سلامة نعمات :جدار فاصل . . . ام حدود دولية ؟
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم الكلفة الانسانية العالية للعمليات الفدائية الفلسطينية وردود الفعل الاسرائيلية العنيفة عليها, فإن ما جرى منذ اندلاع الانتفاضة, التي استدرجها شارون بزيارته المشؤومة الى الحرم الشريف, يصب في خدمة التسوية السلمية. بل ان احداث الشهور الاخيرة قد تكون اختصرت الطريق الى تسوية نهائية ما كان بالإمكان التوصل اليها بأسلوب التدرج الذي تم اعتماده منذ اتفاق اوسلو. إذ ان اسلوب الاتفاقات طويلة الامد, والذي يسعى شارون اليوم الى التمسك به, يشكل ضماناً بعدم التوصل الى اي اتفاق نهائي بسبب تركه الباب مفتوحا لتقويض اي اتفاق ممكن على ايدي المتطرفين من الجانبين. فكل ما احتاجه شارون لتقويض اتفاق كامب ديفيد هو (زيارة) الى الحرم الشريف, فيما التقت العمليات الفدائية مع استفزاز شارون لتقويض كل امكانات تحقيق اية تسوية سلمية بالاسلوب السابق.
دوامة العنف الفلسطيني-الاسرائيلي, التي استمرت 20 شهراً, حققت, من بين ما حققت, النتائج الآتية:
1- اوجدت توازناً في الرعب بين الجانبين رغم غياب التوازن في القوى العسكرية.
2- دفعت الادارة الاميركية الجمهورية الى التورط في النزاع رغم عدم رغبتها في ذلك.
3- بدأت الاطراف الاقليمية والدولية الفاعلة مراجعة شاملة لنهج عملية السلام بعد فشل اسلوب التدرج طويل الامد الذي اعتمد منذ اوسلو, وباتت تميل الى وضع اطار شامل للتسوية يتم العمل على فرضه على طرفي النزاع.
4- تم اقرار مبدأ إقامة دولة فلسطينية من مختلف الاطراف الفاعلة, بما فيها اسرائيل, وصدر اول قرار لمجلس الامن بهذا الخصوص.
5- دفعت الاحداث الى فرض اصلاحات ديموقراطية على السلطة الفلسطينية, بما في ذلك التحضير لإنتخابات تشريعية ورئاسية اوائل العام المقبل. (الم تفرض اميركا الديموقراطية على المانيا واليابان؟)
يضاف الى نتائج الاحداث في الساحة الفلسطينية خلال الشهور العشرين الماضية حقيقة ان الادارة الاميركية بدأت تقتنع بضرورة وقف بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية واعلان دولة فلسطينية مؤقتة من دون حدود. كما ان الرئيس الاميركي يبدو اكثر ميلا الى قبول فكرة تحديد إطار للحل الشامل وفق جدول زمني محدد, وذلك استنادا للأفكار الاردنية-السعودية التي تمت بلورتها على اساس المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية.
اما قرار شارون إقامة جدار فاصل ما بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية فقد يكون خطوة ايجابية من جهة انه يشكل مشروع حدود سياسية بين (الدولتين), وبخاصة ان الجدار يتماشى مع خط وقف النار وحدود الرابع مع حزيران 1967 مع تعديلات طفيفة!
والسؤال هو: هل كان من الممكن ان يتحقق ما تحقق خلال الشهور الاخيرة لولا انفجار الوضع الامني بهذا الشكل المأسوي؟ (الحياة اللندنية)
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف