من مؤامرة الى اخرى كان حال سورية منذ البدء (6/8)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انهيار الاوضاع السورية بين 55 و56
العراق يعمل على تنفيذ المؤامرة الكبرى الاولى
&
إيلاف: مراجعة واعداد ـ نصر المجالي
تردت الاوضاع السياسية في سورية اكثر في العامين 1955 و1956 وفي هذين العامين شكلت ست حكومات متتالية تراسها صبري العسلي وناظم القدسي وخالد العظم وسعيد الغزي، وفي 1956 وضع قانون تنظيم الاحزاب في سورية.
وكانت قائمة الاحزاب تضم الحزب الوطني برئاسة صبري العسلي والكتلة الديموقراطية برئاسة حمد العايش وحزب الشعب برئاسة احمد قنبر والكتلة الدستورية برئاسة الشيخ مصطفى الزرقا وحزب البعث برئاسة صلاح البيطار.
وحين تكشفت ابعاد المؤامرة منعت السلطات السورية الملحق العسكري العراقي الذي كان يزور بيروت من دخول سورية، ويشير المؤلف الى ان تفاصيل المؤامرة وصلت اليهم عن طريق طالب عراقي كان يدرس في جامعة دمشق هو خلوق ابراهيم زكي، وهو في نفس الوقت كان يعمل موظفا محليا في دائرة الملحق العسكري العراقي.
وكلن عدد من المسؤولين والوزراء السوريين ورجال الاحزاب متورطين في تلك المؤامرة، وكانت الاجتماعات تعقد مع المسؤولين العراقيين في مصايف لبنان.
تجنيد اجانب
يروي مؤلف الكتاب انه في عهد قيادة عبد الحميد السراج للشعبة الثانية ، فانه ـ أي المؤلف ـ تمكن من تجنيد رئيس لجنة الهدنة الاسرائيلية السورية وسكرتيرة الملحق العسكري التركي في دمشق للعمل لصالح الاستخبارات السورية، كما انه تمكن من اقامة علاقات قوية مع سفير بلجيكا الكونت لويس دوسان وهذا السفير كان يحقد على الغرب كله وعلى اليهود ايضا، وهو قدم للاستخبارات السورية محاضر اجتماع سفراء دول حلف الاطلسي في دمشق وهي تشمل الخطط السياسية الشاملة لتلك الدول في المنطقة.&
ومن المعلومات التي قدمها السفير البلجيكي للاستخبارات السورية بقيادة عبد الحميد السراج خطة اللولايات المتحدة بارسالها ضابط المخابرات ويلبور ايفلاند للحيلولة من دون ارساء عطاء تنفيذ اقامة مصفاة النفط الى شركة تشيكوسلوفاكية، حيث كان السياسيون السوريون منقسمون بين احالتها الى شركات غربية او شرقية.
يذكر ان الضابط ايفلاند هو مؤلف كتاب (حبال من رمال) وفيه يتحدث عن المهمات التي نفذها في سورية.
وقد اشترى الضابط ايفلاند عددا من النواب في البرلمان السوري ووزراء ومسؤولين وصار يجتمع اليهم دوريا لعرقلة مشروع المصفاة الذي كانت سورية تعتبره يشكل رصيدا اقتصاديا قويا لها.
وحاولت الشعبة الثانية السورية الايقاع بضابط المخابرات الاميركي من بعد مراقبة طويلة ولكنها فشلت ويعتبر مؤلف الكتاب سامي جمعه وهو كان الضابط المكلف بذلك بتحمل مسؤوليته عن الفشل.
نشل معلومات
واعتادت شعبة الاستخبارات الثانية في سورية على نشل المعلومات من حامليها من الموفدين الرسميين، ويروي سامي جمعة كيف استطاع احد النشالين من عملاء الشعبة نشل معلومات مرسلة من الرئيس اللبناني كميل شمعون الى الملك حسين عاهل الاردن، وكان المبعوث عبد المنعم الرفاعي الذي تم نشل المعلومات منه.
ويقول المؤلف ان نشال المعلومات المحترف وهو دمشقي غادر الى القاهرة بعد الانفصال وهو يعيش هناك في شقة على النيل واصبحت حياته ميسورة، وله ابنة ممثلة معروفة في الافلام والمسلسلات المصرية وقد اتخذت اسما فنيا.
ويعود جمعة في الكلام مرة ثانية عن السفير البلجيكي الذي كان احد افراد الاسرة الملكية البلجيكية، وكبف انه صار سفيرا لبلاده في الهند وكيف اعتنق هو وزوجته البوذية، ولكن دبلوماسيا بريطانيا استطاع اختطاف زوجته منه، ومن بعد ذلك اتهم السفير بانفصام الشخصية والجنون ولهذا فانه كان حاقدا على الغرب وعلى اسرائيل، وهذه الحالة اكتسبها عن والدته الالمانية الاصل.
ويروي كيف ان السفير الكونت لويس دو سان زوده بمعلومات عن مناورات اسرائيلية تجري في صحراء النقب وهي مدعومة بالصور، كما انه هو الذي ابلغ الشعبة الثانية ان الملحق العسكري البريطاني في دمشق كان يجمع المعلومات عن معامل الدفاع السورية في منطقة الهامة. وقام عملاء الشعبة الثانية بحرق منزل الملحق العسكري البريطاني على ان الحادث بدا قضاء وقدرا.
وكشف السفير البلجيكي ايضا للاستخبارات السورية ان الضابط السياسي في السفارة البريطانية يقود شبكة من عدة اشخاص هدفها جمع المعلومات عن اية قطعة سلاح كانت سورية تستوردها من الاتحاد السوفياتي، وتم القاتء القبض على افراد الشبكة التي كان يتراسها اللبناني جورج نجيم الذي توفي لاحقا في سجن المزة.
مؤامرات ضد الاردن
ويتحدث الكتاب عن عدة محاولات قامت بها الاستخبارات السورية بدعم عدد من السياسيين المعارضين في الاردن لقيام انقلاب لاطاحة حكم الملك حسين، وقال المؤلف ان احداها كان افشاها الوزير السوري المفوض في عمان فؤاد قضماني للملكة زين الشرف والدة العاهل الاردني.
زكان من ضمن المخططين للمؤامرة اللواء علي ابو نوار رئيس اركان الجيش الذي عينه الملك حسين في المنصب بعد طرد القائد الانجليزي كلوب باشا.
وبعد ان نمى الى علم الاستخبارات السورية ان المؤامرة كشفت في عمان، فان عبد الحميد السراج ارسل المقدم مصطفى حمدون الى عمان لتحذير البعثيين من أي عمل مكشوف، وقد وصل حمدون الى عمان متخفيا وهناك التقى (الرفاق) البعثيين بقيادة عبد الله الريماوي واوصلهم رسالة التحذير.
ويتحدث مؤلف الكتاب عن الدور السوري في الاردن وكيف ان الافعال التي قامت بها الاستخبارات السورية كانت ردا على ما قام به الاردن من اعمال تفجير في سورية، وقال ان سورية زرعت عملاءها في القصر الملكي وفي جهاز المخابرات ويقول "حتى ان احد مساعدي رئيس الجهاز محمد رسول الكيلاني كان من رجال الاستخبارات السورية".
ويعترف بان سورية كانت وراء مقتل رئيس وزراء الاردن هزاع المجالي في صيف 1960 حيث زرع موظف من آل الدباس كان يعمل في وزارة الاعلام متفجرة في مكتبه الذي انفجر وتمزق جسد المجالي اربا اربا، ويقول جمعة "لقد كان المجالي من اشد اعداء سورية، وهو كان من اشد المناصرين للغرب".
ويذكر جمعة في مكان آخر من الكتاب ان حرب الاستخبارات مع الاردن وصلت الى درجة التدخل في شؤون عائلية ميلما تدخلت الاستخبارات السورية لتطليق زوجة دبلوماسي اردني في دمشق من زوجته السورية الأصل ليتزوجها من بعده موسيقار عربي مشهور.
ومادام الحديث عن الاردن فان الكتاب يشير الى دخول القوات السورية الى الاردن في حيث دارت اتصالات مع عدد من ضباط الجيش العراقي الذي كان له قطعات في الاردن ايضا، ومن هؤلاء الضباط العقيدين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وكان تلك الايام يعدان لثورة& تموز 1958 التي اطاحت النظام الهاشمي في العراق.(يتبع غدا)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف