أخبار

سيف العرب هز أمريكا!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد العلي
&
&
لعل صدام حسين أجاد في معركته حين سماها (الحواسم) فقد عرف مصيره "بأبي هو وأمي"! حامي العراق العظيم ومحرر القدس ومدمر عدوان بني صهيون.. وبات بأدنى شك يعيش نظامه نهايته.. ولكن أقسم طاغوت بغداد أن لا يرحل دون إلحاق خسائر لـ(26) مليونا من البشر الذين لم يرافقهم سوى الحزن والأسى والألم طيلة الثلاثة عقود من حكمه وجبروته.
&وما نراه الآن في العراق تراجيديا حقيقية ضحيتها الشعب العراقي .. نساء وأطفالا وشيوخا قدرهم أوقعهم بين مطرقة الآلة "الانجلوامريكية" وسندان الطاغية صدام..
وأن إفرازات الأحداث على الصعيد الميداني تعكس فصلا وحيدا من مسرحية الظلم والاستبداد الذي مر على أبناء بلاد الرافدين أصابنا بحيرة ودهشة .. فكيف لا ينفذ صبرهم أليسوا بشراً.. أم ماذا؟
وليت القدر توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى درجة أن العالم العربي أقسم إِلا أن يزيد جراح العراقيين بموقف مخزٍ مارسه سياسيا وإعلاميا وثقافياً من خلال تمجيد حامي البوابة الشرقية من الرياح الصفراء!! كما يحلو للبعض أن يناديه وقد تجاهلوا كافة أخطاءه التاريخية الفادحة سواء الحرب الإيرانية والتي راح ضحيتها مليون عراقي أو غزو الكويت وكما أوردت الإحصاءات أن ربع مليون عراقي قد فُقد، وعند انتفاضة شعبه اعدم النظام العراقي زهاء الـ250 ألفا.. إضافة إلى ممارسته لأبشع أنواع القمع والاستبداد ضد شعبه حتى أيامنا هذه ..
فظل الإعلام العربي المرئي والمسموع والمكتوب يتحدث باسم الشعب العراقي زاعماً ويتجاهل استغلال نظام البعث الأبرياء كرهاً وإجبارا كدروع بشرية وإبقائها تعيش في بيوتها مزروعة في أزقة أحياءها الشعبية وعلى سطوح بيوتها المتهالكة منصات عسكرية محروسة بفدائيي صدام كي تكون هدفا سهلاً للقوات المتحالفة التي ترصدها أجهزتها العسكرية المتطورة وتقصفها دون هوادة ويكون الضحية الأطفال والنساء المجبورين في العيش بين المنصات!!
وهنا دونما شك نحمل القوات المتحالفة الخطأ الجسيم الذي يتناقض مع القانون الدولي ومعاهدة جنيف.. لكن ألم يحدث ذلك بمباركة صدامية يا وسائل الإعلام .. وبحجه فقط إطالة أمد حكمه دون اكتراث لقيمة الإنسان التي كرمها سبحانه وتعالى..
ولم تقف المأساة عند ذلك فقد أرغم نظام صدام ذو الشعبية الجارفة في جميع أرجاء وطننا العربي المدنيين قسراً في صد زحف قوات التحالف في جميع المعارك ومن يمانع يكون مصيره تحت التهديد والإرهاب الإعدام أو قتل أسرته المحجوزة لدى زبانية صدام وأعوانه "فدائيو صدام"
ولا ندرى جراء هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان كم هي ضحية العسكر العراقيين حتى الآن..
ومع تسليط الأضواء حول الحرب الدائرة رحاها في العراق.. فلم تنصف الحكومات ولا المؤسسات الإعلامية معاناة الشعب العراقي بل ازدادت تطبيلاً للنظام وصموده "اقصد إطالة أمد حكمه" على حساب الأبرياء.. وأخذت هذه الشعوب تتحدث باسم الشعب دون الوقوف عند رأي المواطن العراقي نفسه سواء كان في الداخل المذعور من بطش صدام أو في الخارج الخائف من مطاردته عبر أجهزته الاستخباراتية المأجورة..
أليس له الحق في تقرير مصيره ولاسيما هو المعنى بالدرجة الأولى مع احترامي وتقديري للشعور بالقومية من كافة الأطراف العربية والإسلامية..
ولماذا تصبح الحملة غازية صليبية لدى بني يعرب وتحرريه ومعانقة الحرية لدى العراقيين أنفسهم..
وظلت شاشات التلفزة العربية تلعب على وتيرة قذرة فقط همها الوحيد استيعاب أكبر قدر ممكن من المشاهد والابتعاد كليا عن آداب وأمانة المهنة، فقد انحازت وأصبحت طابورا خامسا لنظام البعث ومررت قصصا أسطورية لا يمكن مشاهدتها إلا في السينما "الهندية" كالفلاح الذي اسقط الاباتشي والمرأة التي دمرت دبابة.. كفى أكاذيب واحملوا مسؤولية المهنة الصحفية على عاتقكم وأوقفوا المهاترات ذات الصنع البعثي..
ومضت قنوات "الاكسكلوزف" تتجاهل رأي المعارضة وتمارس بكل انحياز تام تهميش الرأي الآخر.. حتى لا تجد صوت معارض لصدام عدا ما يتيحه تلفزيون الكويت الذي عانى ظلمه أبان حرب 90م.. بل راحت تركز هذه الشاشات على الصحاف المهرج فظلت تردد على مدار الأيام كلماته البذيئة البعيدة عن الأخلاق وليست بغريبة عن فريق البعث الحاكم الأمي .. فمعظمهم لا يملكون من الإمكانات سوى انهم مخلصون ومقربون "للسيد القائد"..
أيها الحاملون لرسالة الإعلام الحر، لماذا الدفاع عن سلطة دموية شعبها المعني في الحرب، فهو يريد التخلص بأي طريقة من هذا الجور حتى لو كان بيد الشيطان وليس فقط أمريكا.. وهل سنكون عراقيين اكثر من العراقيين أنفسهم أم اننا أردنا أن نشارك النظام الجائر في ظلمة لشعبة اكثر واكثر..
ولا بد أن لا تنسى الشعوب العربية بأنه ظلم ذوى القربى اشد مرارة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف