د. عبيد الشقصي :سيطرة اليهود على الرأي العام
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إن الحديث عن سيطرة اليهود على وسائل الإعلام في أمريكا والغرب وحدها لا تبرر سيطرتهم على الرأي العام في كثير من دول العالم. فهناك عدد من أصحاب رؤوس الأموال بمن فيهم العرب الذين يمتلكون وسائل ومؤسسات إعلامية عديدة ولكنها تفتقر إلى الفاعلية والنفاذية. إلا أن سيطرة اليهود لوسائل الإعلام تمتزج بأهدافهم الإيديولوجية والإستراتيجية التي يسعون إلى تحقيقها عبر وسائل كثيرة من بينها وسائل الإعلام. فهم لا ينظرون إلى هذه الوسائل كأداة لتحقيق الربح فحسب كما يفعل الكثير من رجال الأعمال وإنما كوسيلة لمناصرة أطروحاتهم وقضاياهم.
ويسيطر اليهود سواء بالملكية المباشرة، أو الأسهم أو الإدارة على أهم مؤسسات ووسائل الإعلام في أمريكا والغرب. فاليهود يسيطرون على الوسائل الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية والصحفية مثل CNN, ABC, NBC, CBS إضافة إلى مجموعة FOX التي يسيطر عليها روبرت موردوخ. وفي الإعلام المطبوع، نجد أن اليهود يسيطرون على أشهر وأكثر الصحف الأمريكية تأثيرا في الرأي العام وهي New York Times التي اشتراها من مؤسسيها في عام 1896 ناشر يهودي يدعى أدولف أوشس. بينما في عام 1933 اشترى اليهودي "إيوجين ميير" صحيفة Washington Post بعد أن تعرضت الصحيفة للإفلاس بسبب الركود الاقتصادي. أما جريدة Wall Street Journalفتتبع في الأصل مؤسسة داو جونز والتي يديرها "بيتر كان" اليهودي الأصل. وتمتد سيطرة اليهود الصحفية لعدد من المجلات من بينها مجلة Time, Newsweek, U.S. News & World Repot. كما يسيطر اليهود على مؤسسات صناعة الأفلام والموسيقى والصور المتحركة والتي تشمل Walt Disney التي اشتراها اليهودي "مايكل إيزنر" من عائلة ديزني عام 1948 و Warner Brothers ومؤسسة Viacom التي يرأسها اليهودي "سمر ردستون" وParamount Pictures التي ترأسها اليهودية "شيري لانسنج".
ورغم سيطرة اليهود على أكثر وسائل صناعة الأخبار والترفيه شهرة ونفاذية ليس في الغرب وحده وإنما في العالم، إلا أن الأسلوب الذي يتبناه اليهود للتأثير والسيطرة على الرأي العام لا يقف عند هذا الحد. حيث لا تزال توجد هناك وسائل إعلامية لا تقع تحت سيطرتهم ولكن ينبغي تتطويعها لخدمة أهدافهم واستراتيجياتهم. وقد تبنى اليهود مع هذه الوسائل سياسة الاحتجاجات ومنع التعاون معها. فخلال الأيام القليلة الماضية احتج اليهود على البرنامج الوثائقي بعنوان "السلاح السري الإسرائيلي" الذي بثته القناة التلفزيونية الثانية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية في 17 مارس 2003. وقد وصفوا البرنامج بأنه "دعاية نازية" ووصفوا القناة بأنها منحازة إلى جانب الفلسطينيين. كما قدموا احتجاجا آخر ضد صحيفة لوموند الفرنسية لنشرها خبرا عن المساعدات (25 مليون دولار) التي قدمها مركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة لكلية اللاهوت في جامعة هارفارد بدعوى أن المركز يثير الكراهية ضد اليهود. ويجند اليهود لتضخيم هذه الاحتجاجات الآلاف من أتباعهم ويستخدمون وسائل مختلفة مثل رسائل البريد العادي والالكتروني للناشرين، وكتابة المقالات وتصيد الأخطاء للتشهير بالوسيلة أو المصدر عبر برامج خاصة في الوسائل التي يسيطرون عليها بأنفسهم.
ويتبع اليهود أسلوب التهديد للضغط على المؤسسات والأفراد الذين لا ينصاعون لرغباتهم. والتهديد يشمل الاغتيال أو التعذيب أو التعرض لأفراد العائلة وهو الذي تعرض له عدد من الساسة والقساوسة الأمريكيين وغيرهم الذين نددوا بالجرائم الإسرائيلية. وفي الحالات التي تكون فيها حجج اليهود واهية أو أن الطرف الآخر يصعب عليهم النيل منه فإنهم يرفعون شعار معاداة السامية ويقصدون بها معاداة اليهود برغم المغالطات التاريخية في استخدام المصطلح. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، استغل اليهود مصطلح إرهابي لإضفائه على كل من يقف ضد مخططاتهم وأهدافهم حتى وإن كان الطرف الآخر لا يجيد حتى حمل السلاح . ولا يطيق اليهود النقد أو معارضة الآخرين لأفكارهم. فعندما شكك المؤرخ البريطاني ديفد إرفنج في حادثة الهوليكوست قائلا ان الأفران التي حرق فيها اليهود لم تصنع إلا بعد عهد هتلر شهروا به ورفعوا عليه دعوة قضائية قصمت ظهره. وعندما عارض عدد من الساسة الأمريكيين توجهاتهم كان ذلك إعلانا بنهاية حياتهم الدبلوماسية في الإدارة الأمريكية وعندما لم يستسلم كلنتون لكل مطالب اليهود شهروا بعلاقته مع اليهودية مونيكا لوينسكي.
وفي المقابل يروج اليهود للأفكار التي تخدم أهدافهم سواء ظهرت في هيئة كتاب أو فيلم أو خبر وسواء أكانت من إنتاجهم أنفسهم أو غيرهم من خلال إضفاء الشهرة عليه. فقد يتردد اليهود مثلا على مجموعة من محلات بيع الكتب لطلب كتاب بعينه مما يضفي على الكتاب أهمية وشهرة كبيرة وهكذا يزيد من رواج الكتاب. ولعل رواية "هاري بوتر" للقاصة اليهودية J.K. Rowling's والترويج الذي حصلت عليه تمثل أحد الأمثلة الحية والقريبة لهذا الأسلوب. كما يروج اليهود للإنتاج الفكري والأفراد الذين يجدون فيهم منفعة لأهدافهم ومصالحهم بغض النظر عن جنسية وديانة هذا الفرد. ولعل رواية آيات شيطانية لسلمان رشدي وما صاحبها من ترويج واهتمام من قبل وسائل الاتصال في الغرب تمثل دليلا على ذلك. ولا يتورع اليهود في سبيل الترويج لمخططاتهم من تقديم الإغراءت المالية والجنسية والمناصب الكبيرة لكل من يضمنون تعاونهم معهم.
ومما يساعد على نجاح اليهود في تمرير أفكارهم وتوجهاتهم والتأثير على الرأي العام هو أنهم غالبا ما يوجهون رسائلهم وأفكارهم بطريقة غير مباشرة لا تتضح فيها شخصيتهم على عكس الرسالة العربية. فالأفلام التي أنتجها اليهود ضد صورة الشخصية العربية والمسلمة تبدو لكثير من المشاهدين وكأنها قصة عابرة ليس لليهود دخل مباشر فيها . وتتلون الرسالة التي يوجهها اليهود بلون المجتمع الذين يعيشون فيه حيث قليلا ما يستطيع المتلقي التفريق شكلا ولغة بين الأمريكي اليهودي وغير اليهودي، وبين البولندي اليهودي وغير اليهودي وهو الأمر الذي يكسبهم مصداقية أكبر في الوسط الذين يعيشون فيه. وخلاصة القول هو أن إيمان اليهود برسالتهم وأهدافهم قد تكون السبب الذي دفعهم إلى السيطرة على وسائل الإعلام ومنها السيطرة على الرأي العام.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف