باريس تطالب بغداد باحترام حقوق الإنسان
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية اول من امس، "ان فرنسا تتابع بالتعاون مع شركائها الاوروبيين بكثير من القلق اوضاع حقوق الانسان في العراق، وكان الاتحاد الاوروبي اتخذ مبادرة استصدار قرارين من مجلس الامن حول هذه الاوضاع، الاول صدر عن لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة في ابريل الماضي والثاني من اللجنة الثالثة للامم المتحدة في 30 نوفمبر الماضي، وقد صيغ هذان القراران على قاعدة ملاحظات المقرر الخاص للجنة حقوق الانسان السيد مافروماتيس، وهذه النصوص تشير بوضوح الى الخلل الخطير في حقوق الانسان في هذا البلد وتطلب من الحكومة العراقية وضع حد لذلك".
واضاف الناطق الفرنسي "ان فرنسا ترى ان الوضع الانساني في العراق لا يعفي سلطات هذا البلد من اتخاذ اجراءات فعلية لتحسين شروط تعاونه مع مجمل آليات الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان",
وتتعدد المقالات في الصحف الفرنسية منذ بضعة ايام حول احتمال قرب ضرب العراق، فمثلا صحيفة "لوموند" المستقلة والاكثر رصانة، كتبت اول من امس، "ان ادارة بوش تريد الخلاص من صدام حسين، وهي تتهم العراق بتطوير اسلحة الدمار الشامل، رغم انه لم يتم العثور حتى الآن على اية صلة بين بغداد واعتداءات 11 سبتمبر", واضافت انه "رغم تأكيد ريتشارد باوتشر ان ادارة بوش لم تتخذ اي قرار بعد لاطلاق عمليات عسكرية ضد بلد آخر غير افغانستان، الا ان مؤيدي العمل العسكري ضد نظام صدام حسين باتوا يتزايدون في الاوساط السياسية الاميركية، ولو قرأنا الصحف الاميركية سيتولد فعلا لدينا الانطباع بان احتمال ضرب العراق بات قاب قوسين او ادنى",
وتقول الاوساط الاوروبية، ان الولايات المتحدة تؤكد انها لم تتخذ قرارا بعد في شأن صدام، ولكنها "لم تقل ولا مرة واحدة انها ليست بصدد اتخاذ هذا القرار، وهي على العكس تماما تشير الى ان العالم سيكون افضل من دون صدام كما قالت امس مستشارة الامن القومي في البيت الابيض السيدة غونزاليزا رايس، ما يعني ان المسألة هي مسألة وقت وليس نوايا، واعتقد ان معظم الدول الغربية تؤيد اطاحة صدام، ففرنسا مثلا التي كانت لها مواقف اقل حدة من بغداد مما هو عليه الامر في واشنطن ولندن، اعلنت بوضوح قبل ايام على لسان مسؤوليها الشيء نفسه تقريبا عن النظام العراقي",
وتضيف الاوساط ان الولايات المتحدة تدرك ان المفتاح الاساسي في هذا الموضوع تبقى روسيا، ولذلك فان كل الجهد وعمليات "الابتزاز السياسي والاقتصادي" تمارس مع موسكو في شأن ملفين رئيسين هما الشرق الاوسط والعراقي (اذا ما استثنينا منطقة آسيا الوسطى) وقد رأينا ان الموقف الروسي بدأ يقترب من الموقف الاميركي في شأن ضرورة الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهو ضمنيا بات يقترب ايضا وجدا من الموقف الاميركي حول صدام حسين حتى ولو ان موسكو لا تزال تعبر عن رفض الضربة العسكرية",
ووفق المعلومات المتوافرة لدى هذه الاوساط، فان موسكو تضغط بقوة كبيرة على الحكومة العراقية لدفعها القبول بالمراقبين الدوليين، لكن بغداد تقول ان واشنطن اخذت القرار سلفا بضرب العراق حتى ولو ان هذا الاخير اعاد المراقبين وانها سوف تعمد الى اخراج قضايا متعددة تدريجيا لكي تضع صدام امام امر واقع لا يمكنه معه الا المواجهة، ما سيعني مقدمة طبيعية لاسقاطه,
وخلافا لما كان يقال في السنوات الماضية من ان اطاحة النظام العراقي قد تؤدي الى تفتيت العراق، يبدو ان ثمة خلية خاصة تم تشكيلها منذ انتخاب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة، في وزارة الخارجية وهي على اتصال مباشر بالبيت الابيض لدرس احتمالات ما بعد اسقاط النظام، وقد سعى الاميركيون في الآونة الاخيرة الى رصد موقفي ايران وتركيا من هذه المسألة بطرق عديدة,
ولو استطاعت واشنطن تقديم صيغية لحلفائها الغربيين تؤكد ان الوضع سيبقى مستقرا بعد صدام، فان هذه الدول لن تتأخر في اعطاء ضوء اخضر قد لا يكون معلنا، لكن ضمنيا لاطاحة صدام,
وثمة مؤشرات وردت في الاسبوع الماضي، الى بعض هذه الاوساط الاوروبية، تفيد بان العراق عاد يناقش مسالة اعادة المراقبين حتى ولو انه ضمنيا لا يحبذها, ومن غير المستبعد ان يطرح قريبا صيغة تفاوضية بهذا الشأن, لكن الاوساط نفسها تقول ان لا تفاوض مع العراق حول هذه النقطة تحديدا لانها خط احمر، وان المجتمع الدولي غير قادر اصلا على الانتظار طويلا، لان هناك خشية حقيقية من ان يكوين العراق بصدد تطوير اسلحة خطيرة,
والاهم من ذلك، أن دولا عربية من تلك التي تقيم مع العراق علاقات تجارية واسعة الآن، اعلنت للاميركيين بوضوح ان مسألة النظام العراقي لا تعنيها، وان كل ما يهمها هو ان يكون اي عمل ضد العراق في اطار الامم المتحدة والا يؤدي الى تقسيم هذه الدولة, ولعل بعض هذه الدول يعمل اصلا في هذا الاتجاه,(الرأي العام الكويتية)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف