أخبار

البابا شنودة:أرفض تدويل القدس وأوافق علي تقسيمها وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية حماقات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة ـ إيلاف: استنكر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الممارسات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين ، واعتداءاتها على المساجد والكنائس بالمدن الفلسطينية المحتلة ، وندد بحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقصف مقر إقامته بالدبابات والصواريخ وقطع الاتصالات والمياه والكهرباء عنه ، ومعاملته على هذا النحو المهين ، وهو أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عليه لأن عرفات رئيس منتخب من شعبه ، وهو رمز نضالي كبير.
وحول مستقبل مدينة القدس اعتبر البابا شنوده بأن تقسيمها إلى شرقية وغربية سيكون أفضل الخيارات المطروحة ، محذراً من التدويل لأنه بتقديره خطوة علي طريق تهويد القدس وتنازل العرب عن حقهم في المدينة. ودعا في حوار أجرته معه صحيفة "الجمهورية" المصرية اليوم ،الكنائس في كل دول العالم للتحرك ومطالبة الحكومات باتخاذ إجراءات عملية لإنقاذ الشعب الفلسطيني ، والمقدسات المسيحية والإسلامية.
وأشار البابا إلى أن قصف الدبابات الإسرائيلية لكنيسة المهد ومسجد عمر، واطلاق الرصاص علي المصلين والراهبات وقتل أحد القسس جريمة نكراء وانتهاك غير مسبوق للمقدسات الدينية لا يمكن السكوت عليه، مشيرا إلى ان كل الاديان السماوية والاعراف والاخلاق ترفض وتجرم هذه الممارسات الهمجية التي يمارسها جنود الجيش الإسرائيلي.
وقال البابا إن المبررات التي تجري علي ألسنة المسئولين الإسرائيليين لتبرير هذه التصرفات الإجرامية ليست معقولة ولا مقبولة، وعبارة "الدفاع عن النفس وحماية أمن إسرائيل" لم يعد لها محل من الإعراب، فهل يمكن أن يصدق عاقل أن قصف أكثر من 150 دبابة لمقر إقامة عرفات، وقطع المياه والاتصالات والكهرباء عنه.. ومنع دخول الطعام والدواء وحتي سيارات الإسعاف، هل يمكن تصديق أن كل هذه الإجراءات للدفاع عن النفس..؟
وما هو الخطر الذي تخشاه إسرائيل من هذا الرجل "المسجون". "المحاصر"..؟
وما هي الفائدة التي تعود علي "أمن إسرائيل" من قصف كنيسة المهد ومسجد عمر؟ وما هي الجريمة التي ارتكبها أطفال ونساء رام الله وبيت لحم في حق الإسرائيليين حتي تغتالهم رصاصات القناصة في الشوارع أو في منازلهم؟
وأكد البابا أنها حرب شاملة هدفها إبادة الشعب الفلسطيني أو إلغاء وجوده.. ومحو كلمة فلسطين من خريطة العالم .
عرفات رمز
وتساءل البابا شنوده باندهاش : كيف يطالبون عرفات بتسليم رموز المقاومة ؟ ، فهل من الممكن أن يتخلي قائد وطني عن الذين يدافعون عن وطنه ويسلمهم للأعداء؟ ، وكيف تكون صورته أمام شعبه إذا فعل ذلك؟!.. من المؤكد أنه سوف يتهم بالخيانة، إنها طلبات "تعجيزية" يتخذها الإسرائيليون ذرائع للتخلص من عرفات وتنفيذ مخططاتهم ضد السلطة الفلسطينية، تماما مثلما تمسكوا في مرحلة من المراحل بوقف العنف، وعندما حدث ذلك بالفعل لم نجد إجراء إسرائيليا علي أرض الواقع.
شارون الأحمق
ووصف البابا شنوده التصرفات التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية بأنها حمقاء ولا تتسم بالحكمة ، ولا تخدم حتي أهدافها المعروفة، فعرفات الذين يريدون إظهاره في صورة إرهابي ويريدون اقصاءه، اكتسب شعبية كبيرة بعد الإجراءات التي يتخذونها ضده، حتي الفصائل الفلسطينية التي كانت علي خلاف معه.. التفت حوله.. وأعلنت رفضها التام للمساس به.
وأضاف قداسة البابا أن رفض عرفات عرض الخروج من رام الله عزز موقفه.. بعد أن تأكد حرصه علي الشعب والدولة الفلسطينية وأنه لا يبحث فقط عن سلامته الشخصية.. مما أكسبه تعاطفا أكثر داخل أراضي السلطة الفلسطينية أو خارجها.
فرص ضائعة
أشار إلي أن شارون حرم شعبه من فرصة ذهبية للسلام عندما رد علي مبادرة القمة العربية بالدبابات والمدافع.. ولم يترك لنفسه حتي فرصة دراسة المبادرة والتفاعل.. مما يؤكد أنه رجل حرب.. لا يعرف السياسة ولا يسعي للسلام.
وأشار قداسة البابا إلي المظاهرات التي شهدتها القاهرة والمحافظات.. والتي كشفت بوضوح رفض الجماهير بكل طوائفها ومستوياتها واستنكار الجميع للجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل.. مشيراً إلي أن ما يردده بعض ذوي النفوس المريضة من تصد لرجال الأمن للمتظاهرين.. وقيامهم بتفريق المظاهرات مجرد "كلام" لا يرقي لمستوي المسئولية.. فلا مانع من التظاهر والتعبير عن الغضب لكن لابد أن يكون لذلك إطار محدود.. حتي لا تتحول المظاهرات إلي فوضي.
ضمير العالم
وعن أساليب مواجهة هذه السياسات الشارونية قال قداسة البابا: الضمير العالمي لابد أن يتحرك.. فليس مقبولاً أن يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي والدبابات تدمر البنية الأساسية للسلطة الفلسطينية.. والقناصة يصطادون الأطفال والنساء من الشوارع والرئيس الفلسطيني محاصر ومهان وإسرائيل تنتهك كل القوانين وترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن.. كل هذا لا يمكن السكوت عليه..
وعن دور الكنائس قال: لابد أن تطالب كل الكنائس جميع الحكومات بالتحرك.. واتخاذ قرارات عملية لحماية الشعب الفلسطيني الذي تغتاله دبابات شارون.
وحول تأييد الغرب لحكومة تل أبيب قال: لا يمكن أن نقول الغرب المسيحي بالكامل ، فهناك دول مسيحية كثيرة تتخذ مواقف جيدة منها فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي الدعم الحقيقي في أميركا ، ولا يوجد في المسيحية ما يدعو لدعم اليهود أو تأييدهم علي العكس خلافاتنا مع اليهود كثيرة .
عمليات طبيعية
وعن العمليات الفدائية التي ينفذها الشباب الفلسطيني قال: لن أتحدث عنها دينياً ولكن سياسياً ، مشيراً إلى أن هذه العمليات جاءت نتيجة طبيعية للضغوط التي يعيشونها.. والإحباط الذي تملكهم وهم أمام عدو يملك كل مقومات القوة.. ويستخدمها ضدهم بلا رحمة أو ضمير.. فلم يمكن أمامهم سوي تحويل أنفسهم إلي أسلحة يهاجمونه بها.
وعن التطبيع قال البابا.. التطبيع معناه جعل الأمور والعلاقات طبيعية فكيف يمكن ذلك في الظروف غير الطبيعية الي تعيشها المنطقة.
وعن منعه للأقباط من زيارة القدس.. قال: الهدف من الزيارة التماس البركة من المزارات الدينية هناك.. وأري أنه ليس مناسباً أن نلتمس البركة من مكان غارق في الدماء وتدوي في جنباته دانات المدافع.. وأعتقد أن هذه المشاهد سوف تثير الألم والعناء في نفوس من يسافر إلي هناك.
وعن موقفه حول مستقبل القدس اختتم بابا الأقباط في حواره مع "الجمهورية" قائلاً : التقسيم أفضل.. قدس شرقية وقدس غربية ، والتدويل مرفوض لأنه خطوة علي طريق تهويد القدس وتنازل العرب عن نصيبهم وحقهم بها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف