ثقافات

الذكرى الخامسة لرحيله (10)القصيمي بين مؤيديه ومعارضيه!!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المفكر الراحل عبد الله القصيمييقف المفكر السعودي عبدالله القصيمي في طليعة حملة لواء الفكر الليبرالي العربي، وقد اختط لنفسه منهجاً عارض فيه الكثير من التيارات الفكرية، وكان بذلك ظاهرة فكرية لافتة للانتباه، لذلك انقسم الناس حوله وحول منهجه، ما بين مؤيد له ومعارض لا يرى فيما طرح القصيمي إلا فلسفةً عبثية فارغة من أي مضمون، وكان لجرأة القصيمي في طرحه، إضافةً إلى ما يتسم به الطرح لديه من قوة وحدّة، ولتقلباته الفكرية، دور كبير في اتساع قاعدة الرفض أو التأييد من قبل قرائه ومتلقي كتاباته.

بدأ القصيمي مدافعاً عن الوهابية، مهاجماً الأزهر الشريف مقرعاً لعلمائه، موبخاً لبعض منهم، فكان طرده من الجامعة نتيجةً لسلسلةً من الأعمال ذات الفكر الوهابي، كان من أبرزها "علماء الأزهر والزيادة في الإسلام" أما كتاب" الصراع بين الإسلام والوثنية" فقد دفع به مهر الجنة كما يقول الأستاذ عبدالله عبدالجبار في كتابه" التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية" نقلاً عن أحد مشائخ نجد!!، إلا أن القصيمي سرعان ما انقلب على ذلك، وانتقل كما يقول دارسوه إلى مرحلة وطور التحرر الفكري، أو لنقل من الاتباعية السلفية وتقديس النصوص إلى تحكيم العقل والمنطق! لذلك لا غرو أن تشن عليه الحملات، من قبل الأزهريين ثم الشيعة في النجف ثم السلفيين النجديين، لقد عاش القصيمي خلال ستين عاماً معركة ثقافية كبرى رفض فيها المهادنة، بل يواصل تدعيم آرائه بكتاب تالٍ لكتاب.
فيما يلي تعرض " إيلاف" أهم الأعمال التي تناولت القصيمي خلال مسيرته الفكرية، سواءً تلك الأعمال التي رأى كاتبوها في القصيمي مفكراً حراً وفيلسوفاً ثائراً، أم تلك التي تناولت أعماله ووصمته بالمروق والخروج على الدين.

من أبرز الأعمال التي تناولت القصيمي معجبةً به وبفكره :
1- تُعدُ المقالة التي كتبها الأستاذ عباس محمود العقاد، عن كتابه" هذه هي الأغلال" من أهم الدراسات التي تناولت القصيمي وكتابه المذكور، سيما وكاتبها من المحسوبين على الفكر الإسلامي، وقد نشرت المقالة على الغلاف الرئيس لمجلة" الرسالة" التي يرأس تحريرها الأستاذ أحمد حسن الزيات، وقد نشرت في العدد 695 الصادر بتاريخ 3 ذي الحجة 1365هـ الموافق 28أكتوبر 1946م، يقول فيها العقاد (... والكتاب بحق كما وصفه مؤلفه الفاضل ثورة في فهم العقل والدين والحياة، لأنه يهجم على سلطان غشوم هو سلطان الجهل، ومعقل حصين هو معقل العادة، وجحفل متحجر هو جحفل الغوغاء وأشباه الغوغاء، يرفع السيف والمعول بغير رهبة ولا هوادة ويعتمد سيفاً واحداً ومعولاً واحداً في هذه الثورة، هما سيف اليقين ومعول البرهان، وهو يشن الغارة الشعواء على من يقدسون البلاهة ويوجبون على الناس الكسل باسم الاتكال على الله ويحرمون تعليم المرأة وتدريبها على فرائض الأمومة والرعاية الاجتماعية ويوهنون ثقة الانسان بنفسه وينكرون الحمة القديمة والعلم الحديث، ويزعمون إن الزمن يتأخر ولا يرجى فيه من أبناء اليوم والغد رجاء يضيفونه إلى تراث السلف ومآثر المتقدمين ... ) .
1- مقالة للشيخ رشيد رضا، بعنوان" البروق النجدية" في المنار، 1932م.
2- عن كتاب" العالم ليس عقلاً " كتب الأستاذ يوسف الحوراني مقالة قال فيها( .. عربي عربي هذا الكاتب، حتى لتخاله يبحث في كتابته عن مضارب قبيلته، التي فقدها في الصحراء بعد غربة طويلة عنها، هو صرخة هو احتجاج على كل تفاهة وتحجر واجترار وعبودية وتبعية غبية، وأنا أكتفي بما قدمه لنا القصيمي ولا أطالبه بأكثر، بل أرشحه إلى حيث يمكن أن يحرق حياً انتقاماً منه وعندئذٍ بعد موته يكون لنا برنو عربي ينير لنا طريق حرية الفكر، نعم أرشح القصيمي للموت حرقاً لأننا نريد نبياً جديداً يبدأ لنا حضارة جديدة .
3- كتب الأستاذ كامل مروة، فصلاً كاملاً عن القصيمي في كتاب " دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي"، بيروت،1965م.
4- أما الأستاذ أنسي الحاج، فكتب عن الكتاب مايلي ( .. هذا الرجل القادم من الصحراء، هذا السعودي المقاتل لكل شيء، الرافض لكل شيء، الحر في وجه كل شيء يريد المستحيل، يريد أن يفرغ الدنيا العربية من نفسها، ويؤلفها على الحرية والكرامة، في الصحراء من قلب الصحراء نبت، من الصحراء فجأة وفيما الجميع لا يترقبون هناك أحداً، نبت كالشوكةالفاجعة، وحيث مشى في الصحراء صارت كل حبة رمل بطلة ..) .
5- كما كتب الأستاذ ميخائيل نعيمة فقال( ... كتاب العالم ليس عقلاً لا مثيل له في التفكير العربي قديماً وحديثاً .. ) .
6- وكتب جورج جرداق فقال (.. إنه كتاب فريد في اللغة العربية وإنه لتعليل مثله في التفكير الغربي، وآمل أن يصبح أبناء هؤلاء الذين يهاجون الكتاب يوما، صالحين لأن يكونوا مواطنين لعبدالله القصيمي..).
7- كما كتب الشاعر أدونيس يقول( .. لا تستطيع أن تمسك به فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئاً، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحداً، بريء وفتاك، متناقض ومنطقي، شعري وعقلاني، معتم وصاف، كانه الرمل وقطرة المطر ...).
8- وكتب الأستاذ احمد سويدان قائلاً ( .. عيب هذا الكتاب أنه أكبر من المجتمعات التي صدر فيها ...) .
9-& عقب السياسي أميل الخوري،على مقالات القصيمي قائلاً( إن أعظم مفكر عالمي ليضع اسمه تحت هذه المقالات بافتخار ..) كما ورد في كتب" التيارات الأدبية لعبدالله عبدالجبار "
10- كتبت مجلة الآداب، في العدد التاسع مايلي(.. كل من اطلع على الكتاب الذي جمع فيه الأستاذ محمد زكي عبدالقادر أقوال مفكري الشرق والغرب عن الحرية والكرامة والإنسانية سيحس بنقصان كبير في ذلك الكتاب، لأنه لم يشتمل هذه الروائع التي أبدعها القصيمي، والتي وصفها بعض الكتاب بأنها من جوامع الكلم التي تمتاز بالقوة والروعة والبلاغة المعجزة ولا تقل عن مثيلاتها من كلمات مونتيسكو و رسو و ديدرو وغيرهم من أعلام الفكر ) .
11- يعد كتاب "التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية" لمؤلفه الأديب السعودي عبدالله عبدالجبار، والصادر في عام 1959 من أقدم وأشمل الدراسات التي تناولت بالتحليل فكر القصيمي وحياته، وتقع الدراسة الخاصة بالقصيمي في 61 صفحة .
12- كتب الأستاذ أنسي الحاج في ملحق جريدة النهار البيروتية، في عددها الصادر في 2 آذار 1996م مقالة بعنوان" كأنه لا يموت إلا الأحرار"
13- كتب الأستاذ ميخائيل نعيمة، في الغربال الجديد مقالة بعنوان" إلى عبدالله القصيمي" .
14- أفردت مجلة" إبداع" التي يرأس تحريرها الأستاذ أحمد عبدالمعطي حجازي، ملفاً عن القصيمي، وذلك في عددها الثاني، الصادر في فبراير من عام 1996، وشارك في الملف الكاتب سيد القمني في مقالة بعنوان"عبدالله القصيمي.. صوت صارخ في البرية" والكاتب حسن طلب في مقالة بعنوان"عبدالله القصيمي.. قطرة الشك في صحراء اليقين" والكاتبة البحرينية فوزية رشيد مقالة بعنوان"بعد رحيله، كبرياء التاريخ في مأزق" .
15- طرح الأستاذ صبحي حديدي، في مجلة" نزوى" العمانية، في العدد السابع، دراسة حاول من خلالها البحث عن المنظومة المفقودة، عنوانها "حقيبة الانشقاق التي أفضت من منفى على منفى" .
16- كتب الدكتور يورغن فازلا ، من ألمانيا، مقالة عن القصيمي في مجلة" WIR STELLEN VOR " الألمانية .
17- في جريد" الأهالي" الصادرة في 24 يناير 1996، كتبت الكاتبة البحرينية فوزية رشيد، مقالة بعنوان" القصيمي محظور حياً أو ميتاً" .

أما أبرز كتابات خصوم القصيمي، فمنها:
2- قصيدة للشيخ راشد بن صالح بن خنين، وقد نظمها بعد تأليف القصيمي لكتابه" هذه هي الأغلال" وتقع في (56) بيتاً، وقد فرغ من نظمها في 12/4/1366هـ، يقول فيها :

هذا القصيمي في الأغلال قد كفرا
وفاه بالزيغ والإلحاد مشتهرا
من بعد نصرته للدين في كتب
أضحى يفنده يا بئس ما ابتكرا
واسم الكتاب دليل الخبث متضحٌ
ما فيه بسملة إذ خيره بُترا
يا ابن القصيمي هداك الله شرعتنا
أترك زهوك وادع الله معتذرا

3- حظيت قصيدة راشد بن خنين بتقريظ من قاضي الخرج آنذاك، الشيخ عبدالعزيز بن باز، قال فيها أن من جملة أضاليل هذا الزائغ المفتون قوله أن الخطب أيام الجمعات إحدى النكبات، لأنها لتكررها كل أسبوع استطاعت أن تجعل تخديرها مستمراً مضموناً متجدداً، وبرهن الشيخ ابن باز على إلحاد القصيمي قوله- أي القصيمي- أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ رسالته بالخلوة الطبيعية، وبمناجاته فوق غار حراء وختمها بمناجاتها وهو في حجر عائشة، بينما كان يجود في أنفاسه فلقد كان شاخصاً ببصره إلى السماء لا يحوله عنها هول ولا أهل، ويقول: اللهم في الرفيق الأعلى !! فالشيخ ابن باز يقول أن القصيمي بذلك يدعو إلى عبادة الطبيعة، كتبها ابن باز في عام 1366هـ، الخرج .
4- قصيدة للشيخ صالح بن سليمان بن سحمان، نظمها في عام 1366هـ بعد اطلاعه على كتاب " هذي هي الأغلال" وجاءت القصيدة في 53 بيتاً، منها يقول :

في مصر وزغ تمادى في الضلالات
وتاه في تيه ديجور الجهالات
أبدى مخازيه في أغلاله وهوى
في هوة وتعامى بالمقالات

ويشير الشاعر بن سحمان إلى كتب القصيمي، التي أصدرها يوم أن كان وهابياً، فيقول:
&
أين الصراعُ ونقد والبروق وما
أعلنت بالحق عن هذي الخرافات
أتلك زندقة والرشد ما نطقت
أغلالك الآن من هذي الحماقات
أخزيت نفسك عند الناس قاطبةً
وما اتقيت عليماً بالخفيات

5- قصيدة للشيخ صالح بن حسين العلي العراقي، وهي قصيدة طويلة جداً تقع في (17) صفحة، وقد قدم لها الشيخ عبدالعزيز بن باز، قاضي الخرج، وذلك بتاريخ 11/11/1367هـ .
6- رسالة من الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، إلى عبدالله عبدالعزيز العقيل، مؤرخة في 18صفر من عام 1366هـ تناول فيها الشيخ ابن عدي كتاب الأغلال بالنقد والتحليل وتقع في عدة صفحات .
7- كتاب " تنزيه الدين ورجاله مما أفتراه القصيمي في اغلاله" كتاب مطبوع للشيخ عبدالرحمن بن سعدي، القاهرة، 1366هـ.
8- كتاب" الرد القويم على ملحد القصيم" لعبدالله بن يابس، القاهرة، بدون تاريخ الطباعة .
9- كتاب" بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال" تأليف الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز السويح لانجدي، المطبعة السلفية بالقاهرة،1369هـ .
10- كتاب " الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال" لمؤلفه محمد عبدالرزاق حمزة، القاهرة، 1367هـ .
11- ارجوزة تقع في 30 صفحة، نظمها أحمد بن محمد الشامي، بعنوان " ماذا يريد القصيمي؟!" من مطبوعات دار النفائس، بيروت، 1980م، وهي رداً على كتاب" العرب ظاهرة صوتية" للقصيمي.
12- كتاب بعنوان" دراسة عن القصيمي" للدكتور صلاح الدين المنجد،يقع في 63 صفحة، من مطبوعات دار الكتاب الجديد، 1967م، قال فيه المنجد( .. وإنه ليحق لي أن أنادي القصيمي فأقول له: أيها الصعيدي! إنك عبد، إنك سلبي، لقد فقدت إنسانيتك وإنك عدو للإنسان..) . !!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف