هل يصبح مصطفى بكري وزير خارجية مصر ؟"بارونات الصحافة" و"الجزيرة" و"المصدر الموثوق"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ارتباك دبلوماسي
وبعد أيام معدودات حدثت واقعة أخرى ، بدأت بتصريحات وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربي في بيروت ، قال فيها أن& سبب غياب الرئيس مبارك عن القمة يرجع لأسباب داخلية حالت دون حضوره القمة ، فما كان من الصحافي مصطفى بكري إلا أن ظهر عبر عدة فضائيات ليصحح تصريحات أحمد ماهر ويصفها صراحة بـ"الخاطئة" ، مؤكداً أن الوضع الداخلي المصري مستقر ، وليس فيه ما يقتضي بقاء الرئيس داخل مصر ، وأن السبب الحقيقي في عدم حضوره هو موقف إسرائيل من عرفات وحضوره القمة ، ومن ثم عودته من دون شروط مهينة ، وهو نفس التفسير الذي قدمه الرئيس مبارك في تصريحاته التي أدلى بها صباح يوم انعقاد القمة .
ويثير تعقيب مصطفى بكري على تصريحات وزير الخارجية المصري سؤالاً بسيطاً عما إذا كان مقبولاً أن يتفهم صحافي في جريدة "غير حكومية" رؤية القيادة السياسية بدرجة أوضح وأعمق من عميد الدبلوماسية المصرية ، فضلاً عن أن الطريقة التي تم بها تصويب بكري لوزير الخارجية على هذا النحو غير مسبوقة ، حين يقوم صحافي بتقديم تفسير "معلوماتي" أكثر صدقاً من ذلك الذي قدمه وزير الخارجية، وليس مجرد رؤية أو تحليل ، وهو ما يعكس بصراحة حجم الارتباك الدبلوماسي الذى منح محطات التلفزة والصحافة فرصة الاجتهاد في تقديم التفسيرات حول أسباب غياب رئيس أكبر دولة عربية عن القمة .
مصدر موثوق
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ سبق تصريح ماهر تكذيب "شبه جماعي" لنبأ غياب مبارك من رؤساء تحرير الصحف المصرية "الحكومية" ، ممن يطلق عليهم في مصر "بارونات الصحافة" ، بينما بدأت صحفهم تشن حملة ضارية على "الجزيرة"، سواء من خلال ملفات كاملة على النحو الذي فعلته "روز اليوسف" ، أو من خلال رؤساء التحرير كما كتب محمود صلاح رئيس تحرير "آخر ساعة" ، أو عبر كتاب المقالات اليومية والأسبوعية كما فعل الكثيرون ، وذلك على خلفية حدثين : الأول هو برنامج قناة "الجزيرة" الذي استضاف رجل الأعمال المصري رامي لكح ، وممارسات مقدم البرنامج الاستفزازية معه ، والثاني هو النبأ الذي أذاعته المحطة ذاتها قبل أيام من القمة ، من خلال مراسلها في القاهرة ، وأكده حينئذ مصطفى بكري ، ثم عادت والتزمت الصمت بعد أن تأكدت من صحته ، لكن هذا التكذيب أو ذلك الصمت لم يخفيا بلا شك شعوراً بخيبة الأمل "المكتومة" من سيناريو تسريب خبر غياب الرئيس مبارك عبر "الجزيرة" تحديداً ، في الوقت الذي كانوا يؤكدون فيه عبر مقالاتهم أو صحفهم أنها تقوم بحملة تستهدف النيل من مصر قيادة وحكومة وحتى على صعيد النشاط الاقتصادي ، بينما يخصها "مصدر موثوق" بنبأ من هذا الوزن الثقيل .
لعنة التكذيب
وكان رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" المصرية جلال دويدار قد شن هجوماً كاسحاً على "الجزيرة" بسبب ما بثته حول غياب مبارك عن القمة العربية، قائلاً : "من المؤكد ان خبر عدم مشاركة مصر في قمة بيروت خبر كبير جدا وهام ، إذا ما كان صحيحا ومؤكدا، ولكن والخبر كاذب جملة وتفصيلا ـ وهو امر كان يعلمه تماما المسؤولون عن قناة الجزيرة ـ يدور التساؤل : هل كان الهدف هو اثارة البلبلة والتأثير علي ايجابية عقد هذه القمة ، واذا كان هذا صحيحا فلحساب من هذا السلوك المدمر؟"، غير أن ما حدث وأتضح لاحقاً أن الخبر صحيح ، وهو ما اضطر دويدار لأن يتجاهل الأمر برمته ، ويكتب مقاله اليوم التالي مهاجماً "شارون" .
أما صحيفة "الأهرام" فلعل خطها المحافظ أنقذها من التورط في لعنة التكذيب والهجوم، فقد التزمت الصمت حول مسألة حضور الرئيس أو غيابه ، ثم نشرت في اليوم التالي تصريحاته التي قال فيها إنه بغيابه عن هذه القمة في ظل الظروف الراهنة ، ونصيحته لعرفات بالبقاء في "رام الله" قد أنقذ القمة العربية من فشل ، ومشكلات كان سيفتعلها شارون لمنع عودة عرفات .
أما على صعيد المبادرة السعودية فقد تبنت كافة الصحف المصرية الحكومية الخط الرسمي حيالها ، مؤكدة على قبول مصر للمبادرة ، والتشديد على ضرورة إقرارها والعمل على تبني القمة لها كصيغة عربية تطرح أمام المجتمع الدولي ، غير أن الصحف "المؤدلجة" وشقيقتها "المطلبنة" أعلنت رفضها الصريح للمبادرة ، وامتد رفضها إلى القمة ذاتها باستخدام لغة ديماجوجية اعتادها القارئ من هذه الصحف وهؤلاء الكتاب من مؤيدي طالبان .
يبقى في الختام السؤال قائماً. لماذا تعمد "المصدر الموثوق" إحراج "بارونات الصحافة" المصرية في الوقت الذي يخوضون فيه حملة ضارية على محطة فضائية مثيرة للجدل داخل مصر وخارجها منذ ظهورها، بينما يخصها "المصدر الموثوق" بنبأ يتعلق برئيس مصر .. والقمة العربية ؟
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف