جريدة الجرائد

زوجة المغني دين مارتن: كان محط اهتمام في أي مكان نذهب إليه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
"كان الفنان دين مارتن لطيفا بأساريره المنبسطة والابتسامة التي يمكن الموت من اجلها وطريقته في التصرف التي يحبها الناس جميعا. ولو عاش كان سيبلغ الخامسة والثمانين هذا الشهر. ودين مارتن الذي يذكر اسمه دائما مع الاعضاء الاسطوريين لمجموعة "رات باك": فرانك سيناترا وسامي ديفيس، كان مغنيا ومسليا ونجما سينمائيا. ولم يعودوا يصنعون مثل هذه الخلطة في هوليود حاليا". ذلك بعض مما اطلعت عليه دافني باراك في مقابلة حميمة أجرتها مع جيني زوجة دين مارتن المغني والممثل الأميركي الراحل والأشهر في أواسط القرن الماضي.
احتفالا بعيد ميلاده، فتحت جيني مارتن منزلها لي ولفريق التصوير المرافق لي. وأطلعتني على صور نادرة وتبادلت معي افكارا حميمة حول الرجل الذي شارك في 53 فيلما. ناقشت معي كذلك الفترة البالغة الخصوصية، بعد موت ابنه دينو في سقوط طائرة عام 1987. قال لفرانك سيناترا وسامي ديفيس "اريد ان ا ذهب الى المنزل". وذهب. لم يسمح لغير جيني واولاده بحضور اللحظات الاخيرة.. حتى فارق الحياة. وفي ما يلي أنقل للقراء مادار بيننا من حوار
* جيني مارتن، يوم 7 يونيو (حزيران) سيكون هناك احتفال كبير، أليس كذلك؟
ـ اوه... عيد ميلاد دين؟ نعم سيلتقي الناس من كل انحاء العالم سيلتقون في ستوبنفيل للاحتفال بعيد ميلاده.
* هو عيد ميلاده الـ85.
ـ لا اعرف. لم اعد استطيع المتابعة. لا استطيع ان اعرف اعياد ميلاد ابنائي او السنين التي ولدوا فيها ولي الآن 14حفيدا. وبالنسبة لدين هناك خمسة من ابناء احفاده. لا استطيع ان اذكر كل هذه التواريخ.
* اعرف ان كثيرا من المعجبين سياتون الى ستوبنفيل، بولاية اوهايو، ولكن كيف ستحتفلين أنت بهذه المناسبة؟
ـ كيف احتفل بعيد ميلاده؟ انني فقط اكثر من الابتسام واذكر تلك الايام الرائعة التي قضيناها معا. وانا مؤمنة ايمانا قويا ان ابني معه الآن، ولذلك لا اتعامل معهما كموتى، لدي منهج محدد عندما يتعلق الامر بالفقدان وهو انه امر حتمي وانا لن الجأ للأفعال السلبية، سأكون في اقوى صورة ممكنة. سأكون يقظة حتى لا تنحرف افكاري الى الجوانب السلبية، لأن الواحدة منا اذا سمحت بذلك فان السلبي يصبح جزءا من تجاربها الحياتية، وتكون قد فقدت كل شيء. ولذلك سأحاول ان اكون منشرحة، وان احافظ على صحتي لأن هذا هو ما يتوقعونه مني. خلال هذه السنوت العشر، فقدت ابني اولا، ثم فقدت امي ثم زوجي وفقدت ابنة اخرى بعد ذلك. وتطلب مني ذلك صبرا عظيما. ولكن لحسن الحظ انا قوية. انا قوية جدا. واجتهد لاحافظ على صحتي وعلى توازني العقلي وهذا ساعدني على الصمود.
* دعينا نعود الى الايام السعيدة. هل تذكرين اول لقاء مع دين؟
ـ طبعا اذكره. استطيع الآن ان اراه. كنت على المنصة وكان هو يسير بجانب العربة الاحتفالية وكان يحمل حزمة من الاشياء على ذراعه. شعره كان شديد السواد مع لمعة دهنية. ولم ار ذلك من قبل. الاغلبية الساحقة في فلوريدا كانوا من الشقر. وامامي هذا الرجل ذو المظهر اللاتيني. وكانت هي القسمة والنصيب.
* ولكن هل عرفت من يكون؟
ـ لا لم تكن لدي اية فكرة عمن يكون، ولكنني عرفت بعد ذلك مباشرة لانه وجيري لويس كانا يقدمان وصلة واحدة. ولكنه عرفني بالطبع لانني كنت على المنصة. فاتصل بي، وهكذا سارت الامور.
* كان حبا من النظرة الاولى اذن؟
ـ انها القسمة كما قلت. اعتقد ان تلك الاشياء تحدث. وقد سمعت اشخاصا آخرين يقولون ان نفس التجربة حدثت لهم.
* كنت تعيشين معه عندما وصل الى القمة؟
ـ نعم. كان ذلك من محاسن الصدف لأن دين كان عمره .29 عاما، وكان عمري 19 على ما اعتقد عندما جئنا الى هنا لاول مرة. وكان الممثلون الآخرون اكبر منه تقريبا بعشر سنوات: بوغارت، جاري كوبر.. كل القائمة التي يمكنك ان تتصوريها كانوا هناك وقتها. وما كان منهم الا ان تبنونا تماما. انسجمنا مع تلك المجموعة بصورة كاملة. واجتمعت لدي حسنات كل المواقف والعوالم، لانه وبعد مرور عشر سنوات اخرى ذهب هؤلاء وجاءت مجموعة كاملة اخرى: مارلون براندو وبول نيومان. ولذلك كانت مسيرة لا تعرف التوقف.
* الجميع يتكلم عن هذه المجموعة: سيناترا، دين مارتن، سامي ديفيس، اعطني ملحة لا يعرفها احد، ملحة رسخت بذهنك منذ ذلك الوقت.
ـ افكر في بساطتهم. كانوا بسطاء، اشخاصا بسطاء. كانت هناك المخدرات وقتها. كانت هناك دائما مخدرات منذ بداية الخليقة. ولكن لم يكن من بين تلك المجموعة من كان يتعاطى المخدرات. كان يكفي اننا كنا نشرب وندخن. كنا نفعل ذلك ونحن نقيم الحفلات. ولكن الامر كله كان يتسم ببساطة آسرة. كانت ولائم العشاء بسيطة. وكنا نزور بعضنا البعض في المنازل، ربما في بالم سبرينغ. كان بنغ كروسبي يجري لاحضار المشروبات الروحية. ويجلب فرانك شيئا آخر او يطلب من خادمه الخاص احضارها، وكنا جميعا على صلات حميمة وقريبة.
* الم تكن هناك سيارات ليموزين، او حراس شخصيين؟
ـ لا لا لا. لا سيارات ليموزين ولا حراس شخصيين. كان كل منا مع اطفاله.
* يبدو لي هذا شبيها بالنادي الخاص. هل كانت الزوجات يجتمعن ايضا؟ وكذلك الاطفال؟ من كان الاقرب اليك في هذا النادي؟
ـ الواقع انني لا اعرف لانني لم افكر في المسالة بهذه الطريقة وذلك لانه كان لي دائما عدد من الاطفال. لم اكن استطيع السفر. كنت دائما ارعى هؤلاء الاطفال. ونسبة لكثرة اعياد الميلاد.. كانت جودي غارلاند تحضر أطفالها، وكذلك تجيء بيتي باكال بأطفالها... ولكن الامر كان دائما على درجة كبيرة من البساطة. كان لدينا حصان صغير يمتطيه الاطفال وينزلون. وكان الامر مسليا وخفيف الظل. كانت جودي غارلاند من الطف الناس. كان الجميع يقول ذلك.. فرانك سيناترا كان يقول ذلك. كانت جودي مضحكة، كانت اكثر امرأة مضحكة في العالم. وكانت لوسيل بول تقول اشياء مضحكة ايضا.
* وسيناترا؟
ـ لم يكن فرانك مرحا. يؤسفني لو قرأت باربرا سيناترا هذه المقالة في اي مكان. لا اعتقد ان فرانك كان مرحا. كان يحتفظ بمجموعته الخاصة. اقصد كان ساحراً وكاريزماتيا ولكنه لم يكن مرحا. قرأت ان بعض الناس اعتقدوا ان التاريخ ربما يصدر احكاما افضل. ففي ذلك الوقت كان سيناترا يعتبر الشخصية الاكثر كاريزمية، ولكن اذا نظرت الى دين فهو نقطة الجذب في اي مكان نذهب اليه. كان الجميع، كل النجوم، يعتبرون دين الشخصية الاكثر موهبة والاكثرها مرحا، يستمتعون بوجوده لأنه كان منطلقا. يرقص دائما في الحفلات.. كل الحفلات، وكانت هناك دائما موسيقى ورقص. وكانت اياما رائعة يصعب تعويضها.
* ماهي في رأيك نقطة الذروة في حياته الفنية؟ ما هو الفيلم؟ ـ اعتقد "ريو برافو" كان من اوائل الافلام التي ادى فيها دورا جديا. فقد لعب دور السكير. وهناك ايضا فيلم "حضر البعض جريا" كان فيلما في غاية النقاء. "الاشبال" كان فيلما رائعا.
* ما رأيك في اعادة فيلم "اوشن إليفن"؟
ـ بالامانة لا افكر فيه كثيرا.
* هل تشاهدينه؟
ـ لا
* ألم تشعري بالرغبة في مشاهدته؟
ـ على الاطلاق. لم اكن مهتمة بالدرجة الاولى. من النادر الذهاب الى السينما.
* هل شاهدت كل افلامه؟
ـ اعتقد ذلك. ولكن كانت لدينا صالة عرض في البيت، اعتقد انني شاهدت الافلام في المنزل.
* هل كنت تذهبين لحفلات الافتتاح؟
ـ ليس في افلامه
* أفلام الآخرين؟ هذا مثير. هل كان ذلك قاعدة او مجرد صدفة؟
ـ لا اعتقد ان افلام دين تدخل ضمن هذا التصنيف مثل افلام جودي جارلاند "ميلاد نجم" او غيره من الملاحم ـ دكتور دوليتل. اتذكر ركس هاريسون كان حفل افتتاح رائعا.
* الم يعترض؟
ـ لا. لم يعدوا حفلات افتتاح لافلامه. كانت هناك افلام معينة تحظى بحفلات افتتاح انذاك. كان يجب ان يكون فيلما ملحميا "كليوبترا" او شيء من هذا القبيل.
لقد التقينا في حفل خطوبة ليزا مانيلي. اعتقد ان دين لم يرد الغناء عندما كان سيناترا يقوم بجولة، ثم قال لن اغني مرة اخرى وحلت محله ليزا مانيلي. لا لا..لا.
* هل كان ذلك هو سوء الفهم؟
ـ عقب موت دين بول، دين فقد قلبه بالفعل. ففيما اكتسبت بعض القوة وخرجت الى روديو والى المركز بالاستعانة بالقوة الروحية، وكل شيء. دين انهار..
* جرى الطلاق في ما بعد، أليس كذلك؟ لكنك كنت الى جانبه عندما توفي؟
ـ كنت هناك. لا اعرف.... كل ما أعرفه هو انني ذهبت اليه وهو على فراش المرض وبقيت هناك ساعتين. كان دافئا طوال الوقت. امسكت يديه وكانتا دافئتين. حسب شعوري، فإنه كانت هناك، وأنا متأكدة من ذلك. هذه قصة اخرى. اعتقد ان روحه كانت هناك.
* هل كان يعلم بوجودك؟
ـ نعم بالتأكيد.
* ذكرت لي عندما التقينا آخر مرة انك ما زلت تحتفظين ببعض من النادي الاجتماعي حتى الآن؟
ـ لا. اعتقد انك تقصدين "شير انكوربوريتد". تلك كانت منظمة بدأناها انا ودين. وكان لها دور مهم في ذلك هو وجيرى. خطر بذهني انه بوسعنا ان نوفر بعض المال للاطفال، فقد كانت الاشياء باستمرار للاطفال. فكرت في إشراك بعض الزوجات والنجوم الازواج ودفع عمل المنظمة حتى نتمكن من مساعدتهم في توفير المال اللازم، وهذا من افكاره. وهذه بالطبع اكبر منظمة خاصة لجمع المساهمات والتبرعات في البلاد. اشعر بالفخر تجاه ذلك.
* هل كنت مشتركة؟ ـ نعم، لم اكن اقوم بالعمل..... من الواضح ان النساء قد تغيرن، فهناك الكثير من العناصر الشابة ممن غذاها بدماء جديدة.
* هل لا تزالين على صلة مع باربرا سيناترا وآنجي ديكنسون وبعض الناس؟ ماذا تفعل.... اتشاركين في المآدب الصغيرة؟
ـ أشارك في البوكر. فباربرا تقيم لعبة للبوكر كل اسبوع. اعتقد اننا فقدنا جاك ليمون. ربما يعتبر اكبر خسارة. كنا نقيم حفلات، فقد حضرت حفلا في اعياد الميلاد بحضور الجميع.
* ألا تزالين تعيشين في لوس انجليس، من المؤكد انك تعقدين مقارنة بما يحدث الآن. ما هو شعورك تجاه السينما اليوم؟ ما هو الفرق بين سينما اليوم والسينما خلال ايامكم؟
ـ بأمانة، ليست لدى اجابة. لم اكن اعرف في ذلك الوقت ولا اعرف الآن. لم اكن اذهب الى المسرح عندما يكون دين يعمل، لم افكر في ان يكون لي عمل في أي مكان كان يعمل به. هذا ما كان يفعله ولم استطع التدخل. لا اعرف ما اذا اجبتك على الاسئلة المطروحة. كنا نلعب الغولف والتنس. كنا نفعل ذلك سويا ايضا.
* بما تشعرين عندما تقرأين اليوم عن ممثل يتقاضى 20 مليون دولار؟
ـ يا الهي، اتخيل فقط ماذا يفعل لاعبو الغولف وكبار الرياضيين عندما يعلمون ذلك، ولكن هذه هي الطريقة التي تسير بها الاشياء الآن. عندما تزوجت دين كانت الحكومة تأخذ 90 في المائة عن كل دولار. اتذكر ان مسؤولا جاء واخذ سيارتنا لأن علينا متأخرات تقدر بحوالي 6000 دولار.
* هل كان جيل سيناترا ومارتن آخر اجيال النجوم؟
ـ لا اعتقد انني الشخص المناسب الذي يجب ان يوجه اليه هذا السؤال لأنني لم اكن اذهب الى السينما بصورة متكررة. وربما افكر في هؤلاء من زاوية شخصية مثل الشعور عندما يكون الشخص في صحبة واحد منهم. اما في ما يتعلق برؤية الشخص وهو على الشاشة، اعتقد ان روبرت دي نيرو ممثل ممتاز، بضعة ممثلين. اعرف انني فقدت الكثير من الاصدقاء هنا.
* هل لك ان تحكي عن تفاصيل يوم في حياة دين عندما لا يكون لديه عمل؟ ـ غولف، غولف، كان مدمنا على الغولف.
* هل كان لديكما اطفال؟
ـ (تواصل) كان يستيقظ ويلبس ملابس الغولف ويلعب طوال اليوم. ربما يعود عند السادسة مساء عندما ينتهي من الغولف او العمل لان ذلك كان مطلوبا من جانبي، اذ كنت ارغب في ان نجلس سويا عند السادسة ونتغدى كأسرة، وكنا نفعل ذلك. رغم الشائعات الكثيرة حول حبه للنساء، لا اتذكر ان دين عاد الى المنزل عند السادسة وخرج مرة اخرى ليلا. كما انه لم يحدث ان ذهب الى مكان لا نذهب اليه سويا.
* كانت تلك الشائعات رائجة اذن؟
ـ كانت الشائعات تدور بالطبع. أي شخص في وسامته لا بد ان يجذب أي امرأة، ولكن ذلك لم يسبب لي أي مشكلة البتة لانه كان يأتي الي في البيت. كان يحبني وكان ابا رائعا وزوجا عظيما.
* من الذي كان يلعب معه الغولف؟
ـ لم اكن اعرف مطلقا من كان يلعب معه الغولف، كل ما اعرفه انهم كانوا لاعبي غولف.
ـ قمت اذن بواجب تربية الاطفال لأن دين كان اما مشغولا بلعب الغولف او في العمل. كنت اذن تمثلين روح واساس المنزل...
ـ هذا ما كان ينبغي ان افعله. وهذا ما برعت فيه وما اعرف كيفية ممارسته. اعرف كيف اربي الاطفال.
* كنت تتولين مسؤولية اطفاله هو ايضا؟ ـ تبنيت اطفاله. نعم. بالتأكيد. لم يكن ممكنا ان اتركهم دون ان يشعروا بوجود الام. لم اكن اعرف ما سيحدث ولكن ما حدث هو انني كنت بمثابة الام بالنسبة لهم، فقد كانوا ينادونني بـ"امي".... هذه اعظم مكافأة واعظم بكثير من الفوز بأي جائزة اوسكار. وكانوا مقربين مني للغاية وعزيزين لدي وتعاملوا معي بصورة مثالية. ـ قلت انك كنت تصورين دين طوال الوقت؟ صنعت اشرطة فيديو منزلية..
ـ كنت اصور الاطفال في الاساس ولكن دين عندما يكون حاضرا يظهر في الصور. لم اصور دين في فيلم.
* كنت اذن تثقين بما يحدث في المنزل؟
ـ في الخارج.... في ملعب التنس. لم اصور فيلما بالمنزل، وانما صورت الاطفال عند اللعب.
* اصبحت هذه الاشياء جزءا من التاريخ. فقد كنت توثقين التاريخ.
ـ هذا صحيح. هناك فيلم رائع. لم اكن في أي من هذه الافلام لأنني كنت اصور. حاولت ان اجد صورة لنفسي لكنني لم انجح في ذلك. سأكون ممتنة اذا حصلت على صورة من هذا اللقاء. ليس لدي أي صورة، فكلها كانت للاطفال.
* هل تجدين هناك أي حاجة لتأليف كتاب أو تسجيل ذكرياتك؟
ـ لن أترك أي شيء ورائي. أنا عشت حياتي مرة واحدة. أنا كنت هناك، لكنني لن أمضي عبرها مرة أخرى، كتابة أو غير كتابة.
* قرأت في مكان ما ولا أدري إن كان ذلك صحيحا، أن سيناترا قال بعد وفاة دين مارتن إنه يتمنى لو شاهده مرة واحدة، لأنهما لم يلتقيا في الفترة الأخيرة، ما هو شعورك حول هذا الموضوع؟
ـ لا أعلم. أنا لم أسمع بذلك من قبل. أنا حقا لا اعرف.
فترتنا ساحرة
* اعطني مثالا يكشف سحر تلك الفترة؟
ـ لا أظن أنني أستطيع القيام بذلك، لأنني كنت فقط هناك. بالنسبة لشخص كان جالسا في تلك الحجرة، فانه سيقول لي الآن ببساطة: "هل كنت تدرك ما كان يحدث؟" اما بالنسبة لي، فانني لم اكن اشعر به كشيء متميز. إنه شيء كنت أعيشه، شيء كان يحدث.
* كيف كان الجو؟ مرحا ومملوءا بالنكات والضحك؟
ـ كان فيه كل شيء. هذا كل ما عرفت عنه. وكل فرد في بيتنا كان مضحكا. لم يكن هناك أي شخص سوي في بيتنا. أنا والأطفال كنا جد مضحكين... بل حتى ابن دين بول، اليكس، كان مضحكا مثل أبيه. كذلك هو الحال بالنسبة لريك الذي كان موهوبا ومضحكا في آن واحد. كانوا كلهم يغنون، وكلهم قادرون على العزف على البيانو أو الغيتار. كانت كل الفتيات مضحكات أيضا وقادرات على الغناء.
* أعتقد أن ممثلين مثل سيناترا ودين كانا أكثر إمتاعا من الممثلين الحاليين، فهما كانا ذوا ذوي مواهب متعددة. ربما كانت قدرتهما على الغناء والرقص والتمثيل هي ما يجعلهما مختلفين عن غيرهما إنها ليست الحال السائدة اليوم بين الممثلين.
بالتأكيد كان دين قادرا على القيام بكل هذه النشاطات. فرانك، بالعكس من ذلك، لم يكن قادرا. وهذا ما كان يدفع فرانك إلى الجنون. كان يلتفت إلى دين سائلا: "لماذا لا استطيع النهوض والضحك؟ احك لي نكتة، تمنح كل الضحك". كان دين يجيبه: "حسنا، هذه هي النكتة". ثم يحكي دين النكتة، بدون أن يحدث أي شيء. آنذاك يقول فرانك: "ما المشكلة؟" فيجيبه دين: "أنت شخص غير مضحك". وهذه هي الحقيقة. لهذا السبب كان فرانك يحب العمل مع دين. أنا لا أقول إن فرانك سيناترا كان بحاجة إلى أن يكون دين مارتن فرانك سيناترا. فإذا كان دين قادرا على الامتاع والإضحاك، فان سيناترا كان هو الآخر قادرا على النهوض والبدء بالغناء فورا.
* عندما قرر دين أخيرا التوقف على الظهور في العروض، ما الذي قام به؟ انتما أصبحتما قريبين من بعضكما البعض مرة أخرى، اليس كذلك؟
ـ أنا حاولت جعل الأطفال يبادرون بمعالجة الوضع بدلا من الانسحاب إلى منتجع ما، قمنا بفرض الأمور عليه، سواء كان يريد ذلك أم لا يريده. نجحت هذه الخطة بشكل جيد لعدة سنوات. أظن أنه كان يريد أن يمثل على مسرح البلاديوم من أجلي... هو كان مريضا قبل ذلك، مع ذلك كانت عروضه على البلاديوم رائعة.. ثم بعد ذلك... بعد دين بول... كان الوضع عسيرا عليه تحمله.
* حينما قرر التوقف عن العمل، هل كان يلتقي ببعض أصدقائه القدامى؟ أو فقط كان معك ومع الأطفال؟
ـ هذا كل ما كان يحدث له. كان يتناول عشاءه في مطعم إيطالي، حيث كانت طاولته محجوزة له، وكان مسرورا لأن يترك لوحده. كل ما كان دين يريده هو أن يترك لوحده. لماذا تزوج وأنجب كثيرا من الأطفال؟ لن أعرف ذلك أبدا. كان يحكي نكتته من فوق خشبة المسرح: "أنا عندي سبعة أطفال" وحينما يبدأ الجميع بالتصفيق له، يقاطعهم قائلا: "لم يحتج الأمر إلى سبع دقائق...". السعادة بالنسبة لدين هي تمثيل دور "الويسترن" في عين المكان، أن يبقى في فندق صغير على الطريق العام، حيث التلفزيون معلق على السقف، فيستطيع مشاهدة أفلام الويسترن، بدون وجود تليفون أو باغلاقه إن كان موجودا. همه هو البقاء لوحده.
* لا بد أنها كان مهمة جد عسيرة بالنسبة لك أن تعيشي مع شخص أسطورة مثله.
ـ لا لم تكن صعبة. كانت جد سهلة. أنا كنت فقط موهوبة في التعامل مع الأطفال الذين كانوا دائما معي. في سن الحادية عشرة كنت قادرة على العناية بالأطفال. كنا أحب أن يكون لدي أطفال، وأن أربيهم، هم يعنون الكثير بالنسبة لي وكانوا مكافئين لي أكثر من دين. كذلك، انا حصلت على قدر كبير من الاعجاب. كانت حياتي مفعمة بالفتنة أيضا... وانا لم أره الا بصفته زوجي، فانا لم استطع التفكير به بشكل آخر. وهذا الشعور يستهلك عادة بسرعة. إذ بدأت، فجأة، بانجاب الأطفال ليصبح عندي سبعة، وانا لم ابلغ سن الثلاثين، وهذا ما جعلني لا امتلك أي وقت خاص بي. لم يكن دين يرغب بالحديث، بأي شكل من الاشكال، لكنه كان يريدني معه في الغرفة عند مشاهدته التلفزيون.
* ما الذي، باعتقادك، يفتقده الناس من غيابه، أو لا يعرفه الناس عنه؟
ـ أظن أنهم سيبقون ينظرون إليه من خلال شخصية رات باك، السكير وزير النساء. وهو في الحقيقة، كان النموذج الذي يعتبره الناس شخصا جد ممل. فهو لا يحب الانغمار في أي محادثة. ولم يكن يذهب مع الآخرين لمشاركتهم الحديث والعشاء. سيقول لي: "اعطني المخدة جيني"، هذا كل ما أستطيع الحصول عليه من محادثة. إنه لم يكن يرغب بأي تواصل. ولم يكن يرغب بالذهاب إلى الحفلات. وحينما يذهب إلى حفلة ما فهو يقضي وقتا ممتعا فيها. لكنه بشكل اساسي، رجل جد هادئ، لا يشرب ولا يصخب. ليس هناك أي شيء من هذا على الاطلاق..
* هل تظنين أنه حافظ على الصورة التي صنعتها السينما عنه لأنها مفيدة كصورة؟
ـ أعرف أنه عمل ذلك، لاننا كلانا عملنا على صياغة هذه الصورة. أنا قلت له أن يقوم بذلك الدور.
* وأنت لم تبالي بذلك؟ إنه موقف شجاع.
ـ لا. أنا ابدا لم أقلق حول فقدان دين. كنت اريده أن يقوم بذلك وعندما بدأ تقمص هذه الشخصية، أصبح ممثلا سينمائيا أفضل. هو أصبح يؤدي أدوارا مناسبة لتلك الشخصية النمطية. كان ممثلا كبيرا. لم يعرف أي انسان شخصية دين مارتن الحقيقية، مثلما عرفته. مع ذلك فما عرفته عنه هو شيء قليل. فهو يبقى في نهاية المطاف رجلا لغزا.(الشرق الأوسط اللندنية)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف