فدائيو صدام.. الأشبال..كتائب القدس.. جيش الشباب:ميليشيات "عسكرة" المجتمع سر سطوة النظام حتى الآن
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وعمدت إلى "عسكرته"، وإخضاعه لنسق عسكري صارم، يرفض فكرة التنوع والتعدد، ويحكم السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، من خلال تراتبية هرمية تفسر سر سطوة النظام صدام حسين على مقاليد الأمور حتى الآن، لأن عقوبات هذه الميليشيات بالغة القسوة والصرامة، فضلاً عن تغلغلها في عصب المجتمع.
ففي البيت العراقي الواحد يمكن للمرء أن يجد أحد أفراده عضواً في "فدائيي صدام" ويجد شقيقه متطوعاً في "جيش القدس"، بينما الأب ناشط في حزب البعث، كما يمكن أن ينتقل الفتى من "جيش الشباب" الذي يضم الصبية الصغار ليلتحق بميليشيات "فدائيي صدام"، التي تزكيه بدورها للحزب.
وميليشيات (فدائيي صدام)، تنظيم شبه عسكري يقوده عدي صدام حسين الابن الاكبر للرئيس العراقي، وتضم هذه الميليشيات ـ التي عادة ما كان يستعان بها لحسم تحديات أمنية ـ ما بين 18 الف الى 40 الف رجل وفق تقديرات خبراء عسكريين غربيين، ومعظمهم من الشباب الذين يتم تجنيدهم في المناطق الموالية للرئيس العراقي.
ويرجع تأسيس (فدائيي صدام) إلي تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1994 علي يد نجل الرئيس العراقي عدي البالغ من العمر 38 عاماً، بعد ان عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج اثر تحركات للقوات العراقية باتجاه الحدود الكويتية، غير أن شهر أيلول (سبتمبر) من العام 1996 شهد الإطاحة بعدي من قيادة تلك المجموعة.
ويوم الثلاثاء الماضي دعاهم الرئيس العراقي لضرب القوات الاميركية والبريطانية في كل مكان في العراق، وفي رسالة تلاها باسمه وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف عبر التلفزيون العراقي، قال الرئيس العراقي متوجها الى الفدائيين "تابعوهم (الاميركيين والبريطانيين) واضربوهم حيثما وجدتموهم"، مضيفا ان "فعلهم لخاسئ".
وقال الرئيس العراقي "لقد كان الفدائيون يتمنون لقاء العدو ليدمروه. وها هو الآن جاءكم الى عقر داركم"، مضيفاً : "قاتلوهم واضربوهم في كل مكان واحرصوا على ان تجعلوا تضحياتنا اقل ما يمكن وخسائر العدو اكثر ما يمكن".
وتابع متوجها الى نجله عدي "قل للفدائيين ان يتذكروا انهم حملوا شرف اسمي، ولتجعلهم ضرباتكم وضربات الجيش يفقدون صوابهم وتوازنهم وسيلقون حتفهم".وخلال السنوات الاخيرة شارك (فدائيو صدام) في عروض عسكرية وكان بعضهم يرتدي احزمة متفجرات للتأكيد على استعدادهم للشهادة خلال عمليات انتحارية ضد القوات الاميركية.
ووفقاً للمحرر العسكري لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، فإن بعض المسؤولين العسكريين تلك الخطوة بحادث وقع في آذار مارس 1996علي حد قولهم عندما نقل عدي أسلحة متقدمة أو ذات تقنية عالية من الجيش الجمهوري إلى (فدائيي صدام) دون إذن الرئيس العراقي. وهنا انتقلت القيادة إلي قصي النجل الثاني للرئيس العراقي مما عزز من سلطاته في الجهاز الأمني العراقي. غير أنه في السنوات الأخيرة عادت القيادة إلي عدي مرة أخرى.
ويعتقد أن نائب قائد (فدائيي صدام) هو الجنرال مزاحم صعب الحسن التكريتي، ويشير خبراء مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إلي أن (فدائيي صدام) بدأت بمجموعة يصل يتراوح قوامها بين عشرة إلي 15 ألف فرد.
وتشير معلومات ضباط عراقيين سابقين التحقوا بالمعارضة إن مهمة ميليشيات (فدائيي صدام)، هي بالدرجة الأولى الإشراف علي عمليات التهريب وأنشطة غير قانونية أخرى على طول الحدود العراقية, وأنه يعرف عن أفرادها التورط في أعمال وحشية وتنفيذ عمليات إعدام جماعية، فضلاً عن دورها في قمع الانتفاضات والثورات الشعبية.
أنه بجانب الجيش العراقي وقوات الحرس الجمهوري وقوات الحرس الجمهوري الخاصة التي يتراوح حجمها 350 إلي أربعمائة ألف, يوجد قوة يبلغ قوامها مائة ألف فرد تمثل الحجم الكامل لقوة الأمن الداخلي العراقية أو الشرطة.. بعض وحدات تلك القوة تضم فرقا شبه عسكرية وتتمتع بتسليح ثقيل.
وبالإضافة إلي الفدائيين يوجد من يمكن أن يطلق عليهم ميليشيات شعبية وهي فرق تضم مواطنين عراقيين لا ينتمون إلي أي نظام أمني رسمي بعينه. يقول مسئولو بغداد أن الملايين من العراقيين أعضاء في تلك التشكيلات غير النظامية بعض الأنباء تشير إلي أن بعض القبائل في جنوب العراق بعثت بعناصر للقتال ضد الأميركيين.
ولكن ما هي تلك التنظيمات الشعبية التي يقول العراقيون أنها تضم الملايين؟التنظيم الأكثر إزعاجا كما يقول خبراء مجلس العلاقات الخارجية الأميركي يسمى (أشبال صدام) وهو تنظيم يضم فتيان تتراوح أعمارهم بين عشرة إلي 16 عاما يشاركون في معسكر تدريب سنوي, غير أنه من غير المعروف ما إذا كان سيحملون السلاح في حالة الضرورة أو عندما تطرق القوات الأميركية أبواب بغداد.
وتضم قائمة التنظيمات الشعبية العراقية كتائب القدس, وهي مجموعة أنشأت كقوة من المتطوعين ومن بين أفرادها الفتيان والفتيات معا. ويحرص الرئيس العراقي علي تنظيم عروض (كتائب القدس) في المناسبات العامة مع الإشارة إلي أن عدد أفراد المجموعة يصل إلي سبعة ملايين.
المجموعة الشعبية الأخرى هي (قوة الشباب للدفاع المدني) أو ما يطلق عليه اسم (جيش الشباب) وهو يضم الصبية ممن تتراوح أعمارهم بين 12 إلي 17 عاما, وأن تلك المجموعة أنشأت في عام 1999 للدفاع عن المدن, وعلي الرغم من الشكوك فيما إذا كانت تلك المجموعة مازالت قائمة أم لا, فإن وسائل الإعلام العراقي تعرض في بعض الأحيان صورا لصبية في أعمارهم يتلقون التدريب والسلاح.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف