غول لإيلاف: لن نحرم العراق وسوريا من المياه

الرئيس التركي عبد الله غول في حديث خاص لإيلاف
لن نحرم العراق وسوريا من المياه وننتظر إشارة بغداد لإنهاء العمال

الرئيس التركي بعدسة إيلاف

أسامة مهدي من إسطنبول: اكد الرئيس التركي عبد الله غول في اجوبته على اسئلة " ايلاف " التي التقته في اسطنبول اليوم ان بلاده ستقوم بعمليات للقضاء على حزب العمال الكردستاني التركي اذا لم تكن السلطات العراقية قادرة على القيام بهذه المهمة وطلبت من انقرة تنفيذ هذه المهمة وشدد على ان تركيا لايمكن ان تحرم العراق وسوريا من مياه دجلة والفرات مشيرا الى ان بلاده تعتبر الدول الثلاث حوضا وحدا لتقاسم هذه المياه وقال ان تركيا تتنتظر توضح مواقف الحكومة الاسرائيلية الجديدة من حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لتتخذ موقفا منها وفيما اذا ستستأنف وساطتها في المباحثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل .

عمل عسكري تركي ضد العمال باشارة من بغداد
وفي اجابته على سؤال لايلاف فيما اذا كانت تركيا ستقوم بعمل عسكري منفرد في شمال العراق للقضاء على حزب العمال الكردستاني اذا لم تقم الحكومة العراقية بذلك قال الرئيس غول ان العراق بلد جار وصديق لتركيا وهو بلد كبير يضم مختلف القوميات والمذاهب والاديان .. واضاف ان العراقيين عانوا كثيرا من مصاعب وويلات عديدة وهذا "يؤلمنا في تركيا" لان العراق بلد يتميز بقدرات بشرية واقتصادية وطبيعية فريدة ولوكان حكامه قد استطاعوا ادارته بالشكل الصحيح لكان العراق يحتل مكانة متقدمة في العالم الان . واضاف ان الذي حصل كان عكس ذلك حيث اثرت الماسي التي مرت عليه على جميع مكوناته .
واكد الرئيس التركي قائلا "ان هذا امر يؤلمنا لاننا نشعر ان العراقيين قريبين منا واقارب لنا وتركيا ترى ان وحدة التراب العراقي ووحدة قواه السياسية مهمة جدا وتفرض على الجميع العمل سوية تحت مطلة واحدة . وشدد بالقول ان تركيا ليست بوارد التدخل في الشؤون الداخلية العراقية "لكننا كاصدقاء نقدم نصائحنا من اجل ان يتعافى العراق ويتخلص من مصاعبه . واشار الى زيارته الاخيرة الى بغداد وقال انه اصطحب معه زوجته الى هناك وبات فيها ليلة واحدة وهذا امر نادر في ظروف العراق الحالية .
وقال الرئيس غول ان هذه الزيارة قد بعثت في نفسه الحزن والفرح في وقت واحد . واوضح بهذا الصدد انه قد حزن وهو يرى اوضاع الشعب العراقي وكل هذا السلاح والدبابات المنتشرة في بغداد والاحترازات الامنية المشددة التي لم يرها حتى خلال زيارته الى افغانستان . لكنه قال انه راى اضاءة في الوقت نفسه حيث شاهد خلال حفلات التكريم التي اقيمت له ان الفرقاء السياسيين العراقيين الذين كانوا يتناحرون سابقا قد التقوا وتقاربوا مع بعضهم البعض . واضاف ان تركيا تعتقد ان هناك ثلاثة حلول لمشاكل العراق لو استطاع العراقيون حلها لمكنوا بلادهم من الاقتراب من اهدافها المنشودة . واوضح ان اول هذه القضايا قانون النفط والغاز المعلق لتوزيع الثروات العراقية .. ثم التوتر بين الحكومة المركزية والادارة الكردية في شمال العراق وقضية كركوك .
وعن مسالة كركوك اكد الرئيس التركي انه حين يتحدث مع الاميركان والاوربيين يقول ان العراق نموذج مصغر للمنطقة وكركوك نموذج مصغر للعراق لما تضمه من قوميات واطياف حيث يسكنها التركمان والعرب والاكراد والمسيحيين . وقال "نحن نعلم انه بسبب المشاكل في المدينة فقد تم تاجيل انتخاباتها المحلية وتشكلت لجان لتقصي الحقائق فيها . وشدد على ان الحل في هذه المدينة يكمن في التوافق والتناغم بين مكوناتها المتعددة لايجاد حل ناجع لمشكلتها . وقال انه يرى ان هناك مبادرات عراقية مشجعة على هذا الطريق حيث اقترح الرئيس العراقي جلال طالباني توزيع السلطات فيها بين ممثلي سكانها وشار الى ان هذا حل ناجح .

ارهاب حزب العمال يعيق العلاقات التركية العراقية
وقال الرئيس التركي انه من المهم اعتبار تعدد الاطياف والمكونات في العراق اغناء لثقافة وحضارة هذا البلد وليس اعاقة لها "فيجب ان يتغلب العقل والمنطق في في هذه الظروف لان العكس سينتج مشاكل يصعب حلها وسعاني منها الشعب العراقي والوطن العراقي" . وشدد في القول ان تركيا تقف على مساحة واسعة من جميع مكونات الشعب العراقي وقال " لقد دعونا ممثلي جميع الاطياف العراقية الى التواصل معنا والتقدم باي طلب للمساعدة يمكن ان نقدمها" .
واكد الرئيس التركي ان بلاده تريد تقديم عونا اكبر للعراق لكن الارهاب يحد منذ لك .
واوضح ان منظمة حزب العمال الارهابية المتواجدة في شمال العراق وعلى اراضيه الكردية تشن هجمات ضد تركيا وهذا امر مخالف للدستور العراقي الذي يحظر وجود منظمات ارهابية على اراضيه . واوضح ان الرئيس طالباني قد وجه لعناصر حزب العمال مؤخرا نداءا قال فيه لهم اما ان تلقوا السلاح او ترحلوا عن العراق . واضاف انه لذلك فان هذه المنظمة الارهابية يجب ان لاتبقى على الاراضي العراقية "لان هذا يؤثر سلبا على علاقات تركيا مع الاخوة الاكراد في العراق الذين ترغب في مساعدتهم والتواصل معهم لكن الارهاب يحد من ذلك" . وقال انه لايجب على الاكراد مساعدة حزب العمال لانه كردي وتساءل قائلا"هل لان بن لادن عربي فيجب على البلدان العربيه مساعدته؟" .

ضرورة مواجهة الاكراد لحزب العمال
وشدد على ضرورة مواجهة اكراد العراق لحزب العمال على اراضيهم .. وقال "نحن ننتظر تسوية هذا الامر من الجانب العراقي واذا كان العراق غير قادر على مواجهة حزب العمال لان قواته المسلحة في طور التكوين فيمكن ان نتعاون معه على ذلك للقضاء على الحزب وقواعده .. واذا قال العراقيون لنا اننا غير قادرين فتعالوا انتم لتصفية الموضوع فنحن مستعدون للقيام بذلك" . واضاف ان تركيا ترى ان ضوءا قد ظهر خلال الاشهر القليلة الماضية من جانب الحكومة العراقية والادارة الكردية في شمال العراق على طريق اتخاذ اجراءات لمواجهة ارهاب حزب العمال وعملياته المسلحة ضد تركيا "ونتمنى ان تثمر هذه الجهود عن نتائج جيدة" .
وشدد على ان انهاء هذه القضية سيفتح افاقا اوسع لتعاون تركيا مع العراق الذي تقدم له مساعدات كبيرة خاصة وان هناك مابين 3 و4 الاف شاحنة تركية محملة بالبضائع تصل الى العراق يوميا.

تقاسم المياه بين تركيا والعراق وسوريا
وفي رده على سؤال اخر لايلاف عما تردد من ربط تركيا باطلاق مياه دجلة والفرات الى العراق بتعاونه معها في مكافحة حزب العمال اكد الرئيس التركي انه يسمع بهذا الامر للمرة الاولى . وشدد بالقول "اننا نرى هذه المنطقة التي تضم تركيا والعراق وسوريا كحوض واحد والمياه النابعة من تركيا للعراق وسوريا حصة فيها . واوضح ان السدود التي اقامتها تركيا على النهرين اثارت بعض الشكوك والتساؤلات وشدد بالقول "انفي بشكل قاطع ان تكون تركيا ربطت قضية المياه بمسالة حزب العمال لان هذا حوض واحد ومنطقة اقتصادية واحدة" . واوضح ان المشكلة ظهرت مؤخرا بسبب عدم هطول الامطار في تركيا بشكل كاف العام الماضي ولذلك اضطرت تركيا ان تزود العراق وسوريا من المياه التي خزنتها السدود في بلاده لكنه اكد ان المياه متوفرة خلال العام الحالي للبلدان الثلاثة والعملية كلها منظمة وتحت السيطرة " ونتطلع الى تعاون اوسع مع العراق وسوريا التي سازورها قريبا" .

تركيا والمواقف الاسرائيلية الاخيرة من عملية السلام
وحول تساؤل اثارها صحافيون عرب التقى بهم الرئيس غول ومن بينهم "ايلاف" التي اتاح لها فرصة لطرح اسئلتها عليه حيث يحضرون اعمال المؤتمر الثالث للاعلام والصحافة التركمانية المنعقد في اسطنبول حاليا اشار الرئيس التركي الى ان بلاده تنتظر اتضاح موقف الحكومة الاسرائيلية من قضية فلسطين للتحرك على ضوء ذلك وفيما اذا ستستانف الوساطة في المباحثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل .
واضاف ان قضية فلسطين ليست اسرائيلية فلسطينية فحسب وانما هي دولية ايضا وكل ما يحدث في العالم في اغلبه مرتبط بهذه القضية . وقال ان تركيا تدرك ان الشعب الفلسطيني يعاني من الالام والمصاعب ولذلك فهي قد اسهمت في المفاوضات السورية الاسرائيلية . . واشار الى ان بلاده تعرف مواقف قادة الحكومة الاسرائيلية الجديدة منذ ان كانوا في المعارضة ولكن اذا استمروا الان في هذه المواقف فانهم سيصعبون الامور ويساهمون في تردي الاوضاع اكثر في المنطقة . وشدد بالقول ان الحل الوحيد لهذه المشكلة هو بقيام دولة فلسطين على ترابها ثم لتتعايش بعد ذلك مع الاسرائيليين . وقال انه لذلك فان جميع الحلول المطروحة سابقا ومنها مبادرة السلام العربية ومؤتمر انابيلوس مهمة جدا في هذا الامر . واوضح ان الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مهتم بالمفاوضات السورية الاسرائيلية وابدى تقديره لتوسط تركيا في الامر وهو على علم بتوقف هذه المفاوضات وقال "نحن نتنظر توضح مواقف الحكومة الاسرائيلية الجديدة حتى نقرر ما اذا كنا سنستانف وساطتنا بين سوريا واسرائيل من النقطة التي توقفت فيها" .