أمير طاهري : فليحذر بوش من الوقوع في مصيدة الخلافات الأفغانية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
من الواضح ان الحملة على افغانستان وصلت مرحلتها الحاسمة بانسحاب ميليشيات طالبان وحلفائها من "العرب" على عجل من المناطق التي ظلوا يسيطرون عليها منذ عام 1996 بالاعتماد على تفوق اسلحتهم ورشاوى قادة الحرب.
اما استراتيجية طالبان فيبدو انها تتلخص بتجميع قواتها لحماية المناطق البشتونية اي الاقاليم الجنوبية الشرقية الخمسة حيث توجد مخابئ "القاعدة" ايضا. كما يعتقد هؤلاء ان القبائل البشتونية ستدعم طالبان على الأقل من اجل الروابط القبلية التي تجمعها بها.
غير ان هذا افتراض خاطئ في جوهره لأن المعارضة لطالبان وانصارها من "العرب" بين البشتون لا تقل عنها بين الاثنيات الاخرى في افغانستان. ولهذا فان من السذاجة، ان لم يكن من الخطر، ان تبادر الولايات المتحدة الى كبح جماح قوات المعارضة مخافة ان يتسبب ذلك في اثارة غضب البشتون.
وينبغي الا يغيب عن البال هنا ان طليعة قوات المعارضة القادرة على دخول كابول وقوامها 3 الاف مقاتل يقودها قائد بشتوني هو عبد رب الرسول سياف. كما ابدى عدد آخر من القادة البشتونيين، بينهم جلال الدين حقاني، استعدادهم لترك صفوف طالبان شريطة توفر ضمانات بعدم محاولة باكستان دعم طالبان بالقوة.
ويبدو ان مناشدة الرئيس الاميركي جورج بوش للمجاهدين الافغان بعدم دخول كابول في هذا الوقت كانت بهدف ارضاء باكستان، والفكرة من ورائها افساح المجال امام تشكيل حكومة انتقالية في افغانستان تمثل فيها كل الاثنيات والقبائل بشكل يطمئن كل الدول المجاورة خاصة باكستان وايران. غير ان انجاز ذلك قد يستغرق سنوات، وبهذا يذهب الزخم الذي تحقق بسقوط مزار الشريف ادراج الرياح ويطول امد الحرب ليحل فصل الشتاء الذي سيقلل من فرص تحقيق غرض الحرب من الاساس وهو القضاء على منظمة "القاعدة".
ان الامر العاجل هو تشكيل سلطة افغانية تدعمها الولايات المتحدة قادرة على الانضمام رسميا الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويمكن قيام هذه السلطة في اي مكان حتى داخل كابول نفسها.
ويظل اسوأ ما يمكن ان يقع فيه بوش هو مصيدة الخلافات الافغانية الداخلية وتضارب المصالح الاقليمية حيال افغانستان. وينبغي على التحالف التركيز على الاقاليم الجنوبية لحرمان اعدائه من اي مكان يمكنهم الاختباء فيه خلال اشهر الشتاء المقبلة. وهذا يعني تقليص الرقعة التي تدور فيها الحرب الى مجرد 10 في المائة من الاراضي الافغانية مما يقلل احتمالات سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.(الشرق الأوسط اللندنية)
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف