جريدة الجرائد

من قريب : سلامة أحمد سلامة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استجاب عرفات للضغوط الأميركية والأوروبية بحل وتفكيك منظمتي حماس والجهاد‏,‏ ولكن ذلك لم يمنع إسرائيل من القيام بغارات عنيفة علي المدن الفلسطينية‏,‏ استخدمت فيها طائرات ف ــ‏16‏ الأميركية‏,‏ لقصف مقر عرفات وتدمير مطار غزة‏,‏ وانزال خسائر بالغة بالمدنيين‏,‏ واعطي شارون لنفسه الحق في ارسال قواته إلي مدن الضفة وغزة لاعتقال من تريد اعتقالهم من الفلسطينيين بحجة انهم إرهابيون‏..‏ بعد ان أعلن قطع علاقاته مع عرفات‏.‏
وقد سبق أن فعل نتيانياهو نفس التصرف‏.‏
بقطع علاقاته مع عرفات‏....‏ ولم يسفر هذا الاجراء إلا عن تصعيد درجات العنف‏,‏ كما يحدث حاليا‏,‏ حيث لا يقف أي مانع أمام فصائل المقاومة الفلسطينية في اتخاذ ما تراه من عمليات للرد علي العدوان الإسرائيلي والإرهاب الشاروني المستمر‏.‏
ومنذ البداية‏,‏ فقد كان الخطأ الفادح الذي وقعت فيه أمريكا وتبعتها أوروبا‏,‏ هي أنها استجابت لشارون وأعطته الضوء الاخضر لضرب السلطة الوطنية واستخدام اقصي درجات القوة العسكرية للرد علي ما اعتبرته عمليات إرهابية ضدها‏...‏ وكان طبيعيا أن يؤدي ذلك إلي اضعاف سلطة عرفات وانهيار سياساته القائمة علي طلب السلام‏,‏ وجاء قرار منعه من السفر إلي الدوحة‏,‏ إمعانا في اذلاله ليقضي علي كل أمل في تحقيق فترة الهدوء المطلوبة‏.‏
المطلوب من عرفات الذي تزداد عقدة الحبل حول رقبته‏,‏ والذي تم تدمير مقره وضرب قواته ومساعديه من رجال الأمن‏,‏ رغم استجابته للضغوط الأمريكية والاسرائيلية باعتقال ناشطي حماس والجهاد‏,‏ أن يحمي مصالح اسرائيل ويتولي الحفاظ علي أمنها‏..‏
وقد بنت هذه الدول موقفها علي افتراض أن حماس والجهاد تشكيلات تخضع لأوامر عرفات‏,‏ وأن عرفات هو الذي أشعل الانتفاضة ويستطيع أن يطفئها‏..‏ وهو ما يؤكد درجة الجهل والتجاهل لحقائق الموقف‏..‏ حيث لايملك عرفات سيطرة فعلية علي هاتين المنظمتين‏,‏ اللتين ترعرعتا واكتسبتا تأييدا في صفوف الفلسطينيين بنسبة كبيرة بعد وصول شارون وسياساته الوحشية التي يطبقها دون رادع‏.‏ وطبقا لاستطلاعات أجريت في أكتوبر‏2000‏ فقد ارتفع عدد المؤيدين لحماس والجهاد من‏23‏ بالمائة إلي‏31‏ بالمائة‏.‏ وقد تصل النسبة الآن إلي أكثر من‏50‏ بالمائة‏.‏
ربما تكون حماس أو جناحها العسكري قد أخطأت في تقدير عواقب عملياتها الأخيرة‏,‏ التي قد تؤدي إلي الاطاحة بالسلطة وبعرفات‏,‏ ولن تحرك الدول العربية ساكنا لأنها أضعف من ذلك‏,‏ والدليل هو البيان الهزيل الذي خرج من لقاء الدوحة‏..‏
وقد لا تجد حماس والجهاد خيارا آخر غير العمل السري بعد ذلك‏.‏(الأهرام المصرية)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف