معركة لحود ـ الحريري تتجاوز الامزجة والملفات الى الاستحقاق الرئاسي و"حل مجلس النواب" خيار مكتوم بدأ بالخروج الى دائرة الضوء
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت ـ من وسام ابو حرفوش: المعركة بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري بدأت قبل عام ونصف عام ولن تنتهي قبل سنة ونصف سنة,,, هذا هو الانطباع السائد في اوساط العارفين باسرار "الصندوقة السوداء" لخلافات رأسي السلطة التنفيذية في بيروت، وفيه اشارة واضحة الى ان المعركة الحالية بين الرجلين هي امتداد لليوم الذي تجرع فيه لحود كأس مشاركته الحريري السلطة بعدما وصل عنوة بقوة الانتخابات، ومرشحة لتصبح اكثر شراسة مع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في العام 2004، لان من شأنها تحديد حجم اللاعبين المحليين منذ الان.
وبدا ان لحود والحريري ما زالا على سلاحهما بعد "وقف النار" بفضل"هدنة" الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما، الذي زار بيروت مطلع الاسبوع وتفقد وحدة بلاده لـ "نزع الالغام" في الجنوب,,, فاستقباله معاً بعد عراك بروتوكولي كاد يتحول "قشة تقسم ظهر البعير" لولا تدخل شريكهما في السلطة رئيس البرلمان نبيه بري لانقاذ "صورة" وحدة الدولة على ارض المطار، لم يؤد الى فك الاشتباك، الذي لن يفك حول مجموعة من الملفات المفتوحة على امزجة مختلفة وخيارات متباينة ومصالح متناقضة.
واذا كان لحود والحريري تعانقا وتصافحا وتبادلا الضحكات في مطار بيروت في انتظار وصول الرئيس الاوكراني، فان ما قاله الحريري في حديثه الاذاعي الاحد الماضي، ترك اكثر من علامة استفهام حول امكان استمرارهما في الحكم معاً، ان لم تحصل معالجة حقيقية لاسباب الخلاف والتي كشفت جانباً منها اوساط قصر بعبدا مؤكدة وجود الخلاف اصلاً.
وفي معلومات نشرت في بيروت، ان المشكلة ليست مجرد تباعد في المزاج الشخصي وتنافر في ردود الفعل والتصرف ووجود مشاعر باطنية غير ودية، ولا هي وليدة خلاف عابر على ملف سياسي عالق، اذ بينهما منذ اكثر من شهر جدول اعمال مثقل بالازمات تفضي في اخر المطاف الى خلافهما المهم على المشكلة الخطيرة التي تواجهها البلاد اي الوضع الاقتصادي والخصخصة التي استعجل الحريري من واشنطن اقرارها، وخصوصاً ما يتصل منها بالهاتف الخليوي، بينما يقول رئيس الجمهورية بهذا الاستعجال ولكن ليس على حساب حقوق الدولة.
جدول اعمال ,,, الخلاف
واشارت اوساط بعبدا الى ان جدول اعمال الخلاف بين لحود والحريري يبدأ من القمة العربية في بيروت مروراً بزيارة وزير الخارجية الاميركي للبنان وصولاً الى زيارة الحريري لواشنطن.
وقالت اوساط لحود: "بالنسبة الى قمة بيروت، قبل ساعات من بدء اعمالها بدأ تقويم رئيس الجمهورية لطلب وزراء خارجية السعودية والاردن وفلسطين اقرار مبادرة الامير عبدالله من دول تعديل، واعتبر ان ذلك يؤدي الى فقدان لبنان حق ادراج بند في المبادرة يرفض توطين الفلسطينيين على ارضه كما انه يحول دون تضمينها اصراراً على القرار 194. وحيال تلميح بعض المسؤولين العرب بامكان ادراج مطالب لبنان في التوصيات النهائية، لا في صلب المبادرة، اختار لحود من غير التسبب بخلاف مع السعودية، اللجوء الى مناورة قضت بتأخير كلمة ياسر عرفات ريثما يتسنى اجراء اتصالات تحول دون اقرار المبادرة فوراً وكما هي, واستغرقت هذه المحاولة طوال ليل اليوم الاول من القمة والساعات التي سبقت اعمال اليوم التالي".
واضافت مراجع بعبدا: "كانت خشية لبنان ان تؤدي الموافقة غير المشروطة من عرفات على المبادرة الى اضعاف الموقف اللبناني ما دام اصحاب القضية غير متحفظين عن عدم ادراج بند يرفض التوطين, وكانت هذه الساعات وخصوصاً مفاوضات الليل بالنسبة الى الرئيس احدى اسوأ لياليه، ما ادى الى تأخير جلسات اليوم الثاني بعض الوقت، لكنه نجح في تضمين المبادرة المطالب اللبنانية، وبدا انه خسر في الشكل عندما اتهم بسوء ادارة الجلسة بعد انسحاب الوفد الفلسطيني، لكنه اعتبر انه كسب في الجوهر".
ولفتت الى ان "الحريري تسبب بتعزيز الخلاف عبر الاستغلال الاعلامي لما شاب الجلسة الافتتاحية، بعدما اضطلع بعض الوزراء القريبين منه بدور اطلاق الشائعات وتسجيل المواقف، ثم دخوله مع فاروق القدومي والوفد الفلسطيني الى الجلسة مظهراً نفسه الوسيط الذي يصلح ما افسده تصرف رئيس الجمهورية عندما اخّر اعطاء عرفات حق الكلام".
وعرضت اوساط لحود بالتفصيل ايضاً الملابسات التي رافقت زيارة كولن باول لبيروت، فبعدما رفض لحود مشاركة الحريري في الاجتماع مع الوزير الاميركي، تعمد الحريري الاجتماع به في حضور وزراء يمثلون الطوائف اللبنانية بغية توجيه رسالة واضحة والدلالة على موقعه ومقاربته المختلفة عن مقاربة لحود.
اما زيارة الحريري لواشنطن فقالت المصادر ان الخلاف هو على حصولها وتوقيتها واهدافها وقد تمت بناء على طلب الحريري من دون موافقة مجلس الوزراء الذي لم يتخذ ايضاً قراراً بتأليف الوفد.
وانتهت المصادر الى القول انه بعد عودة الحريري من واشنطن اتصل بلحود ولكنه لم يطلب موعداً للقائه كالعادة, ثم ابلغ دوائر القصر الجمهوري انه لن يشارك في استقبال الرئيس الاوكراني ووداعه، لان الترتيبات التي وضعها القصر الجمهوري تقضي بان يوقع نائب رئيس الحكومة الاتفاقات مع اوكرانيا، الى ان تدخّل الرئيس نبيه بري واقنع الحريري بالمشاركة في المراسم المتصلة بزيارة الرئيس الاوكراني.
غير ان الثابت ان ما قاله الحريري في حديثه الاذاعي وما تحدثت عنه دوائر لحود ما هو الا مجرد "عدة" في المعركة الرئاسية التي بدأت قبل اوانها.
والاهم في هذا السياق ما بدأ يشاع عن اتجاه لانضاج ظروف حل البرلمان، انطلاقاً من رغبة لحود الذي يسعى الى التخلص من هيمنة الحريري ـ بري ـ جنبلاط على كتله الاساسية.
وحل البرلمان يعني ان برلماناً اخر سيتاح له انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، يرغب لحود في ان يكون لاعباً اساسياً فيه، وهو سبق ان كاشف، بحسب مطلعين، القيادة السورية في هذا الشأن.
قبل شهر من الان، تحدث الحريري، ومن خارج النص، عن آليات حل البرلمان، واعتبر كلامه في حينه مفاجئاً، الا ان المراقبين رأوا فيه رسالة في اتجاه لحود لقطع الطريق على خيار حل البرلمان.
وثمة من يعتقد ان الحريري الذي سارع الى تبني سليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة لحظة ابتعاد الاخير عن لحود هدف من جراء ذلك الى الالتفاف على احتمال طرح قضية التمديد للحود او التجديد له.
والمهتمّون يشيرون الى ان لحود لا يعتزم التمديد لعهده، لكنه يريد ان يكون ناخباً اساسياً عبر تعزيز اوراقه الداخلية ومن خلال علاقته الوطيدة بدمشق.
هذه الصورة البانورامية لصراع الديكة في السلطة تكشف عن ان المعركة لا تتصل بملفات او امزجة فحسب، بل بأبعد من ذلك، اي بالاستحقاق الرئاسي المنتظر بعد,,, عام ونصف عام.(الرأي العام الكويتية)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف