دلال المفتي وحديث ذكرياتفي لندن ظل بلند عاطلا عن العمل لمدة عامين
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في هذه الحلقة، الثالثة، تختتم الفنانة التشكيلية العراقية دلال المفتي حديث ذكرياتها عن زوجها الشاعر الراحل بلند الحيدري.
في الحقيقة، ذهبنا الى تركيا أولا، وهنا أردنا أن نسجل عمر في احدى جامعاتها، لكن عمر لم يرغب أن يقيم في تركيا، فغادرناها الى اليونان. في اليونان أقمنا لمدة شهر، آنها قد قيل لنا أن الامور هدأت، فعدنا الى دمشق ثم اللاذقية وعبر البحر مخرنا الى بيروت، لكن الامور لم تكن على ما يرام، اذ سرعان ما تصاعدت المواقف بين الاطراف اللبنانية المتنازعة، فقضينا أغلب اوقاتنا انذاك في الملاجئ، فالقصف كان يأتينا من بناية الكارلتون تجاه بنايتنا التي نصبت فوقها المدافع، وهنا عدنا مرة اخرى الى اليونان، فمكثنا هناك قرابة الثلاثة شهور، أنفقنا خلالها كل ما نملك، وقتها أغلق مطار بيروت، وكذلك اغلقت في وجوهنا كل الطرق والاتجاهات، ولم يكن أمامنا هنا سوى العودة الى العراق فعدنا صيف عام 1977.
وهل كانت الامور في بغداد على ما يرام؟
في بغداد عمل بلند في مجلة "آفاق عربية" من خلال رئيس تحريرها آنذاك الشاعر شفيق الكمالي. كان مبنى المجلة مضرب المثل من قبل العرب لفخامته، وكان تصميمه العمراني جذابا وباعثا للمتعة، لكن هذا كان كثيرا على مجلة يمكن ان تدار من خلال مكان متواضع.
كيف كانت المشاعر وأنتم تعودون الى بغداد بعد غربة طويلة؟
حين عدنا الى بغداد كنا نتوقع اننا لن نستمر طويلا في البقاء، فالوضع السياسي كان مضطربا، وشاهدنا آنذاك تغييرات كثيرة قد حصلت في بنية الحياة الاجتماعية. بغداد أيام زمان كانت تختفي لتحلّ محلها اخرى مصنعة وغريبة لكثرة المساحيق التي اصطبغت بها، غابت الروح والاعماق وظهر السطح فاقع الألوان.
هل عملت في بغداد؟
نعم عيّنت مدرِّسة في ثانوية الكاظمية، ثم انتقلت للعمل في مدرسة الموسيقى والباليه، كنت اتصور ان هذه المدرسة مفتوحة للجميع، اذ كانت تؤمها مختلف طبقات الشعب العراقي، لكن بعد الحرب العراقية الايرانية بدأت تتغير أجواءها، حيث طردت المديرة سهيلة داوود سلمان وهي مثقفة وقاصة معروفة من عملها، ليدخل هذه المدرسة الشفافة رجال مسلحون.
أما من ناحية الاقامة فلقد سكنّا في حي المنصور، الذي كان يسكن فيه وبالقرب منا المخرج المصري توفيق صالح وجبرا ابراهيم جبرا واصدقاء اخرون.
ما هي الأشياء التي لفتت نظرك في حياتكم البغدادية الجديدة؟
ما لفت نظري انذاك هو المصالحة الوطنية، كنا نتصور ان احقاد 8 شباط (فبراير) 1963 قد انطوت الى غير رجعة، لكن الاوضاع لم تشِ بذلك، اذ انهار وبسرعة، ما سمي بالجبهة الوطنية والتحالف القائم بين الاطراف السياسية وراحت تطفو على السطح مخاوف الماضي،& من جهة بلند فلقد اختلف في تلك الاثناء مع الحزب الشيوعي، ولكنه احتفظ بصداقاته القديمة مع اليسار.
هذا على الصعيد السياسي، ماذا على الصعيد الاجتماعي؟
كان الوضع الاقتصادي يبدو جيدا، ثمة شوارع جديدة وحدائق وساحات ومتنزهات كبيرة، وكانت هناك سلع وملابس والناس تبدو في مظهر لائق، لكن الى جانب هذا كانت الناس تبحث عن البيض والطعام ورأينا ايضا ظاهرة الطوابير الكبيرة في الدوائر الرسمية، فالناس كانت وهذا قبل الحرب الايرانية كأنها في حالة استنفار دائم للبحث عن النفط لغرض التدفئة، والحليب والسلع الغذائية الاخرى.
هل هنالك شيء عن بلند وبغداد تحبين اضافته؟
اذكر في بغداد وكان ذلك عام 1979 أعلن بلند قراره الخطير في تخليه عن الشعر والتوقف عن الكتابة الابداعية، ولكنه حال تركه العراق مرة اخرى سرعان ما عاد للكتابة الشعرية باندفاع وقوة وقد تبين ذلك فيما بعد عبر اصداراته الجديدة.
جئتم اذن الى لندن لغرض العمل؟
جئنا الى لندن عندما اصدر بلند مجلة "فنون عربية" وكانت مجلة راقية في الشكل والمضمون، وصدورها شكل صدمة فنية للثقافة التشكيلية واقطابها انذاك، اضافة الى بلند كان هناك جبرا ابراهيم جبرا وضياء العزاوي وضمت بين متونها أهم الأسماء في عالم الأدب والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي. صدر من المجلة سبعة أعداد وبعد ذلك توقفت في سنة 1982.
في تلك الايام لم يجد بلند عملا، وبقي لمدة عامين عاطلا عن العمل الى ان جاء الصحافي العربي المعروف عثمان العمير وعيّنه في مجلة "المجلة". في البدء استلم الصفحات الثقافية، ثم تحول الى كتابة العمود الصحافي فيها الى أن توفّاه الأجل.
أكان بلند يسافر كثيرا؟
كان لبلند محبّون كثيرون في كل الاقطار العربية، وحين كانت تقام المهرجانات الثقافية والشعرية، كان يدعى اليها، فسافر الى مصر والمغرب والسعودية والاردن واليمن وتونس ولبنان، وقد كثرت سفراته لمصر بسبب اختياره في الهيئة الاستشارية لدار سعاد الصباح، هذه الدار التي لم يقيض لها ان تستمر لانها نهبت على عجل وكان رأسمالها يقدر باثني عشر مليون دولار. وصدر لبلند عن الدار الطبعة الثانية من أعماله الشعرية.
بدأ اهتمام بلند بالنقد التشكيلي عندما تشكلت جماعة بغداد للفن الحديث، حيث كتب الكثير من المقالات النقدية عن هذه الجماعة، وما أن حطّ الرحال في بيروت، كان قد اتخذها مهنة له، وخصوصا ابان عمله في جريدة "بيروت المساء" وكان بعض الفنانين من الاصدقاء يضيق ذرعا بما يكتبه بلند من آراء صريحة وجريئة سبب له مشاكل كثيرة، لكن بمرور الايام أمسى بلند يجامل بعض اصدقائه من الفنانين.
وكتب بلند ايضا دراسات عن العمران والمنمنمات الاسلامية، وزخرفة المساجد والدور الشهيرة، وقد ظهرت أغلب هذه الدراسات في كتبيه "زمن لكل الأزمنة" و"نظرات وآراء في الفن".
والتصوير الفوتوغرافي؟
كان بلند يمارس هذا الفن كهواية، وله ألبومات عدّة فيها صور أصدقاء ولقطات لأماكن وحالات ومواقف انسانية، وكان يحب ان يقيم لهذه الجمهرة الكبيرة من الصور معرضا فنيا فوتوغرافيا، ومما أعرفه عنه في هذا المجال هو معرفته بأنواع العدسات وقياساتها، فضلا عن معرفته بأسماء وأنواع الكاميرات العالمية.
أكانت له هوايات أخرى؟
كان بلند يحب اقتناء اللوحات والتحفيات والنصب الصغيرة، اضافة الى ذلك كانت له هواية تسجيل الاغاني والموسيقى، وتوثيق صوته عبر تسجيله في أشرطة وهو ينشد الشعر ويلقيه. أم كلثوم كانت مطربته المفضلة، ناهيك عن الهواية والأثيرة والأساسية فيه وهي شراء الكتب وتجميعها والحصول عليها مهما غلى ثمنها وكان يقول لي مازحا في هذا الاتجاه: اني سأموت ميتة الجاحظ ولسوف تدفنني الكلمات.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& حاورها الشاعر العراقي هاشم شفيق
&
اعمال بلند الحيدري
خفقة الطين، دار الوقت الضائع، بغداد 1946
اغاني المدينة الميتة، بغداد 1951
أغاني المدينة الميتة وقصائد أخرى، بغداد 1955
جئتم مع الفجر، بغداد 1960
خطوات في الغربة، منشورات المكتبة العصرية، صيدا 1965
رحلة الحروف الصغيرة، 1968
أغاني الحارس المتعب، دار الآداب، بيروت 1971
حوار عبر الأبعاد الثلاثة، وزارة الاعلام، بغداد 1972 (حازت على جائزة اصدقاء الكتاب في لبنان)
الأعمال الكاملة، دار العودة، بيروت 1975
Songs of a tired Guard,& TR Press, London 1977 ترجمة عبد الله العذري
الى بيروت مع تحياتي، دار الساقي، لندن 1988
أبواب الى البيت الضيق، دار رياض الريس، لندن 1990
آخر الدروب، دار سعاد الصباح، القاهرة 1993
الأعمال الكاملة، دار سعاد الصباح، القاهرة 1993
دروب في المنفى، دار سعاد الصباح، القاهرة 1996
Diallogue in three Dimesion, Pan Middle East Graphics publishing, UK, 1982 ترجمة حسين هداوي.
رحلة حروف الصفر، ترجمها الى الانكليزية محمد علوان، ونشرت في أميركا.
النثر: مجموعة من المقالات التي كتبها في الصحف العربية خلال مكوثه في لبنان ثم لندن.
اشارات على الطريق، نقاط ضوء، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1980
زمن لكل الأزمنة، نظرات واراء في الفن، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1981
مداخل الى الشعر العراقي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1987
عوة الى الماضي، دار المتنبي، باريس-بيروت، 1993
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف