رسالة متوحشة الى عبد القادر الجنابي.. مهداة الى حبر الذكريات الاعظم: مؤيد الراوي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
النيزك الذهبي وشاعر الجدران المتخلّعة، المتمدد الى اقصى اللاحدود الجميل عبد القادر..
يا الله كنت قديما على موعد معك، كنت متاكد انك من ذات السلالة الشعرية، حيث اراك على الدوام بذهول مؤيد الراوي ونحن نحمل احلاما ثقيلة بظلها وجمالها، سمجة بتوحشها ومستحيلها، والاغاني التي تخطفنا بصمت كانت تصلك لانك القلب الذي ينبضنا في هياج الحرية، وحين التقيت سليم لقمان قبيل حادثة انتحاري في بيروت، قرات تربيتك الغاضبة على منظومة الالم الفائض، قرات كيف تكسر الاصفاد الذهبية، وقلت ثمة انسي حاج يستره الغموض، وهذا فال خير ان نخلق الغامض من كشوفات رعناء معززة بالفواضل المخيفة والقيم الارهابية ..تحدثنا كثيرا عنك وعن بشارة الحرية، عن بريتون يطل باسنانه كي يقطع جثثنا الميته، عن أصباغ فضية نطلي بها جدار الظلمة.. كانت فراديس وصرخاتك بعضا من ثقة بالعراق، وقد الينا طلاءه بلون الممحاة، كما لو ان ثقل الحب اسوء من مواجهة ليلة الاعدام الموحشة، ولعلي مررت بها بين مليشيات لبنان المفترسة، من دينيين وعلمانيين ومتدمقرطين ومتوطنين ومتقومنين.. اجل ياقادر الذي تخطفه امراة متوحشة اسمها الحرية..
&كنت على موعد مع بقايا جنة الستينات، وروائح شاي ابو الهيل، منعم قتيبة، مؤيد الكسول، الذي جعل العالم ينتحر كلما يزداد صمتا..كل شيء يخجلنا بقي على حاله مع اننا مزقنا بعضه باظافرنا التي تمرست على تمزيق صفائح الاخلاق الحديدية وهزمت من تمزيق ريشة، وذلك الخجل الجسور مدخلنا للابقاء على بعض منا، وان كانوا سرقوا بعضنا منا.
&موظفو الشعر ومدراء ادارات القصيدة، المولعون بالكمال اللااخلاقي، الجنرالات البيض، هؤلاء اسوء من تيمور لنك، لان احلامه في هدم المدن اصدق من حلم قصيدة عند هؤلاء الخنث وهم يطلون عليك كما عامل التمريض يحمل قرانا واحدا هو الحفاظ على الصحة، وتقديم الجسد وليمة فاخرة للديدان والظلمة الاخيرة..اه يا قادر كيف نمزق مصاحف الاكاديميين وزوادات الشعر التمريضي؟ انه عزاء رياضي، مكابشات لغوية تبحث عن طاعة او خلوة درويش مشعوذ.
&كنت على موعد معك في نهايات التراحيل الطاهرة، او تلك الملوثة بغبار ازرق، المتسخة بالفراغ القصي، وها انذا ارى ان الدوائر لا تلتحم بالصفر الذي يبدؤها وقد تبتره لتبدا من نصف نهاية او كل البداية.
يقول اكتافيو"ليست هنالك ابواب انها المرايا، والعكس ربما قال"
وحيث زار شاعر اميركي يحب عزلته ويهدم النور المسلط عليه(لم اتذكر اسمه)
كان ذلك الرجل كحكيم هندي يطمح ان لا يعرفه الناس..يكتب انمحاءه للزائرين والغائبين..
خطفتني حكمته منذ ازمنة بعيدة، كما لو ان تواما لك قبل الاف الاعوام.
المرايا التي لا تشع من الخلف، كانت وجوهنا خلفها
الابواب التي لا تفتح كانت مداخلنا للسحر الرهيب
وكما الخوف نواجه بكامل براءتنا افتراس الاسئلة
وغباء الاجوبة، فالاجوبة نادرا ما تكون محيرة
وكل من بلا حيرة ليس شعرا
وكل من بلا شعر فانه مشروع لكاليغولا او هولاكو
الماساة ان طغاتنا ليسوا مخلصين للجريمة الكاملة
قتلتنا اميون
السكاكين لا تقرا ولا تكتب حين تطعننا
ما اسوء ان تموت باداة جاهلة
ما اسوء ان تموت احيانا بمعنى ايضا
المعاني غبية وان نطقها نيتشة
الاجوبة مخجلة وان قالها انسي الحاج او بودلير
كم مخيف ان يكون الرضا قد احتل راسك؟
كم مخيف ان تستدرجك الاسئلة الى عراف تافه
اه يا قادر كنت اخشى على الطغاة اذا التقى مجنونان على همسة عابرة
اخشى على الممالك الحديدية من لقاء الخائبين
الضاربين بالياس الكامل، المبشرين بالخسارات الكبيرة
ابطال الخيبات وحدهم القادرون على صياغة العالم كخواتم هندية دقيقة
كم سنرمي من الابطال والشهداء في مكبات النسيان؟
كم سنرمي بهذا الفائض البشري من الرؤساء والزعماء وقادة الفضيلة؟
نحن نحتاج لكوكب نرمي فيه نفايات كوكبنا
نحتاج لمركبات خرافية تخلصنا من اعداء الاشجار والانهار واللمعات الهانئة
لا نريد ان نصرخ كبودلير لشرطيه الجميل"اضرب عدو الوردة"
لاننا نخشى ان يضرب الوردة وقد اعتاد مهنة الضرب
هل تتصور ان المسيح ممكن بين أزهار مفترسة وشريرة؟
هل تعتقد ان بوذا ممكن الان في عالم سيبقى يحلم بمخلص مثل هتلر او ستالين؟
كم اكره الشعوب، كم اكره الجماهير، وكم احب العراق.
تفحص تلك الاصوات والاشداق التي يحشوها الذباب وهتافات القتل..
كيف يمكن ان تتوج الزهور امراء على مدنها؟
كيف لا تنتخب المزبلة وترفض الحديقة؟
ها انذا ارحل بحيرتي شراعا لنجاة دائمة..اقف بصلافة على يأسي هنيئا وخفيف الوزن كالملائكة، اتزود في البلاهات السعيدة كلما احرجتني الاسئلة والحلول. اللاخوف اخر الاصدقاء المخلصين، الهدم اوفى رفقة في الطرق الغادرة.. منتصبا لا انحني الا الا لوحشة الحرية، لكل جنودها ورهبانها الكريهين..وانتخب الواحد ضد الاكثرية الخاطئة.
محبتي لكم وسخطي ايضا على الورطة بهذا النعيم الشحيح
على مصاحبة النيازك
(اوركاجينا)
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف