في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
المكان: مقر القوات الدولية في بلدة قانا بالجنوب اللبناني
الزمان : زمان شعب الله المختار للبطش والقمع والمذابح وتطبيق مبدأ كل ما عليها فانٍ باستثناء اليهود.. هذا زمان الذل والهوان، زمان الغدر والخسة والإجرام، زمان& شمعون بيريس وارييل شارون وشامير وبيغن ومن كان ولازال معهم من قادة إسرائيل الخارجة عن تعاليم الإنسانية والحياة، وزمان الاحتلال الذي جعل من عناقيد الغضب الإسرائيلية عناقيد محرقة ومذبحة ومجزرة أدت لمقتل الناس وحرقهم أحياء بعدما إصابتهم قنابل الغضب العدوانية الموجهة بإرادة الراب وبرعاية الحاخامية السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
إنها دماء الأبرياء قد سالت وأشلاء البشر من السكان المدنيين المسالمين الذين لجئوا إلى مقر القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب لبنان تقطعت بفعل عناقيد الإجرام الإرهابي الصهيوني الرسمي، لقد تمت أبادتهم بتلك الطريقة الوحشية والسادية على خلفية قناعات أسس لها هذا الإرهاب المتسلح بخرافات دينية وخزعبلات عفريتية وشيطانية لا تعني الناس العقلاء، بل هي مجرد أحلام ومشاريع حكم وسيطرة تريد تأكيد هيمنة اليهودية السياسية والاستعلائية على المنطقة، ويتم ذلك عبر إرهاب السكان المحليين وإلغاء وجودهم وسحقهم عندما تقتضي الضرورة، وهذا ما كان يحصل بالفعل في الكثير من المحطات التي مر بها التاريخ الصهيوني المهيمن والمسيطر على فلسطين وبعض جوارها العربي، فالتاريخ الإسرائيلي مليء بالمذابح والمجازر التي تؤكد همجية هؤلاء القوم الذين يتاجرون بآلام اليهود ومحرقتهم، ومن ثم يستغلونها ويقومون بتجديد رعبها وهولها لكن هذه المرة على الشعوب العربية، فمذابح نكبة فلسطين في ال1948 لازالت حية رغم تراكم السنين والغبار عليها، ودير ياسين وكفر قاسم وقبية وصبرا وشاتيلا وقانا وجنين وأيام الذبح والقتل والاغتيال الفردي والجماعي المستمرة في فلسطين المحتلة والموثقة بالقلم والكاميرا،هي الشاهد الفعلي والحقيقي على همجية القيادة الإسرائيلية ودمويتها وعفونتها ولا إنسانيتها في الكثير من المواقف والمحطات. لأن هذه القيادة تأسست على أساطير وخرافات واهمة، وخزعبلات لا يؤمن بها إلا من كان مريضا عقلانيا ونفسانيا ولازال كذلك. ولأن القيادة السياسية والروحية للصهيونية التي تحكم الكيان الإسرائيلي هي قيادة ذات عقلية استعمارية استئصالية والغائية، فأنها تؤمن بهذا النوع من الإجرام الحربي والسياسي، وبتلك الوسائل لتحقيق الغايات الصهيونية في استباحة الأرض العربية واحتلالها واستيطانها وفرض الأمر الواقع عليها وعلى سكانها، كما أنها تؤمن باستعباد الإنسان الآخر الغير يهودي وذلك على أساس تعاليم دينية شوفينية تسمح لها بممارسة التفرقة العرقية والعنصرية، وهذه الرؤية الدينية المتسلحة بتعاليم شريعة الغاب هي التي تقود الحكام الإسرائيليين المتسلحين والمقتنعين أيضا بنظرية تعميم شريعة الغاب وتعزيزها من اجل لجم العرب واستيطان فلسطين واستبعاد أو استعباد الشعب العربي المحتار، حتى يصبح من محيطه إلى خليجه بإمرة شعب الله الذي يدعي انه مختار. فمن الذي اختار جيش الشعب المختار لقتل الأبرياء غير الذين يدعون أن الله اختارهم ليكونوا شعبه المختار وليكون جيشهم جيش هذا الشعب المختار، وهل جيش الله المختار يختار المدنيين والأبرياء والأطفال والعجزة والنساء ليقتلهم ويحرقهم ويمزقهم بقنابله الموجهة مع سابق إصرار؟؟
هذا جيش الإجرام المختار، وجيش القتل والابادة عن سابق إصرار، وجيش العقلية المريضة والسياسات العنصرية الحاقدة والبغيضة،لأنه جيش الإرادة الصهيونية التي تريد فرض منطقها وسلطتها ونفوذها ورؤيتها على الشرق العربي،هذا الشرق الذي يعتبرها بالأصل غريبة عنه ودخيلة عليه ولا تمت له بصلة. فمجرد قيام إسرائيل في المنطقة وعلى أنقاض البيت الفلسطيني جعل المنطقة كلها على كف عفريت وفوق برميل بارود وفي عدم استقرار وبلا سلام وأمان حتى يتم حل القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا يضمن لهم حقوقهم المشروعة والعادلة في العودة إلى ديارهم التي هجروا وطردوا منها بالقوة.
في يوم قانا المعمد بالدماء والمعجون بلحم الشهداء، يقف المرء عاجزا عن وصف تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها قانا ومر بها الشعب اللبناني ومرت بها الإنسانية جمعاء، فقد عبرت المذبحة الرهيبة في بلدة قانا عن انه لا يمكن لعقلية إسرائيل أن تتغير لأنها تأسست على هذه الرؤية وأقيمت بفعل العشرات من المذابح والمجازر التي تشبه بوحشيتها وقسوتها ودمويتها مذبحة قانا. لكن الذي ميز هذه المذبحة أنها جرت في أكثر الأمكنة أماناً، أو حيث كان من المفروض أن تعتبر آمنة بدون أدنى شك، فقد حدثت في مقر القوات الدولية التي تحفظ السلام في جنوب لبنان والتي تنتشر منذ سنوات في تلك المنطقة، فحدثت لتؤكد أنه لا يوجد أي مكان عند الصهاينة، فهم مستعدون لقتل الناس أينما كانوا في المدارس والحقول والمساجد والكنائس والمستشفيات والأديرة والمقرات الدولية.
&لقد كانت القيادة الإسرائيلية تعي وتعرف أنها قررت قصف مقر القوات الدولية في قانا وكانت كذلك تعلم أن المئات من المدنيين الأبرياء من سكان البلدة التجئوا إلى المقر هربا من القصف الإسرائيلي الذي لم يفرق بين أحد، لكن قنابل إسرائيل الموجهة من أعلى رؤوس السلطات الحاكمة فيها كانت وراءهم واستطاعت الطائرات والقنابل الإسرائيلية الانتصار على الطفل والطفلة والوردة والدمية وعلى البراءة والطفولة والسكون والصمت والملاذ الآمن.& لقد قتلت قنابل الإجرام والإرهاب الإسرائيلي في غارة واحدة 106 وجرحت 110 جلهم من الأطفال والنساء والعجزة وكان معظمهم من نفس العائلة الواحدة. وفي معرض أجابته على سؤال المذبحة، قال شمعون بيريس الحائز على جائزة نوبل للسلام مثله في ذلك مثل مناحيم بيغين بطل مجزرة دير ياسين، إن إسرائيل كانت تمارس حقها في سياسة الدفاع عن النفس وأن الغارات سوف تتواصل على الرغم من المذبحة..
هذا هو عدوكم أيها العرب، وهذه هي طريقة تفكيره واحتكاره لدور الضحية حتى في أبشع لحظات عريِه السياسي والأخلاقي ، فإلى متى ستبقى السياسة العربية عاجزة عن استثمار الهمجية الصهيونية لصالح الضحية الحقيقية والتي هي بكل تأكيد الشعوب العربية؟..
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف