أخبار خاصة

محافظ خان يونس لإيلاف: قيادة فتح تتحمل حالة الترهل التي أصابتها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما بين الجيل الشاب والحرس القديم.. أين يصل المؤتمر القادم بفتح؟
محافظ خان يونس لإيلاف: قيادة فتح تتحمل حالة الترهل التي أصابتها

نجلاء عبد ربه من غزة: كلما خرجت حركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية من أزمة عصفت داخلها، حتى تصطدم بأزمة أخرى لا تقل عن سابقتها. ففي الوقت الذي عدلت اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن قرارها بمشاركة 650 فقط من كوادر الحركة، بعدما كان مقرراً 1550، دخلت الحركة أزمة جديدة في تحديد مكان وزمان إنعقاد المؤتمر. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعيم حركة فتح، أعلن أمس عن موعد إنعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في الأول من تموز المقبل داخل الأراضي الفلسطينية.

هذا الأمر كان لقبل يومين إشكالية أثارت أزمة بين مؤيدي ومعارضي إنعقاده تحت بنادق الجنود الإسرائيليون. وعلى ما يبدو فإن نتائج إفراز المؤتمر لمركزية حركة فتح، ستكون ضبابية في ظل الهجوم العنيف الخفي بين أعضاء اللجنة المركزية الحاليين، وبين مرشحين أقوياء لتولي هذا المنصب. إيلاف إلتقت القيادي الشاب في حركة فتح، ومحافظ محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وسألته عن تطلعات الجيل الشاب لتولي أرفع المناصب للحركة الشعبية التي تضم الملايين من الشعب الفلسطيني. وحول سؤال الدكتور أسامة الفرا، محافظ خان يونس عن رؤيته في مستقبل حركة فتح، خاصة وأن هناك تسريبات إعلامية تقول أن أعضاء من اللجنة المركزية معنيين بإقصاء الجيل الشاب للحركة خوفاً على مناصبهم؟.

قال القيادي في حركة فتح لإيلاف "أعتقد أن المؤتمر السادس لحركة فتح سيشكل نقطة إنطلاقة جديدة للحركة بعد حالة الترهل التي أصابتها مؤخراً، والمؤتمر سيكون البوابة الديمقراطية والشرعية لدخول الجيل الشاب إلى المواقع القيادية في الحركة، والأهم أن المؤتمر سيعتمد برنامجاً سياسياً قادراً على قيادة المشروع الوطني، وأيضاً موائمة النظام الداخلي والهيكل التنظيمي مع التوسع الكبير للحركة، فالحركة بحاجة في المرحلة القادمة إلى جهد كوادر وأبناء الحركة ويجب أن نعمل على وضع آلية تفسح المجال أمامهم للمشاركة في صناعة القرار وإدارة الحياة التنظيمية بإنفتاح أكبر على المجتمع الفلسطيني في أماكن تواجده، ومن المؤكد أن الحركة بحاجة لدماء شابه بجانب الخبرة وهذا هو التكامل الذي يجب على الجميع البحث عنه.

وفيما إذا كان يتوقع القيادي الشاب في حركة فتح، بإكتساح للجيل الشاب في حال إنتظمت عملية الإنتخابات بشكلٍ ديمقراطي. قال الدكتور الفرا "يجب أن نأخذ بعين الإعتبار بداية أن المؤتمر السادس يأتي بعد عقدين من المؤتمر الخامس، وبالتالي هذا أحدث تراكم في الكادر التنظيمي، ومن المنطق أن تحاول هذه الأجيال، التي حرمت على مدار العقدين السابقين من المشاركة الديمقراطية داخل الحركة، أن تترشح لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وأعتقد أنها تمتلك فرصة لإثبات ذاتها خاصة وأنها كانت على تماس يومي بالحياة التنظيمية على مدار السنوات السابقة، ومن المؤكد أن التجربة صقلتها وتمتلك من الطاقات ما يمكن أن يشكل قوة دفع للحركة، والحركة بحاجة إلى هذه الطاقات في الوقت الراهن، ويجب ألا يفهم بأن ذلك يقود إلى صدام بين الأجيال داخل المؤتمر، ويجب ألا نسمح بأن تتجه بوصلة المؤتمر في هذا الإتجاه، بل الأفضل للحركة أن نزاوج بين الجيل القديم بخبرته وقدرته على مواصلة عطائه وبين الجيل الشاب بما يملكة من قدرة على الحركة والتواصل مع القواعد التنظيمية بطاقاته الغير محدودة .

وأشار القيادي في حركة فتح أن تأخير عقد المؤتمر السادس من جهة وأعمار القيادة الحالية من جهة أخرى "أبقتنا ضمن مفهوم الجيل الشاب، وإن كنا نتمنى أن يقتصر هذا المفهوم عمن هم دون عمرنا، ولكن على أي حال من البديهي أن يؤثر العمر الزمني على تلاقي الرؤى والأفكار لمن هم ضمن أعمار متقاربة، والجيل الشاب لا يبحث عن ذاته داخل الحركة بل على قيادة تستطيع أن تقلع بالحركة لموقعها الطبيعي في قيادة الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات التي تعصف بالوطن، وبالتالي الأصح هو ان الجيل الشاب محسوب على خطة إستراتيجية يمكن أن تعيد للحركة قوتها في مواجهة الإحتلال من جهة والتواصل مع شعبنا من جهة أخرى".

وحول سؤال إيلاف لمحافظ خان يونس، بتوقعه أن تفرز إنتخابات المؤتمر السادس زعماء للحركة قادرين على إدارة الأزمة التي عصفت بالشعب الفلسطيني بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. أكد الفرا أن التحديات التي تواجه الحركة كبيرة، "ومن المؤكد أن يفرز المؤتمر السادس قيادات فتحاوية قادرة على مواجهتها، وإذا ما نجح المؤتمر في تطوير الهيكل التنظيمي بما يخلق حالة من التواصل بين القيادة والقواعد التنظيمية فإنه من المؤكد أن ذلك سيقود الحركة إلى تحقيق أهدافها سواء ما يتعلق منها بحقوق شعبنا ومجابهة الإحتلال من جهة وأيضاً إعادة اللحمة لشقي الوطن وهذا هو الأهم في المرحلة الأولى، فلا يعقل أن نتناحر جغرافياً فيما العدو جاثم على صدورنا جميعاً، وإن كنا نبحث من وراء المؤتمر عن قيادة قوية تقود الحركة فمن المؤكد أننا نرغب في فصائل فلسطينية قوية بما في ذلك حركة حماس، لأن ذلك يعطينا القوة في المضي قدماً نحو تحقيق اهداف شعبنا ، وفي إعتقادي أن حماس يجب أن تؤمن بأنها بحاجة إلى فتح قوية إن كانت تغلب الوطن على مصلحتها الحزبية".

وأوضح القيادي الشاب في حركة فتح أن "الحراك الذي تشهده الحركة حالياً يوحي بأن أعداد كبيرة من الكادر الفتحاوي ترغب في الترشح للجنة المركزية والمجلس الثوري، وفي إعتقادي أن هذه ظاهرة صحية تعبر عن مساحة الديمقراطية داخل الحركة، وكما كانت الغالبية تقف وراء توسيع عضوية المؤتمر العام وحيث لا توجد شروط أمام أعضاء المؤتمر للترشح، فلا ضرر في ذلك، ولكني أعتقد أنه خلال ايام المؤتمر سيتراجع العديد عن الفكرة ، لأن ما يهم القطاع الواسع من كادر الحركة هو قيادة قادرة على النهوض بالحركة، وكما هو الحال مع كل ممارسة ديمقراطية من الطبيعي ألا يتمكن البعض من القيادات الكفؤة من النجاح، ولكن هذه هي الديمقراطية التي إرتضيناها جميعاً ونحترم إفرازاتها".

وأشار إلى أن غالبية الكادر والشارع الفتحاوي "تحمل قيادة الحركة حالة الترهل التي أصابتها والإخفاقات التي منيت بها الحركة في الإنتخابات المحلية والتشريعية وكذلك ما آلت إليه الأمور في قطاع غزة، ولكن بداية نحن نتحدث عن الجيل المؤسس وليس الحرس القديم، فالقيادة الحالية صنعت أمجاد للحركة على مدار سنوات طويلة، وبالتالي علينا أن ناخذ ذلك بعين الإعتبار، وفي الوقت ذاته لا يمكن لنا أن نقفز عن العجز والفشل الذي اصابها في السنوات الأخيرة " للعمر أحكامه"، وإن كان البعض منها ما زال قادراً على العطاء والإبداع، والبعض الآخر من الفضل له وللحركة أن يتنحى معززاً مكرماً بتاريخ مشرف له ولشعبنا وليتيح الفرصة للأجيال الشابة أن تواصل حمل الراية".

وتمنى الدكتور أسامة الفرا أن تخرج نتائج المؤتمر بالمزاوجة بين الأجيال. وقال "نحن على قناعة مطلقة بأن المؤتمر سيفرز قيادة تمتلك القدرة على توجيه المركب الفتحاوي إلى بر الأمان في ظل العواصف الهوجاء المحيطة بها، وعلى أي شكل كانت فابناء الحركة سيحترمون النتائج، ويبدأ الجميع يداً واحدة بعد فرز الأصوات بالعمل للنهوض بالحركة على كافة الصعد، من المؤكد أننا نرغب في رؤية جيل شاب داخل اللجنة المركزية لأن ذلك سيعطيها الطاقة التي تمكنها من التفاعل اليومي مع القواعد التنظيمية، والتواصل هذا هو الذي من شأنه أن يمكن الحركة من إعادة إعتبارها كحاضن لمشروعنا الوطني".

حركة فتح التي تأسست العام 1965، كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقد شكلت السلطة الفلسطينية منذ إنشائها العام 1994. وتضم اللجنة المركزية حاليا 15 عضواً من أصل 21 انتخبوا في المؤتمر الخامس للحركة الذي عقد في تونس عام 1989. وقد توفي منهم 6 من بينهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مؤسس حركة فتح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف