هكذا كتب رعد عبدالقادر المقطع الأخير في قصيدته الطويلة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف&- بغداد من سعد هادي: ربما ستمر أيام عديدة قبل أن يتم التوصل إلى حل اللغز الذي يتعلق بالساعات الأخيرة في حياة الشاعر العراقي الراحل رعد عبد القادر والشبيه بمقطع أخير غامض في قصيدة ظل يكتبها طوال حياته. بل يبدو انه كتب هذا المقطع في أقصى درجات شاعريته واشدها إلتماعا واقترابا من اللانهائي واللامرئي.
فحين عادت زوجة الشاعر الهام عبد الكريم وهي قاصة وصحفية إلى البيت في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر (الاثنين 13 كانون الثاني /يناير) بعد يوم عمل طويل وجدت باب البيت& الخارجي مفتوحا بل ووجدت كل الأبواب والنوافذ في البيت مفتوحة أيضا على اتساعها، كانت الريح تعبث بالأشياء والستائر وقد بعثرت أوراق الشاعر الخاصة وظلت تدور بها من غرفة إلى غرفة، أما الشاعر نفسه فكان يجلس بكامل ملابسه على كرسي في إحدى الزوايا وكان يبدو كمن يتهيأ للخروج أو كمن عاد توا من الخارج، كان ما يزال في جسده بعض الدفء ولكنه لم يكن في كامل وعيه (ام لعله الوعي الأكمل) يبتسم ابتسامته الحيية وفي عينيه بقايا وميض. وكانت على مائدة المطبخ بقية مما تناوله صباحا، كسرة خبز وقطعة جبن وكوب شاي فارغ.
ورغم إن إلهاما حاولت أن تفعل كل ما بوسعها، نقلت رفيق عمرها إلى المستشفى بمساعدة ابنهما الوحيد حيدر الذي اخترق الشوارع بسرعة جنونية رغم انه يقود سيارة للمرة الأولى في حياته ثم وقفت إلى جانب جسده المسجى في إحدى صالات الطوارئ في المستشفى وجربت أن تذكره بأسرارهما الصغيرة وان تستعطفه بدموعها عسى أن يتراجع عما عزم عليه ولكن الوقت كان قد فات. لم تفلح أنبوبة الأوكسجين في إعادة الهواء إلى رئتيه و لم تفلح الصدمات الكهربائية أيضا في إعادة القلب الكبير إلى مستقره الأرضي لتحرر روح الشاعر من اسر جسده ويمضي أخيرا بمفرده في رحلة بدأت ولن تنتهي.
&& لم يعرف حتى الآن على وجه التحديد إلى أين ذهب رعد صباحا ولماذا عاد بهذه السرعة؟ فهناك دلائل عديدة على خروجه، ولا يعرف أحد أيضا لماذا قضى كل هذا الوقت قبل أن يخرج حتى فاجأته النوبة القلبية، لماذا فتح كل الأبواب والنوافذ وهل كانت لديه القدرة على ان يفعل ذلك، أسئلة عديدة تثار حول تلك الساعات التي ظل فيها وحيدا والتي كان يتملص فيها ببطء من قيوده الأرضية.بينما كان أصدقاؤه وزملاؤه بانتظاره في دار الشؤون الثقافية حيث كان يعمل.
ورعد عبد القادر الذي رحل عن اقل من 50 عاما يعد من ابرز الأصوات الشعرية التي ظهرت خلال السبعينيات وقد اصدر عددا من المجاميع الشعرية أولها ( رماد الأسئلة- 1978) وآخرها (صقر فوق رأسه شمس- 2002 ) كما إن لديه سبع مخطوطات شعرية ما تزال بانتظار الطبع، اثنتان لدى صديق له وخمس مع زوجته، كما عمل مديرا لتحرير مجلتي الأقلام وآفاق عربية وتولى مسؤولية الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء في العراق.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف