بدء معركة شد الحبال بين روسيا و"أوبك" بشأن خفض الإنتاجالمنظمة " لن تتردد في استخدام قبضتها الحديدية"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماري وولفروم وميريام شابلين-ريو: حذر وزير النفط السعودي علي النعيمي الخميس من ان منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لن تتردد في استخدام قبضتها الحديد حتى النهاية مع روسيا لإرغامها على التعاون مع المنظمة، ونبه موسكو من محاولة الأقدام على سباق ذات عواقب مدمرة، برأيه، في حصص السوق.
وقد أعطى النعيمي، وهو لسان حال "أوبك"، من جناحه الفخم في الفندق الذي ينزل فيه في فيينا، وامام مجموعة من الصحافيين، إشارة الانطلاق لمعركة شديدة المخاطر بين منظمة أوبك وروسيا. وتتضمن هذه المعركة مجازفة رئيسية بالنسبة إلى المنظمة تتمثل في محاولة الإقناع بان أوبك لن تخفض نقطة واحدة من إنتاجها النفطي إذا لم تخفض موسكو أيضا إنتاجها.
وبلهجة من التحدي، قال النعيمي "لدينا الوقت. سنرى من هو الأكثر عزما وتصميما".
ورد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف من مدريد حيث يقوم بزيارة رسمية، بالقول ان روسيا لن "تخفض بشكل كبير" حجم صادراتها النفطية، من دون ان يستبعد مع ذلك إجراء "خفض طفيف" إذا كان ذلك ضروريا من اجل استقرار الأسعار.
وقال "لن نخفض إنتاجنا في اي وقت من الأوقات (ولكنه) من الممكن ان نقوم بخفض ما في وقت محدد، لضمان ما نسميه سعرا عادلا للمنتجين النفطيين"، مضيفا انه يرى ان "سعر 25 دولارا للبرميل أمر عادل".
واعلن الوزير السعودي ان خفض أوبك إنتاجها غير وارد "البتة حتى يتعاون الجميع". وهكذا أكد النعيمي بقوة القرار الذي أعلنته أوبك مساء الأربعاء بشان خفض 1.5 مليون برميل في اليوم من إنتاجها اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) شرط ان تخفض الدول المنتجة غير الأعضاء إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل في اليوم.
وبدأ النعيمي الذي لم يكثر من الكلام منذ وصوله إلى فيينا، مرتاحا وحريصا على توضيح تعابير قرار أوبك . وفيما كان يقدم التمور للحاضرين، لم ينزعج النعيمي من لباس بعض الصحافيين الذين حضروا بالثياب الرياضية لمرافقته في رياضة المشي التي يمارسها عادة وألغيت أخيرا.
واوضح النعيمي ان كل شيء تغير منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة. وإذا كان بإمكان أوبك ان تسمح لنفسها سابقا لعب دور في جعل الأسعار النفطية معتدلة عن طريق تكييف إنتاجها مع حركة الطلب، فإنها باتت من الآن فصاعدا بحاجة لمساعدة الدول المنتجة الأخرى.
وشدد النعيمي على "ان أي بلد لا يمكنه حماية الأسعار بنفسه في هذه الظروف غير الطبيعية (...) اننا نمر حاليا بأزمة ونحتاج إلى مساعدة"، مذكرا بالانهيار الكبير في حركة الطلب على النفط الخام في الأسابيع الأخيرة.
&واعتبر انه إذا ما اتخذت مكسيكو وسلطنة عمان تعهدات حازمة، وإذا ما أبدت النروج رغبة في التعاون، فان روسيا اعتمدت "موقفا غير معقول". وفي حين قام النعيمي بزيارة موسكو لاقناع المسؤولين الروس شخصيا، إلا ان هؤلاء لم يعرضوا سوى خفض رمزي من 30 ألف برميل في اليوم، وهي مبادرة شعر عدد كبير من أعضاء أوبك إنها بمثابة إهانة.
وتنتج روسيا حوالي 7 ملايين برميل في اليوم، وتصدر من النفط الخام والمنتجات النفطية ما بين 4 إلى 4.2 مليون برميل في اليوم، كما ذكر الوزير السعودي.
واوضح انه "عندما تجمعون صادرات النفط الخام والغاز والمنتجات (النفطية)، فانهم (الروس) يحتلون المرتبة الثانية بعد السعودية أو حتى مرتبة متساوية". ويذكر ان السعودية هي اكبر دولة منتجة للنفط في العالم.
ورأى النعيمي ان روسيا لا تملك اي عذر في موقفها هذا، رافضا بحركة من كتفيه فكرة حكومة روسية محرومة من اي وسيلة للتحرك في مواجهة شركات النفط الروسية الخاصة.
وحذر وزير النفط السعودي من انه إذا رفضت موسكو التعاون مع أوبك ، فانها تغامر بالإقدام على سباق "له عواقب مدمرة" جدا في حصص الأسواق.
ونبه قائلا "نعرف عواقب السباق على الحصص في الأسواق، والجميع يخسر"، مشيرا إلى الحالات التاريخية السابقة من 1986 و1998 عندما تفردت دول منتجة بالمبادرة مما تسبب بانهيار أسعار النفط.
(أ ف ب)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف