جريدة الجرائد

من قريب : سلامة أحمد سلامة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أصبح التهاون في الحقوق القانونية والإنسانية للمواطن المصري أو العربي الذي يتعرض للتعذيب والاعتقال وسوء المعاملة بغير وجه حق من جانب دولة اجنبية‏,‏ أمرا شائعا ومقبولا من السلطات الرسمية المسؤولة‏,‏ ينتهي عادة باعتذار لا ينبغي أن تقبله دولة علي نفسها وعلي كرامتها وكرامة مواطنيها‏.‏
وقد أخفت الدولة رأسها في الرمال في حالة عشرات المصريين المسجونين بغير اتهامات في السجون الأمريكية في اعقاب حادث سبتمبر الملعون‏,‏ ولم تحصل سفارتنا ولا وزير خارجيتنا حين زار واشنطن علي قائمة بعدد الموقوفين وأسمائهم ولا اسباب القبض عليهم‏,‏ وهل تم اتخاذ اجراءات قانونية بتوكيل محامين عنهم أمام سلطات التحقيق الأمريكية‏,‏ التي يبدو وأنها قررت اعطاء القانون إجازة في ظل حالة الهياج التي اجتاحت الادارة الامريكية‏,‏ وكل ما حصل عليه الرأي العام في مصر ــ عشرات أو مئات الأسر التي لها أبناء في أمريكا ــ أن كولين باول وزير خارجية أمريكا وعد بدراسة الموضوع‏,‏ ثم أفرج عن ستة منهم أحكمت الشرطة المصرية الحصار حولهم حتي لا يعرف أحد شيئا عن الظلم الذي وقع عليهم‏.‏
يحدث هذا في المحروسة بينما نقرأ في الصحف أن دولا عربية أخري مثل السعودية والأردن واليمن عرفت وأعلنت عن عدد مواطنيها المحتجزين في سجون أمريكا‏,‏ وأنها تبذل جهودا مكثفة مع السلطات الأمريكية لإطلاق سراحهم‏...‏ وطبقا لتصريحات سفير الاردن في واشنطن فإن عدد المحتجزين العرب يبلغ ألف عربي ومسلم‏,‏ لم توجه اليهم أية اتهامات باستثناء أنهم عرب ومسلمون‏.‏
لم يكن غريبا إذن أن تقدم السلطات الهولندية علي القبض علي المواطن المصري بدعوي الاقامة بطريقة غير شرعية في هولندا‏,‏ ويتم ترحيله بعد ضربه وتعذيبه واصابته إصابات بالغة‏,‏ ثم تقييده بالسلاسل‏,‏ وكأنه حيوان مفترس‏,‏ أثناء سفره بالطائرة في صحبة أربعة ضباط هولنديين‏.‏
ومن المثير للدهشة أن يفرج عن الهولنديين الاربعة دون عقاب بحجة أنه لا يوجد في القانون المصري ما يجرم مخالفات وقعت في دول أجنبية‏!!‏
إن توتر الظروف الدولية بسبب ما يسمي بقضية الإرهاب‏,‏ سواء كانت حقيقية أم مصطنعة‏,‏ أصبحت تستخدم ذريعة لاساءة معاملة المواطنين العرب بدون وجه حق‏,‏ وأي تهاون من جانب الحكومات والدول العربية في الاستمساك بحقوق مواطنيها والدفاع عنهم سوف يقضي علي مابقي من احترام للدول العربية بين أمم العالم‏!(الأهرام المصرية)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف