أخبار

لتجاوز الأزمةحالة طوارئ في أوساط الجاليات الإسلامية الأميركية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف- نبيل شرف الدين: أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) وهو أحد أكبر المنظمات المسلمة الأميركية المسؤولة عن الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في أميركا، أنه حول جميع نشاطاته وركز كل موارده لمساعدة ضحايا التفجيرات ومسلمي أميركا على تخطي الأزمة التي تتعرض لها أميركا من جراء الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الولايات المتحدة الذي خلق موجه عارمة من الحزن والغضب وعدم الأمان بالأوساط الإعلامية والشعبية والسياسية الأميركية، ويقول المسئولون بالمجلس في بيان تلقت (إيلاف) نسخة منه ، أن ما يمر به المسلمون الأمريكيون في الساعات الحالية هو لحظات هامة في علاقتهم مع مجتمعهم الأمريكي وحالة من الطوارئ الغير معلنة.
ويقول المجلس أنه يعمل حاليا على مساعدة المسلمين الأمريكيين على مستويين، أولهما تنظيم اتصالات المسلمين الأمريكيين بالإعلاميين والسياسيين الأمريكيين للتعزية في ضحايا الحوادث الإرهابية الأليمة وعرض خدماتهم لمساعدة ضحايا تلك الحوادث، وثانيهما تنظيم ردود فعل المسلمين لموجة العداء للإسلام والعرب التي تسود بعض الأوساط الإعلامية والشعبية بسبب تكهنات بعض الإعلاميين بأن مرتكب الحادث هم عرب أو مسلمون.
وعن جهود المجلس في إيضاح موقف المسلمين الأمريكيين للإعلام والرأي العام الأمريكي تجاه الأحداث الجارية، فقد عقد المجلس بالتعاون مع المنظمات المسلمة الأميركية الكبرى مؤتمرا صحفيا صباح اليوم أمام أحد عيادات التبرع بالدم التابعة للصليب الأحمر عبروا فيه عن أسفهم وشجبهم للحادث الذي تعرض له أبناء وطنهم كما عبروا عن سعيهم العملي للمساعدة أميركا على تخطي هذا الفترة التاريخية الأليمة، وكانت المنظمات المسلمة قد كررت شجبها للحادث أكثر من مرة خلال الساعات السابقة حيث أصدر مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي (AMPCC) والذي يجمع في عضويته أكبر المنظمات المسلمة الأميركية السياسية بيانا صباح الأثنين الماضي شجب الحادث الإرهابي الأليم، كما بعث المجلس خطابا إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء الإثنين يعزيه في الحادثة ويطالبه بتوحيد الأمريكيين ضد خطر الإرهاب لتخطي ما حدث على ألا يعتمدوا في أحكامهم على أي تنبؤات أو تكهنات ظنية أو منحازة. كما أصدرت العديد من المؤسسات المسلمة بيانات شجبت فيها الحادث.
كما طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) المسلمين الأمريكيين إلى إتخاذ المبادرة في الإتصال بالإعلام الأمريكي لإدانة الحادث ودعاهم أيضا إلى إتخاذ خطوات عملية لمساعدة ضحايا هذا الحادث مثل التبرع بالدم وإرسال الأطباء والمساعدات الإغاثية كدليل على رغبتهم في مساعدة الضحايا المسلمين ولخلق قصص واقعية للإعلام الأمريكي مما قد يساعد على موازنة القصص الإعلامية السلبية العديدة التي تملأ الإعلام الأمريكي في الفترة الحالية.
ومنذ لحظات مبكرة صباح الاثنين بدأ مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في تكثيف إتصالاته الشخصية بالإعلام الغربي والمسئولين الأمريكيين لشرح موقف المسلمين مما حدث وقد خصصت الشخصيات الإعلامية بكير جانب كبير جدا من وقتها في عقد عشرات المقابلات الصحفية مع وكالات إعلامية أمريكية وعالمية لشرح رأي المسلمين الأمريكيين تجاه ما يحدث، في الوقت الذي بدأ فيه القسم السياسي بكير جهودا مستمرة لحشد تأييد بعض السياسيين الأمريكيين بالكونجرس والمؤسسات السياسية الأمرريكية لمواقف المسلمين الأمريكيين تجاه ما يحدث، كما تعمل كير أيضا على توحيد جهود المنظمات المسلمة الأميركية في مواجهة الأزمة الحالية.
وسوف يرسل المجلس في الساعات القليلة القادمة إقتراحات مفصلة إلى مؤيديه بمختلف أنحاء الولايات المتحدة حول أساليب تقديم وجهة نظرهم للإعلاميين والسياسيين الأمريكيين.
ومن ناحية أخرى يقول السيد نهاد عوض مدير كير " أن تعامل المسلمين الأمريكيين والإعلام الأمريكي مع الأزمة الحالية يكشف عن نضج واضح في العلاقة بين الطرفين، حيث إتسمت بحرص وتقدير واضح مقارنة بما حدث في عام 1995"، ويقول السيد نهاد عوض أن العلاقة بين المسلمين الأمريكيين ومجتمعهم الأمريكي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية وقال " أن الحفاظ على ما بناه المسلمون الأمريكيون من علاقات إيجابية مع الجماعات الأميركية الأخرى هو من مصلحة مسلمي وأمريكي العالم"، وصرح السيد عمر أحمد رئيس مجلس إدارة كير قائلا "أن من المفارقة أن يحدث هذا الحادث الأليم قبل ساعات معدودة من اللقاء الذي كان من المقرر عقده بين الرئيس الأمريكي جورج بوش وقادة المنظمات المسلمة الأميركية"، وكان البيت الأبيض قد عمل خلال الشهرين الماضيين على تنظيم لقاء بينه وبين القادة المسلمين، وأضاف السيد عمر أحمد قائلا "فوجئ القادة المسلمون الذي قدموا إلى واشنطن من مختلف الولايات الأميركية في ساعات مبكرة من صباح الأثنين الماضي لمقابلة الرئيس الأمريكي بوقوع الحادث الإرهابي الأليم الذي دفع بوش إلى تغيير برنامج عمله كلية وخلق موجة عداء للإسلام بالإعلام الأمريكي".
وينفق مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) جزءا كبيرا من طاقته في توثيق حوادث الإعتداء على المسلمين الأمريكيين ومؤسساتهم وفي تقديم نصائحه الأمنية والإعلامية للمسلمين الذي تعرضوا لتلك الإعتداءات، ويذكر مسئولون بكير أنهم بدءوا في الإستعانة بمتطوعين مسلمين لمساعدة قسم الحقوق المدنية بالمجلس في الإستجابة لحاجات المسلمين الذين تعرضوا لإعتداءات، والإستعانة بمتطوعين لتوثيق تلك الإعتداءات بالصوت والصورة والتقارير المكتوبة، كما شرع مركز الأبحاث والدراسات التابع لكير في توثيق حوادث الإعتداءات ودراسة أهم المؤشرات التي تعنيها تلك الحوداث، وتشير التقارير التي وصلت إلى كير إلى وقوع بعض الإعتداءات على المسلمين الأمريكيين ومؤسساتهم وخاصة المساجد والمتاجر الإسلامية حيث تعرضت مكتبة إسلامية وصيدلية يملكها مسلم للحريق بشمال ولاية فيرجينيا كما تلقت العديد من المساجد تهديدات. ويقول مسئولون بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) أنهم سوف يكشفون نتائج الدراسات التي يعدونها& - عن حوادث الإعتداء ضد المسلمين الأمريكيين - للإعلام الأمريكي في الوقت المناسب وبالشكل الذي يخدم صورة وسلامة المواطن المسلم في أميركا.
وكان مجلس التنسيق السياسي الإسلامي (AMPCC) والذي يضم في عضويته أكبر المنظمات السياسية المسلمة الأميركية قد عقد إجتماعا طارئا لتنظيم استجابة المسلمين الأمريكيين للأزمة التي يمر بها المجتمع الأمريكي وقد ساد الإجتماع شعورا عاما بمرور المسلمين الأمريكيين& بلحظات فارقة في علاقتهم بمجتمعهم الأمريكي وأن هناك حاجة لموقف مسلم أمريكي يدين حوادث الإرهاب ويظهر مساندة المسلمين الأمريكيين لأبناء وطنهم بشكل عملي وقاطع.
وقد قال القادة المسلمون في خطابهم إلى بوش "المسلمون الأمريكيون - الذين يشجبون كلية الهجمات الإرهابية التي وقعت اليوم في بلادنا - يناشدونك تنبيه رفاقهم في المواطنة (الأميركية) إلى حقيقة أن الوقت الحالي هو وقت وقوفنا جميعا موحدين أمام هذه الجريمة الآثمة. ليس هذا وقت الاتهامات التخمينية والتعميمات الظنية التي لا تؤدي إلا إلى الإضرار بالأبرياء وتهديد مجتمعنا وحرياته المدنية".
"نحن نتمنى القبض الفوري على مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم سريعا إلى العدالة. يقف المسلمون مع جميع الأمريكيين الذي يشعرون في هذا اليوم الحزين بشعور طاغ من الحزن والفقدان".
ومن بين المنظمات التي وقعت على الخطاب المنظمات الأربعة الكبرى المكونة لمجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي (AMPCC) وهي مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (CAIR) ومجلس الشئون العامة الإسلامية (MPAC) والمجلس الإسلامي الأمريكي (AMC) والإتحاد الإسلامي الأمريكي (AMA) ذلك بالإضافة إلى الجمعية الإسلامية الأميركية (MAS) ولجنة المسلمين الأمريكيين من أجل القدس (AMJ) والإتحاد الإسلامي لأميركا الشمالية (ISNA) والحلقة الإسلامية لشمال أميركا (ICNA).
في الوقت نفسه أعلن مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي (AMPCC) عن عزم قادة المنظمات المكونة له تقدم صفوف المتبرعين بدمائهم لضحايا الهجمات الإرهابية، وقد تبرع القادة المسلمون بدمائهم لدي أحد عيادات الصليب الأحمر بواشنطن صباح اليوم الثلاثاء ال 12 من سبتمبر في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا، وقد عقد القادة المسلمون مؤتمرا صحفيا بهذه المناسبة أوضحوا فيه مساندتهم لرفاقهم في الهوية الأميركية.
وعلى صعيد أخر جدد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) دعوته إلى مسلمي أميركا تقديم كل ما يمكنهم من مساعدات إغاثية لضحايا وأسر ضحايا الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مجموعة من أكبر المؤسسات الأميركية في ولاية نيويورك وفي واشنطن.
وقد دعا المجلس الإطباء المسلمين إلى الذهاب فورا إلى مواقع الهجمات وتقديم كل ما يمكنهم من مساعدات طبية وإنسانية للضحايا، كما طالب مؤسسات الإغاثة الإسلامية الأميركية بالعمل مع غيرها من المؤسسات الإغاثية الأميركية لتقديم المساعدات الإغاثية الفورية. وطالب البيان المسلمين بالتبرع بدمائهم للصليب الأحمر وبالتبرع للمنظمات الإغاثية العاملة بالمناطق المنكوبة.
كما جدد المجلس دعوته مسلمي أميركا إلى إتخاذ تدابيرهم الأمنية لضمان سلامتهم وسلامة المؤسسات الإسلامية ودعاهم إلى الإسراع للإبلاغ عن أيه حوادث تمييز أو إعتداء قد يتعرضون لها اليوم أو خلال الأيام القليلة القادمة، وقد حذر المجلس من تكرار سيناريو حادث أولاهوما سيتى، حيث وقعت أكثر من 200 حالة إعتداء على المسلمين في أميركا في أعقاب تفجير أحد الباني الفيدرالية بأوكلاهوما سيتي خلال عام 1995. وتقول كير أنها بدأت في إستلام شكاوى من مسلمات تعرضت لإعتداءات بالأماكن العامة الأميركية لإرتدائهن الحجاب.
ومن بين الاحتياطات الأمنية التي أوردها مجلس العلاقات الإسلامية (كير) في بيانه ما يلي:
1-&على الجميع توخي الحذر خاصة النساء المسلمات في الأماكن العامة.
2-&مطالبة الشرطة الأميركية بتشديد حراستها للمساجد خاصة مع حلول الظلام وخلال صلاة الجمعة.
3-&تنظيم عملية الدخول إلى المسجد ومراقبة الداخلين.
4-&إلإسراع بالإتصال بالشرطة عن الشك في أي عبوة موضوعة داخل أو بجوار المسجد.
5-&الإبلاغ عن أي أفراد أو مركبات مشكوك فيها.
6-&تركيب أبواب صلدة على مدخل المسجد.
7-&تركيب نوافذ مضادة للهجمات.
8-&تقليم الأشجار المحيطة بالمسجد لتقليل مناطق الإختباء والتستر.
9-&التخلص من المواد القابلة للحريق مثل عبوات القمامة.
10-&تركيب كاميرات مراقبة.
11-&وجود قوات حراسة تراقب المسجد بإستمرار.
12-&إضاءة ما حول المسجد.
وطالب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) المؤسسات الإسلامية بإصدار بيانات صحفية وإرسالها إلى الصحافة المحلية بمختلف المدن الأميركية تدين الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك وتعزي أسر ضحايا تلك الهجمات وتعرض مساعدات المسلمين الإنسانية والإغاثية للضحايا وإسرهم، وقد تضمن بيان كير نموذجا للبيان الصحفي المقترح إرساله، ويطالب البيان الصحافة المحلية بعدم التسرع بتوجيه أصابع الإتهام بالمسئولية عن الحادث إلى أية فئة من فئات المجتمع الأمريكي،&
كما تضمن بيان كير نموذجا لإستمارة يمكن أن يستخدمها المسلمون لتوثيق أي إعتداءات قد يتعرضون لها خلال الأيام القليلة القادمة، وطالبت كير المسلمين في أميركا بتعبئة تلك الإستمارة وإرسالها إلى كير في حالة تعرضهم إلى أي إعتداءات لفظية أو جسدية
جدير بالذكر أنه يعيش بالولايات المتحدة حوالي سبعة ملايين مسلم. ويعتبر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) منظمة إسلامية أميركية وللمجلس 12 فرعا إقليميا بأكبر المدن الأميركية والكندية، ويتخصص المجلس في الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في أميركا وفي توعية الرأي العام الأمريكي حول الإسلام والمسلمين ويقوم بإعداد البحوث والدراسات العلمية عن واقع المسلمين بأميركا، كما يشجع المجلس مشاركة المسلمين في الحياة السياسية الأميركية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف