حتى لا يستقل الأكرادالايكونوميست: تركيا تخشى غزوا أميركيا للعراق
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مرة أخرى تنفرج اسارير تركيا وهي تثبت للغرب انها الصديق الوفي في أوقات الأزمات. فقد اعلنت عن تضامنها اللا محدود مع الولايات المتحدة بعد تعرضها للهجمات الإرهابية في سبتمبر وخلال الأيام الماضية كانت الطائرات الأميركية تنطلق من قاعدة انجرلك التركية مستخدمة المجال الجوي التركي لنقل الامدادات والتزود بالوقود. وقد وصف رجل الكونغرس الجمهوري كيرث ويلدون تركيا الدولة المسلمة الوحيدة العضو في الناتو بانها "جوهرة التاج اللامعة" وتعاضدت احزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة لتمرير مشروع قانون في البرلمان التركي يسمح للحكومة بارسال قوات إلى الخارج مما دعم الشائعات القائلة بان القوات التركية الخاصة ستشارك في العمليات البرية في افغانستان. ومن الواضح ان تركيا تحرص على ان تكون إلى جانب أميركا وحلفائها في أي عمل عسكري ومرة أخرى تستغل تركيا موقعها الجيوسياسي الهام ذا العلاقة الحيوية بالبلقان والشرق الأوسط والجمهوريات الناطقة بالتركية الغنية بالنفط في آسيا الوسطى مثل اوزبكستان لعقدمن الزمن والطائرات الأميركية والبريطانية الموجودة في قاعدة انجرلك التي لا تبعد سوى 100 كيلومتر عن الحدود السورية و500 كيلومتر عن الحدود العراقية لا تزال تقوم بطلعات فوق مناطق "حظر الطيران" الشمالية الواقعة تحت السيطرة الكردية بفضل الحلفاء الذين اعلنوها مناطق آمنة للأكراد مع نهاية حرب الخليج. ومنذ سبتمبر الماضي والجنرالات الاتراك المتقاعدون يؤكدون لدى ظهورهم على شاشات التليفزيون ان تركيا متأكدة من دخولها الاتحاد الأوروبي. وكان البعض يشكك بذلك على اساس ان الاقتصاد التركي مهزوز اضافة إلى سجل تركيا الحافل في مجال خرق حقوق الإنسان. ولأشهر عديدة تملك الغضب والاحباط حلفاء تركيا بعد لجوئها إلى وقف الترتيبات المتعلقة بالسماح لقوة التدخل السريع الاوروبية استخدام معدات الناتو. ويعتقد الكثيرون ان فرص دخول تركيا للاتحاد الأوروبي قد تحسنت وهم يحاولون تسويق النموذج "الديمقراطي" التركي كمثال يحتذى لبقية الدول الإسلامية. ويرى الكثيرون من الاتراك ان الدول الغربية ستصبح أكثر تعاطفا مع تركيا بشأن معركتها مع "الإرهابيين" (الأكراد) في جنوب شرق تركيا، ويجزم الدبلوماسيون الغربيون في انقرة ان تركيا ستحصل على المال الذي سبق ان وعد بتقديمه صندوق النقد الدولي لدعم اقتصادها. ويقول احد الدبلوماسيين "ان ابقاء تركيا واقفة على قدميها هو في صالح مصالحنا". ولكن يشعر بعض الاتراك بالقلق ويتخوفون من انه بمجرد ان يفرغ الغرب من افغانستان فانه قد يوجه مدافعه نحو العراق. ويقول دبلوماسي تركي "ان ذلك سيكون له تأثير كارثي على تركيا وعلى المنطقة ككل" وتقول تركيا منذ وقت طويل ان الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين قد يؤدي إلى تفكك العراق وسيؤدي إلى اقامة دولة كردية مستقلة على حدود تركيا مما سيغذي الشعور الانفصالي لأكراد تركيا البالغ عددهم حوالي 12 مليون نسمة، وكانت تركيا قد فرغت للتو من قمع تمرد كردي استمر 15 عاما ولا ترغب في تجدده تحت أي ظرف من الظروف. ويقول حسين كيفركوغلو قائد الاركان التركي "اننا لن نقبل ابدا اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق". حتى 11 سبتمبر الماضي كانت تركيا تعيد بهدوء تجديد روابطها مع العراق مقابل معارضة قوية من ادارة بوش ففي اوائل هذا العام عينت سفيرا دائما لها في بغداد وبدأت وفود رجال الأعمال الاتراك في الوصول إلى العاصمة العراقية وقبل حرب الخليج كانت تركيا ثاني اكبر شريك تجاري للعراق، وتؤكد تركيا انها خسرت حوالي 40 مليار دولار نتيجة لاستمرار العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة على العراق. وهناك اصوات تعلو بين الفينة والأخرى في تركيا تطالب بضرورة ان تعمل تركيا على رعاية وحماية مصالحها دون الحاجة للتأثر بمواقف الآخرين. وآخذة هذا بعين الاعتبار فقد دخلت تركيا في مفاوضات مع النظام العراقي لفتح نقطة عبور حدودية تعطي تركيا اتصالا مباشرا بالأراضي التي يسيطر عليها النظام بعيدا عن المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية ويرابط بصورة دائمة حوالي 500 ـ 1000 جندي تركي في شمال العراق لمراقبة وملاحقة رجال حرب العصابات من الاكراد الذين يحاولون التسلل الى تركيا من الجانب العراقي. ولكن منذ 11 سبتمبر الماضي بدأت تظهر بوادر للتغير في السياسة التركية. وقد تتغير الاشياء بصورة اكثر دراماتيكية، إذا تجددت الضربات الأميركية بهدف الاطاحة بالنظام القائم في بغداد. ومن اجل منع الأكراد من السيطرة على حقول النفط فإن تركيا قد ترسل قواتها إلى كركوك والموصل لاحتلالهما وابعادهما عن يد الاكراد واذا ما حدث هذا فإن تركيا قد تواجه مقاومة كردية شديدة وتدفع جميع الفئات الكردية للاتحاد ومقاتلة تركيا في حرب جديدة. وتظهر استطلاعات الرأي ان الكثير من الاتراك يقفون ضد تورط بلادهم في أي عمل عسكري في أي بلد مسلم بما فيها العراق، ومع ان الجماعات الإسلامية في تركيا تعتبر قليلة نسبيا الا ان ذلك لن يمنعها من كسب دعم وتأييد عناصرجديدة تنضم اليها في الوقت الذي ترتفع فيه نسب البطالة والتضخم إلى مستويات عالية جديدة. ويسخر احد الإسلاميين الاتراك مما يقال حول دور تركيا كجسر بين الإسلام والغرب فيقول "ان على تركيا ان تحقق السلام أولا بينها وبين مواطنيها المسلمين". ان اي مشاركة تركية إلى جانب أميركا ستثير غضب العرب الذين لم يخفوا انزعاجهم من الروابط العسكرية القوية القائمة بين تركيا وإسرائيل.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& إيكونوميست
&عن "الوطن"القطرية"
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف