جريدة الجرائد

مواقف‏:‏‏‏ انيس منصور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
&
إننا نعيش اعظم ازمة في تاريخنا‏.‏ فكل الكلمات التي نتشدق بها ليس لها معني واحد عندنا‏,‏واساس الحضارة هو‏:‏ الحق والشرف والمجد وحتي هذه الكلمات لم نتفق علي معناها‏...‏
فالعلوم الحديثة التي حققت لنا المعجزات هي نفسها التي سوف تهدم الارض ومن عليها‏..‏ فالطائرات التي جعلت الدنيا اصغر واقرب هي نفسها التي تحمل القنابل‏.‏ والصواريخ التي تنقل الانسان الي الكواكب الاخري وهي التي تترك دمارا وخرابا في كل الحروب‏.‏ والعقاقير التي ابتكرها الانسان هي نفسها مصدر مرض للمعدة والشرايين والاعصاب‏...‏
اما كلمات الحريةوالديموقراطية والسلام فلها الف معني‏.‏ ولم يعد هناك معني واحد لأي شيء‏.‏
والعلم الحديث استنسخ الحيوانات وفي طريقة لاستنساخ الانسان‏....‏
ويكون الانسان حسب الطلب‏:‏ ابيض‏..‏ اسود‏..‏ صغيرا كبيرا قديسا عفريتا‏.‏ فالعلم يقول لنا‏,‏ شبيك لبيك‏..‏ عبدك ملك ايديك‏...‏ وأنت تضع ساقا علي ساق وتطلب ماتشاء من المعلومات للوظائف التي تحبها ايضا‏!‏
اخيرا اهتدي العلماء الامريكان الي ولادة فئران بلا أب‏..‏ فأخذوا بويضة الأم ولقحوها بحيوان منوي صنعوه في المعمل‏.‏ وقد ولدت فئران لها أم وليس لها أب‏.‏ وسوف ينتقلون من الفئران الي الانسان وينتهي دور الرجل في انجاب الاولاد‏...‏ وتنهدم الاسرة التي تقوم علي الاب والام والاطفال‏.‏ وقد تظن المرأة انها بذلك استراحت من رذالة الرجل وغطرسته وغروره‏.‏ ممكن‏.‏ ولكن لن تكون هناك مشاعر انسانية ولا رغبات جنسية‏.‏ ولن يكون هناك دفء وحنان يحتاجه الطفل لكي يكون انسانا سويا في مجتمع يجب ان يكون سويا
ويستريح الرجل من قرف الزوجة ودوشة الاولاد‏.‏ هو اراد حريته والمرأة ارادت حريتها‏.‏ ولكن الاطفال سوف يكونون مثل كلاب السكك‏..‏ حيوانات ضالة‏.‏ ولن نعيب عليهم اذا تحولوا الي حيوانات مفترسة لبعضها البعض ولأمهاتهم ايضا‏.‏ وقد عرفنا قصصا كثيرة لاطفال ضلوا طريقهم الي البيت فقامت الحيوانات بتربيتهم فكانوا مسخا لا هو حيوان ولا هو انسان‏...‏
فنحن في ازمة‏..‏ ماذا فعل العلم بنا‏...‏ وكيف جني علينا‏.‏ فمالم نتدارك انفسنا بالعودة إلي القيم التي لم تعد لها قيمة‏...‏ ومالم ندرك بانسانيتنا إنسانيتنا ايضا فهذه هي نهاية كل شيء‏!‏(الأهرام المصرية)
&
&
&
&


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف