أخبار خاصة

سيدي حرازم.. قبلة السياح للعلاج بمواصفات منقوصة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أيمن بن التهامي من فاس: تقع منطقة سيدي حرازم في الجنوب الشرقي لمدينة فاس، وتضم العديد من التجمعات السكانية الصغيرة المتناثرة في المنطقة، تأوي 5.133 نسمة، وتتمركز المنطقة حامة سيدي حرازم ومنبع للمياه المعدنية العالمية الجودة. تحولت سيدي حرازم بفضل المياه المعدنية إلى موقع مغرٍ لاستقطاب آلاف الزوار سنويا، حيث تبدو هذه العين على مدار العام أشبه بمزارات مفتوحة في وجه المواطنين والسياح العرب وحتى الأجانب، الذين تشتد وطأتهم فيها غالبا في فصل الربيع أو الصيف قصد الاستمتاع بالأجواء الرطبة المنتعشة وفوائد مياهها الصحية، التي تساعد في علاج ترسبات الحصى في الكلي.

واكتشف هذا النبع، الذي تظل صنابيره مفتوحة على مدار 24 ساعة دون انقطاع، في القرن التاسع عشر، لكن فوائده الطبية لم تثبت علميا إلا في القرن العشرين، عندما وقف خبراء مغاربة وأجانب على أهميته في علاج ترسب الحصى في الكلي، حيث تنبع هذه المياه من عمق يصل إلى أكثر من 1500 متر، وتتدفق بمعدل 5 لترات في الثانية، وبدرجة حرارة عالية تصل إلى نحو 48 في المائة على مدار السنة.

وتبدو حامة سيدي حرازم من فوق عبارة عن واحة صحراوية في الصيف، يعمها الاخضرار على مساحة شاسعة، وتتألف من عدة تجهيزات ومرافق، كما اكتسبت مياه سيدي حرازم المعبأة في قارورات بلاستيكية سمعة طيبة وطنيا ودوليا بفضل جودة هذه المياه وقيمتها الصحية، إذ توصلت الدراسات المخبرية التي أجريت عليها إلى نتائج تؤكد قدرتها على معالجة المسالك البولية ونجاحها في تفتيت أحجار الكلى، فضلا عن قيمتها الغذائية والعلاجية الأخرى، بفعل تركيبتها الغنية والمكونة من الكالسيوم، والمغنيزيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور، والنترات، والسولفات، وثاني الكربونات.

إلا أن هذه السمعة الطيبة للمياه، فقدت قيمتها بسبب ما يمكن وصفه بـ "الانعدام شبه التام" للأمن في المنطقة، لدرجة أن بعض السياح باتوا يتوقفون فقط لدقائق لأخذ المياه، والذهاب على الفور دون قضاء بعض الوقت في هذا الفضاء، ففي الفترة الوجيزة التي قضيناها في هذه الحامة صدمنا ببعض المشاهد العنيفة، من شجارات بالسكاكين، وغيرها من المظاهر غير اللائقة بفضاء يتوافد عليه مئات السياح من مختلف الجنسيات.

وقال لعربي سمحمد، موظف في القطاع الخاص في الدار البيضاء، "ابني يعاني مرض الحصى في الكلي، وفي كل سنة أقصد هذه الحامة بهدف علاجه، وكذا قضاء فترة استجمامية هنا". وأضاف لعربي، في تصريح لـ "إيلاف"، "أسرتي تعودت على هذا المكان، وقد نزوره مرتين في السنة في بعض الأحيان، لكن فوجئنا في السنوات الأخيرة، بما يمكن أن يوصف بانعدام الأمن. لقد تحول سيدي حرازم بالنسبة لي إلى محطة موقتة للتوقف، ولم يعد بإمكاني قضاء وقت أكثر بها خوفا على أسرتي".

من جهته، أشار فضلي عبد الرزاق، تاجر في الخمسينات، "هذه المياه نعمة من الله، إذ إنها كانت وراء تحسن حالتي والتخلص من حصى كبير في كليتي. وأزور هذه المنطقة في فصل الصيف مع أسرتي، وفي فصل الربيع أقصدها لوحدي".

وأضاف عبد الرزاق، في تصريح لـ "إيلاف"، "أجلب معي في كل زيارة قنينات كبيرة لنقل المياه معي إلى منزلي، وأواظب على شربه دائما حتى رغم تحسن حالتي"، وزاد قائلا "لكن ما استرعى انتباهي هو أنك تحس بانعدام الأمن في هذه المنطقة، وهذا يجعل كل زائر يفضل فقط اقتناء الماء، دون قضاء فترة أطول قرب الحامة، كما أن الغرف المخصصة للسياح بجوار الحامة توجد في حالة سيئة، ما يصعب عليك المبيت هناك".

يشار إلى أنه في ‬أوائل القرن العشرين قام العديد من الباحثين في ‬الطب، والفيزياء، والكيمياء بإجراء دراسات حول هذه المياه المعدنية بصفة عامة، إذ تمكنوا من تصنيف هذه الأخيرة، وتحديد تركيبتها، وتقنين استعمالها من خلال تجارب انجزوها على الحيوان والخلية قاموا بتحليل المياه المعدنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف