مات الفارس الأصيل
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مات صالح العزاز
فقدنا واحدا من فرسان الكلمة
فقدنا رمحا عربيا أصيلا نادرا
مات صالح العزاز وبقي ما حمل في ذاته من قيم ومعاني جميلة كان
ينثرها أينما حل وحيثما كان.
هاتفته في مرضه الأخير فكان صوته يتهادى عبر الهاتف رغم الألم
يسألني عن الشاطئ الشرقي وأصدقائه الكثر هنا لم تكن حالته الصحية تعنيه بقدر ما كان همه السؤال عن الأحبة هنا.
هذا أنت يا صالح تنثر نُبلك في كل مكان وفي كل وقت.
عرفته في جريدة ((اليوم)) قمة العطاء يتابع هذه المادة ويشجع هذا
الزميل ويرسل أحدهم ليحضر وجبة يتحلق حولها الجميع أسرة واحدة
جميلة تستمد عفويتها وجمالها الرائع (صالح العزاز)
من أعزي فيك أيها الرائع في كل أحوالك.
هل أعزي صديقنا - أنت وأنا - الوفي محمد الوعيل وهو الذي كان ينقل
لي أخبارك ويتابعها بصدق ووفاء نادرين.
هل أعزي صديقنا - أنت وأنا - الوفي عثمان العمير وهو يهاتفني من لندن
ويحمل لي أخبارك
من أعزي فيك وما زالت كلمات قاسم حداد في ((المستحيل الأزرق))
تتراقص أمام عيني:
"رحيل من الرمل حتى حدود السماء
رحيل يزخرفه الزعفران
ويزهو به
مثلما يستعير الكتاب
تفاسير مختومة بالدماء"
أو حين يقول:
"أقدامهم تسعى إلى بابي
كأن أحبابي
يفتتحون الضوء في خطوهم
قلبي على نبضهم
في وحشة الترحال
يا وحدهم
بي مثل مجنون على جرحهم
لو أنهم قد أدركوا مابي"
كم أحببت الوطن وكم تفننت في التغني به بالكلمة والصور
كتبت لي وأنت تتكرم علي بكتابك الرائع:
"هذه رسالة حب لكل ذكرى جميلة في بلدي"
رحمك الله يا صالح فأنت بكل ما آمنت به ستبقى ذكرى جميلة.
تقول في شرحك لإحدى صورك الجميلة: "أتسال دائما كيف ابتكر
الإنسان فكرة الأقفاص لحبس الطيور... هل لأنه يعيش في قفص كبير
اسمه الحياة"
وفي إحساس متناه بفضل الله ونعمته تقول في صورة أخرى: "وأنت تمشي خفيفا كالفراشة أو تطير في الهواء مثل طائرة ورقية.. هل فكرت أن ثمة بشر مقعدون لا يستطيعون الحركة حتى لفتح أبواب غرف نومهم..
ثمة أشياء عظيمة لكننا لا ندركها ولا نراها" وفي مكان آخر وكأنك تستشرف القادم: "وقت البهجة قد لا يطول".
كم هو مؤلم أن يغمرنا الحزن من كل جانب
كم هو مؤلم أن نفقد أنسانا يحمل صفاتك الجميلة
ولكن يبقى عزائي وعزاء أحبتك في كل الوطن هذا الذكر العطر وذلك النبل
النادر في زمن شح علينا بمثل صفاتك الفروسية النادرة.
رحمك الله يا صالح وأسكنك فسيح جناته وجعل ما عانيت في مرضك كفارة لك وطهورا وألهم أسرتك وكل من أحبك وأحببت الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون.
&
*كاتب سعودي معروف
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف