ثقافات

انطولوجيا إيلاف الشعرية: سعدية مفرح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شاعرة وناقدة وصحفية تعمل بالصحافة منذ أكثر من 13 سنة. تعمل حاليا كرئيسة القسم الثقافي في جريدة "القبس" الكويتية ومراسلة لمجلة "الصدى" الإماراتية وكاتبة في مجلة "العربي" الكويتية وجريدة "الرياض" السعودية. نشرت قصائدها في كثير من الصحف والمجلات العربية. وبعضها ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والسويدية. شاركت في أكثر من مؤتمر نقدي ، وأحيت عشرات الأمسيات الشعرية. صدر لها حتى الآن مجموعة من الكتب الشعرية وهي: "آخر الحالمين كان" ( الكويت ـ1990ـ ط1، القاهرة ـ1992 ـ ط2)، "تغيب فأسرج خيل ظنوني" (بيروت ـ 1994)، "كتاب الآثام" (القاهرة ـ 1997) و"مجرد مرآة مستلقية" (دمشق ـ 1999). فازت بعدد من الجوائز الشعرية على مستوى الوطن العربي. تهتم بالكتابة الشعرية للطفل، وأصدرت لها مجلة العربي الكويتية مجموعة شعرية للأطفال بعنوان " النخل والبيوت". تنتمي لجيل شعري اهتم بكتابة القصيدة الجديدة بتجلياتها المختلفة، وكتب عن تجربتها كثير من النقاد العرب. تحاول دائما اختراع جغرافيات لا يحتاج السفر إليها إلى جواز سفر (لا تملكه) لتسافر إليها!! غيابات مأهولة بالموت: 1.غياب مشترك نرحلُ ......
ممتـنين لطول الطريق ووحشته الإضافية
نغني قبل الوصول النهائي أغاني البقاء الذليل
في البيوت التي لا أبواب لها ولا نوافذ ولا حدائق ولا حتى عناوين واضحة.
نرحل ـ إذن ـ لا نلوي سوى على
غصة موزعة بغير عدل بيننا
وبين الذين بقوا . 2. غياب لحوح السؤال نفسه يباغتني كلما وضعت قدمي على طرف الإجابة المحتملة
السؤال نفسه ..
كلما داهنت فضولي ورشيت علامات الاستفهام ببقية من يقين يتلاشى
السؤال نفسه ..
كلما غبتَ ، وكلما عدتَ ، وكلما ترددتْ أغانيك خلف النوافذ المغلقة جزئياً ، والأوراق المهترئة كلياً ، وحكايات الأجداد عن ذكريات الوطن الوسيع مثل سماء.
السؤال البسيط الذي أعرف إجابته نفسها . 3. غياب ثالث ما الذي يمـكن أن يحدث إن قرر الوطن أن يغيب ؟!
من الذي سـوف يعترض أو يتنامى بين السموات الأعـلى ؟
وكيف ستبدو الذاكرة إن تخلت عن أورامها الحميدة عبر جراحة غير ضرورية ؟
الشجر وحده يملك الإجابة الصحيحة
لكنه أيضا يملك الدموع
مثلنا ... لحسن الحظ . 4. غياب صاخب بين صيحات المشجعين المدوية
وتأوهات الكرة تتدحرج نحو الشباك الجائعة
ينتشي بالوطن للمرة الوحيدة التي تتكرر
فينزرع في الهواء المثقل بانصباب العرق والأهداف المهدرة وصافرة الحكم .
يسجل الهدف ويغرق بالنشوة الجديدة
ويتلاشى في صيحات الخاسرين
لحظته الوحيدة
لحظته التي لا تتكرر
أمام حاجز التفتيش المروري ! 5. غياب مفتوح الأعشاب الصغيرة النابتة على أطرافه
تذكّرني بأهداب الروح المستسلم لقدره المحتوم
والصغار الذين يرفعون أكفهم لتحية الوطن كل صباح مدرسي
يكبرون بلا أكف
وبأهداب مجزوزة من دون عناية . 6. غياب جذاب التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن
فرحتْ قليلا بلذائذ الدهشة الكامنة
وشرف الجاذبية
لكنها تطلعت نحو الأعلى بذلك الحنين الذي أعرفه
والذي ينازعني به الآخرون
وهم ينبشون أوراقي الثبوتية من بين أسنان الشوارع الجديدة . 7. غياب متشابه الغايات الكبرى ما زالت تحاول ترسيم حدودها النهائية
مثل وطن
مثل هوية
مثل حديقة مهملة حد النضج
مثل آخرين يشبهوننا&
مثل الغايات الصغرى أيضا ! 8. غياب واقعي للبحر ساحل
وللسماء طرف واقعي
أما هذه الصحراء
فتبدأ من الرمل حيث نقف مشدوهين
وتنتهي إليه حيث ننتظر
لكن الرمل ليس له ذاكرة
والرياح تذرو البقية
وتضحك ! 9. غياب أخضر أيتها الشجرة اليتيمة
تمعني بملامحي جيدا
امتصي عطر الشمس ونسغ الأرض
واحرسي فضاء الشارع القديم
أيتها الشاهدة الهرمة . 10. غياب إضافي حين تكبر الصغيرة
تفتش في حقائب طفولتها المنسية
عن عناوين وأرقام هواتف وخرائط وألوان علم وشوارع ترابية توصل إلى مدرستها الأولى
ولن تجد سوى :
قصاصات مهترئة من صحف الزمان القديم
تعد بعناوين وأرقام هواتف وألوان علم وشوارع تجري من تحتها أنهار العسل والخمر والحليب و.... و.... 11. غياب أخير تموت ببطء سرطاني
ولا توصي بمثواها الأخير
رءوفة بأولادها هذه السيدة. لحن الحمامــــة المغــــويــة ..
(قصيدة غير منشورة ـ خاصة بإيلاف) (1): شجر في غابة كثيفة
يرتوي من ظلام سحيق في الأرض
ويتشمس من سماء سحيقة في علوها
هذا الكلام الذي أكتبه الآن
دون أن تكون قارئه الأول
(2):
في ردهة صوتك
المراوح بين الغناء والبكاء
تتعلم تلك الحمامة المغوية لحنها الأخير
قبل أن تفر فرارها الأخير .
(3):
في تجاويف صوتك المغتسل بالدموع القديمة
تتمشى فتيات الليل
يرتلن أيات الفضيلة
ويرتجفن رهبة.
(4): في بقايا صوتك المرتل
ضحكة غريبة
تستدرج الفرح الضال
بسيول الدموع
(5): في نهايات حواراتك الطويلة
اقتراحات سرية
لبدايات عفوية
واضافات غير نهائية
واشجار تدلي ثمارها
من وراء سياج الكلام ..
(6): كلما اندلق الحرف الأول من اسمك الغريب
في صحن الأحاديث العائلية
كلما نبتت في قلبي
شجيرة جديدة
للذهول
بانتظار سقيا الحلول
(7): لسيجارتك المشتهاة
غواية البداية
ولرائحتها
اعتذارات الضالين
لعبقها في نسيج دهشتي
حكمة الغيم
في سماء الشتاء ..
(8): " مرحبا " .....
بلكنة الفضاء المشاع
وبتركيز ممتع على ميم البداية
تعقب الـ " الألو " العبقرية الأولى
الرتابة في فوضاها
والغناء في صحراء البكاء
كل مكالمة ....
كل مكالمة ....
(9): تذكرت اللعبة الموغلة في حداثة المعنى
تذكرت رواج الكلمة
واغنياتك ذات اللحن المرتجل دائما
تماديت في غي التذكر
وكـأن الكلام وحده يملك مفتاح الذاكرة.
(10): في بقايا البحر
مستقبل لصحراء
في بقاياي
رائحتك
كأنها البحر
كأنها البقاء! انظر مفهومها الشعري سؤال الشعر ......سؤال الذاكرة !!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف