دعوى وجود ثعابين على قبر طلال مداح كاذبة

خالد أبو منذر مع طلال مداح - ارشيف

فهد الشقيران من جدة:يصف خالد أبو منذر مدير أعمال طلال مداح والملازم له لمدة عشرين عاماً ذكرى رحيله بالذكرى الأليمة، وفي حديثه مع "إيلاف" رأى خالد أبو منذر أن أول ما يتبادر إلى ذهنه في هذه الذكرى أغنية طلال مداح الشهيرة "خلصت القصة" والتي لحنها الراحل على شرفة فندق من فنادق القاهرة، ورأى أبو منذر أن طلال "عاش وهو يغرد طوال اثنتين وأربعين سنة ، "وكانت حياته عبارة عن حياة فنية..

وفي معرض رده على الدعاوى التي طرحت في الانترنت من قبل بعض المتطرفين الذين ذكروا أن الثعابين مكتظّة على قبر طلال مداح وصف خالد أبو منذر تلك الدعاوى بأنها "دعاوى أناس حاقدين مرجفين" ،كما قال إن جمال صوت طلال مداح الفني بدأ من قراءته للقرآن، معتبراً طلال مداح شخصية متدينة، حيث كان يقوم الليل ويقرأ جزءاً من القرآن كل يوم، كما كان متصدقاً وكريماً وعفيفاً في حياته ولسانه.

أبو منذر عبر عن إعجابه برسالة الدكتوراه التي طرحها الدكتور عدنان خوج :"طلال مداح "، والتي حصل عليها من جامعة السوربون ونالت إعجاب الموسيقيين في باريس، كما أبدى منذر امتعاضه من الأصوات المتشابهة التي تعاني منها الأغنية العربية، معتبراً صوت طلال "الصوت الوحيد الذي لايشبهه صوت"؛ فهو مثل صوت فيروز وأم كلثوم ولا يمكن إطلاقاً تقليده، و أن ما يميّز صوت طلال حسب تصريح منذر أنه استطاع أن يغني كل المقامات بأنواعها.

طلال مداح - الذي شيّعه مائة وثمانون ألف مصلي في الحرم المكي حينما توفي وفاة تشبه قصص الإغريق اليونانية حيث مات وهو يغني "الله يرد خطاك لدروب خلانك" واحدة من أجمل أغانيه - يعد أبرز رواد الفن الحجازي والسعودي والخليجي الحديث، وبحسب موقع (ويكيبديا) فإن طلال تميز بخامة صوتية فريدة صافية، حتى لُقبّ بالحنجرة الذهبية، وله شخصية جذابة عفوية بسيطة، وقد تبين منذ بداياته الفنية إتقانه لفنون المجس والصهبة والمجرور وهي فنون حجازية محلية متكلفة لا يجيدها إلا كبار المطربين في ذلك الوقت

ظهور اسم طلال:

في الطائف و في إحدى الامسيات حضر طلال إحدى حفلات الزواج المقامة و التي كانت تحييها نخبة من الفنانين المشهورين وقتها

أمثال طارق عبد الحكيم و عبد الله محمد و عبد الله المرشدي ، و ذهل لرؤية حفلة تضم فرقة موسيقية كاملة و جمهور يستمع ؛ الأمر الذي ترك في نفسه دافعا لخوض هذا المجال الفني بكل عزم و قوة و في تلك الحفلة تعرف إلى الاستاذ عباس فائق غزاوى مدير الإذاعة وقتها و الذي شجعه للقدوم للإذاعة و تسجيل باكورة أغنياته فيها و هي أغنية وردك يا زارع الورد - و هي الاغنية التي لاقت نجاحا منقطع النظير - الامر الذي شجع الإذاعة في إذاعة هذه الاغنية مرات عديدة في اليوم الواحد، وكان ذلك في منتصف الخمسينات الميلادية، وغنى طلال وقتها أغنيته الشهيرة والأولى على المستوى الجماهيري "وردك يا زارع الورد".

في الستينات من القرن الماضي أسس طلال مداح مع الفنان لطفي زيني شركة إنتاج فني تبنت كل أعمال طلال في ذلك الوقت وظهر اسم طلال مداح جليا خصوصا بعد ولادة الإذاعة السعودية الرسمية، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلته الفنية الحقيقية بعد أن أصبح اسمه يدرج جنباُ إلى جنب مع كبار مطربي تلك الفترة محمد علي السندي وفوزي محسون وعبدالله محمد وغيرهم. شيئا فشيئا انتشرت شهرة مداح إقليميا إلى أن وصل صوته إلى عاصمة الفن العربي - القاهرة - واستمع له أباطرة الفن مثل محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي ، وأبدوا جميعا إعجابهم بصوته وقدموا له ألحانهم.

وفي حديث منذر لـ"إيلاف" قال إن زوج خالة طلال مداح وهو الأستاذ علي مداح اشترى له أول عود أما والده فقد كان مطوفا وورث طلال مهنة الطوافة من والده وتنازل عنها لأخيه محسن والأخيرما زال مطوفاً في الحرم المكي.

حفلات في أحياء الطائف كانت وراء ظهوره

قال خالد أبو منذر إن أول بروز لطلال مداح كان عبر حفلات "نجمة" وهي عبارة عن حفلات تقام سنوياً في كل حارات الطائف احتفاء بالملك سعود بن عبد العزيز كل سنة، حينما ألحّ طلال مداح على العُمد أن يغني احتفاء بالملك ورفضه كل "العُمد" باستثناء عمدة واحد سمح له بغناء أغنية واحدة ومن يومها أصبح اسما معروفا في "الطائف" وأصبح العمد هم الذين سيستجدونه للغناء، وكان يغني مجانا في ذلك الوقت.
أبو منذر قالإن عدم نطق طلال مداح لحرف "الراء" كاد أن يعيق مشاركة طلال مداح في "مسرح الإذاعة"، كما رأى أن طلال مداح أول من غنى الأغنية "المكبلهة" في الإذاعة وكانت نقلة فنية وأسمع الآذان التي أدمنت الدانة والسامري والمجرور أغنية "مكبلهة" وهي الأغنية التي أصبحت سائدة في السعودية من بعده.

العصر الذهبي

أبو منذر اعتبر أن العصر الذهبي لطلال مداح كان في السبعينات وذلك إبان تعاونه مع الشاعر بدر بن عبد المحسن ومحمد العبد الله الفيصل وعمر كدرس واصفاً تلك المجموعة بـ"الرباعي الخطر" التي طبخت أجمل أغاني طلال مداح.

كما بيّن أبو منذر أن طلال مداح كان يغني في مناسبات خاصة مجاناً للناس المحتاجين، وأنه لم يطلب من مسؤول عطاءً، كما قال منذر إن ذروة نجاحه تمثلت في تعاونه مع عمالقة الفن العربي وعلى رأسهم محمد الموجي وبليغ حمدي ابراهيم رأفت ومحمد عبد الوهاب.

ولدى سؤال "إيلاف" لخالد أبو منذر عن أغنية "وطني الحبيب" قال إنها كانت التعبير الحقيقي لعشقه للوطن وإن الحفلة الوحيدة التي حضرها الملك فهد بن عبد العزيز في مهرجان الجنادرية غنى فيها طلال مداح بمفرده.

أبو منذر أوضح أن الراحل طلال مداح ارتبط روحياً بشركة "فنون الجزيرة" واصفاً إياها بالشركة الوفية، كانت شركة وفية كما كشف منذر لـ"إيلاف" أن طلال مداح رفض شيكات مفتوحة تغريه للخروج من "فنون الجزيرة" وذكّر منذر جمهور طلال مداح بموقف شركة فنون الجزيرة التي أعلنت فور وفاته أن ما كان يناله في حياته سيستمر بعد مماته، كما أوضح أنه يعمل مع فنون الجزيرة لأرشفة موسيقى طلال مداح، كما نفى دعوى عدم غناء طلال للأغنية المثقّفة، قائلاً إن طلال أول من غنى الأغنية الفصيحة، وغنى لكبار الشعراء العرب وعلى رأسهم نزار قباني.

طلال كان موسيقاراً

أبو منذر الذي استطرد في الحديث عن مراحل الفن التي مر بها الفنان الراحل طلال مداح قال إن طلال يعزف على جميع الآلات الموسيقية، كما إن طلال كان موسيقياً قبل أن يكون مطرباً حيث كان يقوم بمؤلفات موسيقية تحت اسم "ليالي البرازيل" من تأليفه، كما أنه تعلم النوتة وكان يقرأ النوتات ويؤلف المقطوعات ويقوم بالتوزيع الموسيقي، وأن طلالاً ألف مقطوعات موسيقية ووزعها بنفسه وكان موسيقارا متكاملا ولو وجد طلال من المادة ما ينفذ فيه أفكاره الفنية لحقق أضعاف ما حققه خلال مسيرته الطويلة.
خالد أبو منذر قال إن الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير محمد عبد الله الفيصل أعطوه تنازلا مفتوحا ليغني ما شاء من كلماتهما من دون الرجوع إليهم أو استئذانهم وهذا يعبر عن حبهم الشديد لما يقدمه ذلك الفنان، كما جدد أسفه لرحيل طلال مداح في الذكرى التاسعة وقال إن أشياء رئيسة لن ينساها ارتبطت بتاريخ طلال ومداح وعلى رأسها مواقف الأمير الراحل فيصل بن فهد الذي وقف مع طلال مداح وقفات جميلة.

بعض أغاني الراحل:

http://www.youtube.com/watch?v=dQ6MCTbAmH4

http://www.youtube.com/watch?v=MXWxpSFM9Yk