وصيّة من "الطيِّبة": ما تبقّى من زماننا(!)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
ماذا تبقّى من هذا الزمان "الصعب"، حتّى يخرج نيرانه "المُستعِرة"، فتحرق ما تبقّى في هذا العالم، من ملامح الخير "المُتيسِّرة" (؟)...
لست في معرض الإجابة هُنا، على هذا السؤال الكوني، لكن لنتابع ما أنوي كتابته.
لم يكُن اليوم الرابع عشر، من شهر يوليو الراهن، اعتياديّاً بالنسبة لي على الأقلّ.
أوّلاً: كان اليوم "اثنيناً"، أي أحد أيّام صومي والحمد لله. ثانياً: ابتدرته بتلقِّي مكالمة بشارة، من صديقي وعمّ زوجتي "حسام علي عبّاس"، وهو يخبرنا بقدوم مولوده البكر، في بواكير ذلك اليوم، لمّا رأى النور في مدينتا المشتركة "مدني"، وقد كنت وزوجتي (بنت شقيقه الكبير)، أوّل من علم بخبر حسام الصباحي المُفرِح، من جميع أقاربه وأقاربي، من خارج السودان، حيث أنّني أمثِّل خالاً لزوجته (أعلم أنّها علاقات "متشابكة" و"متشنكلة"، كما تقول مسرحيّة عادل إمام!)، وقد أصرّ حسام أن يسمِّيه "أحمد"، تيمُّنا بالرسول الكريم (ص)، لمّا تصادف مولده مع يوم الاثنين (شيء شخصي صغير: يوم 14 يوليو، يتوافق مع يوم مولد زوجتي!). ثالثاً: قبيل نهاية ذلك اليوم، وصلت بريدي الإلكتروني رسالة مُدهِشة، لم أتعرّف على مصدرها بدقّة، ولم أقرأها إلاّ في اليوم التالي، حينما لم أتابع البريد، في ذلك المساء. كانت الرسالة عبارة عن وصيّة. ليس أيّ وصيّة، إنّها من "طيِّبة الطيِّبة"، مدينة محمّد بن عبدالله (ص)، خاتم الرسل والأنبياء.
[#].......................
في البدء، عليّ أن أوضِّح ماهيّة تلك الوصيّة، المُدرجة في تلك الرسالة الإلكترونيّة، حيث كان عنوانها هكذا: "وصيّة حامل مفاتيح حرم الرسول ( ص)". وقد أشار مُرسل الرسالة، إلى أن تلك الوصيّة، من شخص يُدعى الشيخ أحمد، يعيش بمدينة الرسول الكريم (ص)، ومهمّته حمل مفاتيح الحرم النبوي (وددت السفر إلى المدينة المُنوَّرة وسوف أفعل خلال أيّام حتّى ألتقي ذلك الرجل عياناً بياناً، إن أمكن، فأنا في جدّة هذه الأيّام). يقول الشيخ أحمد، فيما أسماه بـ"الوصيّة"، بعد "رؤية" خاتم الأنبياء (ص) في منامه، كما ورد في الرسالة سرديّاً:
[[كنت في إحدى الليالي، أقرأ القرآن الكريم، في الحرم النبوي، غلبني النوم فرأيت رسول الله (ص)، فقال لي إنّه قد مات هذا الأسبوع (يقصد الأسبوع الذي شهد "الرؤية")، أربعون ألفاً من الناس، على غير إيمانهم أي أنّهم ماتوا ميتة الجاهليّة الأولى وإنّ النساء لا يطيعون أزواجهنّ، ويظهرن أمام الرجال بزينتهنّ، من غير سترِ ولا حجاب عاريات الجسد، ويخرجن من بيوتهنّ، من غير علم أزواجهنّ، وإنّ الأغنياء من الناس، لا يؤدّون الزكاة إلى مستحقِّيها، ولا يحُجُّون إلى بيت الله الحرام، ولا يساعدون الفقير، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المُنكَر. ثمّ قال الرسول الكريم (ص): "أبلِغ الناس أنّ يوم القيامة قريب. قريباً تظهر نجمة في السماء، ترونها جليّاً، وتقترب الشمس من رؤوسكم، قاب قوسين أو أدنى. وبعد ذلك، لا يقبل الله توبةً منكم، وسُتقفَل أبواب السماء، ويُرفَع القرآن من الأرض إلى السماء". وقال خاتم الأنبياء (ص) أيضاً: "إذا قام أحدكم، بنشر هذه الوصيّة بين المسلمين، فإنّه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة، ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير، ويقضي حوائجه في الدنيا، ويحميه من جميع البليّات، وشرور نفسه، ويقضي الله دَيْنه"]].
هذه هي الوصيّة، بترتيب صياغي أوضح، بنفس المعلومات التي وردت في الرسالة، نقلاً عن لسان الشيخ أحمد، حامل مفاتيح الحرم النبوي.
[#].......................
وبعد ذلك، نقلت الرسالة أقوالاً عن الشيخ أحمد، حيث قال: "إذا اطّلع أحد، على هذه الوصيّة ورماها، أو لم يقُمْ بنشرها، فإنّه ارتكب إثماً كبيراً، ويُحرَم من رحمة الله، إلى يوم القيامة، لذا أطلب ممّن يقرؤون هذه الوصيّة، أن يقرؤوا الفاتحة للنبي (ص)، كما طلب الرسول (ص)".
وأفادت الرسالة الإلكترونيّة، أن الشيخ أحمد قد قال أيضاً: "حلمت في يوم اثنين، بأنّه من قام بنشر هذه الوصيّة 30 مرّة بين المسلمين، فإن الله يزيل عنه الهمّ والغمّ، ويوسّع في رزقه، ويحلّ مناكبه، خلال 40 يوماً لا أكثر"، وأضاف: "علمت أنّ أحدهم، قام بنشر 30 ورقة من هذه الوصيّة، فرزقه الله بـ25 ألف درهم. كما أخبروني بأنّ شخصاً، قد كذّب الوصيّة، ففقد ابنه في نفس اليوم، هذه معلومة لا شكّ فيها، فآمنوا بالله، واعملوا صالحاً حتّى يوفِّقنا الله في آمالنا، ويصلح من شأننا في الدنيا والآخرة، ويرحمنا برحمته".
وطَفِق الشيخ أحمد يعدِّد أمثلة أخرى، لشواهد رزق من أداء الوصيّة، وعواقب من تكذيبها، وفقاً لما ورد، في تلك الرسالة الإلكترونيّة، وهو يرجو نشر الوصيّة، خلال 96 ساعة من قراءتها، نحو 30 مرّة، إذ يبشِّر ناشرها، بما يحصل له في اليوم الرابع، حيث أن مهمّة تلك الوصيّة، الطواف حول العالم، فيجب إرسالها بسرعة... ومن جديد، هذا ما ورد في الرسالة، بنفس المعنى، مع إشارتها أي الرسالة - إلى صدق كلّ ما ورد فيها، بعيداً عن الهواجس والوساوس.
وقد تمّ إيراد آيتين من القرآن الكريم، الأولى من سورة الأعراف (157)، بقوله تعالى: "الذين يتّبعون الرسول النبيَّ الأمِّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المُنكَر ويُحِلُّ لهُمُ الطيِّبات ويُحرِّمُ عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرَهُم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه واتّبعوا النور الذي أُنزِل معه، أولئك هم المفلحون" (للأمانة هذه الآية لم ترد كاملةً في الرسالة، إنّما الجزء الأخير منها)، والثانية من سورة إبراهيم (27)، بقوله تعالى: "يُثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويُضِّل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء".
[#].......................
هل وصلكم مغزى تلك الرسالة (؟).
لم آخذ تلك الرسالة، بحواشي الترغيب والترهيب فقط (بالتصديق أو التكذيب، وذلك الحساب "الدقيق")، ولكن بالنتيجة التي لا تتجلّى كثيراً، في مجتمعنا المسلم المعاصر، في أغلب معالمه، خصوصاً في هذا الزمن المُرّ، مع تداعيات الموت من غير إيمان (موتٌ جاهليّ)، وانتقاص الحقوق والواجبات الشرعيّة للمسلم (من الجنسين)، لتنعكس النتيجة النهائيّة، على مجريات ردود الفعل المخرِّبة للمجتمع، في دائرة لا نهائيّة، من التكفير والتفكير.
لا أحد يبحث عن "تنقية" مجتمع طهراني، خالي من الشوائب والنقائص، ولكن التزام الخوف من الله، يقود حتماً إلى مجتمع نظيف نسبيّاًَ، ولا مجال حينئذٍ لمرتكبي حماقات العنف والتجارة باسم الدين (والعياذ بالله).
هل تراني أوصلت رسالتي أيضاً (؟).
يا ليت...
&
ameen@alhaqaeq.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف