الأمم المتحدة تحث على مواجهة التلوث وبقايا اليورانيوم المنضب في العراق
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اوصت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، نشر تقريراً عنها يوم الخميس 24/4/2003، بأن يجري العلماء تقييما عاجلا عن أخطار المواقع التي قصفت بيورانيوم منضب. وقال التقرير إن استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب قد يكون سبب تلوثا بيئيا بمستويات غير معروفة العواقب حتى الآن".وأضاف إنه يجب تقديم النصيحة إلى العراقيين حول كيفية تجنب التعرض إلى اليورانيوم المنضب.
وقال بيكا هافستو- رئيس الفريق الذي أجرى الدراسة، إن كثيرا من المشاكل البيئية في العراق مقلقة إلى درجة تحتم الحاجة إلى تقييم فوري وخطة للتنظيف. وقالت الحكومة البريطانية إنها ستساعد على تنظيف العراق من اليورانيوم المنضب، لكن الولايات المتحدة قالت إنه ليس لديها خطط لإزالة بقايا اليورانيوم المنضب[ ] ..
وتأتي نتائج الدراسة مؤكدة لتحذيراتنا، تضمنتها دراسة لنا نشرت على موقع "إيلاف"[ ]، حذرنا فيها مواطنينا وعوائلنا في أرجاء العراق الى ضرورة الإبتعاد عن الركام الذي خلفه ويخلفه قصف قوات التحالف الغازية للقوات المسلحة العراقية، في المدن، والمناطق الآهلة بالسكان، وفي مختلف ميادين القتال، نظراً لكونه مشع وسام كيمياوياً، ومن شأنه ان يسبب السرطان، وتلف الكليتين، والكبد،وجهاز المناعة، والإجهاض، والتشوهات الولادية..ورجونا كل من يقرأ تحذيرنا ان ينقله ، حسب إمكانياته، الى اهلنا في العراق. وقد دعمنا تحذيرنا بتفاصيل وافية وصور للركام المضروب بذخبرة اليورانيوم المنضب والمتروك في أرجاء العراق..
وإلتزاماً بتوصية خبراء برنامج الأمم المتجدة للبيئة بوجوب تقديم النصيحة إلى المواطنين حول كيفية تجنب التعرض إلى اليورانيوم المنضب، نساهم بهذه الدراسة، التي تعرف القارئ بما ينبغي معرفته عن سلاح اليورانيوم المنضب وأخطار الركام المضروب به. طبيعة سلاح اليورانيوم المنضب
يرى الخبير الكيميائي الدكتور عديسان ابو عبدون بحق ان استخدام كلمة" منضب"، أو"مستنفذ" هو امر مغلوط، فهي تدل او تعني عدم وجود المخاطر, وهذا هو السبب الذي جعل امريكا تستخدم لفظ "المستنفذ" او "المنضب"، بدلا من " الذخائر المشعة"، لتبرر استخدامها لليورانيوم، وتعزز ادعائها بانه غير مضر.وأضاف: الواقع ان هذا الكم الكبير من الفضلات اليورانيومية قد وجد طريقه عبر القذائف المشعة لينتشر في الطبيعة، وهو - وفق تقارير علمية-& سيتسبب بهلاك ودمار الارض من انسان ونبات وحيوان لمئات الالاف من السنين من الاجيال القادمة[ ]- كما سنرى لاحقاً.
إن سلاح اليورانيوم المنضب Depleted Uranium هو جيل جديد من الاسلحة الفعالة، ولد بعد إنتشار صناعة القنابل الذرية. وهو& معروف منذ عام 1942، لكنه إستخدم لاول مرة في العالم، في ميادين القتال& "الحية" عام 1991 ضد العراق، وفيما بعد إستخدم في كوسوفو والبوسنة وصربيا وفلسطين ولبنان وأفغانستان..
تصنع ذخيرة&اليورانيوم المنضب من نفايات نووية ناتجة عن عملية تخصيب اليورانيوم الطبيعي، المستخرج من المناجم، حيث يوجد على هيئة خليط من نظائر مشعة عديدة، للحصول على النظير U235 - المخصب لغاية 5،3 بالمائة. وهذا النظير شديد الإشعاع، ويتميز بقدرته على الإنشطار الذاتي والمتواصل.ولذا يستخدم& في صناعة القنبلة الذرية، والطاقة النووية، كوقود للمفاعلات النووية وللغواصات الذرية، وغيرها..
يتخلف من عملية التخصيب نظائر تسمى منخفضة الإشعاع، مثل U238 وU234. وقد أنتجت عملية التخصيب اَلاف الأطنان من هذه النفايات المشعة. واليوم يوجد من اليورانيوم المنضب، كنفايات نووية، في الولايات المتحدة وحدها أكثر من مليون طن، يرفض المدافعون عن البيئة دفنها في الأراضي الأمريكية، نظراُ لما تشكله من مخاطر، الأمر الذي إضطر مصانع البنتاغون أن تمنحها مجاناً لشركات ولدول أخرى، تخلصاً منها، مستثمرة كميات كبيرة منها، وبنجاح، في تصنيع& ذخيرة خارقة للدروع ،على شكل قذائف وقنابل وصواريخ، ثبت أنها سلاح فعال عسكرياً.
ومع أن البنتاغون لم يكشف النقاب عن الكثير من أسرار سلاحه هذا، طبيعته وأضراره، إلا ان الخبراء المعنيين كشفوا الكثير منها لحد الآن. فأن اليورانيوم المنضب يتميز& بكثافته، التي هي 7،1 مرة مرة أكبر من كثافة الرصاص، وله فاعلية في اختراق المركبات المدرعة، حيث تمر ذخيرته فيها كما يمر السكين في الزبدة- على حد تعبير البرفسور الدكتور سيغفرت غونتر[ ].وهي فتاكة، لكونها مشعة وسامة كيمياوياً، حيث تحتوي على النظائر: 238U بنسبة 27،99 بالمائة (حسب الكتلة) و 235U بنسبة 7،0 بالمائة و 234 U بنسبة 0006،0 بالمائة.وهي تشتعل ذاتياً عند الإنفجار إلى آلاف الدرجات الحرارية، مدمرة الدبابة وطافمها لدرجة التفحم، مطلقة في الهواء أوكسيد اليورانيوم، الذي تشكل جزيئاته سحابة كثيفة، تنتقل الى مسافات واسعة عبر الرياح.
ووجد العلماء إحتواء ذخيرة اليورانيوم المنضب، التي استخدمت في الحرب ضد يوغسلافيا، وفي أفغانستان، على العديد من المواد الخطرة.فعدا النظائر: 238U و 235U و 234U فإنها حوت أيضاً: النظيرU236 والبلوتونيوم. والمادتان الأخيرتان هما أكثر (10 أضعاف)إشعاعاً وخطورة من النظائر المنخفضة الإشعاع![ ]. وأكد د. بهاء الدين معروف- مختص في النشاط الإشعاعي البيئي-أنه وزملاءه عثروا في النماذج الملوثة باليورانيوم المنضب،التي قاموا بفحصها،في العراق، أنها تحوي أيضاً: الثوريوم 234 بتراكيز عالية جداً وهو يطلق أشعة غاما- و البروتوكتونيوم 234 ، وكذلك نظير الراديوم 226،الذي نصف عمره هو 1620 سنة [ ]، مفندين مزاعم خبراء البنتاغون والإعلام الغربي والأمريكي خاصة، الذين يتحثون عن اليورانيوم المنضب كرديف لليورانيوم 238، بينما هذا النظير لا يوجد وحده، وإنما توجد نظائر يورانيومية أخرى - مر ذكرها.
وفيما يتعلق بالإشعاع الواطئ، فند علماء مستقلون مزاعم البنتاغون، مؤكدين بانه لا توجد جرعة إشعاع غير ضارة، مهما كانت واطئة، فحتى أصغر جرعة ألفا داخلية تمثل خطر إشعاع ناشط عال[ ]. وأكد الخبير الالماني ولفانج كولاين- نائب رئيس اللجنة الحكومية للحماية من الإشعاعات التابعة لوزارة البيئة الالمانية، في مقابلة مع صحيفة صادرة في كولونيا: إن من يقول بان& اليورانيوم المنضب ليس مشعاً، كمن يغمض عينيه عن الحقيقة. وقال ان اليورانيوم المنضب يحتوي على ما بين 90 و 95 في المئة من إشعاعية اليورانيوم الطبيعي. وان الخطورة تكمن في إشعاعات الفا التي يحتوي عليها.وأضاف: إنها لا تخترق الجلد السليم، لكن إذا ترسب اليورانيوم على جرح، أو لوث طعام، او الهواء، فتكون إشعاعيته& قوية. وأشار الى إستخدام نوع خاص من اليورانيوم في كوسوفو& يبقى في الجسم لمدة طويلة، وقد يسبب إصابات بسرطان الدم، موضحاً بأن ذلك اليورانيوم إذا بقي طويلاً داخل الجسم، فان نسبة الإشعاعات تزيد مع الوقت وتتراكم.وقال:" إنه يشبه سماً بطيئاً يمكن أن يؤذي الغدد اللمفاوية والكلى والكبد ونخاع العظم، وكذلك الجنين".وأكد أيضاً ان إستخدام اليورانيوم المنضب في العراق، خلال حرب الخليج،أدى الى تسجيل نسبة تشوهات وسرطانات أعلى من المعدل[ ].
وقد أثبت العديد من العلماء والباحثين، ومنهم: كريس بسبي، هاري شارما ، سيغفرت- هورست غونتر، يوهانس نشييله، اَندش براهمه، وأيان فالو، بقاء الركام المضروب بالسلاح المذكور مشعاً لسنوات عديدة. والأخطر من هذا ان لليورانيوم المنضب نصف عمر 5،4 مليار سنة، وينتقل في الجو والتربة والماء والنبات، ويصيب الإنسان والحيوانات، لأجيال متتالية. وحذر البرفسور الدكتور أساف ديوراكوفيتش بأنه لا توجد شرطة حدود لليورانيوم المنضب، إنه يتنقل بحرية من بلد إلى آخر بفعل قدرة الرياح على حمل الجزيئات المشعة، أي مكان في الخليج أثرت فيه الرياح أو العواصف، أو ترسبات الأتربة لديه حقاً احتمال أن يكون ملوثاً، وأن يكون سكانه استقطبوا في أجسادهم تراكيز مرتفعة من اليورانيوم مقارنة بسكان المناطق الأخرى التي لم تتعرض لفعل الرياح والأتربة وتراكيز اليورانيوم. ويؤكد& ديوراكوفيتش: حتى يصبح اليورانيوم بدون إشعاع عليك أن تنتظر 45 مليار سنة [ ] .
سلاح فتاك
بالنسبة للأسلحة يوضح البرفسور داي وليامز- وهو باحث مرموق في مجال الأسلحة وتأثيرها على البيئة والحياة: هناك قنابل مضادة للدبابات، استخدمت في العراق سنة 1991، وكانت صغيرة، وهناك قنابل انشطارية صغيرة، ولكن بعضها خطير جداً، الأسلحة الكبيرة هي الصواريخ الموجهة والمشحونة بالأشعة، ثم هناك الصواريخ الموجهة الكبيرة التي أنتجت في السنوات الثلاث الماضية- "توما هوك" وغيرها، هذه كانت قيد التحضير في السنوات الماضية، ثم هناك القنابل الكبيرة ضد الدشم تحت الأرض، بالإضافة الى الصواريخ المضادة للدبابات والإطلاقات الخاصة، وجميعها مصنعة من اليورانيوم المنضب. وتتميز ذخيرة اليورانيوم المنضب بفاعليتها الحربية وقدرتها الفائقة على تدمير دبابات ومدرعات ودشم العدو.لكنها بذات الوقت تتسم بخواص خطيرة على صحة الإنسان والبيئة، نظراً لسميتها الكيميائية والإشعاعية [ ].
ويقول الإعلامي أحمد منصور- مقدم برنامج" بلا حدود"، قناة& "الجزيرة" الفضائية القطرية،الذي إستضاف العديد من العلماء المهتمين بشأن اليورانيوم المنضب وأضراره على الصحة والبيئة، بحق: إن استخدام اليورانيوم المنضب في صناعة القذائف والقنابل والصواريخ من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية في هذه الفترة حوَّل الأسلحة الأميركية إلى أسلحة مدمرة، ليس للآلات الحربية والإنسان فحسب، وإنما للبيئة والحياة البشرية كلها لمدة تصل إلى ملايين السنين[ ]..
هذا السلاح الحديث بقدر ما يمتلك فاعلية عالية جداً في تحطيم القدرات القتالية للعدو، فهو خطير جداً على&صحة الإنسان والبيئة،وتطال أضراره جيلاً بعد جيل.وقد أكد العديد من العلماء المتخصصين في أبحاث اليورانيوم، ومنهم العالمان البارزان دوج روكي وآساف ديوراكوفيتش، بأن& مناطق شاسعة، من التي ضربت بقذائف اليورانيوم المنضب، في كل من العراق والبلقان وأفغانستان، لم تعد تصلح للحياة الإنسانية. فقد صرح البرفسور الدكتور أساف ديوراكوفيتش:"عند الحديث عن الجرائم ضد الإنسانية فأنا كشخص إنساني وكطبيب وكفيلسوف وعالم بإمكاني أن أقول وهذا رأيي الشخصي- إنك لا تحارب الإرهاب بإبادة الشعوب، إن أي شيء يوجه ضد عدد كبير من الناس يحمل مسؤولية كبيرة، وهو استخدام عشوائي للأسلحة وخاصة مثل هذه& الأسلحة المشعة. رأيي أن اليورانيوم مادة سامة وخطيرة، وتسبب آثار بيولوجية وتغييرات في جسم الإنسان والحيوان والبيئة، ولذلك يجب اعتبار إستخدامها- من قِبَل حكومات العالم- على أنه استخدام عشوائي للأسلحة& في ساحات المعارك"[ ].وأعلن البرفسور الدكتور دوج روكي:" إن إستخدام سلاح اليورانيوم المنضب هو جريمة بحق الله والبشرية !"[ ].. ولذخيرة اليورانيوم المنضب آثار بعيدة المدى.. فعندما تصيب القذيفة منها& الهدف ( الدبابة مثلاً) تخترقه بسهولة وتنفجر، مولدة حرارة عالية جداً ( نحو 5000 درجة)، فيتفحم البشر.وعند إحتراق القذيفة يتحول 70 بالمئة منها الى أوكسيد اليورانيوم،الذي تتطاير جزيئاته الدقيقة جداً، والتي لا ترى بالعين المجردة، في الجو، مكونة سحابة من الغبار، تبقى عالقة في الجو، وتنتقل عبر الريح الى عشرات الكيلومترات. ومن السهل تنفس تلك الجزيئات حتى على بعد مسافات بعيدة.ويقول البرفسور داي وليامز ان السحابة الحاوية على أوكسيد اليورانيوم كلما إرتفعت في الجو كلما زاد خطر وصولها الى أماكن بعيدة.ويضيف: شاهدنا في البلقان كيف تأثرت اليونان والمجر بغبار اليورانيوم بعد أيام قليلة من التفجير، وهذه البلدان تبعد مئات الكيلومترات عن يوغسلافيا.ويؤكد: ان الناس المعرضين للخطر بالسلاح المشع هذا هم السكان المدنيين، لأن العسكريين موجودون هناك لشهر واحد، وربما يصابون بسرطان الدم ( اللوكيميا) بعد عشر سنوات من إصابتهم بالمرض، مثلما حدث للأميركيين، ولكن المدنيين موجودين هناك دائماً ويتنفسون ويشربون الماء، وبالتالي فهم معرضون للخطر، وخاصة الأطفال الذين تنمو أجسامهم& ويتعرضون للإشعاع[ ].
تتميز جزيئات او جسيمات أوكسيد اليورانيوم بسمية كيميائية وإشعاعية عالية.يصل عددها في التربة، في موقع انفجار القذيفة،الى مليون جسيم في بضعة مليغرامات من التربة- بحسب دراسة علمية نشرت في مجلة " الإشعاع البيئي" العلمية الدورية، في عددها الخاص، في مطلع السنة الجارية، والذي تضمن دراسات عن مخاطر استخدام قذائف اليورانيوم المنضب.وهذه الجسيمات الصغيرة جداً تنتشر في الهواء بسرعة بفعل الرياح، وخصوصاً في المناطق الجافة (مثل الخليج)، وبذلك تقطع مسافات كبيرة، وتصل الى المدن والقرى الآهلة بالسكان، خاصة تلك القريبة من مواقع التلوث[ ].وهي تدخل لجسم الإنسان من خلال الاستنشاق، والشظايا(الجروح)، أو من خلال شرب الماء أو تناول الأغذية الملوثة به. ويؤدي استنشاق هذه الجسيمات، كما أوضحت الدراسات، الى الاصابة بسرطانات مختلفة،كسرطان الدم والغدد اللمفاوية والرئة والقصبات الهوائية، وبتدهور في وظائف الكلى وتلفها. ويعتبر الأطفال أكثر حساسية من الكبار للإصابة بهذه الأمراض.
وكانت دراسة أمريكية، في عام 1990، قد حذرت من ان تعرض الجنود في ميادين القتال لغبار الجو المشبع باليورانيوم المنضب قد يكون له تأثيرات كامنة كبيرة إشعاعية وسامة. ويذكر تقرير صدر عام 1995 عن معهد الجيش للسياسات البيئية ان دخول اليورانيوم المستنفذ للجسم ينتج عواقب صحية خطيرة لكون المخاطر كيميائية واشعاعية[ ].وقبل هذا حذر تقرير سري لهيئة الطاقة الذرية البريطانية UKAEA ،في عام 1991، قدمته للمسؤولين البريطانيين، من عواقب استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب على السكان، وخاصة الاطفال ، الذين هم اكثر واخطر تأثراً باضراره إنطلاقاً من تقديرها لخطورة الغبار المشع والسام، الذي ينطلق إثر إنفجار الذخيرة، والذي يسبب السرطان وتلف الكليتين.وحذرت الهيئة أيضاً من الركام، الذي يخلفه السلاح المذكور، لما يشكل من خطر على من يقترب منه[ ]. واكد العالم البريطاني مايكل كلارك- الخبير بابحاث الطاقة الاشعاعية والاشعاع النووي،رئيس شعبة الاتصالات في المجلس الاستشاري القومي البريطاني للحماية من مخاطر الاشعاع النووي، تحذير العلماء البريطانيين للحكومة البريطانية من خطورة وفعالية اليورانيوم كمادة مشعة، إذ يؤدي إستنشاقها الى تأثر الرئتين على نحو بالغ باشعاعات تلك المادة.وقال:"وجدنا في النهاية بان لليورانيوم المنضب تأثير كيماوي اكثر منه إشعاعي.وأن استنشاق كمية كافية من غبار اليورانيوم يحدث اصابات كيمياوية بالغة للكليتين"[ ]. ونبه تقرير الهيئة المذكور بان اليورانيوم المنضب إذا دخل في سلة الغذاء او الماء فإنه سيخلق مشاكل صحية كامنة.
وتوالت تحذيرات العلماء والخبراءمن مخاطر جدية، قائمة ولاحقة، منبهين الى& تعرض التربة والمياه وجميع المواد الغذائية للتلوث. فقالت Stichting LAKA : " ان النوع الجديد من الموت البطيء، الذي نقلته اكثر الحروب تسميماً في التأريخ، يشمل ما يقدر بـ 800 طن من غبار اليورانيوم الناضب المستمر في الهبوب عبر شبه الجزيرة العربية لعقود عدة في المستقبل، تكفي لجعل هذه العملية معروفة جيداً في السجلات الطبية" [ ].ونبه البرفسور روس ب ميركاريمي- خبير البيئة في مركز بحوث رقابة& الاسلحة - بدوره الى " أن النتائج البيئية لحرب الخليج سوف لن تقتصرعلى منطقة القتال، وما لم يجر تحليل صحيح لمنع اَثار الحرب الطويلة الامد، فقد يصبح عشرات الاَلاف من المدنيين الابرياء،على بعد يصل الى 1000 ميل، ضحايا لإصابات إضافية". و اضاف :& "من المحتمل جداً ان يدفع الاطفال غير المولودين حتى الاَن في المنطقة الثمن الأغلى ، ألا وهو سلامة عواملهم الوراثية"[ ].وكتبت اَنيتا ليلبورن، في صحيفة " داغينز نيهيترن" السويدية تقول بان" التشوهات الولادية وأمراض السرطان تنتشر على نحو وبائي بين المدنيين العراقيين، وهو أمر لا ينبغي السكوت حياله" [ ] ..
الغزاة يستخدمون سلاح اليورانيوم مجدداً
أكدت العديد من التقارير العسكرية والصحفية ( " إيلاف"، في 27/3/2003) إستخدام القوات الأنكلو- أميركية& لسلاح اليورانيوم المنضب، خلال الحرب الجارية، ضد القوات العراقية، مدمرة بواسطته مئات الدبابات والمدرعات والدشم والمركبات والمدافع، وغيرها.وأوردت وسائل الإعلام العالمية، مثل& "سكاي نيوز" و " سي أن أن" و "فوكس نيوز" و "أي بي سي" و " رويترز"، وغيرها، ممن يرافق مراسلوها القوات& الغازية في إجتياحها للأراضي العراقية، ووثقت بالصور الحية، المناطق التي تعرضت للقصف، وما خلفته ذخائر القصف& الجوي والدبابات والمدافع من ركام وحطام متروك في العديد من شوارع وأزقة ومحلات سكنية في العديد من المدن العراقية الآهلة بالسكان المدنيين..
وكان مسؤولون في البنتاغون اعلنوا، في 14/ 3 / 2003، ان دبابات "ابرامز ام 1" والطائرات الهجومية& "أي-10" الاميركية ستستخدم مجددا ذخائر تحوي اليورانيوم المنضب في حال وقعت الحرب في العراق لانها الاكثر فعالية في خرق مصفحات العدو. وتوقع هؤلاء المسؤولون انتقادات جديدة بهذا الخصوص لكنهم رفضوا الاتهامات العراقية ومفادها ان استخدام هذه المادة المثيرة للجدل خلال حرب الخليج العام 1991 ادى الى ارتفاع كبير في حالات سرطان الدم (لوكيميا) وامراض سرطانية اخرى لدى الاطفال في جنوب العراق.(وكالة "فرانس بريس"، في 7/4).
وتؤكد التقارير العسكرية، بما لا يقبل الشك، أن التدمير& المذكور تم بإستخدام القوات الأمريكية والبريطانية مجدداً لذخائر اليورانيوم المنضب، بأنواعها: قذائف، قنابل، إطلاقات، صواريخ مضادة للدبابات، وغيرها. وهي ذات الذخائر التي إستخدمت من قبل ذات القوات في حرب الخليج الثانية عام 1991، وإستخدمتهما فيما بعد في البوسنة، وكوسوفو، وصربيا، وأفغانستان. لكنها (الذخيرة) تختلف هذه المرة& بشدة تأثيرها، إذ أكد العديد من الخبراء بأن اَثار الذخائر المستخدمة في هذه الحرب هي مئات المرات أشد من تلك، التي إستخدمت في الحرب ضد أفغانستان، والتي هي أقوى أضعاف المرات عما إستخدم ضد العراق عام 1991.
وفي 25 نيسان / أبريل 2003 اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان العسكريين البريطانيين العائدين من الحرب في العراق سيخصعون لفحوص من اجل التحقق من مستوى اليورانيوم المنضب في الجسم. واضافت الوزارة انه تقرر العام الماضي اقتراح اجراء فحوص للبول للعسكريين العائدين من الجبهات التي استخدمت فيها اسلحة من اليورانيوم المنضب. واوضح متحدث باسم الوزارة ان الفحوص ستكون متوفرة لكل العسكريين(وكالة " فرانس بريس"، في 25/4/2003). تحذيرات العلماء ضربت عرض الحائط
كان العالم الأمريكي العقيد الدكتور آساف ديوراكوفيتش،وهو طبيب وخبير بالذرة والطب الذري، قد حذر قبيل الحرب قائلاً:" لو استخدمت الأسلحة التي استخدمت في أفغانستان في العراق اليوم فإن الآثار ستكون 100- 800 ضعف أشد من حرب الخليج الثانية، وأنا أتكلم عن أراضٍ بارت بسبب الاستخدام"[ ].من جهته حذر الباحث البريطاني الدكتور داي وليامز - المختص باَثارالأسلحة على البيئة والحياة:" إذا ارتكب الأميركان خطأً في الحرب، مثلما فعلوا في البلقان، وفي أفغانستان، وضربوا بكل ما لديهم ضد الأهداف في العراق، فإن التلوث سيكون أكبر وأوسع مدى".وأضاف: "هناك أسلحة لم تستخدم في أفغانستان، وأخرى صنعت في اَذار/ مارس الماضي، وهي ثقيلة جداً 5 - 7 أطنان من اليورانيوم لكل هدف.إنها أشبه بقنبلة نووية صغيرة، وهذه تدمر المنطقة التي تضرب فيها لمسافة 30- 40 كيلو متراً بشكل دائم لا يمكن العيش فيها أو شرب الماء منها أيضاً"[ ]. وأعلن البرفسور الدكتور الميجر دوج روكه- أحد أبرز الخبراء باليورانيوم المنضب وأحد ضحاياه: " الحرب تعني القتل والدمار.ومن يذهب الى الحرب فقد إختار القتل والتدمير، وسيستخدم أقوى أسلحة التدمير، وأشدها فتكاً.وأسلحة اليورانيوم المنضب هي من هذا الصنف!"[ ]..
وهكذا تجاهلت القيادة العسكرية الأنكلو- أميركية للحرب على العراق التحذيرات العديدة، التي أطلقتها منظمات دولية، من مخاطر استخدام قذائف اليورانيوم المنضب، ولم يقلل من ذلك شيئاً وعدها بانها" ستحاول تفادي استخدامها في أماكن مأهولة بالمدنيين"، وهي التي أعلنت انها ستستخدمها حال انسحاب دبابات الحرس الجمهوري العراقي الى داخل بغداد" (&"هآرتس&"، في 31/3/ 2003.). محنة العراقيين.. لا تهمهم
أكد الباحث داي وليامز وجود مشكلة إنسانية كبيرة، نجمت عن الأسلحة التي استخدمت قبل 12 سنة، وحذر:" لو استخدمت أسلحة اليورانيوم مرة أخرى في العراق، فهذا يعني أنها حرب لإبادة الشعب، لا جدال في ذلك.فقد ظهرت في العراق منذ عام 1991 تشوهات جنينية غير مسبوقة على أطفال حديثي الولادة، وخاصة في المناطق الجنوبية من العراق، حيث استخدمت تلك القذائف بكثرة "[ ].
وأشارت تقارير منظمات ومؤسسات علمية، وانسانية، عديدة الى ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان&الى أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1991، ورجحت ان تكون قذائف اليورانيوم المنضب هي السبب الرئيسي لتلك الاصابات. بينما واصل البنتاغون مزاعمه بـ "عدم وجود أية ادلة طبية" تؤكد ان اليورانيوم الطبيعي او المنضب يتسبب بامراض سرطانية، مع أن نحو 15 ألف من جنوده الذين شاركوا بحرب الخليج الثانية ماتوا بالسرطان وأمراض أخرى، وثمة نحو 180 ألف يعانون من "أعراض حرب الخليج". وأصاب سرطان الدم والغدد اللمفاوية المئات من جنود حفظ السلام الأوربيين بعد استخدام هذا النوع من الذخائر في كوسوفو عام 1999. وقدر العالم الكندي هاري شارما& بان 36 بالمائة من الجنود الأمريكيين وغيرهم، من المشاركين بحرب الخليج الثانية في عام 1991، سيموتون بالسرطان، وأكد ان 100 ألف مواطن في البصرة وحدها أصيبوا بالسرطان منذ عام 1991 ولحد الآن.وقد أكد العالم الأمريكي دوج روكه صحة الأرقام التي ذكرها العالم شارما،مشيراً الى أنه زار العراق وأجرى بنفسه الفحوصات والتحليلات اللازمة، وتأكد من وجود اليورانيوم في إجساد المرضى العراقيين. وأعلن ان البنتاغون يكذب على العالم بنفيه صلة السرطان والتشوهات الولادية بذخيرة اليورانيوم[ ].
الى هذا أكدت الفحوص الميدانية،التي أجريت في جنوب العراق، من قبل العديد من الباحثين الأجانب والعراقيين، وجود نسبة عالية من الإشعاع والتفاعلات الكيميائية في الركام المنتشر هناك منذ حرب الخليج الثانية، وحوله، حتى بعد مرور 10 سنوات على إنتهاء الحرب.
********
لكل ما مر حذرنا ونحذر العوائل العراقية أن تبعد أطفالها من اللعب بالقرب من الدبابات والمركبات المدرعة المدمرة، وأن تمنعهم من الصعود عليها، ولا تسمح لهم بأخذ& قطع أو أجزاء منها للبيت، فهي مشعة وسامة كيمياوياً.
بمنعكم لأطفالكم من التقرب من ركام الحرب المعدني تجنبوهم الإصابة& بالسرطان،وبتلف الكليتين وغيرها من الأمراض! وينبغي ان يمتنع الكبار، وخاصة النساء، من التقرب الى الركام المذكور أيضاً، حتى تتم إزالته. وأكرر رجائي الى&& كل من يقرأ هذا التقرير إيصال مضمونه، جهد الإمكان، الى العوائل الأخرى في العراق.
25 / 4 / 2003
--------------
* طبيب وباحث بشأن اليورانيوم المنضب وأضراره الصحية والبيئية، عراقي مقيم في السويد الهوامش:
1 - الأمم المتحدة تحث على مواجهة التلوث في العراق،"بي بي سي اونلاين"، في 24/4/2003
2 - د.كاظم المقدادي ، كي لا تتكر ماَسي اليورانيوم المنضب في العراق"،خاص بأصداء،"إيلاف"، في 10/ 4 / 2003
3 - المعدن الخسيس ينتصر على البشر، "البيان" الإماراتية،في 31/1/2001
4 - عاصفة اليورانيوم - الجزء الأول، برنامج "سري للغاية، تقديم: يسري فودة،"،"قناة الجزيرة"القطرية،في 2/11/2000&&
5 - UNEP Confirms Plutonium Found In Du Ammunition , UNEP News Release 01/24
6 - عاصفة اليورانيوم - الجزء الأول، مصدر سابق.&
7 - Scott Peterson." DU´s Global Spread Spurs Denate over Effect on Humans , Christian Science Monitor,April 29, 1999.
8 - " وكالات الانباء"، في 10/1/2001
9 - عاصفة اليورانيوم، الجزء الثاني، برنامج " سري للغاية"، تقديم يسري فوده، قناة " الجزيرة" الفضائية القطرية، في 9/11/2000.
10 - الأسلحة الأميركية المرتقب استخدامها في العراق،برنامج" بلا حدود"، تقديم: أحمد منصـور،قناة " الجزيرة" الفضائية القطرية،في& 15/1/2003
11 - المصدر نفسه.
12 - الآثار المدمرة لليورانيوم المنضب، برنامج" بلا حدود"،تقديم: أحمد منصور، قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية،في 6/2/ 2002
13- الآثار المدمرة لليورانيوم المنضب، برنامج" بلا حدود"، تقديم:أحمد منصور، قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، في 7/2/2001
14 - الأسلحة الأميركية المرتقب استخدامها في العراق،برنامج " بلا حدود" ، تقديم: أحمد منصـور،مصدر سابق.
15 -& د. عصام الحناوي، أي أسلحة الدمار البيئي سيستخدم الأميركيون في الحرب ضد العراق؟ ، "الحياة، في 9/2/2003
16- US Army Environmental Policy Institute, Health and Envionmental Consequences of DU in the US Army: Technical Report ( Atlanta,GA),in Army Environmental Policy Institute,1995.
17 - Felicity Arbuthnot, "Allies , Shells Leave Deadly Radiation, Scotland on Sunday,18 March 1991
18 - كفاية اولير،إستنشاق دقائق اليورانيوم الناضب..،"الشرق الاوسط"،العدد 7655،في 13/11/1999
19 - Fact Sheet 2, Stichting LAKA, Ketelhuisplein 43, 1054 RD Amsterdam,Netherlands
20 - Ross B Mirkarimi ,The Envinormental and Human health Impact of The Gulf Region with Special
Reference to Iraq ,& Arms Control Research Centre, San Francisco, Now are Ecology, May 1992.
21 - Anita Lilburn, Iraks befolkning drabbades h?rd, D agens Nyheter, 24 januari 2001
22 - - الآثار المدمرة لليورانيوم المنضب، برنامج" بلا حدود"،تقديم: أحمد منصور، قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية،في 6/2/ 2002
23 - الأسلحة الأميركية المرتقب استخدامها في العراق،برنامج " بلا حدود"، في 15/1/2003
24 -الآثار المدمرة لليورانيوم المنضب، برنامج" بلا حدود"، تقديم:أحمد منصور، قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، في 7/2/2001 25 - الأسلحة الأميركية المرتقب استخدامها في العراق،برنامج " بلا حدود" ،في& 15/1/2003، مصدر سابق.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف