أخبار

الآشوريون والدور المرتقب في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عزيز توما
&

&لاشك أن التمثيل الإداري في مجمل مدن العراق وصولا إلى التمثيل الرئاسي لجميع أطياف الشعب العراقي من العرب والأكراد والآشوريين والتركمان كان حصيلة طبيعية لممارسة الديمقراطية المعهودة التي جاءت بعد أعوام من الحكم الشوفيني الشمولي. هذه الأعوام الظلمة لم تكن فقط كارثة على فئة دون سواها إنما شملت عموم الشعب العراقي وأحاطته بسلاسل من الفولاذ وصنعت له أقبية وزنازين في كل أقاليم العراق وطمست دوره الحضاري الرائد وأخرجته أبدا من التاريخ والزمن في الوقت الذي مازال بعض الجماهير المحبطة والحاملة لتلك الثقافة الأصولية والعروبية البائدة ( منبر الجزيرة على سبيل المثال ) مازالوا يصفقون لهذا النظام البائد وفكره الواحدي المظلم القائم على قتل الآخر، مازالوا يحملون تلك التصورات العجفاء لعصور عجفاء بأساليبهم المعروفة في التباكي على العراق والعراقيين، حين يصفون الحالة بأنها خدمة لأعداء الإسلام والعروبة، حين يقللون من أهمية ما حدث من المساعدة المباشرة من قوى الحرية والديمقراطية. هذا التباكي ( تصريحات الدوري مثلا) لن يفيدهم بشيء، ستجرفهم مسيرات الحرية بفعل عقول العراقيين الطامحين لأزمنة النور.
&سأعود إلى العنوان " التمثيل الآشوري المرتقب في العراق ". لاشك أن البحث في الموضوع الآشوري يثير شجونا وشجونا، فمنذ زوال وجوده السياسي ( 612 قبل الميلاد) وخاصة بعد تبنيه المسيحية كعقيدة دينية تعرض هذا الشعب لسياسات القمع والإرهاب والاضطهاد والتهجير القسري على أيدي قوى الظلام، مما أدى ذلك إلى انكماش هذا الشعب وانحساره عن مسرح التاريخ. هل كان هذا ثمنا لعطاءاته الوفيرة عبر التاريخ؟ من لا يذكر أن للآشوريين أفضالا على الإنسانية عبر ابتكرهم للكتابة الأولى وللمدنية الأولى حيث مازال العالم يحصد ثمرة هذه الحضارة؟ في التاريخ المعاصر لم يشعر الآشوريون يوما بحق المواطنة والتمثيل، ولم ينظر إليهم على أنهم طيف هام من أطياف الشعب العراقي ( كون هذا الشعب مازال يتحدث تلك اللغة القديمة التي يمكن الاستفادة منها في قراءة الرقم القديمة المكتوبة باللغة الآشورية البابلية القديمة )، وقد بين تاريخ العرق المعاصر بشكل لا يقبل الجدل هذا الخلل في صيغة التعامل مع شرائح الشعب العراقي ولاسيما الشعب الآشوري، وكيف كان الحكم السياسي البائد ينتهك هذه الحقوق وهذه الواجبات، فثقافة أمة كالأمة الآشورية كانت تختزل كلها في فكر القائد والحضارة العربية ولصالح سياسة التعريب وخدمة أهداف المشروع القومي العربي بشكل تعسفي و وكانت الغاية من ذلك هو التعتيم على مرحلة هامة من تاريخ الحضارة الآشورية وعلى أصحابها الذين مازالوا يعيشون بالقرب من أوابدهم وآثارهم، وكذلك التقليل من دورهم واعتبارهم موطنون من الدرجة الثانية.
&والآن، بعد طلوع شمس الحرية والديمقراطية ومبادىء حقوق الإنسان، يأتي التمثيل الآشوري من جديد كتعبير عن تطلعات هذا الشعب في الوجود والحرية جنبا إلى جنب مع باقي قوميات العراق. ويقوم الآشوريون بجهود مضنية لربط التاريخ الآشوري القديم بالمعاصر بدعم أكاديمي من فروع الآشوريات في الغرب.

&
&aziztouma@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف