يوسف القعيد :سينما مصر 2002:خطوة للأمام خطوتان للخلف
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ماذا نجد في سينما مصر 2002؟! من المبالغة القول أنها سنة انطلاق. كما أنه من الظلم القول أنها سنة إحباط. كانت سنة بين بين أو نص نص. ومن المعروف أن إنتاج الأفلام يصح هو المقياس الأساسي في قياس مدى التقدم والازدهار. أو التراجع والخمول في الإنتاج السينمائي. صحيح أن هناك عوامل أخرى من الصعب إغفالها. مثل افتتاح دور عرض. ومثل قياس نوعية الإنتاج السينمائي. لأن الكم ليس كل شيء في ميدان السينما.
من حيث عدد الأفلام التي جرى إنتاجها في سنة 2002 هذا الرقم يصل إلى 27 فيلماً. وهو لا يعد رقماً صغيراً إذا قيس بسنوات سابقة. في السنة السابقة كان الإنتاج 31 فيلماً، والسابقة عليها 33 فيلماً. فما بالك إن كانت المقارنة مع سنوات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات. حيث تعدى الإنتاج السينمائي المائة فيلم في السنة. ويمكن أن يعد الرقم كبيراً إذا قورن بالسنوات العجاف. في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات حيث وصل الإنتاج في بعض هذه السنوات إلى أقل من عشرة أفلام. لكن يقلل من هذا الرقم أن الجيد فيه قليل. ويمكن أن يدعمه افتتاح عدد كبير من دور العرض السينمائي الجديدة. في كل دار أكثر من قاعة عرض. إن عدد دور العرض الجديدة تتعدى 36 دار عرض. ولكنها كلها دور عرض في المولات الجديدة وللمولات جمهورها من شبان هذه الأيام القادرين على الانفاق. حيث أن ثمن التذكرة هو عشرون جنيهاً وهو مبلغ ليس صغيراً بأي حال. الأرقام تقول أن السينما المصرية حصدت خلال العام الماضي حوالي: 100 مليون جنيه. ذهب منها 22 مليوناً و 200 ألف جنيه إلى فيلم محمد سعد اللمبي.
هناك أفلام أكملت بالكاد أسبوعاً واحداً في السينما. وهناك أفلام كسرت حاجز الأسابيع الإثنين وعشرين في دور السينما. وهناك أفلام حصدت الكثير من الجوائز الدولية. مثل فيلم الساحر للراحل رضوان الكاشف حقق تواجداً دولياً وعربياً هاماً. فيلم عادل إمام لا يعد الأول بالنسبة لغيره. ولكنه يمثل سقف عادل إمام من حيث عائده المادي.
شهد هذا العام تراجع أبطال الكوميديا الجدد. أو الذين كانوا جدداً. مما قد يوحي بطي صفحة البعض منهم. أحوال سينما 2002 تبدو انتقالية إلى حد ما. يبدو أن هناك صفحة تطوى من تاريخ السينما المصرية. في حين أن الصفحة الجديدة لم تفتح بعد. أو لم تخرج إلى الوجود بعد. هي إذن سنة رمادية سينمائياً.
تعالوا نقترب أكثر من تفاصيل الصورة. ونحول العموميات السابقة إلى خصوصيات محددة. من بين السبعة والعشرين فيلماً التي عرضت هناك ثلاثة أفلام منسية أو سواقط قيد . أنتجها التليفزيون منذ سنوات ولم يعرضها جماهيرياً لأسباب غامضة. وقرر عرضها جماهيرياً هذا العام لأسباب غامضة أيضاً، وهي: اختفاء جعفر المصري وصيد الحيتان. ورحلة مشبوهة. بهذا المعنى فإن الذي عرض في 2002 هو 24 فيلماً فقط. ومع هذا فإن الإيرادات زادت عن العام الماضي بنسبة 10% وربما كان السبب في هذا هو زيادة قاعات العرض بـ 36 قاعة جديدة.
العائد المادي لهذه الأفلام كان مائة مليون جنيه. حصل فيلم اللمبي على 22 مليونا و200 ألف جنيه أي 23% من إيرادات العام كله. واستمر عرضه 22 أسبوعاً وكان مفاجأة العام. وحقق أكبر معدلات في هجوم النقاد. وارتكاب مخالفات من وجهة نظر الرقابة طبعاً. وأكبر قدر من الإقبال.
جاء بعده فيلم مافيا بطولة أحمد السقا ومنى زكي ومن إخراج شريف عرفة. وحقق 13 مليوناً و75 ألف جنيه واستمر عرضه 21 أسبوعاً. يليه فيلم حرامية كي جي تو من بطولة حنان ترك وكريم عبد العزيز وحقق 10 ملايين و70 ألف جنيه. يليه فيلم أمير الظلام لعادل إمام وشيرين سيف النصر وحقق 8 ملايين و350 ألف جنيه. وهو رقم متقدم بالنسبة لعادل إمام بصرف النظر عن مقارنته بالآخرين. صحيح أنه الفيلم الرابع، ولكنه الأول - من حيث الإيرادات - بالنسبة لعادل إمام نفسه. فلم يسبق لأي فيلم من أفلام عادل إمام حتى في زمن توهجه الفني وتقدمه الجماهيري أن حقق مثل هذا العائد. الذي يعد طفرة هائلة إن قورن بموقف أبناء جيل عادل إمام من الكوميديانات. فيلم صاحب صاحبه احتل المركز الخامس. رغم أنه من بطولة حصان رهانات السينما الأساسي في السنوات الأخيرة محمد هنيدي الذي شاركه البطولة أشرف عبد الباقي. وكانت هزيمة هنيدي هي الضربة الموجعة. التي أكدت أن الاحتفاظ بالقمة - في هذا الجيل - سيكون من رابع المستحيلات. وأن جماهير الشباب أدخلت نظام الوجبات السريعة على استهلاك النجوم. هؤلاء الشباب هم الذين رفعوا محمد هنيدي إلى القمة منذ خمس سنوات فقط وهم الذين أعادوه إلى الخامس في الترتيب. ومن يومها ومحمد هنيدي يعيد حساباته. جاء في المركز السادس فيلم محامي خلع من بطولة هاني رمزي وإخراج محمد يسن الذي حقق ستة ملايين و 300 ألف جنيه. واحتل المركز السابع فيلم قلب جرئ بطولة مصطفى قمر وإخراج محمد النجار والذي حقق حتى أسبوعه الثالث خمسة ملايين و 115 ألف جنيه. ومازالت إيرادات هذا الفيلم في علم الغيب. إن حقق إيرادات جديدة يمكن أن يتقدم حيث أنه مازال معروضاً. الفيلم الذي شكل خيبة أمل هو فيلم هو فيه إيه لمحمد فؤاد وأحمد آدم وهو من إخراج شريف مندور ولم يحقق سوى ثلاثة ملايين و 130 ألف جنيه. وما دمنا قد ذكرنا أعلى الإيرادات لابد من التوقف أمام أقلها: عودة مدرسة المشاغبين 134 ألف جنيه وعملية بدر 137 ألف جنيه وعودة جعفر المصري 182 ألف جنيه.
2002 شهد عروض أفلام لـ 25 مخرجاً مصرياً. منهم المخرجون القدامى مثل سمير سيف الذي أخرج فيلم معالي الوزير وعلي بدرخان الرغبة وشريف عرفة مافيا ورضوان الكاشف الساحر الذي يعد من أفضل أفلام العام فنياً وجوائز وهناك سبعة مخرجين جدد يخرجون لأول مرة أبرزهم رامي عادل إمام. ووائل إحسان صاحب اللمبي. ومحمد يسن.
وإن كان هذا العام قد شهد جلوس عدد كبير من المخرجين في منازلهم لا يفعلون أي شيء. رغم أن بعضهم يشكل علامات هامة في تاريخ السينما المصرية مثل: حسين كمال، كمال الشيخ، محمد خان، داود عبد السيد، خيري بشارة، كمال عطية.
2002 كان شحيحاً في وجوهه الجديدة هناك منة شلبي ومصطفى شعبان وبسمة فقط. أما محمد سعد فقد جرت عملية إعادة اكتشاف له. لأنه كان موجوداً من قبل ولكن في أدوار ثانية وليست بطولات. وشهد هذا العام أيضاً عدم تمثيل عدد كبير من النجوم الذين صنعوا بهجة وتاريخ السينما المصرية مثل: فاتن حمامة، نور الشريف، أمينة رزق، كمال الشناوي، ليلى علوي، ميرفت أمين، يحيى الفخراني، وإلهام شاهين التي أكدت لي أنها تفكر جدياً في التحول إلى الإخراج، وتبحث عن سيناريو يقدم العلاقات الإنسانية الجديدة في المجتمع المصري، خاصة أنها درست الإخراج والتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية. وبالنسبة للأسماء السابقة كلها لولا التليفزيون لنسينا الكثير منهم.
هذا العام شهد رحيل بعض نجوم السينما المصرية. من الممثلين: أحمد مظهر وسناء جميل ويوسف فخر الدين شقيق الفنانة مريم فخر الدين الذي كان قد اعتزل الفن وأصبح رجل أعمال. والمطرب محرم فؤاد والمنتج إيهاب الليثي والمنتج رياض العريان. ومن المخرجين: عاطف سالم ورضوان الكاشف ومحمد عبد الجواد ويحيى العلمي وناجي رياض. كما أنه شهد اعتزال الفنانة نجاة. وهجرة الفنانة وردة مصر إلى بلدها الأصلي الجزائر.
شهد 2002 تولي قيادة جديدة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو شريف الشوباشي. وإن كان النجاح الذي حققه أقل من الذي كان مأمولاً منه. وشهد استمرار مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، وجرى التنويه خلال العام الماضي عن مهرجانات جديدة للسينما من المتوقع أن تقام في العام الحالي منها: مهرجان في الغردقة وآخر في العريش، أما مهرجان الإسكندرية فما زال محلك سر رغم تغيير قياداته والقائمين عليه بصورة تكاد تكون سنوية.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف