روسيا تستأنف تحركها الدبلوماسي لتفعيل دورها بالمنطقة

بعد إلتزام موقف المُنتظر
روسيا تستأنف تحركها الدبلوماسي لتفعيل دورها بالمنطقة

فالح الحمراني من موسكو : بعد فترة من الخفوت وتبني موقف المنتظر التي التزمتها موسكو من الاحداث العاصفة في المنطقة على خلفية الحرب الاسرائيلية في غزة، وتفضيلها دبلوماسية " المحادثات الهاتفية" مع الاطراف، تستأنف روسيا تحركها لتفعيل دورها في المنطقة. وتضع موسكو هذه المرة ايضا بالاعتبار تطوير علاقاتها في منطقة الخليج التي يرى بها الخبراء الروس احد المناطق الدولية التي سيكون لها دورا جوهريا في ظل الازمة المالية التي تعصف بالعالم. وحصلت موسكو في الاونة الاخيرة الكثير من الاشارات من الدول الخلجية لتطوير العلاقات في مختلف الاصعدة. وتطمح روسيا ان تساهم في مشاريع بناء محطات كهروذرية ومد سكك حديدية وتصدير انواع السلاح المتطورة، لاسيما في مجال الدفاعات الجوية، وتترقب ايضا دخول استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في المشاريع الروسية، سيما وانها اعلنت عن افتتاح المؤسسات الاستراتيجية لدخول المستثمرين الاجانب لها.

لافروف للمنطقة

وضمن هذا السياق قالت مصادر مطلعة ان وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف سيقوم في منتصف الشهر الحالي بجولة في المنطقة تشمل زيارة مصر والسلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل وينتقل بعدها الى منطقة الخليج ليزور لاول مرة سلطنة عمان والبحرين.وتهدف زيارة لافروف للمنطقة انعاش الدور الروسي الذي انخفضت فعاليته خلال الفترة الماضية،ومناقشه أمن الخليج.

ومن المرتقب ان يكون الوضع المترتب فيما بعد الاحداث بغزة و افاق التسوية في المنطقة وامكانية عقد مؤتمر سلام دولي بموسكو اضافة الى العلاقات الثنائية التي تتطلع روسيا لتعزيها مع دول المنطقة وامن الخليج، في مقدمة القضايا التي سيبحثها لافروف والوفد المرافق في العواصم التي سيزورها.

وكان العديد من المحللين السياسيين قد رصدوا غياب الموقف الروسي وانخفاض فعاليته خلال احداث غزة. ولم تشارك روسيا ايضا في مؤتمر شرم الشيخ الذي حاول ان يجد تسوية عاجلة للحرب في غزة. وتؤكد موسكو دعمها للجهود والمبادرات المصرية في اتجاه تهدئة الوضع. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا تنشط في الوقت الحاضر تحركاتها في مجال التحضير لمؤتمر موسكو حول الشرق الأوسط.

واكد بيان أصدرته الخارجية الروسية ضرورة إيجاد تسوية سياسية للنزاع العربي الإسرائيلي على أساس القانون الدولي. وأهمية استعادة وحدة الصف الفلسطيني على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة على البقاء. وتلمح موسكو انها لن تتعاطى مع حركة "حماس" على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ولن تدعوها كطرف خاص لمؤتمر موسكو. ويلوح ان موسكو ترغب في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية قبل عقد مؤتمر موسكو الدولي ومشاركة وفد فلسطيني برئاسة عباس. وتهدف زيارة لافروف ايضا الى نيل موافقة اسرائيل، التي تفضل المباحثات الثنائية مع الطرف الفلسطيني وتجنب تدويل التسوية، لحضور مؤتمر موسكو.

امن الخليج

وستتصدر العلاقات الثنائية وموضوعة امن منطقة الخليج والعلاقات الثنائية مباحثات لافروف في سلطنة عمان ومملكة البحرين. وتعمل روسيا على تعميق علاقاتها الاقتصادية بالبلدين من خلال فتح الاسواق وتوظيف الاستثمارات وتنفيذ المشاريع المشتركة، وامكانية الماركة بتطوير برامج استخدام بناء محطات كهروذرية ومد سكك حديدية في منطقة الخليج.

وسيناقش لافروف نظرية امن الخليج التي طرحتها موسكو مؤخرا. وتقوم النظرية على تشكيل آلية أمن لمنطقة الخليج ذات طابع عام وشامل تستند على مساواة واحترام مصالح كافة الاطراف الافليمية والاجنبية التي لها حضور في كافة المجالات الامنية بما في ذلك العسكرية والاقتصادية والطاقة.وتقوم بحل الخلافات على القانون الدولي وتحريم وسائل استخدام القوة لحل الخلافات. وتعميق الثقة بين كافة بلدان المنطقة من خلال تبادل المعلومات والشفافية في قضايا التسلح التسلح وعديد القوات المسلحة والاخطار عن المناورات العسكرية. وتقترح النظرية الروسية لامن الخليج تشكيل منظمة الامن والتعاون لمنطقة الخليج تضم دول المنطقة وقوى عالمية كامريكا وروسيا . وتدعو الى حل تدريجي للمشاكل القائمة والبدء من مسالة البرنامج النووي الايراني والازمة العراقية.