مطبات إسرئيلية في طريق القنصلية الأميركية بالقدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف - إيلاف: تتحول مداخل مدينة القدس وشوارعها في كل يوم جمعة لما هو أشبه بمعسكرات الاعتقال الجماعي، إذ يجبر الفلسطينيون على الوقوف في طوابير الفحص والتفتيش لساعات طويلة، ليقرر في نهاية المطاف رجال الأمن الإسرائيليين من يجتاز بوابات المدينة المقدسة، ليصلي في المسجد الأقصى المبارك، ومن يرجع أدراجه بخفيّ حنين. وهي جملة إجراءات إسرائيلية يومية، لكنها تكثف في الأعياد والمناسبات الدينية والقومية لدى الفلسطينيين والمسلمين عمومًا، التي تخشى تل أبيب من إمكانية استغلالها لتنفيذ هجمات ضد مصالحها وأهدافها الحيوية، مستندة على تجارب الماضي في هذا السياق.
على العموم، إن الإجراءات الإسرائيلية التي تعيق دخول الفلسطينيين إلى المدينة المقدسة، باتت مؤخرًا تعقد مهمّة القنصلية الأميركية في القدس الشرقية- بحسب روايات بعض المواطنين الفلسطينيين-، وبخاصة أولئك الذين واجهتهم صعوبات في إكمال مراجعاتهم ومعاملاتهم الرسمية، مثل حضور المقابلة الشخصية المخصصة للراغبين في الحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأميركية، أو تجديد جوازات سفرهم الأميركية، أو حتى الحصول على التأشيرة (الفيزا) بعد إصدارها.
تعقيب من القنصلية
الوضعية السابقة، دفعت "إيلاف" إلى استقصاء الموضوع، واستطاعت الحصول على التعقيب الآتي من متحدث رسمي باسم القنصلية الأميركية العامة في القدس، فضل عدم ذكر اسمه: "القنصلية الأميركية العامة في القدس تقدم كل الخدمات القنصلية للمواطنين الأمريكيين ولمتقدمي التأشيرات عبر مقر القنصلية في القدس الشرقية. ونستقبل بشكل مستمر المراجعين القادمين من القدس والضفة الغربية وغزة".
شهادات وقصص
ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية الفلسطينية، يبين لـ"إيلاف" أن التأشيرة الخاصة به للسفر للولايات المتحدة الأميركية صدرت منذ مدة، وهي فاعلة لخمس سنوات، لكن كل محاولاته للوصول إلى القنصلية الأميركية في القدس، واستلام التأشيرة، باءت بالفشل، ويقول: "حاولت في المرة الأولى، لكن لم أتمكن، ثم حاولت مرة ثانية وثالثة ورابعة، ودون جدوى، فسافرت إلى الأردن، على أمل أن أتمكن من أخذ الفيزا من القنصلية الأميركية في عبدون، وأيضًا هذه الطريقة لم تعمل".
ويضيف: "الارتباط الإسرائيلي لا يريد منحي تصريحًا للدخول إلى القدس، وهو أيضًا على غير عادته لا يوضح أسباب الرفض"، ويستدرك قائلا: "ربما لأني أسير سابق"، وينوه في الوقت ذاته، إلى أن قصته ليست الوحيدة، بل أنه بعد استفسارات قام بها، أتضح له أن هناك العديد من الحالات المشابه لحكايته.
طرق التفافية
المواطنة (ن.خ) (طلبت التحفظ على أسمها) اضطرت في منتصف هذا الشهر (فبراير/شباط 2009) الوصول إلى القنصلية الأميركية في القدس الشرقية عبر طريق التفافي تكتنفه المخاطر، وتسرد لـ"إيلاف" معاناتها قائلة: "تقدمت بطلب الحصول على فيزا للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، وبالفعل استكملت كافة الإجراءات اللازمة لذلك، وتم تحديد موعد من قبل القنصلية، ولكن المفاجأة كانت حينما رفض الارتباط الإسرائيلي منحي تصريحًا كي أدخل القدس".
وتضيف: "حينما استفسرت من الإسرائيليين عن السبب، قالوا إني بحاجة إلى كتاب من القنصلية الأميركية، رغم أن كافة الأوراق اللازمة بحوزتهم، وهي تتضمن تاريخ وموعد المقابلة في القنصلية". وتتساءل بنبرة عالية: "ما الحاجة إلى كل هذه التعقيدات، ولماذا لا يفتح الأميركان مثلاً مكتبًا للخدمات في مدينة رام الله يسهل على الفلسطينيين؟".
للفتاة الفلسطينية الأميركية، سلام أحمد، حكاية أخرى مع درب الوصول إلى القنصلية الأميركية في القدس، إذ تسرد لـ"إيلاف"، قائلة: "الجنود الإسرائيليون منعوني من الدخول إلى القدس، بحجة أن جواز سفري الأميركي تاريخه منتهي الصلاحية، وبالتالي يحتاج إلى التجديد"، وتتساءل: "حاولت إقناع الجنود على المعبر، بأني متوجه أصلا إلى القنصلية من أجل تجديد الجواز، ولكنهم طلبوا مني العودة من حيث أتيت".
هناك من يقول العكس
لكن ما سبق من قصص لا يعني أن كافة المراجعين من الفلسطينيين يواجهون صعوبة الوصول إلى القنصلية الأميركية، إذ يقول الشاب أحمد خالد (23 عامًا) إن حصوله على تصريح الدخول إلى القدس الشرقية لم يأخذ سوى ساعة واحدة، بعد أن أظهر للارتباط الإسرائيلي ما لديه من أوراق تؤكد تاريخ وموعد المقابلة في القنصلية الأميركية في القدس الشرقية.
ويقول أحمد: "الإجراءات سهلة، والخدمات التي تقدمها القنصلية جيدة، كما أن التعامل مع الناس من قبل الموظفين والعاملين في القنصلية ممتاز، لكن ربما بعض الاشخاص لا يحصلون على أذن إسرائيلي للدخول للقدس لأسباب أمنية، حيث إن القنصلية متواجدة في أرض تفرض عليها إسرائيل سيادتها التامة، وبالتالي هي من تقرر بالنهاية من يدخل القدس".
ومن المهم الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية تحظر على الفلسطينيين، لا سيما الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا الدخول إلى مدينة القدس من أجل الصلاة في المسجد الأقصى، وهو ما دفع بعض المواطنين في السنوات الماضية إلى سلوك طرق وعرة محفوفة بالمصاعب الكثيرة، بل أنها وضعية خطرة قد يتعرض الإنسان إذ قبض عليه خلالها إلى الاحتجاز لساعات طويلة أو الإهانة والضرب، وربما الاعتقال لأيام وأسابيع، إذ يتطلب الأمر من المغامرين عبر الطرق الالتفافية التنقل في عدة سيارات، وكذلك السير على الأقدام في طرق ترصدها في الغالب أعين الجنود الإسرائيليين على مدار الساعة، وهي ظاهرة ذاهبة إلى الضمور بفعل بناء جدار الفصل حول منطقة القدس، وإغلاق ثغرات التسلل ايضًا من خلال النقاط العسكرية والحواجز الإسرائيلية المتنقلة "الطيارة"، كما يحلو للفلسطينيين تسميتها.
التعليقات
فقط للتذكره
عمر فاروق -فقط ان اريد ان اذكر للاخوه الفلسطينين اننا العراقيين في زمن ا لطاغيه صدام كان لا يسمح لنا بالسفر و كنا في سجن كبير و لكن مع الاسف الاخوه الفلسطينيين انهم يتعاطفون مع هكذا طاغيه و الان هم فقط بعض الاجراءات الاسرائيله يتضايقون منها لماذا لا تتعاطفون مع الشعب العراقي بدل صدام صحيح و كلنا يعرف ان صدام كان يمول و يزود و يبذخ بالاموال العراقيه و لكن لا يجعلكم تتعاطفون مع طاغيه يقتل و يعدم الكثير من شباب العراق لماذا الان العالم ينبذ و يكن الكراهيه لهتلر بسبب استبداده