العدد 18 من "مشارف""ذاكرة " وغسان كنفاني و"المقاومة الثقافية"
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعضها في ملفات خاصة، هي ثمرة أقلام فلسطينية من (48) و(67) والشتات، وأقلام عربية من مواقع شتّى. من المهم الإشارة إلى أن هذا العدد يصدر، ولم تتوقّف بعد ردود الفعل الصحفية والثقافية المرحّبة بإعادة إصدار فصلية "مشارف". وقد رأى محرروها في افتتاحيتهم أن "الترحيب الحار بعودة "مشارف" إلى النور كشف لنا عُمق هذه العودة وضرورتها في آنٍ. وما نأمله هو أن نظلّ في مستوى الدور الذي يطرحه هذا الترحيب على أفق مجلتنا".
في الإفتتاحية ذاتها نقرأ، تحت العنوان: "عودة على فكرة"، تقديمًا للملف الهام الذي تقدّمه المجلة تحت العنوان "ذاكرة ". وقد جاء: "لماذا (ذاكرة )؟ "من خلال استحضار الأحداث التي وقعت في ذلك العام، عبر التذكّرات الشخصية، نصبو إلى تحقيق غايتين:
&
الأولى - وَصْل ما يبدو لنا أنه انقطع بين الجيل الذي عايش تلك الأحداث وبين الأجيال الفتيَّة، وهو ما يتقاطع، في العمق، مع غاية أخرى نذرت "مشارف" نفسها لها، وهي التواصل مع جميع فروع الثقافة الفلسطينية ومع سائر الثقافات العربية.
- الثانية - الإسهام في مراكمة المزيد من الشهادات الشخصية، التي لا بدَّ لها أن تشكل ذات يوم رافدًا إضافيًا في ينبوع تاريخنا المخصوص، الذي لم يُكتب بعد".
هذا الملف يضم شهادات بأقلام القاص حنا إبراهيم (البعنة/ الجليل)، الشاعر الشعبي عوني سبيت (إقرث المهجّرة، يقيم& في الرامة/ الجليل)، القاص محمد نفّاع ( بيت جن/ الجليل)، الأديب والفنان التشكيلي سليم مخولي (كفرياسيف/ الجليل) والقاص محمد علي طه (كابول/ الجليل). وتتميّز مواد الملف باسترجاع وقائع ما كان، من منظور شخصي يقع في خانة التجربة الذاتيّة، وذلك داخل صياغات تحاول الإطلالة على ما كان من الكائن، وفي بعض النواحي بالإتجاه المعكوس أيضًا.
ضمن ملف النصوص نقرأ في هذا العدد: "الإحتفال" لمحمود شقير (القدس المحتلة)، "وللحياة جوانبها" لجمال ضاهر (الناصرة)، "خطاب أندلسي إلى صديقي الشاعر" لسليم أبو جبل (الجولان السوري المحتل)، "وجبة من حياة بلدوزر إسرائيلي متكدّر" لرياض بيدس (شفاعمرو)، و"حول جُبّ الحيرة" لغريب عسقلاني (غزة).
أمّا ملف الشعر فتتصدّره مجموعة من قصائد الشاعر العراقي المقيم في لندن فوزي كريم، وهي من مجموعة شعرية معدّة للطبع بعنوان "السنوات اللقيطة" وستصدر في العام القادم عن "دار المدى" في دمشق. وبالإضافة، هناك قصائد للشعراء: أيمن كامل إغبارية (أم الفحم)، وسام منير جبران (الناصرة)، نوري الجرّاح (سوريا/ لندن)، رمزي سليمان (حيفا)، مها قسيس (الرامة/ الجليل)، معتزّ أبو صالح (الجولان السوري المحتل) وزكريا محمد (رام الله). وتنشر المجلة أيضًا للشاعرة المتميّزة إيتل عدنان "رسائل إلى ماياكوسكي" التي نقلها من الإنكليزية وقدّم لها الكاتب السوري المقيم في اريس فايز ملص.
وفي باب "رؤى" يكتب المفكر المصري محمود أمين العالم تحت العنوان: "المقاومة الثقافية" نصًا أهداه "إلى الذكرى العطرة المتجدّدة لإميل حبيبي". ويكتب في الخلاصة عن المواجهة الراهنة غير المتكافئة بين الإحتلال الإسرائيلي المغطّى والمدعوم بالتسليح الأمريكي الكامل وبين المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني، ما يلي: "ينبغي أن نرتفع جميعًا إلى مستوى هذه المعركة الحضارية والثقافية الشاملة غير مكتفين بالإدانة اللفظية ولا بالمؤتمرات التحذيرية التسويفية - التمييعية". ويضيف أن المطلوب هو "مواجهة ومقاومة واعية حاسمة، بالوعي الثقافي التقدمي العقلاني الموضوعي، والفعل الثقافي والعملي والجماهيري والقومي والإنساني المبدع، وما أكثر الأساليب والمبادرات والإجتهادات المتاحة والممكنة".
واستمرارًا لموقفها باطلاع القارئ على ما يدور داخل الثقافة العبرية، تُفرد المجلة صفحاتها لنصّين يتناولان حدثين ثقافيين هامّين إسرائيليًا. فتكتب نسرين مغربي (عكا) مداخلة تتناول فيها السيرة الذاتية للكاتب عاموس عوز بعنوان: "قصة عن الحب والعتمة" الصادرة مؤخرًا. وإلى جانبها يكتب باسيلا بواردي تحت العنوان "العربي الجيّد عربيّ حيّ: إختلاط الهويات"، قراءة نصّية للشخصية العربية في رواية "العروس المحرّرة" لـ أ. ب. يهوشواع.
ملف "الرسائل" يتضمّن هذه المرة رسالة غير منشورة من الراحل إميل حبيبي إلى الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة، يعود تاريخها إلى ()، حيث كتبها إليه من راغ ( تشيكوسلوفاكيا)، وهي تتناول سؤالاً في غاية الأهمية، كونه يجمع طرفي المعادلة الصعبة المؤلفة من الأدب والسياسة، التي سار حبيبي في أشواكها جُلّ حياته النضالية من معارك البقاء الأولى للفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم، ومرورًا بالمحطات الصعبة لهذا الجزء الفلسطيني، وهو يصرّ على التواصل مع بقية أجزاء شعبه ومع فضائه العربي.
في باب الدراسات نقرأ "بلدٌ من كلام" بقلم الشاعر والباحث سلمان مصالحة (المغار/ مقيم في القدس)، حيث يتناول السؤال "هل الكلام عن الوطن - مديحًا كان أم هجاءً - هو "مهنة مثل باقي المهن"، كما صرّح محمود درويش في "حالة حصار"؟ وماذا يعني المصطلح (الوطن) هذا الذي تكثر الإشارة إليه في الكتابات الفلسطينية؟ بينما يكتب الشاعر والباحث نعيم عرايدي دراسة في ما بعد الحداثة لشعر محمود درويش تحت العنوان: "الجدارية، والحدّ الأدنى لحوارية الإدراك والحسّ".
وفي سنة الذكرى الثلاثين لرحيل الكاتب المناضل الشهيد غسّان كنفاني تُفرد المجلة ملفًا خاصًا يتناول جوانب تاريخية وأدبية وبيوغرافية من حياته. ويجمع الملف النصوص: "إجازة مع غسان كنفاني" بقلم أنطوان شلحت (عكا)، "عائد إلى عكا" بقلم هشام نفاع (حيفا)، "غسان كنفاني الشاب إلى الأبد الثائر المتمرد إلى الأبد" بقلم سالم جبران (الناصرة) "كأنني أعيش تفاصيل ذلك اليوم!" بقلم عدنان كنفاني (شقيق غسان المقيم في دمشق). ويختتم الملف دراسة بقلم محمود غنايم (باقة الغربية) تحت العنوان: "(ما تبقّى لكم) والتجريب الروائي"، وهي وقفة على أهم التجديدات التي اجترحها كنفاني في هذا العمل الذي يرى الباحث انه متميّز بشكل خاص. يُشار إلى أن افتتاحية المجلة تطرّقت إلى هذا الملف حول كنفاني، من خلال ربطه مضمونيًّا وتوجّهًا بملفها المذكور "ذاكرة "، من خلال القول أنه في خلفية استنطاق ذاكرة& تقف "فكرة التفاؤل المستندة إلى أن الإطمئنان للمستقبل يتأتّى، ضمن أشياء أخرى، عن طريق فهم الماضي فهمًا موضوعيًا. وهي فكرة عبّر عنها غسان كنفاني".
أما خاتمة "مشارف" فهي الشهادة الثقافية - السياسية - الفكرية التي يُقدّمها الكاتب والشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة تحت العنوان: "الشاعر المستقل - خائفًا ومخيفًا: المنعُ يولّد سحر المنع!!". ومما جاء فيها، كفكرة تلخيصية في جزئها: "إنّ من حقوق الإنسان أن يتحرّر من خوفه، ومن حقوقه على الآخرين: السلطة، المعارضة، رأس المال، وسائل الإتصال والإعلام، ألاّ يصنّفوه شاعرًا ممنوعًا ومخيفًا، ومن حقّه أن يكون شريكًا في دولة دمقراطية، ومن حقّه أن يرفض التدجين وأن يرفض ما يجعل منه مجرد ديكور تزييني يقبل بالفّتات".
ولعلّ صورة غلافها الأخير، الذي يأتي مكمّلاً لغلافها الأول، تُجسّد النقطة المؤلمة التي لا تنفك النصوص تعود إليها.. فهي صورة لشاحنات الترحيل عام النكبة التي حُشر فيها فلسطينيون وحولهم تقف شخوص، منها الإسرائيلية ومنها غير الواضحة. وحتى يكتمل المشهد يمتدّ شبح لسلك شائك.. وربما أن هذا يجعل الحاجة تقتضي "ذاكرة "، التي تقوم "مشارف" بتجسيدها على صفحاتها، وفي الوقت نفسه تتحوّل المجلة نفسها إلى جزء من هذه الذاكرة، التي تواصل& مراكمة التجارب في قلبها.
&
محررة "مشارف": سهام داوود. وتضم هيئة التحرير: أنطوان شلحت، سلمان مصالحة، محمود رجب غنايم، رمزي سليمان، محمد حمزة غنايم، وأنطون شماس. سكرتير التحرير: هشام نفّاع. يصممها شريف واكد.
&
Fax: 972-4-8233849&
P.O.Box 6370 Haifa 31063&
e-mail: masharef@netvision.net.il
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف