الجهاد.. والجماعة الإسلامية في مصر:أسماء متعددة لكيانات تحمل نفس الملامح والتوجهات والأهداف
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يصعب الفصل موضوعياً بين الحديث عن تنظيمي الجهاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية في سياق رصد نشأة كليهما، والظروف التي أحاطت بهذه النشأة في مصر، ولعل القاسم المشترك الفكري والتاريخي بين هاتين الجماعتين هو شخص محمد عبد السلام فرج، مهندس الكهرباء بجامعة القاهرة الذي أسس التحالف بين المنظمتين خلال العام 1979 واستطاع ضم مئات العناصر إليه ونجح فى التنظير الفقهى له من خلال مؤلفه (الفريضة الغائبة)، والملاحظ أنه على الرغم من بقاء هذا التحالف بين الجهاد والجماعة على قيد الوجود فى الساحة المحلية والإقليمية حتى وقتنا هذا إلا أنه كانت هنالك تنظيمات سابقة أو لاحقة عليه تحمل نفس الأسماء، لكن يظل التمايز الأهم داخل هذا التيار برمته ينحصر بين تنظيمي "الجماعة الإسلامية" والفارق بينهما يكاد لا يتجاوز فروق تاريخ وظروف النشأة والمناخ الجغرافى لكليهما 00 ففى الوقت الذى نشأ فيه تنظيم الجهاد فى القاهرة والجيزة منذ العام 1968، وفي أعقاب نكسة يونيه 1967 كمجموعات سرية صغيرة لا يعرف عنها أحد شيئاً، كانت ملامح "الجماعة الإسلامية" تأخذ شكلها النهائى فى المنيا وأسيوط وتتضح معالمها الفكرية والحركية في منتصف السبعينات، وعلى يد طبيب شاب هو ناجح إبراهيم ومعه عدد من طلبة كلية الهندسة هم طلعت فؤاد قاسم، وأسامة إبراهيم حافظ، وعاصم عبد الماجد وآخرين إستطاعوا بجهد مشترك أن يفرضوا وجودهم داخل المحيط الجامعى فى البداية ثم انطلقوا منه إلى كافة القطاعات الإجتماعية فى القرى والنجوع والأحياء السكنية بمدن الصعيد حتى تم أول تعاون مشترك بين جماعة "الجهاد" و "الجماعة الإسلامية" فى ذلك التحالف المعروف الذى سبق إغتيال السادات بأشهر قلائل، وكان محور ارتكازه الفكري هو شخص عمر عبد الرحمن بما يمثله لكلا الطرفين من مصداقية ومرجعية فقهية وشخصية، أما محور ارتكازه الحركي والتنظيمي فهو كما أسلفنا محمد عبد السلام فرج.
لكن عقب حادث المنصة عام 1981 تعرض هذا التحالف لعدد مكثف من الضربات الأمنية المتلاحقة والتى كانت كافية لتفتيت مركزيته بعد القبض على معظم قياداته بينما هرب آخرون خارج البلاد لدول عربية أو أفغانستان، في الوقت الذي انشقت فيه مجموعات صغيرة عن كل من الجماعتين، كالجهاد الجديد أو الشوقيين التي انشقت على الجماعة الإسلامية، أو "طلائع الفتح" التي اعتبرت نفسها جيلاً جديداً من تنظيم الجهاد، وغير ذلك من التنظيمات الصغيرة التي صار يطلق عليها اسم "الجماعات العنقودية"، وهي في حقيقتها مجموعات أكثر منها جماعات.
أما على مستوى الرصد الكمى والنوعى لوجود الجماعتين (الجهاد، الجماعة الإسلامية) على الساحة فقد حدث أن تقلص وجود الجهاد فى معظم محافظات الصعيد وظلت محصورة فى بضعة جيوب متناثرة فى بنى سويف وأسيوط وقنا بأعداد لاتتجاوز العشرات،فى الوقت الذى إرتفع فيه العدد فى الأحياء العشوائية بالقاهرة الكبرى كعين شمس وإمبابة وغيرهما، بينما تكاثرت عناصر "الجماعة الإسلامية" فى منبتها الأول - محافظات الصعيد - على النحو التالى : كان هناك ما يزيد على ألفى عضو في الفيوم، وأكثر قليلا من ألف عضو فى بنى سويف وفى المنيا نفس العدد تقريبا، بينما ازداد العدد بشكل هائل فى أسيوط ليتجاوز ثلاثة آلاف عنصر، وتناقص العدد في سوهاج تناقصا ملحوظاً فلم يتجاوز عدد العناصر أربعمائة عنصر فقط أو أقل، وعاد المؤشر للارتفاع بحدة في قنا ليصل العدد إلى ألف عضو أوأكثر قليلا بينما لم يتجاوز العدد خمسمائة عنصر في أسوان في الوقت الذي ظلت فيه منطقة النوبة خالية أو شبه خالية تقريباً.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف