ثقافات

الشاعر الذي حبسته قصيدة :يثير جدلاً في السعودية وعبر منتديات إنترنت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كتب ـ نبيل شرف الدين: أصبح الشاعر السعودي عبد المحسن حليت المسلم الذي اعتقلته السلطات السعودية بسبب نشره قصيدة هاجم فيها القضاء السعودي ووصفه الصريح له بـ "الفساد" ، محور الكثير من الحوارات في المنتديات العربية عبر إنترنت بين مناصر له وداع للإفراج عنه على أساس حرية النقد ، ومن يؤيد اعتقاله والمطالبة بتوقيع عقوبة قاسية عليه ، باعتبار أن قصيدته تجاوزت حدود النقد إلى السباب والقذف الصريح لمؤسسة حساسة كالقضاء في بلد محافظ .
وقالت مصادر صحفية سعودية ان الشاعر حليت قد خضع للتحقيق مدة أربعة ايام حول ما ورد في قصيدته، وان من استجوبوه كانوا مسؤولين امنيين كبارا ، وذلك قبل أن يتم اعتقال الشاعر بعد وجهت له تهمة إهانة القضاء .
كما تمت إُقالة رئيس تحرير صحيفة "المدينة" السعودية، محمد المختار الفال الذي سمح بنشر القصيدة في 10 آذار ، وهي تحت عنوان (المفسدون في الارض) وتتهم بعض القضاة بالفساد والتجاوزات .
وقالت مصادر إعلامية سعودية ان الطلب على عدد الصحيفة كان كبيرا بحيث نفدت جميع نسخها من الأسواق في ساعات ، ما اضطر الصحيفة الى اعادة طبع عدة آلاف من النسخ الإضافية .
ويعتبر الشاعر السعودي عبد المحسن حليت (45 عاما) ابن أحد وجهاء المدينة المنورة وقد درس في الولايات المتحدة ، احد الكتاب والشعراء الاكثر شعبية في السعودية ، وهنا نورد نص القصيدة "الأزمة" التي سجنت كاتبها :
المفسدون في الأرض
شعر: عبد المحسن حِليت
ورد في الحديث الصحيح عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم أنه قال" القضاة ثلاثة قاضيان في الجنة وقاض في النار، رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة ".
إن من المحزن أن القضاء - في العالم الإسلامي يعاني كثيرا من فساد بعض القضاة الذين لا تهمهم إلا أرصدتهم في البنوك وعند الحكام، وهذه الفئة - وإن كانت قليلة - إلا أن ضررها بالغ وشرها عظيم ، ومن أكبر أضرارها أنها تسيء إلى الفئة الكثيرة من القضاة والعلماء الأتقياء الذين همهم الأكبر هو تعظيم أرصدتهم عند الله:
كُلكم قاتـلٌ ولا استثنـاءُ والقتيلُ القضاءُ والشـرفاءُ
سقطت رايةُ الحسينِ وعادت من جديدٍ بثوبـها كـربلاءُ
مات عصرُ الفاروقِ ، لم تبقَ منهُ غير ذكرى سُطورها بيضاءُ
واعتلتْ عُصبةُ اللصوصِ وماتتْ في السجونِ العـدالةُ العذراءُ
كُلكم من سقوطها مستفيدٌ كلكم مذنبٌ .. ولا أبرياءُ
أكبرُ المجرمين أنتمْ ولـكن لا وجوهٌ لكم ولا أسـماءُ
أيها المرتَشونَ من أين جئتمْ ألغيرِ التُقاةِ كـان القـضاء؟
تدَّعونَ التُقى وأنJتمْ ضِباعٌ أَكَلتنا .. فـكُلنا أشــلاء
تحتَ أنيابكم نَئنُ .. ومنكم لا فـقيرٌ نـَجا ولا أغنيـاء
فكأنـَّا وحـلٌ وأنتم زُلالٌ وكـَّأنا أرضٌ وأنتم سـماء
نحنُ أهلُ الضلالِ دوماً وأنتم عندنا المرســلونَ والأنبياء
لكُمُ الدينُ كُلهُ ولنا الشركُ فنحـنُ الخوارجُ السفـهاء
فأبونا "الحجاجُ" وابنُ "سلولٍ" وأبوكمْ "عليُّ" و "الزهـراء" !!
نحنُ من خانَ كلَّ شرعٍ ودينٍ وعلى الدينِ أنتـمُ الأمنـاء!!
كلُّ صوتٍ سـواكمُ شيطانٌ كلُّ رأيٍ عـداكمُ فـحشاء
وعروقُ الإيمانِ جفَّتْ لدينا ولديـكمْ عُـروقهُ خضراء
أعذرونا فنحنُ نسلُ "يزيد"ٍ أيـها التابعـونَ والخـلفاء
أيها المفسدونَ في كلِّ أرضٍ قاتل اللهُ علمكمْ ، والسماء
كم ذبحتمْ من آيةٍ وحديثٍ ولِحاكُمْ كم لطَّختها الدماء
فالدساتيرُ كالعبيدِ لديكمْ والقوانينُ في يديكمْ إِماء
وتُداجونَ ألفَ طاغٍ وطاغٍ ولهُ وحدهُ يكونُ الـولاء
ولهُ منـكمُ النفاقُ المُصفَّى والركوعُ الطويلُ والإنحناء
وتُحِلُّونَ ما يـراهُ حـلالاً فالفتاوى منكمْ ومنهُ الجزاء
وإذا قالَ حرِّمـوا حرَّمتُمْ كلَّ ما يشتهيهِ ، حتى الهواء
هو مـولاكمُ الذي تعبدوهُ فهوَ نعمَ المولى ونعمَ الرجاء!!
أيها المتُخمونَ فسقاً .. أهذا ما تقـولُ الشريعةُ السمحاء؟!
كيفَ صارَ القضاءُ عنزاً حلوباً يتسلى بحـَلْبِها من يشــاء
أَكْلُ لحمِ الخنزيرِ في عُـرفكمْ شِركٌ،وأكلُ الحقوقِ فيهِ الشفاء
وكلامُ "الصكوكِ أحلى لديكمْ من كلامِ الـذي لـهُ الأسماء
لا من الناسِ تستحونَ ولا اللهِ الذي منهُ يستـحي الأنبـياء
كلُ ظلم بنا وكـلُ فســادٍ أنتمُ الرأسُ فيـهِ والأعضـاء
فلوجهِ الدينارِ قُمتمْ وصُمتمْ فهو بـاقٍ وما سواهُ فنـاء
ولعينـيهِ كـم فَقأتُمْ عيوناً فلعينـيهِ يُستحَبُّ الدعـاء!!
ونهبتمْ من أجـلهِ البرَّ والبحرَ ومنكمْ لم تنـجُ إلا السـماء
وتُحَنونَ كـل يومٍ لِحاكُمْ كي يزولَ البياضُ والإرتخاء
والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّاء
أيها الـُمظلمونَ .. لم يبقَ وجهٌ فيكمُ يستحي .. ولم يبق مـاء
كم يعاني من فسقكمْ أتقياءٌ ويقاسي من زيفكمْ علمـاء
هُمْ مع الله يَسهرونَ .. وأنتـمْ في جحورٍ لكمْ بناها الريـاء
فهمُ الشمسُ إن تعالى ظلامٌ وهمُ السيفُ إن تمادى البغاء
وهم الذائدونَ عنا .. وعنهمْ ستذودُ الســماءُ والأنبياء
فَلِحـاهُمْ منيرةٌ بتُـقـاها ولحاكُــمْ تُنـيرها الظلماء
كَمْ تُحَنونها على كل وجـهٍ ليزولَ البياضُ والإرتخــاء
والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّـاء
أيها الغارقونَ في وحْلِ دُنياكمْ وفـيهِ جميعُـكم شهـداء
لستُ أهجوكمُ فأنتمْ ذئابٌ وكثيرٌ على الذئابِ الهجـاء
أنتمُ الميتـونَ شيخاً فشيخاً وبِكُمْ لا يليقُ إلا الرثــاء !!
وهكذا ينهي شاعر المدينة المنورة ـ كما يطلق على الشاعر عبد المحسن حليت مسلم ـ قصيدته التي قال بعض المتحاورين عبر شبكة الإنترنت أن حبراً كثيراً سيراق حولها .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف