرى وأعلن أنه سيعود للكويت خلال 48ساعة.وقال: إذا كنت لم أهرب فى أثناء الغزو العراقى الغاشم فكيف أهرب الآن، ومشددا أنه يؤمن بنزاهة القضاء الكويتى، ومؤكدا أنه يكن كل الإحترام للقبائل لأنها أساس شريان الدولة -على حد قوله-.

وعلمت "إيلاف"أن صاحب قناة السورقد توجه إلى المدينة الإعلامية بدبى فى محاولة منه لإعادة بث القناة مرة أخرى على القمر الإصطناعى الأوروبى بعد وقف بثها عبر القمر الإصطناعى نايلسات بمصر.