جريدة الجرائد

مواقــــــــف: أنيس منصور

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا أدعي أن لدي معلومات أكثر من التي لديك عن افغانستان‏,‏ ما يحدث وما سوف يحدث؟ ولذلك فالكتابه عن افغانستان لا تغري الكاتب ولا القارئ‏,‏ فقد استطاعت وسائل الإعلام أن تقدم لنا طعاما واحدا‏,‏ أكثره يبعث علي القرف واليأس ويجعل بداية القرن سوداء مثل نهاية القرن الماضي ونهاية هذا القرن‏...‏
فقد اعتدنا علي الغارات الأمريكية العنيفة علي افغانستان ــ مدنيين وعسكريين‏,‏ طالبان وغير طالبان‏,‏ وأكثر المعلومات خافية علينا‏...‏ فنحن لا نعرف ان هناك قنابل انشطارية وارتجاجية ونووية نظيفة وغازات سامة‏,‏ ولا نعرف كم عدد القتلي‏...‏ ولكن نستطيع ان نري الافغان الامريكان يغتالون الافغان الطالبان ــ أي أن افغانستان تأكل نفسها‏,‏ وأن المسلمين يقتلون المسلمين‏,‏ ولكن ما الذي فعلته أمريكا وحلفاؤها فلا نعرف‏...‏
ثم اننا قد اعتدنا علي الحروب غير المتكافئه‏,‏ وعلي أن الأرض تحكمها امريكا والعالم كله يجري وراءها طمعا في الدولار أو في البترول‏,‏ ولذلك لا نستبعد ان تواصل امريكا ضربه للعراق والتخلص من صدام حسين بعد أن تجاوز عمره الافتراضي‏..‏ وكذلك بن لادن الأمريكي النشأة قد خرج عن‏(‏ النص المكتوب‏)‏ وهو أن يكون عميلا أمريكيا ضد روسيا‏..‏ فلما خرجت روسيا كان من الواجب أن يظل العميل الأمريكي في قلب حقول البترول الموجودة في الجمهوريات السوفيتية السابقة التي اغرقتها أمريكا بالهامبورجر والكوكا والجينز والافلام العارية والدولارات‏!‏
ومن الممكن ــ كما اعتدنا ــ ان تضرب أمريكا السودان ــ لا من البعد كما فعل كلينتون ولكن من فوق ومن تحت‏...‏ وأن تشجع علي تمزيق السودان‏:‏ شمال عربي مسلم وجنوب مسيحي وثني‏..‏ والسوداني الجنوبي هو الأهم حيث البترول ومصادر مياه النيل واللعب فيها‏!‏
وكذلك ليبيا ولبنان‏,‏ وليست أمريكا في حاجة إلي لافتات تتقدم قواتها وطائراتها وجواسيسها في هذه البلاد‏,‏ فنحن الآن نعرف أنها قادرة علي أن تهدد‏,‏ وأن تمشي الدنيا وراءها‏,‏ وأن تتسابق في ارضائها‏.‏
وهكذا يكون الابن بوش قد نفذ كل ما أراده الاب بوش‏..‏ وقد قدم للشعب الأمريكي كل مسوغات تعيينه لفترة رياسية قادمة‏!‏(الأهرام المصرية)


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف