انتحار مزارعين يحرج وادي التكنولوجيا في الهند
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كثيرا ما تحمل الصحف في بنجالور المرادف الهندي لوادي التكنولوجيا في الولايات المتحدة اعلانات ضخمة لاجتذاب مهندسي البرمجيات الشبان الموهوبين رغم تباطؤ التكنولوجيا العالمية.
ولكن الصحف نفسها تنشر أيضا تقارير عن انتحار مزارعين في المناطق النائية من ولاية كارناتاكا التي تقع فيها بنجالور وحيث لا يزال 65 في المئة من سكانها وعددهم 52 مليون نسمة يعتمدون على الزراعة.
والتناقض صارخ في بنجالور.. تمرق في الشوارع سيارات فارهة وتنتشر مراكز تجارية فخمة تزدحم بشبان يرتدون ملابس أنيقة بينما في الارياف يعيش فلاحون على الكفاف ولا يستر اجسادهم سوى اقل القليل.
يقول مسؤولون ومزارعون غاضبون ان الطفرة التكنولوجية لم تخفف معاناة سكان أكثرية الولاية من شظف العيش ولم تقدم شيئا تقريبا لتطوير المناطق النائية بهذه الولاية المترامية الاطراف.
وينحو الطرفان باللوم على سياسة السوق الحرة التي تتبعها منظمة التجارة العالمية والتي تعتبر العنصر الرئيسي في معاناة المزارعين.
قال رئيس حكومة الولاية س. م. كريشنا "بأمانة لا أعرف كيف أمنع الانتحار.. انها ظاهرة اجتماعية معقدة."
ويقول خبراء ان طفرة البرمجيات لم تساعد المزارعين حتى بزيادة الطلب على منتجاتهم.
وشكل كريشنا لجنة لبحث حوادث الانتحار وأمهلها ثلاثة أشهر لتقديم تقريرها.
قال اقتصادي زراعي طلب عدم ذكر اسمه "من الصعب القول أن طفرة البرمجيات ساعدت المزارعين. لاتوجد رابطة بين الاثنين."
وبسبب قلاقل في الارياف ألغت حكومة الولاية مهرجان للسينما في بنجالور الشهر الماضي. تحججت بالجفاف وتوترات ما بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق قتل مزارعان بعد أن أطلقت الشرطة النار على مظاهرة احتجاج ضد الحظر الذي فرضته الولاية على تشريط نخيل الجوز لان العصير المختمر يحتوي على كحول. ولكن السلطات اضطرت الى الغاء الحظر.
وأثارت الاضطرابات توترا بين ولاية كارناتاكا ومنافستها ولاية أندرا برادش.
تدفقت البنوك والاستثمارات الاجنبية على بنجالور ولكن ناشطين ريفيين يقولون ان المزارعين لم يستفيدوا شيئا وباتوا ضحايا المرابين.
ويقول مزارعون ان مشكلة شح المحاصيل بسبب موجات متعاقبة من الجفاف والافات تفاقمت بقلة القروض ونظام تأمين مليء بالثغرات وارتفاع تكاليف الانتاج وتقليص الدعم وانخفاض الاسعار التي تقدمها الحكومة والوكالات الاخرى لشراء المحاصيل.
ويقول م. د. ناجونداسوامي الذي قاد مظاهرات ضد بيبسي كولا وكنتاكي فرايد تشيكن وعملاق الحبوب كارجيل انك ان نحو 100 مزارع انتحروا خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
قال 'ترجع الانتحارات الى أسباب متراكمة خلال الست سنوات الماضية بعد أن أصبحت الهند جزءا من منظمة التجارة العالمية. المزارعون مقيدون لا يوجد قطاع اخر يضمهم اليه."
وأضاف ان منظمة مزارعي ولاية كارناتاكا التي يرأسها تمثل ثلاثة أرباع المزارعين في الولاية و75 في المئة منهم يمتلكون مساحات لا تزيد عن هكتارين.
وبجانب تحمل أعباء ثقيلة من تكاليف انتاج الى فوائد قروض وهما العنصرين الرئيسيين في معاناة المزارعين فان نظام القروض الريفية تحتكره مؤسسات في الولاية. ويقول ناشطون ان لوائح هذا النظام غير عملية وتطبق بطريقة سيئة .
ونحو 20 في المئة فقط من المزارعين يحصلون على قروض من البنوك التجارية أو الجمعيات التعاونية مما يجبر الاخرين على اللجوء الى المرابين الذين يفرضون فوائد تزيد عن ثلاثة امثال فوائد البنوك ومقدارها 12 في المئة.
وقال كريشنا انه حتى اذا تدخلت حكومة الولاية وقدمت قروضا فان المشاكل ستتزايد اذا عجز المزارعون عن سدادها.
قال "بسبب منظمة التجارة العالمية انهارت بعض الهياكل السعرية ولهذا يجب أن نفعل شيئا."
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف