جريدة الجرائد

يطل غداً في حلقة أخيرة ولا يخشى شيئاً المطران حداد تعرض لمحاولة اعتداء: لا أحكم على الفاعلين وأريد الحوار معهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
يطل المطران غريغوار حداد مساء غد على محطة "تيلي لوميار" في حلقة اخيرة من برنامج مباشر واظب على احيائه طوال سبعة اسابيع تقريبا. ولكن اطلالته هذه المرة مختلفة لانها تأتي بعد محاولة اعتداء فاشلة تعرض لها على ايدي اشخاص خلال مغادرته المحطة مساء الجمعة الماضي بعد انتهاء البرنامج. والمسؤولون عنها "مسيحيون منغلقون اصوليون غير مثقفين"، على قول احد المسؤولين في المحطة.
المطران حداد يروي في حديث اجرته معه "النهار" في مقر اقامته في بطريركية الروم الكاثوليك - الربوة امس: "بعدما انهيت الحلقة، وفيما كنت اهم بالمغادرة في السيارة، اذ بي افاجأ بعدد من الاشخاص يريدون فتح بابها وشدي خارجها. وعلى اثر ذلك، اسرع بعض حراس المحطة وقبضوا عليهم. ثم، اوصلتني سيارة المحطة الى مقر البطريركية، واطمأن الاخ نور الى سلامتي وابلغ اليّ انه تم استدعاء رجال الدرك للتحقيق في الامر".
في تلك الليلة، كانت ادارة المحطة قد اتخذت بعض التدابير الاحترازية بعد اجواء ملبدة سادت الاسابيع الماضية. "لقد عمدنا الى اقفال الباب الخارجي بعد وصول المطران حداد الى المحطة"، على ما يقول احد المسؤولين في "تيلي لوميار"، مشيرا الى "ان مجموعة من الاشخاص وقفت خارجا، في انتظار خروجه. ولدى فتح الباب، تمكنت من الدخول والقيام بمحاولتها".
وعلى اثر مهاجمة سيارة المطران، استدعت ادارة المحطة عناصر الدرك. ويشير المسؤول الى "انها لم تصل بالسرعة المطلوبة، بحيث تم تفريق المجموعة قبل وصولها. وانتهت المسألة عند هذا الحد".
&
يرفضون الاستماع!
من يقف وراء محاولة التعرض للمطران حداد؟
تتعدد التسميات للمتهمين. "انهم مسيحيون اصوليون، او مؤمنون غير مثقفين وجهّل"، على قول المسؤول في المحطة. وهؤلاء لم يستريحوا طوال الاسابيع الماضية التي تخللها عرض حلقات المطران، اذ رفعوا شكاوى وانتقادات الى مرجعيات روحية وهددوا، بعدما لم يستسيغوا اقواله.
يقول المطران حداد: "هناك مؤمنون ملتزمون حرف الانجيل. وكنت احاول ان اقول ان الكنيسة تطورت كثيرا ولم تعد كما كانت في القرون الوسطى، او القرن التاسع عشر. غير ان بعضهم ليس قادرا على تحمل مثل هذا الكلام. فوجه كتابا من شهر تقريبا الى المحطة لوقف البرنامج، لكن الادارة لم تتجاوب معه. كذلك وجه الكتاب الى عدد من البطاركة، وقصد اشخاص البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير طالبين منه التدخل، وكان جوابه: اذهبوا عند بطريرك الروم الكاثوليك (غريغوريوس الثالث لحام)، لان المطران المعني من طائفة الروم الكاثوليك.
فأتوا لعنده. لكنه كان مضطرا الى السفر آنذاك، وطلب من الشاكين عرض القضية مع امين سره. وكان جواب الاخير على كلامهم ان المطران حداد يحب الحوار كثيرا فلماذا لا تتحاورون معه بدل اثارة هذه المشكلات؟ وبعد ايام قليلة، اعلمت بان وفدا من هؤلاء يرغب في زيارتي. ولكن عشية اللقاء، ابلغ اليّ اعتذارهم عن عدم الحضور الى الموعد".
ويشرح المطران حداد "ان في الكنيسة تيارين كبيرين، تيارا انفتاحيا انبثق من مجمع الفاتيكان الثاني، وتيارا انغلاقيا. ويعتقد بعضهم ان الانفتاح يعارض الانجيل والسيد المسيح، ويخشون على انفسهم ويحاربون المنفتحين. وهذا امر ليس جديدا"، مشيرا الى انه "سبق ان اكدت رغبتي في ان اتحاور معهم. نقبلهم كما هم، فليقبلونا كما نحن ونتحاور. لكنهم لا يريدون ان يستمعوا".
وشكل البرنامج المسائي كل جمعة منطلقا لحوار ومناقشة. لكن المسؤول في المحطة يرى انه "عندما يكون المرء اصوليا ومتمسكا بالحرف، يصبح غير قابل للحوار، علما ان برنامج المطران فتح كل ابواب الحوار. والشكاوى والانتقادات على كلامه لا تعني الا ان البرنامج ترك تأثيرا. وهذا مهم جدا".
بالنسبة الى المطران حداد، الامر حسم: "لا احكم على من هاجموني تلك الليلة. واطلب من الله ان يغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون. وبالفعل، لو كانوا يدرون ما كانوا يفعلون، لما اقدموا على عملهم. لذلك، لا نريد تعظيم المسألة".
غدا، الموعد مع المطران. "الحلقة ستبث في موعدها ولا اخشى شيئا". ويطمئن المسؤول في المحطة الى انه "بعد تلك الحادثة، كثفت عناصر قوى الامن الداخلي تجولها قرب المحطة. ولا اعتقد ان احدا يجرؤ على الاقدام على اي خطوة في غير محلها".
&
مواقف مستنكرة
وقد اثارت محاولة الاعتداء ردود فعل مستنكرة.
* وزير الاعلام غازي العريضي قال: "المطران حداد له تاريخ وطني وكنسي، وبين تاريخه الوطني والكنسي تلازم تام، كان دائماً منحازاً الى تطبيق فعلي لتعاليم السيد المسيح، ومنحازاً الى الفقراء والمحتاجين والمساكين وكل المؤمنين في كل الطوائف اللبنانية من خلال الحركة الاجتماعية الشاملة التي كان يقودها ولا يزال، وهيئات التنمية التي شارك فيها، بل اسسها في عدد كبير من المناطق اللبنانية. وكان صلة اتصال مع كل المرجعيات الروحية اللبنانية بكل مواقعها الطائفية وصلة خير مع كل القوى السياسية الاساسية الفاعلة في البلاد، وهو لا يستحق الا كل التكريم والثناء والاحتضان. اما من يتحدثون عن حرية الرأي والديموقراطية ورفض القيود والضغوط، فعليهم الا يلجأوا الى مثل هذه الممارسة مع احد رموز الكنيسة الكاثوليكية الذي نحترم ونقدر".
* طالب عدد من الوزراء والنواب والمثقفين السلطات بعدم التهاون في تحميل المعتدين العقاب الذي يستحقونه، وتأمين الحماية اللازمة للمطران حداد. واصدروا البيان الآتي: "ان محاولة الاعتداء التي تعرض لها المطران حداد دليل آخر على مبلغ الخطر الذي تحمله الاصوليات - أياً يكن مصدرها الديني والطائفي او العقائدي - على الحريات والديموقراطية والعلاقات بين اللبنانيين. ومع ان التحقيقات لم تكشف بعد نوع الاذى الذي كان المعتدون ينوون ايقاعه بالمطران، إلا ان الواضح أنهم اقدموا على الاعتداء بدافع من الاعتراض على ما يعبّر عنه المطران من مواقف وآراء في حديثه الاسبوعي عبر "تيلي لوميير".
ان الموقعين ادناه يعرفون جيداً المواقف السمحة والجريئة في شؤون الدين والدنيا التي حملها ودافع عنها المطران حداد ونذر لها حياته وتحمل في سبيلها الكثير من المصاعب والتضحيات. وهم يقدرون كل التقدير تفسيره السمح والمتسامي للدين ومبدأه المدني العلماني ومنظوره العربي الديموقراطي ونزوعه نحو العدالة الاجتماعية.
من هنا تنادينا - على تنوّع مواقفنا من تلك الافكار والمبادىء - لنعلن الآتي:
- ادانتنا الشديدة لهذا الاعتداء.
- تضامننا الكامل مع المطران دفاعاً عن حقه المطلق في التعبير عن آرائه وممارسة اقتناعاته.
- مطالبتنا السلطات الرسمية بعدم التهاون في تحميل المعتدين العقاب الذي يستحقونه بحسب القانون وتأمين الحماية اللازمة للمطران لاستمراره في إداء رسالته وممارسة دوره الاجتماعي والانساني الكبير".
ووقع البيان الوزير فؤاد السعد، النواب بطرس حرب ونسيب لحود وفارس سعيد ومصباح الاحدب واكرم شهيب ومنصور غانم البون وعلاء الدين ترو والنائب السابق كميل زيادة والسيد محمد حسن الامين، وسمير فرنجيه، فواز طرابلسي، الياس خوري، فاروق دحروج، اميل منعم، جوزف سماحة، سعدالله مزرعاني، كريم مروّة، موريس نهرا، غادة اليافي، سامي فرح، حسين حمدان، ماري الدبس، إلهام صوايا، سعد كيوان، ابرهيم الامين، خالد حداده، مفيد قطيش، انطوان صوايا، نسيم ضاهر، خليل زهر الدين، وسام ديب، ادال هاشم، ريتا عيد، فهمية شرف الدين، أمان شعراني، غسان عيسى، زهير رحال، رامي جباعي، "تيار المجتمع المدني"، "حركة التجدد الديموقراطي"، الحزب التقدمي الاشتراكي، "اللقاء الديموقراطي"، "اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة".
* الحزب التقدمي الاشتراكي استنكر محاولة الاعتداء ودعا القوى الامنية المختصة والقضاء الى "كشف الفاعلين وانزال العقوبات المناسبة بهم".
مصدر قضائي: لا موقوفين في الحادث
&
افاد مصدر قضائي "النهار" انه قبل مدة تلقت عناصر الدرك اتصالا من "تيلي لوميار" يفيد ان اشخاصا تجمعوا امام مبنى التلفزيون استنكارا لآراء المطران غريغوار حداد، ثم ما لبثوا ان تفرقوا وظل منهم ستة او سبعة، وحضرت دورية من عناصر قوى الامن وابعدتهم ولم يدع حداد او المسؤولون في التلفزيون. واضاف ان شخصين اقتربا من سيارة حداد في اثناء وجوده داخلها وابديا اعتراضهما على آرائه اللاهوتية، وابعدهما شبان يعملون في التلفزيون.
واتصل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان جان فهد امس بالمطران حداد مستوضحا ما حصل، ولم يشأ الادعاء.
وقال المصدر نفسه ان حداد سيجري مقابلة غدا في "تيلي لوميار"، وستتولي دوريتان حراسة مدخل المبنى بعد معلومات عن نية للتجمع. واوضح ان لا موقوفين في هذا الحادث. (النهار اللبنانية)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف