جائحة ستفكك التجمعات العالمية
كورونا والتنافسُ الجيوستراتيجي المتجدد: هل يشعل الوباء حربًا نووية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في ظل عدم سماح الدول العظمى للصين بأن تكونَ القطبَ الأقوى والأكثرَ نفوذًا على الصعيد العالمي، وفي حال لم تنجرف الأمور إلى حرب نووية مدمرة، فإن العالم مقبل على تفكك وانقسام تلقائي إلى أقاليمَ اقتصادية وسياسية.
منذُ الحرب البيلوبونيزية التي اندلعت في اليونان في القرنِ الخامس قبل الميلاد، التفت منظرو التفاعلات الدولية إلى التموضع النسبي للقوة المهيمنة أمامَ غيرها من الفواعل في النظام الدولي. وترجع أهمية هذه الحرب إلى أنها تكادُ أن تكونُ أول حدث تاريخي تم توثيقه &- على يد المؤرخ الإغريقي ثوسيديدس &- لصدامٍ عسكري بين قوتين؛ إحداهما قوةٌ مهيمنة تتمثل في "أسبرطة" المسيطرة والمتحكمة، والثانية قوةٌ صاعدة مثلتها "أثينا" الطامحة والحكيمة.
تصورت "أسبارطة" أخطارًا قد تتهددُها بسبب افتراضِها بمزاحمة "أثينا" لحصتها في الإقليم، ودفعَها هذا الخوف إلى الاشتباك المباشر معها؛ ولأن الخوفَ سمةٌ أصيلة في النفس البشرية، يرى بعضُ الخبراء أنه دافع حتمي لنشوب الحرب بين القوة الصاعدة والقوة المهيمنة في أي نظام دولي؛ استنادًا إلى شواهدَ تاريخية كثيرة.
هذا ما يفسر ميل كثير من التحليلات والاستشرافات نحو التنبؤ بحربٍ حتمية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة وبين الصين من جهة أخرى؛ لما تمثلُه الأخيرة من تهديدٍ على الوزن الجيوستراتيجي للنفوذ الأميركي. إلا أن التكلفةَ الباهظة للدمار ذي النطاق الواسع والناتج عن أي حربٍ بين قوتين نوويتين، يجعلُ اتخاذ قرارٍ بشن حربٍ نووية عملًا يفتقرُ إلى العقلانية؛ فالطرفان قادران على إحداث "دمارٍ حتميٍ متبادل" والمعروف بـ "MAD" اختصارًا لـمصطلح "Mutual Assured Destruction".
حربَ الرسومِ الجمركية
لأن العقل المركزي الأميركي لا بد أن يكون جادًّا في تحييدِ الخطر الصيني الاقتصادي، قبل أن يتحولَ إلى تهديدٍ عسكري صريح، فإن هذا يدعم فرضية أن تكون دوائرُ الدولة العميقة في الولايات المتحدة قد اتخذت قرارًا بممارسة الضغط على مستويات متعددة للحد من تمدد التنين الصيني في أرجاء العالم.
لعل "حربَ الرسومِ الجمركية" التي ابتدأها الرئيسُ الأميركي دونالد ترمب بين الصادراتِ الأميركية والصادراتِ الصينية، واحدة من وسائل الضغط الآخذ في التصاعد منذُ توليه الرئاسة.
من جهة ثانية، باتت أدواتُ حروب الجيلين الخامس والسادس حاضرةً دائمًا على طاولةِ التوترات الدولية، فكثيرًا ما ربطَ المراقبون بين حصول حدثٍ غامض ما وبين مثل هذه الأدوات؛ بهدف افتراض سرديات التوصيف السياسي المحتملة لما يجري.
بالطبع، كان لتفشي فيروس "كورونا" المستجد في المرحلة الأولى في الصين دورٌ في إضفاء منطقيةٍ سببيةٍ -الى حد ما - على الطرح القائل إن هذا الفيروس ما هو إلا صناعة مخبرية من جهة معينة هدفُها إضعاف الصين من دون إطلاق رصاصة واحدة، بحيث تُدمر قوتَها الاقتصادية الضاربة على المدى القصير والمتوسط.
استوعبت الصدمة الأولى
غير أن نجاحَ الصين &- حتى الآن &- في التصدي لهذا الوباء من جهة، وتمدُّد فيروس "كورونا" المستجد إلى مدن أوروبا الغربية، وإلى مثيلاتها في الولايات المتحدة الأهم اقتصاديًا &- ككاليفورنيا ونيويورك &- من جهة ثانية، يعززان الفرضية القائلة إن الصين تمكنت من استيعابِ الصدمة الأولى، وتوجيه الخطر نحو بقع جغرافية جديدة، أو ربما يكون مصنعو الفيروس قد أخطأوا الحسابات حوله، ولم يتوقعوا أنه قادرٌ على التمددِ إلى مصالحهم الاقتصادية أيضًا!
ما يزال اتهام الصين بإطلاقِ هذا الفيروس فرضية غيرَ مرفقةٍ بأية أدلةٍ دامغة، أو حتى قرائن داعمة، خصوصًا أن فرضيةَ التصنيع المخبري للفيروس ما زالت ضعيفة، تدحضُها كثيرُ من الحقائق شبه المؤكدة عن أنه ذو منشأ طبيعي. وإلى أن تنجلي الحقائق وتنقشع ضبابية "عالم ما بعد كورونا"، سيبقى لدى الصين كثيرُ من نقاط القوة التي تنظرُ إليها الولاياتُ المتحدة على أنها تهديدٌ مباشرٌ لها، ومن أهمها:
التنامي العسكري والاقتصادي الصيني
بلغ الإنفاقُ العسكري الصيني حتى عام 2018 قرابة 250 مليار دولار، بزيادة قدرها 190 في المئة مقارنةً بالإنفاق العسكري في عام 2008، والبالغ نحو 86.3 مليار دولار.
ترافقَ هذا الإنفاق مع إظهار الصين سلوكًا يمكن أن يوصفَ بالخشن إزاءَ بعض المواقف، مثل إنشاء جزرٍ اصطناعية عسكرية في بحر الصين الجنوبي، وادعائِها حقوقًا سياديةً في هذا الجزء الحيوي من العالم استنادًا إلى تبعية الجزر لها. ثم افتتحت الصين في أغسطس 2017 أولَ قاعدة عسكرية لها خارج حدودِها في جيبوتي &- إحدى دول القرن الإفريقي المطلة على خليج عدن &- لتأمين خطوط الملاحة البحرية لسفنِها.
يلاحظ أيضًا خلال السنوات الأخيرة تبني الصين مواقف صريحة في النزاعاتِ الدائرة في أكثر من بؤرة؛ كتصويتها مع روسيا في مجلس الأمن أكثر من مرة، ما يعني التخلي عن حيادِها السياسي الذي تتبعُه عادةً؛ كي تتفرغَ لتمددها الاقتصادي في النظام الدولي.
عليه، إن سياسةُ الصعود السلمي عالميًا التي صاغها المستشارُ السياسي الصيني زينغ بيجان قد لا تصلح لتفسير سلوكِ السياسة الخارجية الحالية، والتي لم تعد تحصر أدواتِها بوسائل القوة الناعمة فقط، لإعادة التموضع عالميًا.
تعاظمُ القوة النووية الصينية
خلافًا للشائع، لا تكتفي الصين بتطوير اقتصادِها فحسب، إنما تعمل على تطوير ترسانتِها من الأسلحة النووية أيضًا، لا سيّما الأسلحة التكتيكية. نقلت الصحيفةُ الإلكترونية الأمريكية "The Hill" عن الأكاديمية الصينية لهندسة الفيزياء قيام الصين بقرابة 200 اختبار لأسلحة نووية تكتيكية قصيرة المدى في بحر الصين الجنوبي بين سبتمبر 2014 وديسمبر 2017، بمعدل 5 اختبارات شهرية، بينما تُجري الولايات المتحدة هذا النوع من الاختبارات مرة واحدة في الشهر، بحسب بيانات المختبر الوطني في كاليفورنيا.
في مقابل ذلك، نشر البنتاغون في يناير 2018 عقيدةً نووية أميركية جديدة تنص على صنع أسلحة نووية ذات طاقة منخفضة &- أي ذات أثرٍ تدميري كبير لكن على نطاق محدود &-لك لردعِ خصومها، وعلى رأسهم الصين وروسيا. ولهذا السبب، انسحبت الولايات المتحدة من "معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى" الموقّعة في ديسمبر 1987 بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي الاتفاقية النووية الثنائية الوحيدة من نوعها، والتي بموجبها يتعهد الطرفان عدم صنع أو تجريب أو نشر أية صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدميرِ كافةِ منظومات الصواريخ التي يتراوحُ مداها المتوسط بين 500 و5500 كم.
كما إن إنهاء العمل بهذه الاتفاقية في أغسطس 2019 بات يهدد مستقبل اتفاقيةٍ أخرى، هي اتفاقية "ستارت&-3" التي تم توقيعُها في أبريل 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا، وينتهي العملُ بها في عام 2021، وليس من المتوقع أن يتمَ تمديدُها فترة جديدة ما لم تحقق واشنطن متطلباتها الأمنية النووية، وهي متطلبات لا تتعلق بالطرف الروسي، إنما بالطرف الجديد الصاعد عسكريًا، أي الصين التي ترغب الولايات المتحدة بـ "جرّها" إلى توقيع اتفاقيات تتحكم من خلالها بالأسلحة النووية الصينية، كمًا ونوعًا.
في الشهر نفسه الذي انتهى فيه العمل بـ "معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى"، كشفَ ترمب عن رغبته في ضم الصين إلى معاهدة جديدة تشمل روسيا. ونقلت مجلةُ "The Economist" عن العميل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية كريستوفر جونسون تحليلَه الذي ربط بين الانسحاب من المعاهدة، وبين التوترات حول بحر الصين الجنوبي؛ إذ إن استمرارَ الصين في تطوير ترساناتها التكتيكية متوسطة المدى هناك يجعلُ من تقيد الولايات المتحدة باتفاقية تمنعها من تطوير قدراتٍ مماثلة أمرًا خطيرًا. وأشارَ جونسون إلى أنهُ يمكنُ الأيام الأولى أن تحددَ مصيرَ أي حرب مستقبلية، وأن امتلاكَ قدراتٍ عسكرية تمكن الولايات المتحدة من الوصول إلى قلبِ الأراضي الصينية يمثل أهميةً كبيرةً بالنسبة للجيش الأميركي في أي مواجهةٍ مع الجيش الصيني. وإذا لم تملك الولاياتُ المتحدة القدرةَ على ضرب قواعد الصواريخ المضادة للسفن، والموجودة داخل الأراضي الصينية، فإن قدراتِها العسكرية في المنطقة ستقتصرُ على قواعدها الموجودة في اليابان، وسيكون إرسالُ سفنها الحربية إلى المياه القريبة من سواحل الصين مخاطرةً غير مضمونة العواقب.
مبادرةُ "الحزام والطريق"
في إطار رغبة الصين في توظيفِ العولمة الاقتصادية خدمةً لمصالحها الحيوية، أعلنَ الرئيسُ الصيني شي جين بينغ في سبتمبر 2013 عن مبادرةِ "الحزام والطريق" المعروفة باسم "طريق الحرير"، والهادفة إلى إنشاءِ شبكة ربطٍ بري وبحري للسلع والخدمات، انطلاقًا من الصين.
بتقدير الخبراء، هذا المشروع قادرٌ على التحول من الأبعاد الاقتصادية المجردة التي تؤكد الصين على إعلانها، إلى أبعادٍ أكثرَ عمقًا تتعلقُ بالتمركز العسكري. وقد حذّر تقييمٌ مفصلٌ نشرتْه وزارةُ الدفاع الأميركية في ديسمبر 2018 من أن طريقَ الحرير مهيأ ليحملَ أبعادًا عسكريةً في حال تمكنت الصين من التواجد العسكري على امتداد خطوط التجارة لتأمين قدراتها الملاحية وضمان مصالحها الاقتصادية.
مع بدء أزمة الفيروس التاجي غربيًا، سارعت الصين إلى استثمارها دبلوماسيًا بطريقة براغماتية تهدف إلى تلميع صورتها أمام دول العالم، مع إصرارها على نفي ما افترضه بعض خبراءُ الصحة من أن مصدرَ الفيروس المستجد هو تناولِ مأكولاتٍ برية وطيور الخفاش في سوقٍ تقليدي صيني! فبعدَ أن تمكنت الصينُ من امتصاص الصدمة الأولى واحتواء الموجة الأخطر للفيروس، سارعت إلى مد يد العون لكثيرٍ من الدول الأوروبية كإيطاليا، التي لم تكتفي بكين بإمدادها بالمعدات الطبية في وقتٍ شحت فيه الإمدادت فحسب، إنما بادرت إلى إرسال كوادرَ صحيةٍ مسلحة بخبرة التعامل مع الوباء في بؤرته الأولى "ووهان"، وعدّت هذه المبادرة جزءًا من بناء "طريق الحرير الصحي" بحسب تعبير الرئيس الصيني صراحةً، خلالَ محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، بعد وصول أولى المساعداتِ الصينية إلى إيطاليا، خصوصًا أن روما هي أول عاصمة من مجموعة السبع الاقتصادية التي قامت بالانضمامِ إلى مبادرة "الحزام والطريق" في مارس 2019، وهو الانضمامُ الذي أثار استنكارًا أميركيًا وأوروبيًا واسعَ النطاق.
تفاقم حدة التوتر
تمثل كل هذه المعطيات وغيرها دلائل مهمة على تفاقم حدة التوتر الصيني الأميركي، هذا التوتر الذي قد يكون محفزًا لتقوم جهات ما في أميركا بتطوير فيروس كورونا المستجد كجزء من حربها الهجينة ضد الصين والتي ابتدأت بالرسوم الجمركية.
في مقابل ذلك، لا ينبغي نسيان أن طبيعة انتشار الفيروس قد تشي بأنه غير مصنع على الرغم من تركيبته العجيبة، وعلى الرغم مما أدلى به الناطق الرسمي باسم الكلية الأميركية لأمراض الحساسية والمناعة، البروفيسور طلال نصولي، الذي عبّر على عجل عن استغرابه من تركيبة الفيروس خلال استضافته على قناة العربية في 8 أبريل 2020، فكل قطعة فيه من RNA مركبة لتدمير عضو في الجسم، متسائلًا: هل هو طبيعي أم لا؟ تاركًا تحديد مصدره للسياسيين.
إلى أن يتم ذلك، على البشرية أن تحبس أنفاسها؛ إذ إن التوصل إلى أدلة دامغة حول تورط مختبر ما في تصنيعه سيؤدي إلى اندلاع حرب مباشرة بعد جولات الحرب الهجينة التي شهدناها.
إعادة الانتعاش
لا يتوقف انشغال دوائر صنعِ القرار في دول العالم خلالَ الوقت الحالي على الكيفية التي يتم تطويرُها وتجريبُها يوميًا لمحاصرة الفيروس والحدِ من انتشاره فحسب، إنما أيضًا تنشغل أيضًا في إنقاذ اقتصادياتها من الركودِ والانكماش، بهدفِ إعدادها للانتعاش لمرحلة "ما بعد كورونا" والتي من غير المعروف متى سيحينُ موعدها.
من هنا، قامت أغلبية الدول على اختلافِ أوزانها السياسية والاقتصادية على الساحة العالمية بضخ تريليوناتٍ الدولارات &- كلٌ بحسْب حجمه وقدرته &- لمعالجة الآثار المترتبة على فرضِ حظر التجول، والحجرِ المنزلي الصحي الإلزامي، وإيقافِ الأنشطة الاقتصادية بشكل عام، وما يتبعُها من تزايدٍ كمي كبير لجيش العاطلين عن العمل، وانخفاضٍ في سيولة القطاعات الاقتصادية المتضررة.
يبدو أن فيروس "كورونا" تحول إلى عاملٍ سياسي واقتصادي سيؤدي إلى تغييراتٍ نوعية وجوهرية في بنية النظام العالمي وتوزُع القوى فيه، كما يجري توظيفُه لإعادة تنظيم توازن القوى بين الفاعلين السياسيين من الفئات الاجتماعية وممثليهم في السلطة السياسية على الصعيد المحلي، وعلى الصعيد الإقليمي أيضًا؛ وذلك من خلال تقييمِ مدى نجاعة التحالفات المالية والمؤسسية في مواجهةٍ هذه الجائحة العالمية.
تناقض أميركي
في الولايات المتحدة الأميركية مثلًا، وبالعودة للوراء بضع سنوات، شكّلت سياساتُ فريق ترمب منذُ دخوله البيت الأبيض في 2017 منعطفًا كبيرًا لموقع الولايات المتحدة على مستوى العالم اقتصاديًا وسياسيًا، وذلك لمجموعةٍ من الأسباب التي كان أهمها عملُ الفريق المذكور على تعزيز المكانة ِالإنتاجية للسلع والبضائع الأميركية بما يضمنُ تعزيزَ مكانة صادرات القطاع الصناعي بالدرجة الأولى، وهذا ما يتطلبُ أيضًا التدخلَ الحكومي في السياسة النقدية، إذ قامَ ترمب منذُ دخوله البيت الأبيض بزيادة الضغط على متخذي القرار في البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفضِ قيمة الفائدة، وهذا ما تحقق خلال عام 2019، حيث جرى تخفيض سعر الفائدة ثلاث مرات بمجموع بلغ ثلاثة أرباع نقطة مئوية، بهدف تعزيزِ تنافسية الصادرات الأميركية أولًا، وخفضِ قيمة العجز في الميزان التجاري ثانيًا.
من هذه النقطة الأخيرة بالذات، ظهرَ التناقضُ والتناحرُ بين الفئة التي تعبرُ عن مصالح الاقتصاد الحقيقي المادي والمتمثلة في ترمب وفريقه الرئاسي وأنصاره من الجمهوريين، وبين الفئة التي تدافعُ عن الدولار وقوته كأداة للنفوذ الأميركي في العالم، والتي يمثلها المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي ومن يقف في صفهم من وسائل الإعلام المحسوبة على الحزب الديمقراطي صاحب العداوة المتفاقمة مع آلية إدارة ترمب للبلاد.
إن التخفيفَ من العجز التجاري الذي تسعى إليه الإدارةُ الأميركية الحالية، والذي من أجله خاض ترمب حربًا تجارية هزّت أركانَ الاقتصاد العالمي، يعني أن كميةَ الدولارات المصدّرة إلى الخارج أقل؛ لانخفاضِ نسبة شراء البضائع من الخارج (الواردات)، ما سيؤدّي إلى فقدان الدولار مكانته الحالية كأول وأقوى عملة احتياطية عالمية.
حُزمة الإنقاذ والتحفيز المالي
في هذا السياق، يمكن عدّ حُزمة الإنقاذ والتحفيز المالي التي أقرّها الكونغرس بأكثر من تريليوني دولار لمكافحة انتشار الوباء، تعبيرًا صارخًا عن رؤيتين متضادتين لإدراة الأزمة، فأساسُ الحزمة يرتكز على طرح سنداتٍ بفائدة تقارب الصفرَ المئوي لمدة 50 سنة بحيث يتمُ ضخُها في الاقتصاد لمساعدة الأسر والأفراد إلى جانب الشركات الصغيرة والقطاعات الأكثر تضررًا، مثل الطيران والسياحة وغيرهما، على ألا تقوم الشركاتُ المستفيدة باستخدام هذه التمويلات لتوزيع الأرباح، وعدم شراء أسهمها التي انخفضت قيمتُها، إضافة إلى عدم دفع جزء من الدعم المخصص كمكافآت نهاية خدمة للمدراء وكبار الموظفين، وعليه تُعْتَبر هذه الحزمة &- الأكبر في تاريخ البلاد &- مختلفةً عن سابقتها التي جرى تنفيذُها في أعقاب أزمة الرهن العقاري، من جهة كونها تستهدفُ قطاعَ الاقتصاد الحقيقي الخدمي والإنتاجي بشكل مباشر، بالتوازي مع ضوابطَ تضمنُ عدمَ تسرب المبالغ المقدمة كدعم إلى خارج عناصر العملية الإنتاجية، على عكس ما تمَ في عام 2008 حيث كان للمصارفِ &- وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي &- اليدَ الطولى في إدارة مرحلة ما بعد الأزمة.
ثم جاءَ فيروس "كورونا" المستجد ليُفاقمَ ما يسميه عالمُ الاقتصاد الروسي فالنتين كاتاسونوف الحرب الاقتصادية بين النخبتين الصناعية والمالية في أميركا، وعليه فإن طريقَ الرئيس الأميركي سيكونُ طويلًا إذا أرادَ تنحية الاحتياطي الفيدرالي عن المشهد العام لصناعة القرار في الولايات المتحدة؛ إذ لا يمكن المغامرة بمكانة الدولار في الاقتصاد العالمي، خصوصًا أنها تعدّ من أكثر الملاذات الاستثمارية أمانًا على مستوى العالم.
هذا ما يسمح لنا بالاعتقاد أن الإدارةَ الأميركية الحالية تخلت حاليًا عن فكرة تخفيض قيمة الدولار نظرًا للظروف التي تمر بها البلاد، علمًا أن قيمتَه تُسجل ارتفاعًا مقابلَ العملات الأخرى على الرغم من تخفيض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ليترواح بين صفر و 0.25 للمساعدة في مواجهة الآثار الاقتصادية القاسية للوباء، ما يشكلُ إفشالًا لرؤية ترمب المتطلعة إلى تعزيزِ تنافسية الصادرات الأميركية.
عملت النخبةَ المالية في الولايات المتحدة، وما تزال، على إلصاق جميع التداعيات الاقتصادية السلبية المترتبة على الفيروس بما في ذلك سرعة تفشيه في الولايات والمدن الأميركية، بالرئيس ترمب وفريقه، بهدف إحباطِ مساعيه للفوز بولايةٍ ثانية بعد الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في مطلع نوفمبر 2020.
خلافات أوروبية متفاقمة
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فقد بات هذا الكيان يواجه اليوم أعظمَ تحدٍ له منذ تأسيسه، بحسْب تصريحات العديد من قادته؛ إذ تَصدرَ وسائلَ الإعلام حول العالم الحديثُ عن تذمر الدول الأوروبية الأكثر تضررًا من تفشي فيروس "كورونا" المستجد من الإجراءات المتخذة من قبل بروكسل من أجل التعامل مع الأزمة.
تتفاعلُ القارةُ الأوروبية مع أزمة تفشي الفيروس في الوقت الذي تتعاظمُ فيه وجهاتُ النظر المشككة بمدى نجاحِ الوحدة الأوروبية في خلْق تناغمٍ بين أعضاء الاتحاد على الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، بالتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد في نهايةِ يناير 2020، أي قبلَ ضرب الفيروس للقارة بفترة وجيزة، وما سبقَه خلال السنواتِ الأخيرة من اتساع القاعدة الشعبية للتيارات اليمنية التي لم تؤمنُ بالوحدة الأوروبية أصلًا.
أما على صعيد الملفات الأخرى المتعلقة بالهجرة، والموازنة، والتحالفات الخارجية وغيرها، فقد فاقمت أزمة "كورونا" الخلافاتِ بين أعضاء البيت الأوروبي، وبالأخص بعد رفضِ كل من ألمانيا وهولندا مقترحَ تسع دول، في مقدمها فرنسا وإيطاليا، لإصدارَ سندات دَيْن تحت مسمى "سندات كورونا" بفائدةٍ تقاربُ الصفر المئوي، حيث تحصل الدولُ المتضررة من خلالها على مبالغَ مالية تساعدها في مكافحة الجائحة، وحل ما سيترتبُ عليها من أزمات في المرحلة القادمة.
عالم متفكك
بحسب مفوض الاقتصاديات بالاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني، ستحتاج دول الاتحاد إلى 1.63 تريليون دولار لمجابهة الجائحة وتبعاتها، ما يطرح التساؤل عن منطق توزيع هذا المبلغ على الدول المتضررة، خصوصًا بعد توقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاديات منطقة اليورو بمقدار 7.5 في المئة، نظرًا إلى تفاوت حجم "المناعة الاقتصادية" بين دول الاتحاد.
تعدّ أغلب دول الاتحاد الأوروبي &- حتى الآن &- الأكثرُ تضررًا على جميع المستويات والمجالات بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، مقابل دولٍ أخرى تمكنت من احتواء آثار الأزمة، مثل الصين وكوريا الجنوبية وألمانيا، وهذا ما يمنحُها الفرصةَ لترقب الحوادث والسعي للاستفادة منها إلى الحد الأقصى.
إن انتهاءَ الأزمة الحالية المتعلقة بكيفية التعامل مع التبعاتِ الاقتصادية والاجتماعية للفيروس بشكلٍ منفصلٍ عن مسألة تفشيه سيكونُ مرهونًا بإيجاد العلاج أو اللقاح أو بكليهما معًا، علمًا أنه لا يمكن البتُ -حتى اللحظة - بأمر الفيروس مخبريًا من حيث منشأه وطريقة ظهوره، إلا أنه من شبهِ المؤكد أن الفيروس سيشكلُ أفضليةً لبعض الأطراف الدولية للتنافس الجيوستراتيجي على قيادة العالم.
بناءً على ما سبق، وفي ظل عدم سماح دول عظمى مثل الولايات المتحدة وألمانيا للصين بأن تكونَ القطبَ الأقوى والأكثرَ نفوذًا على الصعيد العالمي، وفي حال لم تنجرف الأمور إلى حرب نووية مدمرة، فإن العالم مقبل على تفكك وانقسام تلقائي إلى أقاليمَ اقتصادية وسياسية، بحيث تتسيدُ دولةٌ ما كلَ إقليم وتقومُ بتمثيله أمامَ الأقاليم الأخرى.
غير أن هذا لن يحدثَ إلا بعد معرفة المنتصر في صراع النخب في الولايات المتحدة من جهة، وبعد تبلور مصير الاتحاد الأوروبي الذي بات مهددًا بالانهيار نتيجة تصاعد حدة الخطاب المنتقد لبروكسل من جهة ثانية. كلُ هذا يجبُ أخذُه بالحسبان على امتداد فترة زمنية لا يمكن التكهن بموعد نهايتها، ولا بشكل هذه النهاية.
التعليقات
يا رباااااااه
محمد منصور -التنامي العسكري والاقتصادي الصيني:بلغ الإنفاقُ العسكري الصيني حتى عام 2018 قرابة 250 مليار دولار، بزيادة قدرها 190 في المئة مقارنةً بالإنفاق العسكري في عام 2008، والبالغ نحو 86.3 مليار دولار.
معلومات في غاية الخطورة
علي الرماني -مبادرةُ "الحزام والطريق": في إطار رغبة الصين في توظيفِ العولمة الاقتصادية خدمةً لمصالحها الحيوية، أعلنَ الرئيسُ الصيني شي جين بينغ في سبتمبر 2013 عن مبادرةِ "الحزام والطريق" المعروفة باسم "طريق الحرير"، والهادفة إلى إنشاءِ شبكة ربطٍ بري وبحري للسلع والخدمات، انطلاقًا من الصين.
Yes, China will be a great power in the world
Samer Nawaf -In light of the fact that superpowers such as the United States and Germany do not allow China to be the strongest and most powerful pole in the world, and in the event that matters do not drift into a destructive nuclear war, the world is heading towards the disintegration and spontaneous division into economic and political regions, so that a country prevails over every region and rises By representing him in front of other provinces.
كيف لا .. وكل هذه المعوقات تواجه القارة العجوز .. بل العالم أجمع
محمد النبهاني -ستحتاج دول الاتحاد إلى 1.63 تريليون دولار لمجابهة الجائحة وتبعاتها، ما يطرح التساؤل عن منطق توزيع هذا المبلغ على الدول المتضررة، خصوصًا بعد توقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاديات منطقة اليورو بمقدار 7.5 في المئة، نظرًا إلى تفاوت حجم "المناعة الاقتصادية" بين دول الاتحاد.
اي اتحاد تتكلم عنه .. صار مفكك بعد كورونا
على السامرائي -مصير الاتحاد الأوروبي بات مهددًا بالانهيار نتيجة تصاعد حدة الخطاب المنتقد لبروكسل
صدام التنين الصيني مع النسر الأمريكي بمباركة الدب الروسي
عابرة سبيل أمريكية -جاءَ فيروس "كورونا" المستجد ليُفاقمَ ما يسميه عالمُ الاقتصاد الروسي فالنتين كاتاسونوف الحرب الاقتصادية بين النخبتين الصناعية والمالية في أميركا، وعليه فإن طريقَ الرئيس الأميركي سيكونُ طويلًا إذا أرادَ تنحية الاحتياطي الفيدرالي عن المشهد العام لصناعة القرار في الولايات المتحدة؛ إذ لا يمكن المغامرة بمكانة الدولار في الاقتصاد العالمي، خصوصًا أنها تعدّ من أكثر الملاذات الاستثمارية أمانًا على مستوى العالم.
حرب نووية
Gamp -نعم ربما يحدث حرب نووية بسبب كورونا وربما تخمد الامور على حرب اقتصادية فقط
MoAsd_ne
Asaad -انقساك اوروبا واقع لا محالة وكورنا اظهرت كدى تفكك الاتحاد الاوروبي
الاتحاد الأوروبي
غيداء -مقال متميز ورائع
التهديد النووي
دكتور إسماعيل النجار -يبدو أن التهديد النووي الذي جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أثار ذعر الكثير من الناس، الذين أخذوه على محمل الجد وبدأوا بالفعل في الإعداد للحالات طارئة التي قد ينجم عنها دمار، فيما أنعش تجارة "مطوري الملاجئ".
مخاوف امريكية
دعاء الخياري -وكان المطورون الذين استشعروا مخاوف الأميركيين من احتمال وقوع كارثة طبيعية أو نووية أو "نهاية العالم"، قد عملوا على تلبية هذه المخاوف عبر إنشاء ملاجئ تلبي كافة الأذواق و"الأموال" أيضا.
نهاية العالم
المسعودي -لمن يخاف وقوع حرب نووية أو نهاية العالم، فإنه يستطيع أن يختار الملجأ المناسب له وفقا لإمكانياته المادية، فهناك الملجأ الذي يصل سعره إلى 25 ألف دولار، أو إذا كان الشخص ثريا بما فيه الكفاية، فإنه يستطيع اختيار ملجأ يقدر بحوالي 3 ملايين دولار.
ملاجيء
درويش -بعد أن قام بعض المطورين بتحويل 575 ملجأ عسكريا إلى ملاجئ تتسع لأكثر من 5 آلاف شخص، لتصبح أكبر مجمع من نوعه على الأرض فهذا دليل على احتمالية وقوع حرب نووية
حماية عسكرية
خالد مسعود -قد أنشأت شركة متخصصة في بناء الملاجئ، 3 مجمعات مجهزة لمواجهة "نهاية العالم"، تتسع لنحو 10 آلاف شخص، وقام عدد من الساكنين فيها بتشكيل وحدات حماية عسكرية "من أجل البقاء" خشية وقوع هجمات تستهدفهم، ويساعدون السكان الجدد على التدريب للدفاع عن أنفسهم.
نهاية العالم والحرب النووية
نوران أحمد -واحدة من الروايات التي دارت حول نهاية العالم كانت رائعة الروائى الأمريكي جيمس فان بيلت "صيف نهاية العالم" والصادرة عام 2006، وتدور أحداثها حول وباء لعين سوف ينتشر ويتسبب في تسرب إشعاع من محطات الطاقة النووية مما يؤثر على البشر ويقتلهم.
محاصيل ستنقذنا
عهود -في حالة الحرب النووي، يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة بالمحاصيل التي لا تحتاج إلى الكثير من الضوء مثل الفطر والأعشاب البحرية.
مواجههة نووية
سعود المنصور -تشير التقديرات الفنية إلى التأكيد على أن أي مواجهة نووية سوف تتسبب في معاناة إنسانية حادة وعلى مستوى واسع لم يتم رصده منذ عهد الحرب العالمية الثانية. بل ومن المؤكد أيضا أن التكنولوجيا النووية تطورت كثيرا منذ ذلك الحين ومن المرجح أن يفوق حجم الخسائر والدمار الناتج عن الضربة النووية المستقبلية ما شهدته سنوات الحروب العالمية السابقة بمراحل.
قننبلة نووية
د. عماد عبد التواب -نحن على وشك كارثة لو حدثت حرب نووية كما تقول استاذ حسن ولإدراك حجم كارثة استخدام قنبلة نووية في منطقة تعج بالمدنيين أعد مؤرخ الشؤون النووية أليكس ويليرستين تصورا افتراضيا لسقوط قنبلة نووية على العاصمة الأميركية واشنطن، واستخدم في تصوره القنبلة التي أجرت عليها سلطات كوريا الشمالية تجربة في سبتمبر (أيلول) 2017 وتبلغ قوتها التدميرية نحو 140 كيلوطن.
خطير
سماهر -مقال ملم بمعلومات خطيرة ومتقنة بوركت
ومضات مرعبة
نسرين حسن -وفقا للعلماء والخبراء في المجال النووي، التبعات المترتبة على توجيه ضربة نووية ستفوق كل ما جاءت به أفلام الرعب والكوارث التي أنتجتها السينما العالمية، والتي يعتبرها العلماء «متفائلة» في توقعاتها بالنسبة لمرحلة ما بعد المواجهة العسكرية النووية.
اثر الحرب النووية
امير الرفاعي -ففي حالة الحرب النووية، سيتم استهداف المدن والمناطق الصناعية، بما سيؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الأدخنة نتيجة لاحتراق هذه المناطق، وستصعد هذه الأدخنة إلى طبقة الغلاف الجوي «سترانوسفير» المحيطة بكوكب الأرض، حيث ستبقى لسنوات في حال عدم تدخل الأمطار لغسلها، وبتمددها من منطقة إلى أخرى حول العالم إثر ارتفاع درجات حرارتها، ستنجح هذه الأدخنة في حجب أشعة الشمس عن القسم الأكبر من كوكب الأرض، وبالتالي، فالعالم سيشهد درجات حرارة بالغة التدني ومعدلات ترسيب متراجعة، بما سيقلص الإنتاج الزراعي حول العالم، ويمهد لانتشار المجاعة خلال سنوات قليلة.
سيناريو مخيف
دكتور عطا عبد الظاهر -ويمكن للتبعات أن تصبح أكثر سوءا، فتراجع المتوفر من المواد الغذائية سوف يقفز بالأسعار، وبالطبع ستقع مواجهات وحتى حروب على مستوى العالم حول الموارد المتوفرة، ويمكن أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر بحيث تقع حرب نووية ثانية في محاولة من الدول للسيطرة على مزيد من موارد الغذاء والمياه، قد يبدو هذا سيناريو مخيفا، لكن الأمور ممكن أن تتحول إلى ما هو أكثر رعبا.
الشتاء النووي
د. محمود زكي -سيناريو نهاية العالم في حالة الحرب النووية هو ما يعرف بـ«الشتاء النووي»، ولكن حتى يتحقق هذا السيناريو، فيتوجب ذلك مواجهة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم وهما الولايات المتحدة وروسيا اللاتي تملكان 6450 و6850 رأسا نووية بالترتيب، ووقوع سيناريو «الشتاء النووي»، يتطلب إطلاق أميركا وروسيا ألفي رأس نووية من كل جانب لتستهدف مدنا وأهدافا رئيسية، وكل دولة ستحاول إسقاط الأخرى ومعهما سيسقط الجانب الأعظم من الإنسانية.
المواجههة النووية
احمد سلامة -لكن تبقى حقيقة أساسية أن نشوب حرب نووية سوف يؤثر بشكل مؤكد على حياة مئات الملايين أو المليارات من البشر، والذين لن يكونوا بالضرورة متواجدين بشكل مباشر بساحة المواجهة النووية، فآثارها ستصيب كل من هم على كوكب الأرض، ولذلك لا يريد البعض المجازفة بنشوب مثل هذه الحرب، ويبذلون كل ما هو متاح من أجل ذلك.
الدخان الاسود
المهندس -لو نشبت الحرب النووية فإن أسوأ النتائج بعيدة المدى لنشوب مثل هذه المواجهات تكمن في «الدخان الأسود»، بالإضافة للغبار والجزيئات المختلفة التي سيحملها الهواء بعد أن تفرزها الضربة النووية.
اكثرمن سيناريو
سعد بن مالك -مع تفشى فيروس كورونا كوفيد 19 فى عدد كبير من دول العالم، وحالة الفزع والهلع التى انتابت الجميع، اصبح الاعتقاد بقرب نهاية العالم وفناء الحياة البشرية من على هذا الكوكب هو السائد، واتجه الجميع للبحث والتدقيق فى السيناريوهات والمتخيلة لنهاية العالم، من بين عدة سيناريوهات يتمسك كل طرف فيه برائيه.
الحرب النووية خيار قديم
محمد الشرقاوي -قبل ظهور الكورونا كان الحديث عن الحرب النووية أو الحرب العالمية الثالثة، هى الاعتقاد السائد منذ فترة كبيرة حول قيام حرب نووية بين دولتين عظمتين تسبب فى فناء البشرية، ويعتقد الخبراء، أن أى حرب محتملة سوف تتسبب في معاناة إنسانية حادة وعلى مستوى واسع لم يتم رصده منذ عهد الحرب العالمية الثانية. بل ومن المؤكد أيضا أن التكنولوجيا النووية تطورت كثيرا منذ ذلك الحين ومن المرجح أن يفوق حجم الخسائر والدمار الناتج عن الضربة النووية المستقبلية ما شهدته سنوات الحروب العالمية السابقة بمراحل.
فناء البشرية بالاوبئة
masood -فناء البشرية بالأوبئة لم يكن بعيدا عن البشر، فانتشار الأوبئة والأمراض مثل الطاعون فى زمن قديم والإيبولا وفيروسات الإنفلونزا المُختلفة أظهر أن إمكانية فناء العالم بواسطة أحد الأمراض أمر ممكن جدا نظرا لسرعة انتقال بعض الأمراض.
كورونا ونهاية العالم
د. خلود -وبعيدا عن المعتقدات الدينية، ويوم الساعة الذى يؤمن به أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاث، يصبح السؤال الأهم هل غيرت جائحة كورونا بحسب ما وصفته منظمة الصحة العالمية، سيناريوهات نهاية العالم المختلفة؟
كورونا ليس اول وباء
قدري منصور -كورونا ليس أول وباء يضرب الأرض، وربما لا يكون الأخير، لكن الشاهد أنه هاجم البشر وهم فى قمة تقدمهم العلمى والتكنولوجى، وبينما كان التنافس بين الصين وأمريكا على أشده، وفى اللحظة التى كانت فيها واشنطن تسعى بعد فراغها من بسط نفوذها وسيطرتها على الكثير من بقاع العالم إلى الهيمنة على الفضاء عبر إنشاء قوة فضائية أمريكية جاء هذا الفيروس ليهدد الحياة على الكوكب بأكمله.
طبول الحرب
العمدة -طبول الحرب العالمية الثالثة تدق منذ بداية انتشار كورونا
امريكا القوة العظمي
علا غانم -كورونا جاء ليفاقم على السطح الخلافات الضخمة بين أمريكا القوة العظمى الأولى فى العالم اليوم، وبين التنين الصينى الصاعد بقوة الصاروخ نحو المنافسة بقوة على اعتلاء عرش الأرض عبر معدلات إنتاج ونمو اقتصادى بالغة الضخامة.
تقليص حجم الخسائر
منير -أمريكا القوة رقم 1 على المسرح الدولى اليوم تسعى لاستثمار ما يجرى فى تحقيق أكبر قدر من المكاسب عبر ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فهى تسعى لإلحاق أكبر قدر من الضرر بصورة بكين عبر إتهامها بالمسئولية عن ظهور فيروس مازلنا نجهل عنه أكثر مما نعرف ، وفى الوقت نفسه فإن ترامب يحاول فى المقابل جاهدا تقليص حجم خسائره أمام كورونا حتى لاينهى الفيروس أسطورة القوة العظمى القادرة على حماية مواطنيها فوق أى أرض ، وتحت أى سماء .
اختطاف التجهيزات الطبية
خلودي -نحن في عدة حروب غريبة وليست النووية فقط شهدنا حربا من نوع جديد لاختطاف الطائرات المحملة بالتجهيزات الطبية، حيث استولت السلطات التركية على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية جونزاليس لايا، إن الحكومة التركية تحتجز فى أنقرة شحنة من الإمدادات الطبية تم شراؤها من الصين قادمة لإسبانيا
طاعون العصر
تمارا -لم يفرق كورونا "طاعون العصر" بين دول غنية وأخرى فقيرة، أو بين القارتين الأكثر تقدما أوروبا وأمريكا الشمالية، والقارة المكافحة آسيا والقارة الأكثر شقاء إفريقيا، حيث هاجم الجميع بضراوة من قمة الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب حتى بات على الأرض أكثر من مليون مصاب بداء، ومازال العلماء عاجزين حتى اللحظة عن فك شفرته.
مواجهة الخطر
هند مسعود -مع كارثة كورونا بدلا من أن يحوله العالم إلى مناسبة للتوحد معا فى مواجهة الخطر، يبدو أن بعض دول العالم مصرة على أن تجعل الفيروس سببا فى حرب جديدة تدق طبولها اليوم .
أسعار النفط والحرب
سولافة -تدخل أمريكا فى الحرب العالمية الثانية كان السبب فى انتصار الحلفاء وقلب دفة الأمور، تصاعد من حينها الدور الأمريكى على الساحة الدولية وورثت مناطق نفوذ إمبراطورية بريطانيا العظمى، كما هيمنت على المنظمات الاقتصادية الدولية وجعلت الدولار العملة الدولية بعد ربط أسعار النفط به. اليوم يتراجع الدور الأمريكى وسيتراجع معه تأثيرها على الاقتصاد العالمى، لم تقم أمريكا بدورها كدولة عظمى بل بدت الإدارة الأمريكية عاجزة عن الوفاء بالتزامات الوقاية الصحية تجاه شعبها.
بقاء الحال من المحال
دكتور يوسف فادي -التاريخ يخبرنا أن بقاء الحال من المحال، وان الدول التى اطمأنت إلى تفوقها وهيمنتها تفقد تلك المزايا مع الوقت بسبب صدأ النظام وافتقاد المجتمع لجدية العمل وروح المنافسة، وتفاجأ هذه الدول بصعود دول أخرى تأخذ مكانها ومكانتها. على مدار التاريخ كان ذلك يحدث عقب حروب كبرى وصراعات طاحنة بين الدول، لكن هذه المرة الحرب مختلفة، لكن النتائج واحدة. فيروس كورونا كان المسمار الأخير الذى دق فى نعش النظام العالمى القائم والذى أثبت عدم صلاحيته للمستقبل. أظهرت جائحة كورونا بوضوح مناطق القوة والنفوذ الصاعدة فى مقابل تراجع مناطق أخرى.
عجز الاتحاد الاوروبي
ناريمان خيري -كما أظهرت الجائحة عجز الاتحاد الأوروبى عن إدارة الأزمة بشكل مركزى، وترك الأمر مرهونا بإدارة حكومات الدول الأعضاء، فى حين استطاعت الحكومة الألمانية إدارة الموقف بجدية وفاعلية وجاهزية عجزت إيطاليا تماما، وأصبحت معايير الاتحاد الاوروبى وكلمة «المواطن الأوروبى» محل اختبار، فما فعلته دولة التشيك حين صادرت مساعدات صينية طبية كانت متجهة إلى إيطاليا، جعل الحديث عن التعاون الأوروبى والقيم الأوروبية شعارات هشة أمام الأزمات الحقيقية ومخاطر الوجود.
لن تنسى
عبد الله مسعد -إيطاليا لن تنس خذلان دول من الاتحاد الأوروبى لها فى محنتها، ويمكن التنبؤ بخروجها من الاتحاد الأوروبى بحثا عن تحالفات جديدة أكثر فاعلية ومصداقية، ويمكن أن تجد فى الصين بديلا عن المنظمة الإقليمية وخاصة أن إيطاليا أول بلد فى مجموعة السبع تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، ولقد وقعت مع الحكومة الصينية والإيطالية مذكرة تفاهم فى هذا الشأن فى مارس من العام الماضى، ولقد ساندت الصين إيطاليا فى محنتها مع فيروس كورونا الذى أودى بحياة آلاف الإيطاليين.
اتفاقيات الدول
متفائل بالخير -التحالف الاستراتيجى التاريخى بين اوروبا الغربية وأمريكا إلى زوال، وسيقوم على أنقاضه تحالفات جديدة ستنقسم أوروبا على إثرها من جديد، وهو ما عبر عنه بوتين فى خطابه أمام قمة منظمة شنغهاى الأخيرة،حيث ركز على ضرورة تعزيز دور المنظمة فى تشكيل النظام العالمى، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات حول التعاون فى مجال وسائل الإعلام والتكنولوجيا المعلوماتية وخريطة طريق للأعمال المستقبلية، للفكاك من الهيمنة الأمريكية على هذه القطاعات.
هل استعد العرب للحرب؟
هنا الزاهد -السؤال المهم الآن: هل استعد العرب للقادم؟ هل لدينا خطة استراتيجية لمستقبل ما بعد كورونا، ومعايير الانحياز والانخراط فى هذا النظام العالمى الجديد، ماذا سنقدم للعالم فى مقابل أن نكون شركاء وليس تابعين؟، أسئلة وجودية علينا أن نبدأ فى الإجابة عليها.
مصر والحرب
مصري -تكوين تحالف جديد يضم شمال أفريقيا والمتوسط الأوربي من الممكن أن يكون له دور مهم وقوة اقتصادية هائلة ويكون لمصر الدور الأهم فيه بحكم التاريخ والجغرافيا والموارد البشرية والطبيعية والسياحية والغاز.
الاقتصاد الامريكي يترنح
احمد النوناني -لا شك بأن الامبريالية الامريكية تعيش حاليا أياما هي الاصعب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق ، حيث يترنح الاقتصاد الامريكي تحت ضربات كورونا وينضم عشرات ملايين الناس الى جيش العاطلين عن العمل وتفلس شركات كبرى نفطية وغير نفطية ويفقد نمط الحياة الامريكي بريقه امام الشعب الامريكي نفسه بعد ان فقده امام العالم منذ وقت طويل بسبب طابعه غير الاخلاقي وغير الانساني والعنصري.
مستقبل فلسطين
محمد الساري -وبسبب صمود كوبا وأيران وفنزويلا وسوريا وفشل المؤامرات التي تحيكها واشنطن لاسقاط انظمتها المعادية للامبربالية واستبدالها بأنظمة اخرى عميلة وتابعة وايضا بسبب فشل ادارة ترامب في تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التصفوية لحساب اسرائيل وبسبب زيادة منسوب الكراهية للسياسة الامريكية في مختلف القارات فأنه بات يوجد قلق كبير لدى الدولة الامريكية العميقة على مستقبل الامبراطورية الامريكية ومكانتها في اطار للنظام الدولي القادم الآخذة ملامحة بالتشكل.
الصين دولة نووية كبري
حامد جبر -وبالعودة الى الحرب العالمية فان الدولة الامريكية العميقة تدرك بأن الصين دولة نووية جبارة ولذلك فأنه في حال نشوب حرب معها فانه لا احد يستطيع ان يضمن بان لا تتدحرج تلك الحرب الى نووية الامر الذي سيؤدي الى دمار البلدين وربما الى زوالهما عن الخارطة.
الرسوم الجمركية
هند الهدلق -حرب الرسوم الجمركية سيزداد بمجرد فتح المجال الجوي
الخطر قائم
Hoop -مازلت ارى ان الصين لاتزال في دائرة الحطر ولم تنجح فى القضاء على الوباء
ترسانة نووية
Basha -اتفق معك الصين تطور ترسانتها النووية وبقوة
الكرونا فيروس طبيعي
Abdelmenem -من المرجح أن الكرونا هو فيروس طبيعي ليس مصنوعاً في المختبرات, ولو أنه كذلك أعتقد لتم تطويره بشكل يجعله أكثر فتكاً فكل من فيروس سارس ومارس كانا أكثر فتكاً من الكرونا. ولكن الصين استغلت الفرصة, وبدأت منذ البدايات الأولى تضع خططها للاستفادة من المواقف المتغيرة ومحاولة بث معلومات مغلوطة تسببت في هذه الأزمات, ولو أنها اتسمت بالشفافية لاختلف الأمر, لكن هي أرادت الوصول لأهداف معينة من جراء كل هذا. فحولت المحنة لمنحة.لكن السؤال الآن: هل ستوقع على الصين عقوبات تكلفها مليارات بل تريليونات الدولارات؟
الصين هي الرابح الأكبر من أزمة كرونا
Eman rahma -توصيف أكثر من رائع للمشهد في هذه الورقة البحثية, وحقاً ارتفاع استعدادات الصين العسكرية ورفع معدل الإنفاق العسكري بهذه النسبة المتضاعفة يوحي بنواياها, كما أنه من الواضح أن الصين هي الرابح الأكبر من أزمة كرونا.
الحرب قادمة
Noga ali -أمريكا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبات العالم مقسم لكتلتين عظمتين أمريكا والاتحاد السوفيتي سعت بكل ما أوتت من قوة لتدمير تلك التكتل لتصبح القطب الأوحد والمهيمن, وبعد طول العقود تعود الصين كقوة عظمى منافسة لأمريكا وأمريكا لن ترضى أبداً بذلك, ومن ثم فالحرب قادمة أياً كان شكلها سواء حرب بيولوجية أو عسكرية أو غيرها من أشكال الحروب الجديدة مجتمعين. فكل قطب سيحشد كافة أسلحته, والأطول نفساً وأقوى اقتصاداً هو من سينتصر في النهاية.
تفكك الاتحاد الأوربي
Mahmoud rahma -لا أرى أن الاتحاد الأوربي سيستمر طويلاً لاسيما بعد انفصال الكتلة الأكبر والقوة الاقتصادية الأعظم في أوروبا )بريطانيا) عنه, بريطانيا التي كانت تقدم دعماً هائلاً وميزانية كبرى, بات الآن الاتحاد الأوربي أضعف, ومن المحتمل بعد تداعيات الكرونا أن تحدث تفككات كبيرة لاسيما بعد ما مرت به اليونان وأحداث إيطاليا مؤخراً.
الحرب النووية
محمد عبد المنعم -قيام حرب نووية معناها دمار العالم. ولو حدث ذلك وهذا وارد فستكون نهاية العالم.
قوة القطب الواحد
أميرة عبد المنعم -منذا انتهاء الحرب الباردة وسقوط صور برلين ٨٩ وتفكك الاتحاد السوفيوتي والعالم تحكمه قوة القطب الأوحد (أمريكا) وآن الأوان لأن يتغير المشهد. فالأمم تنمو وتنهض وتصل لمرحلة النضوج ثم تتراجع, والآن لدينا الصين كقوة اقتصادية عظمى مناظرة للولايات المتحدة, يمكنه أن تغير كثيراً من موازين القوى في العالم.
عذراً ، هذا جمع و لصق أخبار ، و ليس تحليل
Namek -أبعد كل هذا الوقت و الجمع و التحليل ، هذا هو الاستنتاج : ( كلُ هذا يجبُ أخذُه بالحسبان على امتداد فترة زمنية لا يمكن التكهن بموعد نهايتها، ولا بشكل هذه النهاية.) .. و فسر الماء بعد الجهد يالماء..المناسبة ما أكثر هذه التحليلات في هذه الأيام..