أخبار

جامعة بلا جامع سوى العجز المشترك

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نضال حمد
&
جاء في بيان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية, في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الموافق 29نوفمبر من كل عام, ما يلي من حلو الكلام : " أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن التاريخ لن يغفر للمجتمع الدولي تخاذله في الدفاع عن الشعب الفلسطيني فيما يتعرض له من اعتداءات إسرائيلية متتالية خاصة خلال العامين الماضين حيث وقع الآلاف من الضحايا والجرحى من النساء والأطفال وغيرهم من المدنيين الفلسطينيين". والله ما مر على مسامعي كلاما فيه من العجز وقلة الحيلة كما هو حال الجامعة العربية التي تعتبر شاهدا يرى كل حاجة ولا يقدر على فعل أية حاجة. إن في هذا الكلام من الحقائق ما يفوق الواقع المر, لأن العالم الواقف موقف المتفرج أو المشارك في جريمة ذبح الشعب الفلسطيني يعتبر مسؤولا عما يحدث في فلسطين من مآس وويلات. هذا من ناحية العالم الذي لا يعنيه كثيرا الوقوف مع الشعب لفلسطيني الضعيف والمتروك وحده في مواجهة الكيان الصهيوني القوي والمسنود من اللوبي اليهودي العالمي الأقوى ومن الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحكم بمصائر الشعوب والأنظمة والحكومات والدول. أما فيما يخص العرب وجامعتهم العتيدة التي لا تقدر سوى على الصراخ والاستغاثة والتوسل , فالمشكلة تكمن فيها وفي قلة حيلتها وعجزها وعدم وحدتها وتشتت أعضاءها وضعف دورها. فكيف تطلب الجامعة من العالم تحمل المسؤولية وهي نفسها لا تتحمل المسؤولية ولا تقوم بدورها في الدفاع عن دولة عضو فيها وعن فئة من أمتها الواحدة, تتكلم لغتها وتعتبر جزءا هاما من أرضها الجغرافية والسياسية والحدودية والقانونية. أليس هذا عجزا وجبنا وقلة وفاء وقلة حياء أيضا, نعم هو كذلك, والجامعة ليست أفضل من غيرها بل أتعس وأكثر فشلا وغيابا من باقي منظمات ومؤسسات العالم المعنية بحل الصراع العربي الصهيوني. تصوروا هذه التسمية الصراع العربي الصهيوني, انه صراع الفلسطيني مع الصهيوني باسم العرب كلهم, فالفلسطيني الذي يتحدى الدبابة بحجر والذي يزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة بحزامه الناسف, هو من يحق له التحدث وإصدار البيانات التي تشير بأصابع أطفالها على العاجز وتبينه وتميزه عن شقيقه المتعاجز ومن المستسلم ومن المسلم بالهزيمة ومن الذي يريد امتطاء الانتفاضة حصانا لرحلاته الاستسلامية. ألم يكن الأجدر بجامعة الدول العربية المهترئة,المنخورة كالجبن السويسري والمعفنة كالجبن الفرنسي أن تدعو أعضاءها للاجتماع وإصدار القرارات العملية التي تساعد شعب فلسطين على نيل حريته من خلال تقديم الدعم الحقيقي له وذلك عبر وقوفها موقفا فاعلا وحقيقيا يتجاوز الفرقة بين أعضاءها ويتوحد على أساس المواجهة مع العدو الصهيوني بغض النظر عن الأمور الأخرى. وهل عجز العرب عن تثبيت حضورهم العسكري والاقتصادي مثلما اثبتوا حضورهم السياسي المبادر من خلال تقديمهم خطة ولي العهد السعودي للسلام وتبنيها بكل نواقصها. أن الذي يجرؤ على تقديم مبادرة تجاوزت عمدا بعض المسلمات الفلسطينية والثوابت الوطنية والقومية, يستطيع الآن بعد رفض تلك المبادرة من قبل إسرائيل الصهيونية والإدارة الأمريكية أن يقدم البديل المطلوب جماهيريا وجماعيا في الوطن العربي الكبير. أن في الموقف العربي الموحد أنظمة وحكومات وجيوش وشعوب ما يخيف الأعداء ويجعلهم يرضخون فعلا لصوت العقل المنادي بحل القضية على أسس مرضية لكل الأطراف وبأساليب حضارية بعيدة عن سياسة الإكراه وفرض السلام على طريقة حكومات إسرائيل المتعاقبة وإدارات أمريكا المتلاحقة. إن التاريخ فعلا سيردد صدى صوتكم وسوف لن يرحمكم ولن يغفر لكم ترككم الفلسطينيين لوحدهم في حلبة الصراع مع الوحش الصهيوني الهمجي. وأن غدا لآت ولسوف يكون لكل صاحب حقه في محاسبة الذين تآمروا على حق الأمة في الوحدة الحقيقية والعمل المشترك والعيش الكريم والحر في وطن عربي سعيد وحر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف