بطل العالم السابق سعيد عويطة يقول:مستوى ألعاب القوى المغربية صفر
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال البطل العالمي السباق في مسافة 1500 متر و5000 متر وحامل ذهبية لوس أنجلس لعام 1984 المغربي سعيد عويطة أنه بصدد الإعداد لرفع دعوى قضائية ضد عزيز داودة المدير التقني السابق لألعاب القوى وضد الجامعة المغربية لنفس الرياضة، وأوضح عويطة أن هذه الدعوى جاءت لتشكيك داودة في الدبلوم الذي حصل عليه في التدريب من أمريكا، ولاتهام الجامعة بأن عويطة لم يسبق له أن قدم دعما ماليا لها رغم، يضيف عويطة، أن الأوراق تنفي هذه التهمة.
ووصف البطل العالمي السابق الجامعة المغربية بالفاسدة ، وأن المسيرين المغاربة لا يجرون سوى وراء مصالحهم الخاصة وطالب بتنقية الساحة الرياضية المغربية من اللوبي المتحكم فيها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
ووصف سعيد عويطة مستوى ألعاب القوى المغربية ب"الصفر" لأنها لم تستطع أن تحقق ميدالية أولمبية منذ فترة طويلة.
وأكد سعيد عويطة في حوار مع "الصباح" وتنشره "إيلاف" كاملا، الأخبار التي تناولتها الصحف المغربية بخصوص تعيينه مشرفا على تكوين العدائين الاستراليين في أحد معاهدها العالية.نص الحوار
اعتبر البعض أن ما أثير حول الدعوة التي وجهت إليك من طرف الحكومة الأسترالية للتنقيب عن العدائين الموهوبين في المسافات المتوسطة بأستراليا مجرد خدعة أردت من خلالها الصعود إلى الواجهة في فترة حساسة بالنسبة لمسار الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى. فكيف ترد على هذا الطرح؟
& أعتقد أن وكالة الأنباء الفرنسية لم تكن بحاجة إلى سعيد عويطة ليمنحها خبرا من هذا القبيل، وهذا هو ردي بكل بساطة على هذا الطرح.
(صمت برهة قبل أن يواصل) فالخبر جاء من أستراليا، وليس لي هناك أي قريب أو صديق أو أي من المعارف الذي يمكنه أن يدفع بالأشياء في هذا الاتجاه. لهذا فأنا شخصيا لا أهتم لمثل هذا الكلام، وليقل أصحابه ما يودون قوله. ثم إن عدد الذين ترشحوا للحصول على هذا الموقع فاق 570 مترشحا، وكان بين هؤلاء بحسب ما بلغني من أخبار عزيز داودة (المدير التقني السابق لجامعة ألعاب القوى) الذي لم يوفقه الله.
وأود أن أقول إنني سعيد جدا بهذه الثقة التي وضعتها في شخصي الحكومة الأسترالية. وأنا سعيد بها بصفتي إنسان قبل أن أكون سعيدا بها بصفتي عويطة البطل السابق. ذلك أن أي إنسان أتيحت له الفرصة ليكون بين المشرفين على التدريس والتعهد في هذا المعهد العالي والمتعدد الاختصاصات، لا بد أن يكون سعيدا وفخورا.
تحدثثت الآن عن ترشيح في حين أن الخبر الذي أذاعته وكالة الأنباء الفرنسية لم يتضمن هذا التفصيل، فمتى كنت رشحت نفسك للفوز بمقعد في هذا المعهد؟
& منذ حوالي الخمسة أشهر. ولتصدقني إذا قلت لك إن العمل بالمعهد الأسترالي يشكل بالنسبة لأي إنسان يشتغل بالرياضة ويعتقد أنه يملك خبرة وثقافة وبرامج علمية وأفكار جديدة أمنية كبيرة جدا.
هل لديك فكرة عن الأسماء الأخرى التي كانت رشحت نفسها للمنصب نفسه؟
& كلا، غير أنني عرفت من مصادري الخاصة أن عدة أمريكيين وألمانيين وروسيين كانوا من بين المرشحين. وكنت الوحيد الذي يملك دبلوم الماستيرز، فيما كان الباقون في مستوى علمية أكبر.
ذكرت دبلوم الماستيرز، وهو الدبلوم الذي شكك البعض في صحته أيضا وتساءل البعض الآخر عن طبيعته وغير هؤلاء وأولئك عن الجامعة التي حصلت عليه منها. فما رأيك؟
& حصلت على هذا الدبلوم من جامعة فنيكس التي توجد بولاية أريزونا الأمريكية، وهو دبلوم في التدبير والتجارة (Management And Businesse).
(فتح عددا من صحيفة التجديد تتضمن حوارا مع عزيز داودة وقال)، في إطار حديثنا عن الدبلوم، قرأت أخيرا صحيفة تضمنت حوارا مع عزيز داودة (المدير التقني السابق لجامعة ألعاب القوى) وفيه يقول إنني لا أملك دبلوما. وهنا أعتقد أنني سألتجئ إلى القضاء ليرد لي اعتباري بعد هذا الاتهام الخطير الذي يمس بشخصي.
(صمت برهة قصيرة وعاد يقول) برأيكما، هل تعتقدان أن معهدا أستراليا سيوجه لي الدعوة من أجل سواد عيني؟ لا أظن. فهذا معهد سأزاول فيه مهنتي التدريس والتدريب.
إذن قررت اللجوء إلى القضاء؟
& نعم، فمثلما يقولون "للصبر حدود" (كررها، ثم قال). فأنا صبرت، ولكن أعتقد أن القضاء سيقول كلمته وسيعرف آنذاك دبلوم سعيد عويطة الحقيقي.
سعيد هل يمكننا أن نحصل على نسخة من هذا الدبلوم؟
& ستتاح لكما الفرصة عندما تعرض القصية على المحكمة.
دائما في سياق الدعوة التي وجهتها إليك الحكومة الأسترالية، هل تعتقد أنها كانت بمثابة رد اعتبار كنت في أمس الحاجة إليه؟
& شخصيا كنت باستمرار أعتقد أنني أملك اعتبارا كبيرا بصفتي رياضي وبالنظر إلى ما منحته للرياضة رياضيا ومسيرا أيضا. ذلك أنه بالعدائين الذين كونتهم وسهرت على الدفع بهم إلى الأمام، قفز آخرون إلى الواجهة مستغلين بعض الظروف ليشيعوا بين الناس أن الفضل يعود إليهم في وفي الارتقاء بألعاب القوى المغربية إلى المستويات العالية مع أن الحقيقة ليست كذلك. إذ أنني تحملت جزءا من مسؤولية الإدارة& في فترة كان فيها عداؤون شبانا في بداية الطريق يشرف عليهم لحسن صمصم عقا، ثم تحملت مسؤولية الإدارة التقنية لأصبح الساهر الفعلي على تأطير وتدريب مجموعة من العدائين بينهم هشام الكروج وصلاح حيسو وإبراهيم وخالد بولامي وآخرين و
(تدخل) هل نطمع سعيد في سرد الأسماء الأخرى حتى توضح هذا الأمر أكثر؟
& بالنسبة للأسماء التي كان لي الفضل في بروزها أذكر هشام الكروج (كررها وهو يضغط على مخارج الحروف)، وقد كنت مدربه وأنا من نصحه بالتخلي عن الجري في سباقات 5000 و10000 متر للتخصص في مسافة 1500 متر. ثم هناك الأخوان بولامي وصلاح حيسو والعربي الخطابي وهناك أسماء آسف لأنني لم أستحضرها الآن. وبهذه الأسماء شاركنا في بطولة العالم للعدو الريفي في فئتي الشبان والكبار وحصلنا على ميداليتين فضية ونحاسية، وبها أيضا حصلنا على الميدالية الذهبية وعلى الرقم القياسي للماراثون على الطريق بالفرق كان شارك فيه معنا آنذاك هشام الكروج.
بالأمس سمعت عزيز داودة يقول إنني حورت تاريخ ألعاب القوى، مع أن ذلك ليس صحيحا. فهؤلاء العدائين الذين تحدثت عنهم أنا من دربهم وأطرهم حتى بلغوا ما بلغوه، وهذا العمل القاعدي هو الذي دفع بالأستراليين إلى توجيه الدعوة إلى شخصي. ذلك أن أستراليا تعتزم النهوض بتخصص المسافات المتوسطة في ألعاب القوى لديها.
قلت إن أستراليا تعتزم النهوض بتخصص المسافات المتوسطة وإنها اختارتك لهذا الغرض، فما هو العمل الذي سيسند إليك بالضبط؟ ومتى ستبدؤه؟
& سينقسم عملي تحديدا بين التدريس في المعهد والتدريب الميداني، وسأبدأ عملي في شهر غشت أو شتنبر المقبلين بحسب ما بلغني.
بعيدا عن الدعوة التي تلقيتها من الحكومة الأسترالية وقريبا من ألعاب القوى المغربية، نريد أن نعرف من سعيد عويطة الوضع الحالي لعصبة الدار البيضاء لألعاب القوى؟
لقد عاشت هذه العصبة مشاكل لا حصر لها، وكان سبب هذه المشاكل هو عزيز داودة.
وما دخل عزيز داودة بالأمر؟
& هو "عضو" في وزارة الشبيبة والرياضة، ومعه مجموعة من الأشخاص يشكلون ما يشبه اللوبي الذي يوجد له مثيل في حقل كرة القدم وفي حقل كرة السلة وهكذا في باقي الرياضات. وهذا اللوبي يحاول باستمرار أن يجعل الرياضة المغربية تدور في فلكه. ولكي يظل كذلك، فهو اليوم مع هذا ضد ذلك وغدا مع الآخر ضد الذي كان معه بالأمس وهلم جرا.
هل تقصد أن المسؤول عن مشاكل عصبة الدار البيضاء جهات خارجية؟
& بكل تأكيد، والدليل على ذلك أن الذين تجدهم في الجمع ينازعون بعضهم لا يفعلون ذلك عندما يكونون مجتمعين أثناء تهييئهم للجمع.
بمعنى؟
& بمعنى أن ذلك اللوبي الذي تحدثت عنه لا يدع الأمور تسير في الاتجاه الصحيح مهما كان، وذلك حتى يظل محافظا على مصالحه حد أنه بات مختصا في خلق المشاكل. والنتيجة أنه ظل بالفعل يحافظ على عدة امتيازات من بينها أن الكثيرين من الذين يشكلونه يحصلون على أجور كبيرة عن مناصب لا علاقة لهم بها في الواقع.
مثل؟
& تجد أحدهم مدربا ومسيرا وغير ذلك في آن واحد.
ولكن الصراع الذي حدث في الجمع العام الأخير غير المكتمل كان بينك وبين محمد نودير الذي كان هو رئيس العصبة نفسها وليس مع عزيز داودة؟
& صحيح، غير أن هذا الصراع لم يكن في الحقيقة إلا من صنع اللوبي الذي تحدثت عنه. والدليل على ذلك أنني عندما تلقيت تزكية الأعضاء في العصبة لترشيح نفسي لرئاستها جالست الحاج نودير ووصلنا إلى تفاهم بشأن البحث عن حل ناجع لمشاكل العصبة وخرجنا باتفاق، فإذا به يغير موقفه في يوم الجمع العام. وعرفت آنذاك أن اللوبي يحاول منعنا من الوصول إلى الجامعة حتى يحافظ على امتيازاته.
طيب، فعلام ترتكز حين تقول إن هذا الشخص كان مدفوعا من طرف ما وصفته باللوبي؟
& (يضحك) هناك أدلة كثيرة على ذلك. فأنا أعرف أن الرجلين صديقان حميمان.
ولكن الصداقة ليست دليلا ضد شخصين؟
& ما قصدته أنني أعرف الاثنين جيدا. ثم إنني ابن الميدان ولست غريبا عنه. وهذان الصديقان ظلا يحرصان على الإشاعة لمشاكل لا وجود لها في الواقع بين سعيد عويطة ونوال أو بين سعيد والكروج أو عدائين آخرين حتى يبقى الجو مكهربا ويتفرغا مع غيرهم للدفاع عن مصالحهم الخاصة.
وللأسف، ففي حين تذكر الصحافة باستمرار عويطة وفي مقابله داودة ونودير نادرا جدا جدا ما يذكر الأب الروحي وصانع ألعاب القوى المغربية الحاج عبد الرحمان المذكوري.
في الجمع العام نفسه لعصبة الدار البيضاء قيل إنك نطقت بكلام ناب في حق محمد نودير. الآن وأنت تسترجع تلك اللحظات، ألا تلوم نفسك؟
& كلا، ذلك أنني لم أخطئ في حق أي كان. فقد قلت كلمة واحدة للحاج نودير ردا على كلمة قالها لي ونحن ندخل إلى القاعة التي احتضنت الجمع.
ولكن الذين كثيرين ممن حضروا أكدوا أنك قلت كلاما وليس كلمة واحدة.
& هذا غير صحيح، فأنا لم أتطاول على أي كان. بل قلت للحاج نودير كلمة واحدة بعد أن واعدته بالرد على كلمة بدرت منه في حقي وكان مراده من خلالها أن يدفعني إلى الانفعال.
الواضح أن مشاكل عصبة الدار البيضاء خاصة فعلا. فهل يعتبر سعيد عويطة الدعوة التي وجهت له من أستراليا فرصته للابتعاد عن هذه المشاكل؟
& وهل تظن ذلك ! أنا لا أعقتد. فسعيد عويطة سيظل قريبا من ألعاب القوى المغربية ولو ذهب إلى القمر أو المريخ.
ولماذا هذا الحرص الخاص؟
& لأنني من وإلى ألعاب القوى المغربية، وأنا كنت السبب في هذه الحضارة. نعم سيقول البعض إنني متكبر أو مغتر بنفسه، غير أنني لا أرى في حرصي هذا سوى حبي لهذا الميدان ولبلدي. فأنا الوحيد الذي أعطى لهذا الحقل من جيبه ولم يأخذ منه ولو سنتيما.
هل نفهم من كلامك أنه لا يوجد بين أهل ألعاب القوى اليوم من هم قادرون على تسييرها؟
& أعتقد أن الشخص الوحيد المتميز والقادر على تسيير جامعة ألعاب القوى الآن هو الحاج عبد الرحمن المذكوري، لأن هذا الرجل لم يكن يملك الكثير ومع ذلك حقق لألعاب القوى المغربية الكثير. وكان آنذلك إلى جانبه لحسن صمصم عقا وسعيد عويطة، الأول مسؤول عن الإدارة التقنية وعبد ربه مسؤول عن التدريب.
وقد كانت تلك الفترة بالفعل واحدة بل هي الأزهى في تاريخ ألعاب القوى المغربية، إذ استطعنا خلالها أن نحرز ميداليات وأن نحقق ألقابا بالحد الأدنى من الأموال وبدون مشاكل. وهو ما لم يحدث بعد ذلك، إذ أصبحت الأموال متاحة للمسيرين غير أنهم خلقوا المشاكل ولم يحققوا أي شيء يذكر. أما الآن فهناك أشخاص يضعون العراقيل في وجه سعيد عويطة حتى لا يفضح ما يفعلونه وهو في غير صالح ألعاب القوى المغربية وتاريخا المتميز.
ماذا تقصد بالضبط؟
& لقد تحدثتم عن بعض ما أقصد في صحيفتكم الصباح.
المنشطات؟
نعم.
ومع ذلك فقد كنت قلت في حوار سابق مع "الصباح" أن امحمد أوزال هو الشخص الذي يليق لتسيير جامعة ألعاب القوى في الوقت الحاضر.
& نعم قلت ذلك، غير أنني كنت مخطئا. فهذا الرجل لم يكن عند حسن الظن به، ويكفي أنه قال أكثر من مرة إن الجمع العام للجامعة سيكون في التاريخ الفلاني ولكنه لم يف بعهده. وأكثر من ذلك ظل يقول إنه سيقدم استقالته إذا لم يعقد الجمع في التاريخ كذا دون لأن يفعل.
ولكن أوزال كان يقدم الدليل على أنه يؤجل تقديم استقالته بطلب من وزير الشبيبة والرياضة.
& الدليل لا يكفي، ذلك أن أوزال كان يتقدم بوعود لكل المعنيين بألعاب القوى المغربية ثم يأتي في الوعد ليخلف وعده. وهذا هو التلاعب بعينه. ولهذا فأنا إذا كنت أحترم أوزال شخصا، ففي ما يخص شؤون التسيير لا أعتقد أنه يصلح فقط لأن هناك من يتلاعب به ليهدئ الأوضاع. والحقيقة أن الأوضاع بحاجة إلى حلول وليس إلى تهدئة.
هل تقصد أن هناك من له مصلحة في تمديد فترة اللجنة المؤقتة؟
& طبعا، فهناك من يحصلون على راتبين أو ثلاثة نتيجة هذا الوضع. وكل راتب فوق 10 آلاف درهم، فهل تعتقد أن هؤلاء سيكون من مصلحتهم أن ينتهي هذا الوضع؟ كلا. صدقني هناك فساد كبير جدا (كرر كلمة فساد خمس مرات) في جامعة ألعاب القوى.
لنفترض أن سعيد عويطة أصبح رئيسا لهذه الجامعة التي يقول إن فيها فساد كبير، ترى ما هو المشروع الذي يملكه للقضاء على هذا لفساد؟
& شخصيا لا أرى أن أمر القضاء على الفساد سيكون يسيرا، فالرياضة المغربية كلها تعانيه نتيجة وجود مسيرين لا يجرون سوى خلف مصالحهم الخاصة. والمصيبة أن مصالح هؤلاء مرتبطة حد أنهم يشكلون لوبيا كما سبق أن قلت. وهكذا فحتى إذا طردا عنصرا من هذا اللوبي سيكون هناك آخرون سيسعون لخلق المشاكل من أجل وضع حد للتجربة.
ولهذا فأنا أتمنى أن نبدأ بتنقية الساحة من هذا اللوبي قبل أن نشرع في الإصلاح الميداني، وآنذاك يمكن الانطلاق.
بأي مشروع؟
& مشروعي هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بشكل ديموقراطي.
بمعنى؟
& أن تسند المهام إلى الأشخاص بحسب كفاءاتهم ودبلوماتهم وما قدموه للرياضة من خدمات.
ذكرت الفساد ونسبته إلى أشخاص. فهل معنى ذلك أن غياب هؤلاء الأشخاص سيجعل الرياضة المغربية وألعاب القوى تحديدا تتألق؟
& بدون أدنى شك، ولن أكون مبالغا إذا قلت لك إن المغاربة قادرون على الفوز بكأس العالم لكرة القدم إذا أتيحت لهم الظروف السليمة لذلك. والدليل هو ما تحقق في مجال ألعاب القوى، والدعوة التي تقدمت بها الحكومة الأسترالية لسعيد عويطة. هذا بالإضافة إلى ما تحقق من إنجازات في الفنون الدفاعية وفي التنس الذي لم نكن نحلم بأن نرى أحد المغاربة أولا في ترتيبه العالمي، وما يمكنه أن يتحقق في باقي المجالات.
فلنفترض أن هذه الأجواء السليمة التي تحدثت عنها لم تتوفر، ماذا سيفعل سعيد عويطة آنذاك؟
& ماذا سأفعل؟ ماذا؟ فإلى متى سأظل أصرخ؟ (يضحك).
طيب بعيدا عن هذه النظرة المتشائمة، كيف يرى سعيد عويطة بشكل موضوعي مستوى ألعاب القوى اليوم؟
& صفر.
رغم إحراز ميداليات وبطولات عالمية و...
(يقاطع متسائلا) عن أي ميداليات تتحدث؟ لعلك تقصد الميداليات التي أحرزت في بطولة العالم. دعني أقول لك إن ألعاب القوى المغربية بحساب ميداليات الألعاب الأولمبية، التي هي المعيار الوحيد لمستوى الدول في هذا المجال، تساوي صفرا.
فبطولة العالم عندما كانت تقام كل أربع سنوات كان لها قيمتها، أما اليوم فقد تحولت إلى مسألة تجارية فقط. في حين أن الألعاب الأولمبية هي الأساس. وهنا لا يملك مغرب اليوم أي ميدالية ذهبية، لأنه الميدالية الفضية أو النحاسية تساوي صفرا كذلك. وإلا لكان العالم اعترف لسعيد عويطة بميداليته النحاسية في دورة سيول، والواقع أن أيا كان لا يتذكرها لأنها لا تساوي شيئا.
ثم إن الجامعة الملكية المغربية اليوم تتوفر على ميزانية بالملايير، غير أنها لم تحقق من الإنجازات ما يتناسب مع هذه الميزانية. فلماذا يقال إنها تمر بعصرها الذهبي؟ أنا شخصيا أعتقد أنها تمر بالعصر الحجري مقارنة مع ما كانت عليه على عهد الحاج عبد الرحمن المذكوري الذي لم تكن جامعته تتوفر على المال وحققت الكثير.
هذا يعني أن المستقبل يطرح علينا سؤال الخلف بحدة؟
& بكل تأكيد، فنحن أمام مشكلة كبير جدا (قالها بهذه العبارات "عندنا مشكل كبير. صمت برهة ثم قال "مشكل كبير كبير كبير كبير كبير كبير"، "مشكل كبير"، "كبير كبير")، وهذا بالضبط ما جعلني أدخل في صراعات مع كثيرين. فألعاب القوى المغربية اليوم تعيش المشاكل نفسها التي عاشتها في بداية تحمل لحسن صمصم عقا مسؤولية الإدارة التقنية في سنوات التسعينات، إذ وجد نفسه مجبرا على البحث عن المواهب لصناعة جيل. وهو ما تكرر معه الآن، ويكفي أن أقول لك إنه لم تبق أمانا سوى سنة للتهيئ لدورة أثينا الأولمبية لكي تدرك إلى أي حد هي المشكلة كبيرة.
قبل أن ننهي حوارنا هذا، كثيرون أولوا ما قلته ل"الصباح" من أنك ستقبل عرض أستراليا لكي تعول أسرتك بكونه محاولة من سعيد عويطة للعب بالكلمات على اعتبار أنك في لست بحاجة إلى أي عرض لكي تعيل أسرتك. فما رأيك؟
& ما قصدته بالضبط عندما قلت ل"الصباح" إنني سأقبل أي عرض خارجي لكي أعيل أسرتي هو أنني سأوقل نعم للعمل. فأنا لا أستطيع أن أبقى بعيدا عن ألعاب القوى التي هي متنفسي الحقيقي. هي مسألة عمل فقط، وليست مثلما أولها العبض.
أخيرا، كيف يعيش سعيد عويطة اليوم؟
& سعيد عويطة يعيش اليوم على أهبة الاستعداد لرفع دعوى قضائية ضد عزيز داودة من أجل ما بدر منه في حقي بشأن دبلومي (أخذ عددا من صحيفة التجديد وأشار إلى الحوار الذي أجرته مع داودة)، ودعوى أخرى ضد الجامعة (مد يده إلى مائدة كانت بيننا وأخرج أوراقا خاصة من ملف أسود ثم قال) التي اتهمت بكوني لم يسبق لي أن قدمت لها دعما ماديا وهنا الدليل على أنني قدت لها هذا الدعم (الأوراق كانت تتبث أن سعيد عويطة كان تعاقد باسم الجامعة الملكية المغربية لدى شركة نايكي الأمريكية للألبسة والأدوات الرياضية من أجل دعم مالي يبلغ حوالي 850 مليون سنتيم، يشترط العقد أن يذهب حوالي 350 مليون منها بين& الأندية والجامعة من أجل التكوين على أن تتوصل الجامعة بما تبقى عبارة عن تجهيزات رياضية). ولتصدقني أن هذه المبالغ كانت ذهب هباء.
ولكن لماذا ظل سعيد محتفظا بهذا الوثائق ولم يجهر الحقيقة من قبل؟
& فقط لأنني لم أكن أستطيع مثل الأغلبية قول كلمة الحق في عهد الحاج محمد المديوري.&
صحيفة "الصباح"
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف