ثقافات

فيلم جون وو الاخير: رسل الريحعنف بلا موضوعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس - عبدالاله الصالحي: الحدث الابرز سينمائيا في باريس هذا الاسبوع هو خروج فيلم "ويند توكرز" أو رسل الريح الى صالات العرض. الفيلم من بطولة النجم الامريكي نيكولا كايدج وهو اخر افلام المخرج الهونغ كونغي جون وو بعد فيلم المهمة المستحيلة رقم اثنين الذي خلف خيبة كبيرة لدى محبى جون وو وعشاق مدرسة هونغ كونغ السينمائية.
"ويند توكرز" فيلم حربي يستلهم قصة واقعية حدثت ابان الحرب العالمية الثانية عندما استعان الجيش الامريكي بعناصر من الهنود الحمر الامريكيين من قبيلة نافاجو ليستعملوا لغة اسلافهم لتشفير الرسائل العسكرية التي كانت تتعرض للاختراق باستمرار من طرف مخابرات الجيش اليا با ني. ويحكي الفيلم قصة عنصرين من البحرية الامريكية جو انديرز و اوكس اندرسون يكلفان بمهمة حماية الهنديين صاحبي الشيفرة السرية مع امرصارم بقتلهما في حال تعذرت حمايتهما كي لا يقعا في الاسر ويبوحا بتركيبة الشيفرة. ويركز الفيلم على شخصية اندرسون التي يتقمصها نيكولا كيج, والذي يعاني من الالم والاحباط لكونه يعتبر نفسه مسؤولا عن مقتل جميع افراد كتيبته& اثناء احدى العمليات العسكرية الفاشلة. ساعتان وربع يغرق فيها المشاهد في دوامة من المعارك الطاحنة المصورة من جميع الزوايا تتخللها حوارات مطولة حد الملل ولا تخلو من الانشائية عن مواضيع امريكية بامتياز: روح التضحية, واجب الدفاع عن الامة الاخاء والتضامن بين الاقليات الامريكية ضد العدو. خطاب يبدو ثقيلا وفي غاية السطحية في السياق الحالي وكنا نتمنى لو تناوله جون وو من زاوية اكثر موضوعية قد تتيح للمشاهد التوقف عند شروخ العقلية القومية الامريكية وهذياناتها الشوفينية. خصوصا وان جون وو, كاجنبي في هولييود, لديه من المسافة والامكانيات السينمائية ما يكفي لكي يفعل ذلك. وحتى محبي الممثل نيكولا كيج قد يصابون ايضا بالخيبة لان دوره في الفيلم لا يحمل جديدا بل هو اقل تميزا بكثير عن ادواره السابقة في فولت فايس مثلا الذي تقاسم فيه البطولة مع جون ترافولتا.&
ويبدو ان&جون وو, منذ انتقاله الى هولييود, فقد بريق افلامه الاولى التي وضعته في طليعة سينمائيي مدرسة هونغ كونغ وراكم مجموعة من الافلام تعتمد الاثارة الهوليودية السهلة. وربما يكون الوقت قد حان لكي يفكر جون وو بالعودة الى جزيرته خاصة حين نرى النجاح الساحق الذي حققه مواطنه وصديقه تسوي هارك مؤخرا بفيلمه تايم آند تايد.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف