أخبار

أحداث طائفية تعيد إلى الأذهان واقعة "الكشح":عشرة جرحى واحتراق عدة منازل في صدامات بين مسلمين واقباط في مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة-إيلاف: في واقعة جديدة تعيد إلى الأذهان قضية الصدام الطائفي بين المسلمين والأقباط التي اشتهرت باسم قضية "الكشح" في مصر، فقد أعلن مصدر أمني مصري أن اربعة اشخاص بينهم شرطي وطفل، قد اصيبوا بجروح اليوم الاحد خلال صدامات بين مسلمين واقباط في أثناء تدشين اول كنيسة في قرية برطبك الواقعة في مركز مغاغة بمحافظة المنيا جنوب مصر، غير أن مصادر من شهود العيان قالت إن عدد الجرحى لا يقلون عن عشرة على الأقل قد أصيبوا جراء الأحداث فضلاً عن احتراق عدة منازل في القرية التي اندلعت فيها الأحداث.
وعلمت "إيلاف" أن الكنيسة القبطية قد أرسلت وفداً رفيع المستوى من كبار رجال الدين لتدارك الوضع فوراً في القرية التي شهدت الأحداث، ورفضت سكرتارية البابا شنودة التعليق على الحادث متعللة بأنه ليست لديهم معلومات كافية حتى الآن حول ما حدث، وأن الأمر بيد السلطات المختصة.
هذا ووفقاً لرواية المصدر الأمني المصري فإن عدداً من الأهالي المسلمين ابدوا انزعاجا خلال حفل التدشين من قرع جرس كنيسة السيدة العذراء في القرية، مما ادى الى مناقشات حامية بين الطرفين، ومطالبة المسلمين بنقل مكان الجرس من اجل تخفيض حدة صوته، ثم تحولت المناقشات الكلامية الى اشتباك بالأيدي وتبادل لقذف بالطوب بين الأهالي، وهم من الريفيين.
وقال شهود عيان ان الطرفين تبادلا الرشق بالحجارة قبل ان يبدأ أحد الاقباط باطلاق النار من مكان بالقرب من الكنيسة، وقال شهود آخرون من داخلها، مما اوقع اربعة جرحى بينهم ثلاثة مسلمين، وهم كل من الشرطي محمد علي، والطفل محمد رضا (10 اعوام) وعبد الجواد الشمروخ (20 عاما) بالإضافة إلى المواطن القبطي مجدي يوسف، ويقول شهود عيان أن الجرحى عشرة على الأقل، غير أنه لم تتوافر معلومات حول أسماء هؤلاء بعد.
وتتابع الرواية الرسمية قائلة إنه قد ترتب على تلك الإصابات، قيام بعض المسلمين باشعال النيران في الكنيسة، ردا على إطلاق الرصاص من جانب القبطي، ثم أضرموا النيران أيضاً في عدد من المنازل المجاورة ايضا حتى وصلت قوات الشرطة وألقت القبض على عدد كبير من الطرفين، وفرضت حصاراً أمنياً صارماً على القرية والمنشآت والمساجد والكنائس بها.
وأكد مصدر أمني أن قوات الامن تمكنت من السيطرة على الموقف وعززت انتشارها في القرية حيث اوقفت عددا من الاشخاص حسب المصدر الذي لم يفصح عن هوياتهم أو أعدادهم، مشيراً إلى أن التحقيقات لم تزل جارية.
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان ما جرى في أحداث الكشح في سوهاج جنوب مصر، والتي تعود وقائعها الى ديسمبر (كانون الاول) 1999 بعد شجار بين سيدة مسلمة وتاجر أقمشة قبطي أدت الى اندلاع الاحداث ومصرع 21 مسيحياً ومسلم واحد، وقضت محكمة مصرية ببراءة 92 متهماً، والسجن ضد 4 فقط، وهو الحكم الذي أثار جدلاً كبيراً، وغضباً في أوساط الأقباط عبر عنه البابا شنوده الثالث بطريرك الاقباط المصريين، وترتب على ذلك أن طعنت النيابة العامة على الحكم، وقالت في طعنها ان الحكم شابه فساد في الاستدلال وقصور في التسبيب وخطأ في تطبيق القانون، وقضت محكمة النقض المصرية بقبول الطعن
وقررت إعادة محاكمة جميع المتهمين والبالغ عددهم 92 متهما امام دائرة أخرى من دوائر محكمة جنايات أسيوط جنوب مصر.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد وجهت للمتهمين في القضية عدة اتهامات من بينها التجمهر والاعتداء على الاشخاص وأموال المسلمين والمسيحيين وذلك باستعمال القوة والعنف بالاسلحة البيضاء والقتل العمد واشعال الحرائق عمداً، ومازالت القضية منظورة حتى اليوم أمام القضاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف