جنود فلسطين الصغار ضحايا الصراع الطويل
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنود فلسطين الصغار ضحايا الصراع الطويل
وأطفال آخرون اعتقلوا في السجون الإسرائيلية بتهمة محاولات قتل إسرائيليين أهانوهم على الحواجز ، و قامت إسرائيل بمحاولة تجنيدهم كعملاء من ناحية أخرى ليكونوا ضحية واقع مرير يعيشونه ككرة تتقاذفهم الأيادي ،مرة محتلة وأخرى صديقة في ساحة ملعب ملتهب .
الدافع الانتقام
حازم 17 عاماً ، يدير محلاً في البلدة القديمة في الخليل. اقتحم جنود من الجيش الإسرائيلي محله ضربوا شقيقه الأصغر وسرقوا مبلغ يقدر بعشرة آلاف شيكل، (2207$) و عدة بطاقات رصيد لتلفونات محمولة.
شكل مجموعة مكونة من ثلاثة من أصدقاءه وبدأوا بالتخطيط للانتقام من الجيش. فبدءوا بشراء الألعاب النارية وتصنيع قنابل من موادها بهدف إلقائها على دوريات عسكرية إسرائيلية، إلا أن هذه القنابل لم تنفجر بتاتاً. اعتقله الجيش الإسرائيلي وأصدقائه بتهمة إلقاء القنابل على الجيش ومحاولة القتل.
هذا نموذج أوردته الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في تقرير بعنوان " استغلال الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، أعدته في الفترة بين العامين 2003 و2004" كدراسة تحليلية لتجنيد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حالات نادرة وليست ظاهرة
وأكدت الحركة في تقريرها بان حالات تجنيد الأطفال في فلسطين نادرة ولا ترتق إلى أن تصبح ظاهرة، مشيرة أنها في الغالب تكون أعمال طوعية من قبل الفتيان أنفسهم، كما حدث مع حازم وأصدقائه، وذكرت الحركة أن الفصائل الفلسطينية دون استثناء، استخدمت الأطفال في أشكال متعددة للمقاومة منها اقتحام لمستوطنات وعمليات فدائية وأغلبها اشتباكات مسلحة ويقول تقرير الحركة:" قليل من الأطفال تم تجنيدهم من قبل التنظيمات الفلسطينية، للقيام بعمليات عسكرية، غير أنه لا يوجد دليل على وجود تجنيد أطفال بشكل منهجي ومنظم في صفوف هذه التنظيمات"، وهو ما ذهب إليه تقرير الائتلاف الدولي لمنع تجنيد الأطفال.
ويعرف الائتلاف الدولي لمنع تجنيد الأطفال، الطفل المحارب بأنه أي شخص يبلغ من العمر أقل من 18 عاما، وعضوا في قوات مسلحة نظامية أو غير نظامية في أي أهلية أو صفة كان، ومن ضمن ذلك ،طباخين، حمالين، مراسلين، وأيضا المشارك في عمليات عسكرية مباشرة، أو نشاطات عسكرية مثل الاستطلاع والتجسس والتخريب والتمثيل كطعم، مراسل وحارس، مدرب ومتدرب، مساند وغيرها.
ولدى حديث إيلاف مع عدد من الأطفال الذين يتدربون في المجموعات العسكرية الفلسطينية أكدوا أنهم ذهبوا برغبتهم إلى ذلك بل أحبوا المقاومة كطريق وخيار وحيد لتحرير أراضيهم من الاحتلال هم مقتنعون بذلك .
فمحمد من قطاع غزة يدرس في الصف الثاني الثانوي يقوم ومجموعة من أقرانه بالتدريب على السلاح وإطلاق النار في منطقة خالية جنوب قطاع غزة على يد فصيل لم يذكر اسمه .
ويقول محمد قصير القامة :" انه تلقى دروس في حفظ القران وفضل الجهاد عندما كان عمره 13 عاما في احد المساجد وأصبح نشيطا في الإطار الطلابي للفصيل في مدرسته ثم اصطحب ومحفظه في جولة حول مواقع التدريب للفصائل وقبل عام تم تدريبه على حمل السلاح ، وسمح له بمساعدة المقاومين في ساعات الليل في أعمال مراقبة لتقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق وفي عمليات اشتباكات من مسافة بعيدة، ويتمنى محمد الشهادة في سبيل الله دفاعا عن الوطن ولحاقا باصدقاءه الذين سبقوه للجنان .
الفصائل الفلسطينية بدورها نفت أن تكون قد جندت أو تجند الأطفال في صفوفها، بل أنها أجمعت أن هذا لا يجوز إطلاقا رغم أن الواقع يبدو مختلفا نوعا ما.
أبو محمد القيادي في سريا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أكد رفض السرايا تجنيد الأطفال ضمن صفوفها ، مشيرا أن التقارير الصحفية التي تحدثت عن ذلك غرضها محاولة تشويه صورة المقاومة بفلسطين، وقال:" أن هناك مؤسسات تتبع التنظيمات تعنى بتربية الأطفال وتوعيتهم، عبر المخيمات الصيفية الترفيهية".
وأكد أبو ثائر القيادي في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح رفض الكتائب أن يكون الأطفال ضمن معادلة المقاومة،وعن العمليات الفدائية التي قام بها الأطفال وتبنتها الكتائب، قال :" هذه أعمال فردية لأطفال بغرض الانتقام، بسبب تعرضهم لاهانات ،لافتا أنهم لا يقبلون من هم دون الثامنة عشر في صفوف الكتائب أو منتمين لحركة فتح .
فصائل اليسار الفلسطيني أكدت على رفضها تجنيد الأطفال في صفوفها وحملت إسرائيل المسؤولية نتيجة استخدامها القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني واستهداف الأطفال بشكل مباشر ، مما ولد لديهم الرغبة في الانتقام ، والانخراط في فصائل المقاومة .
ويقول عماد أبو رحمة عضو لجنة مركزية بالجبهة الشعبية الفلسطينية "أن فصائل المقاومة لا تحتاج للأطفال لكثافة الانخراط من قبل فئات واسعة من البالغين في صفوف المقاومة" .مشيرا أن حالات نادرة في المجتمع الفلسطيني استخدم فيها الأطفال بسبب اندفاعهم وهي محكومة بظروف خاصة . ميول للعنف واندفاع مبرر
من ناحيته اعتبر عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي ، أن عمليه تجنيد الأطفال دون السن القانونية مشكلة أساسية يعاني منها المجتمع الفلسطيني ،مؤكدا أن ذلك أدى إلى هروب الأطفال دون علم ذويهم وتسربهم من المدارس وخلق مشاكل اجتماعيه مختلفة .
وقال:" تجنيد الأطفال عمليه غير سليمة وتترك المجال لبعض التصرفات الطفوليه غير الواعية ، فمن يقوم بمثل أعمال المقاومة لابد أن يكون شاب ناضج يستطيع أن يتخذ القرار الواعي ".
ويرى وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن تجنيد الأطفال دون سن 18 في بعض فصائل المقاومة لا يساعد على تربيتهم وتعليمهم ورفع مستوى وعيهم، فالأطفال مكانهم مقاعد الدراسة والعلم مشيرا أن الحزب يشترط في عضويته أن يتجاوز الشخص 18 عاما.
ويضيف:" تجنيد الأطفال غير جائز، ونحن عبرنا عن هذا الموقف أكثر من مرة ودعونا لاعتماد ذلك في وثيقة حقوق الطفل ولكن للأسف لم يجر الالتزام بذلك من غالبية الفصائل.
أما عما يدفع الفصائل لتجنيد الأطفال فيقول:" توفر الحماسة لدى هذا الجيل اليافع وبالتالي تقوم هذه الفصائل باستغلال ذلك، بدلا من أن تقوم بتوجيه هؤلاء للعلم وتغذية وعيهم، تأخذ بهم إلى ميادين أخرى رغم ضرورتها، يوضح أنها تحتاج لجيل اكبر عمرا من ذلك، فيما يرى قديح بان الأطفال في الواقع الفلسطيني يميلون باتجاه العنف بسبب مشاهداتهم اليومية لما يمارس بحق شعبنا من عمليات قتل واسر وجرح وهدم للبيوت وتجريف للمنازل والمزروعات، مما ولد لديهم الرغبة في الانخراط في المجموعات المسلحة للرد على جرائم الاحتلال .
ودعا قديح والعوض إلى ضرورة إعداد ميثاق شرف وطني فلسطيني يحرم تجنيد الأطفال واستخدامهم في العمليات العسكرية وعلى جميع الفصائل التعهد بالالتزام بذلك .
توثيق الحالات يشكل تحدي
ولا يوجد توثيق دقيق في فلسطين لحالات الأطفال الذين شاركوا في أعمال مسلحة وقاموا بعمليات عسكرية، وتعترف منظمة اليونيسيف أن توثيق تجنيد الأطفال على أيدي الجماعات المسلحة الفلسطينية يشكل تحديا، وقالت:" إن نطاق هذه الظاهرة ليس rlm;معروفا بصورة جيدة. و ليس هناك ما يدل على وجود محاولات منتظمة لتجنيد الأطفال بغرض التدريب rlm;أو تنفيذ العمليات".rlm;
وأشار تقرير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ومقرها رام الله أن 22 طفلاً قتلوا خلال قيامهم بنشاطات عسكرية ضدّ أهداف إسرائيلية ومن بينهم طفلتان.و سبعة أطفال فقط تم تجنيدهم من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية،وذلك ما بين تشرين 2001 و أيلول 2003،
وحذر محللون من أن تجنيد الأطفال الفلسطينيين وإشراكهم في أعمال المقاومة يعطي ذريعة لإسرائيل في استهداف الأطفال واعتقالهم في سن صغيرة، فمنذ انتفاضة الأقصى قتل مئات الأطفال، وفي الحرب على غزة وحدها قتل 313 طفلا وجرح الآلاف، فيما لا يزال نحو 423 طفلا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، بعضهم لا يتجاوز الثانية عشر من عمره ، أصغرهم الرضيع " يوسف الزق" 8 شهور، و40 % من المعتقلين الأطفال تتهمهم إسرائيل بأنشطة عسكرية.
ويقول صالح النعامي الكاتب والصحافي المختص بالشؤون الإسرائيلية :"ثبت في أكثر من مناسبة أن إسرائيل توظف بعض مظاهر انشغال الأطفال بالعمل المقاوم، حتى لو بشكل غير مباشر من اجل الإساءة للشعب الفلسطيني وثقافته، لافتا أن إسرائيل استغلت بعض الأفلام والوثائقية والتقارير التلفزيونية التي تظهر فيه أطفال وهم يلبسون الأكفان ويرددون الشعارات الجهادية وغيرها في تشويه صورة الشعب الفلسطيني وأطفاله . حماية دولية وانتهاك مستمر
القوانين المحلية الفلسطينية والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وفرت حماية للأطفال وأكدت على تجنيبهم النزاعات المسلحة. ويقول جهاد شوملي باحث قانوني بالحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين، ومعد التقرير سالف الذكر، بان قانون الطفل الفلسطيني لعام 2004 يمنع تجنيد الأطفال ويفرض عقوبات لاستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة وكذلك القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية ،وحمل الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كطرفين رئيسيين في الصراع.وأضاف :" لا يوجد رقابة على هذه التنظيمات ، حاولنا الوصول إلى ميثاق شرف يجرم استخدام الأطفال في الأعمال المسلحة، ولكننا لم نتابع الموضوع لأنه اكبر من إمكانيات المؤسسة المحدودة ".
وقال حمدي شقورة مدير وحدة الديمقراطية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأن القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة كفلتا الحماية للأطفال والمدنيين مشيرا إلى وجود حالات نادرة لتجنيد الأطفال ولا تأخذ شكل ظاهرة في المجتمع الفلسطيني وضرب مثلا بان خمسة أطفال من بين 313 طفلا استشهدوا بالحرب على غزة كانوا من المسلحين الذين خاضوا اشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر من أن استخدام الفصائل للأطفال يقدم مادة دسمة باتجاه ملاحقة الأطفال الفلسطينيين واستهدافهم وتشريع اعتقالهم دون السن القانوني " 18 سنة" كما حدث في الضفة الغربية مع العلم أن المعيار الذي تطبقه إسرائيل على سن الأطفال الفلسطينيين هو 16 سنة وذلك بخلاف معيارها لأطفالها وهو الطفل حتى 18 سنة".
الإسلام لا يجيز
وحول حكم الشريعة الإسلامية فيبين د. ماهر السوسي نائب عميد كلية أصول الدين والشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة انه لا يجوز ضم الأطفال إلى صفوف المقاومة بما فيها اصطحابهم إلى أماكن عسكرية فيها خطورة على حياتهم حتى يبلغوا سن الرشد الذي اختلف تحديده ما بين 18 عاما أو 15 عاما والأرجح 18عاما ..ويدلل على رأيه بموقف سيدنا محمد عليه السلام إذ رد بعض المتطوعين ممن كانوا بلغوا الثالثة عشرة والرابعة عشرة حين طلبا الانضمام جيش المسلمين ومنعهما الرسول لصغر أعمارهما ، وبالأعوام التالية قبلهما، وقد بلغا سن الرشد. * نشر في إيلاف ديجيتال، عدد الاربعاء 28 أيار 2009
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سامحكم الله
عراقي -الله اكبر حتى اطفالكم تربوهم على حمل السلاح والقتل سامحكم الله
Criminals!
Nuha Naffah -Those hamas and Muslim Brothers wh are raising these children are criminals!
السلام عليكم
عمر فارس أبو شاويش -السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ، موضوع يتناول فكرة قوية جداً ومؤثرة، بالكاد تلامس واقعنا " المرير " ، الذي ينتهجه بعض فصائل المقاومة الفلسطينية ، رغم أنها أبدعت في دك المعاقل الصهيونية . اختيار الأطفال للقيام بعمل مقاوم، أمر سلبي من النواحي الدينية والمجتمعية، وهذا أمر بحاجة إلى جدية بالتعامل للحيلولة من تكرار هذه المشاهد ، مع دعمنا الكامل للمقاومة الفلسطينية بكلّ أطيافها واشكالها وألوانها . أشكرك عزيزتي ميرفت على تميزك الدائم دمتِ في رعاية الله عمر فارس أبو شاويش