كامل زهيري من ثقب الباب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
3 مايو يوم العيد العالمي لحرية الصحافة. وهذا اليوم أيضا. وبالصدفة يوم مولدي. وليست صدفة علي أي حال انني أعطيت نصف قرن من عمري لمهنة المتاعب.
وقد بدأت بالإذاعة في البداية ثم المحاماة وبعدها الصحافة. وجاءت نقابة الصحفيين ثم اتحاد الصحفيين العرب بين الصحافة والكتابة. وحين هجرت مهنة المحاماة تفرغت للصحافة وتخيلت أن المحاماة دفاع عن العدل والحق وحقوق المواطنين. أي "العدل الأصغر" وبدت لي مهنة الصحافة دفاعا عن المواطن والوطن أو "العدل الأكبر". وبين الصحافة والكتابة كانت القراءة قبل الكتابة وبعد الكتابة. وإذا سئلت عن مهنتي أحببت أن أقول لنفسي والآخرين"
- أنا كاتب هاو. وقاريء محترف.
فالصحافة والكتابة عندي مهنة ومهمة بينما القراءة شغف ومتعة. وقد حاولت في مهنة المتاعب شعارا صعبا وليس مستحيلا. ويبدو نصيحة تمنيت أن يكون التزاما. بين القراءة والكتابة. احرص عليها كلما أمكن وسط المصاعب أو المتاعب. وأحرص عليها أيضا. وقد لخصتها لمن يقرأون أو يكتبون في كلمات قليلة:
"اقرأ كأنك تعيش أبداً
واكتب كأنك تموت غداً"
وعندنا الآن. وحولنا. صحافة عربية تقدمت بل قفزت في العقود الأربعة الأخيرة. لأننا نعيش في قلب ثورة المعلومات. والصحافة أصبحت "صناعة ثقيلة". في تمويلها وطباعتها وتوزيعها. وتبقي الصحافة أيضا "صناعة دقيقة". روحها الابتكار والتجديد والفن والدقة. ولايقاس التقدم بالآلات الضخمة أو العمارات الشاهقة بل يقاس بالحرية. فالصحافة بغير حرية تصبح طباعة. أو مجرد قصاصات ورق طبعت عليها حروف خرساء ميتة. والدفاع عن حرية الصحافة لم يعد دفاعا عن حرية الصحفيين وحدهم. ولكنه دفاع عن المواطن. القاريء والمشاهد. ليحصل كل مواطن علي حقه في الاعلام أي علي نصيب عادل من الأخبار والأفكار. ليصبح مواطنا ايجابيا. يشارك في الرأي والقرار.
وقد اضطرتني مهنة الصحافة وحرفة القراءة أن أبحث في تراثنا الديمقراطي القديم. وقرأت عن سلالة نبيلة من الصحفيين والكتاب دافعوا عن شرف الكلمة وفضيلة الحوار وحرية الصحافة. عندما ظهرت الصحافة في عهد إسماعيل وأيام الثورة العرابية. وقرأت ما كتبه أنور لوقا بالفرنسية. وجاكوبسو لانداو بالإنجليزية. وخليل صابات بالعربية عن كتيب ظهر في مصر عام .1879 كان عنوانه "حرية المطابع" بالعربية. وبالفرنسية "حرية الصحافة". ويطالب فيه شباب الحزب الوطني الأول بحرية الصحف وحق التعليم. وبحثت عن الكتاب في دار الكتب. ويبدو أنه ضاع بين ما ضاع من وثائق. وحين التقيت في القاهرة منذ أيام أكد لي أنور لوقا أنه كتب عن الكتاب لأنه كان موجودا في دار الكتب. وبعد أيام التقيت بالعالم أندريه ريمون مؤرخ القاهرة ورجوته أن يبحث عن نسخة الكتاب في المكتبة الوطنية بباريس. أو مكتبة الكونجرس. لأن الحديث عن حرية الصحافة موصول لا ينقطع. ولا يتوقف جيلا بعد جيل. وعاما بعد عام.
(عن "الجمهورية" المصرية)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف