ضابط عراقي منشق قدم للاستخبارات الأميركية معلومات عن معسكر قرب بغداد للتدريب على خطف الطائرات
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لكن معلومات جديدة تشير الى تورط الرئيس العراقي في تدريب ارهابيين لمهاجمة مصالح اميركية خلال حقبة التسعينات السابقة. وتسند هذه الاتهامات الى الشهادة التي ادلى بها نقيب في الجيش العراقي يدعى صباح خديدا هاجر الى ولاية تكساس في مايو (ايار) الماضي، بعد عمله لمدة ثماني سنوات في ما وصفه بأنه "معسكر تدريب للارهابيين" بالقرب من نهر دجلة جنوب شرقي العاصمة بغداد. لم يكن ماضي خديدا معروفا لدى المسؤولين الاميركيين الا بعد انشقاق ضابط مخابرات عراقي لجأ الى تركيا مطلع العام الجاري ابلغ المحققين بوجود معسكر تدريب في "سلمان باك" وبأن خديدا كان يعمل مدربا في هذا المعسكر.
وكان خديدا قد تحدث خلال برنامج "فرونتلاين" الوثائقي، الذي تقدمه شبكة "إيه. بي. اس"، واصفا المعسكر بأنه "منشأة سرية يديرها ارهابي عالمي معروف يكنى بالشبح". واوضح ان المعسكر يجري تدريبات لمواطني عدد من الدول العربية، منها خليجية، على عمليات الاغتيال واختطاف الطائرات والحافلات والقطارات الى جانب عمليات اخرى لها صلة بالارهاب.
وقال خديدا انه برغم اجراءات السرية المشددة، فان "الشبح" وآخرين يدربون غير العراقيين كانوا يتحدثون عن "عمليات يفخرون بها". فقد تحدثوا، على سبيل المثال، عن اختراقهم للقوات الاميركية خلال حرب الخليج عام 1991 عندما دخلوا الاراضي السعودية واخذوا تفاصيل موقع قاعدة الظهران الجوية التي ضربت في وقت لاحق بصواريخ "سكود" مما أدى الى موت عدد كبير من العسكريين الاميركيين. ولم تتأكد من قبل تفاصيل هذا الاختراق العراقي، بيد ان صاروخا عراقيا من طراز "سكود" ضرب بالفعل ثكنة اميركية في 25 فبراير (شباط) مما ادى الى مقتل 28 جنديا اميركيا وجرح حوالي 100 آخرين.
ولم تتأكد بعد رواية خديدا من مصدر مستقل، غير ان وجود قاعدة لتدريب الارهابيين التي عمل فيها اكده مفتشو الامم المتحدة الذين كانوا يبحثون عن الدفاعات السرية ومنشآت الاسلحة العراقية خلال مدة طويلة من حقبة التسعينات. وقال احد اعضاء فريق التفتيش المذكور انه خلال عمليات التفتيش عن منشآت الاسلحة البيولوجية في "سلمان باك" علموا بوجود معسكر للتدريب على "مكافحة الارهاب" في موقع قريب، غير ان المعسكر المذكور لم يكن سوى معسكر لتدريب الارهابيين، طبقا لما ورد في تقارير استخباراتية اطلعوا عليها. واضاف عضو لجنة التفتيش ان من ابرز معالم المعسكر طائرة بوينغ 707 كانت تستخدم للتدريب على عمليات الاختطاف.
وتكمن اهمية افادات خديدا اذا ثبتت صحتها، في انها تربط بين الاستخبارات العراقية وتدريب اشخاص غير عراقيين من دول الخليج لتنفيذ عمليات ارهابية دولية. وهذه العلاقة قد تتعزز اذا ظهر شهود آخرون يدعمون رواية الضابط السابق في الجيش العراقي. بيد ان المسؤولين الاميركيين توصلوا الى قناعة مفادها انه اذا لم تتوفر ادلة مادية على ان تدريب الارهابيين نتجت عنه اعمال ارهابية محددة، فان معلومات خديدا تصبح ذات اهمية محدود. وبالرغم من ذلك فان مجموعة من كبار المسؤولين في الادارة يتزعمها بول ولفوويتز، نائب وزير الدفاع، استمرت في دفع التحقيق نحو احتمال تورط العراق المحتمل.
ومن بين الشخصيات التي ركزوا عليها فاروق الحجازي، سفير العراق لدى تركيا، والمعروف عنه انه الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العراقي.
ومن بين التأكيدات الملحة التي ظهرت من معلومات قدمها "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض ان صدام حسين ارسل حجازي عام 1998 للاجتماع بأسامة بن لادن وعرض عليه وانصاره ملجأ آمنا في العراق.
وتردد ان صدام حسين اعجب اعجابا شديدا بتفجيرات القاعدة للسفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي، واراد السيطرة على نشاطات تلك المجموعة لخدمة الاهداف العراقية.
وقال المسؤولون في الاستخبارات التركية الاسبوع الماضي، انه ليست لديهم اية معلومات على ان حجازي قد زار افغانستان او اي مكان آخر للاجتماع مع بن لادن.
وبالرغم من ذلك فان علاقات حجازي بالاستخبارات العراقية، التي تشتهر بالقهر على المستوى الداخلي وعمليات الاغتيال في الخارج، سببت احراجا لتركيا. وعاد حجازي بسرعة الى بغداد في 24 سبتمبر (ايلول) بعد تردد معلومات عن لقائه المزعوم مع بن لادن في عام 1998. لكن مسؤولا في السفارة العراقية في انقرة اكد ان حجازي عاد الى تركيا الاسبوع الماضي.
ويبدو ان المسؤولين في ادارة بوش مرتبكون بشأن رد الفعل اذا ما ظهرت معلومات تشير الى ارهاب عراقي ضد الولايات المتحدة، وهو الامر الذي حث ولفوويتز الادارة على الاستعداد له. وذكر جيمس وولسي، مدير "سي آي ايه" السابق وعضو مكتب سياسة الدفاع الذي يقدم النصح الى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ان الاجابة على ذلك بسيطة: "من المناسب تماما بالنسبة للادارة التركيز اولا، والى اقصى درجة على طالبان، في الوقت الذي تجمع فيه معلومات عن الدول الاخرى المحتملة".
واضاف انه اذا اثبتت مثل هذه المعلومات مثل هذا التورط، فان على الادارة بعد تفكير حذر، اتخاذ اجراءات، بما في ذلك خطوات عسكرية ضد العراق. الا ان عضوا آخر في نفس المكتب، هو جيمس شليسنجر، وهو وزير دفاع سابق ومدير سابق لـ"سي. آي. ايه"، كان اكثر حذرا. فقد قال "يجب الحذر قبل اتخاذ اجراءات ضد العراق، وهو الامر الذي يمكن ان يضعف استقرار عدد من الدول العربية المعتدلة. ولكن الامر الاهم من ذلك، ان مثل هذه الاعمال يجب ان تنجح، والا فيجب تجنبها في الوقت الراهن، ولذا فان اي قرار للرئيس متعلق بالعراق يجب ان يعتمد على معلومات استخباراتية وسياسية صحيحة".
* خدمة "نيويورك تايمز" ـ خاص بـ"الشرق الأوسط"
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف