أخبار

رسالة "عامّة" إلى الوليد بن طلال: "هاي"(!)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أمين الإمام
&
&
ما وقع على عينيّ، وقرأته من رسائل مُوجَّهة، إلى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، فيما بعد تاريخ 11 سبتمبر 2001، يكاد يلحق بالرقم 50 عدّاً وعدداً، إن لم يكُن أكثر. والرابط بين معظم تلك الرسائل، التي كتبها مثقّفون وإعلاميّون ومسؤولون عرب، كان يُركِّز على صفة "خاصّة" أو "هامّة"، كتوصيف دقيق وحتمي لتلك الرسائل، مع أنّها غير "خاصّة"، ولا أعرف إن كانت "هامّة"، فمتلقِّيها يقرأها حتماً (كفضولٍ آيديولوجي)، و"يطنِّش" مضامينها أيضاً (كغطرسةٍ إمبرياليّة، وهذا آخر وصف لقِيه الرئيس الأمريكي في "كونجرسه")، كما "يطنِّش" العالم كلِّه: شعوباً، وحكومات، و"أمم متحدة".
سألجأ لهذه الوسيلة، وأكتب رسالة، لكن لن أقول بأنّها "خاصّة" أو "هامّة"، فهي "عامّة" (!).
نعم "عامّة"، وإن كانت مُعنوَنة إلى شخص محدّد، هو المستثمر السعودي: الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، لأنّ غرضها يعنيه (وأتمنّى ذلك، عبر التفاته واهتمامه)، ويعني كلّ العرب تقريباً، إلاّ المُتغافلين (والعِياذ بالله!).
إلى نصّ الرسالة، إذ لكم حقّ مشاركتي في إرسالها، إن كانت ذات جدوى:

[#].....................

صاحب السمو الملكي (يُخيَّل لي أن الألقاب لا تعني لك شيئاً، كما أفعل!):
في الصفحة الأولى، لصحيفة "الحياة" العربيّة اللندنيّة، لعدد هذا اليوم (الجمعة 18/7/2003)،& قرأت خبراً يُشكَرون على إبرازه في "الأولى"، عنوانه: ["هاي" بعد "سوا" سلاح الأمريكيين للوصول إلى الشباب العربي]. الخبر الذي تأخّر نشره قليلاً، رغم أهمِّيته القصوى، يشير إلى صدور العدد الأوّل قبل أيّام، من مجلّة أمريكيّة باللغة العربيّة، مدعومة من وزارة كولن باول (الخارجيّة)، تستهدف عقول الشباب العربي وقلوبهم، كآخر سلاح للأمريكيين: "سلاح الحوار"، كما يصفها المشرفون عليها، بهذه الجملة تحديداً: "مدخل الحوار وبدايته".
صاحب السمو الملكي:
التحوُّلات في "عقل" الإعلام الأمريكي، صنعتها فاجعة "11 سبتمبر"، لهذا تم الاهتمام بالشارع العربي، الذي لا يزال يرفض "غطرسة اليانكي"، وكان مشروع "تعميم الديمقراطيّة"، الذي أطلقته الخارجيّة الأمريكيّة، كجزء من ردّ واشنطن، على "رغبات" الشباب العربي. وبدأ الوصول إلى جيل الشباب العربي الراهن (جيل ما بعد "11 سبتمبر")، عبر إطلاق إذاعة "سوا"، التي حلّت محلّ "صوت أمريكا"، التي تقحم فواصل الإخباريّة وبرامجها الاستهدافيّة، وسط سيل الأغاني العربيّة والأجنبيّة. وجاء الدور الآن، على الإعلام المقروء (عبر مجلّة "هاي" [Hi]...)، بعد تجربة "المسموع"، والقادم سيكون "مرئيّاً" جدّاً، بعد أن تحقّقوا من تحقيق "سوا"، للكثير من المرجو منها كأهداف، إذا لا ضير من الاستمرار، في درب بقيّة الوسائط الإعلاميّة.
وسؤالي يا صاحب السمو: أين وسائطنا الإعلاميّة من الشباب العربي، إذ لسنا معنيين بالشباب الأمريكي أو الغربي، وإن كانت الاستراتيجيّة المقبلة، تتطلّب الاهتمام بهم، كعنصر مُغرِّر به، يكرهنا كعرب ومسلمين حدّ القتل العمد (؟).
أعلم يا صاحب السمو الملكي، أن الاستثمار الإعلامي يستهويك كثيراً، وخصوصاً في قطاع الشباب، فسموّكم من أصحاب المبادرة، في تقديم قناتي "الموسيقى" و"الطرب"، عبر شبكة راديو وتلفزيون العرب (إيه. آر. تي)، وباقة "الأوائل"، ومن ثمّ قناة "روتانا" الموسيقيّة الجديدة. لكن، هذه القنوات، مع ربحيتها العالية، وترويجها لمنتجات شركة "روتانا" من& صوتيّات ومرئيّات، لا تفي بالغرض الإعلامي، الذي يمكنه مقارعة الاستهداف الأمريكي الضخم، المدعوم من وزارة ضخمة ذات اعتباريّة، بشأن ما وصل إليه شبابنا العرب، وهو تائه بين جدليّتي الـ"سوبر ستار"، والـ"سوبر انتحار"، كما أوضحت ذلك في مقال سابق بعنوان (عفواً: تابع الرابط الخاص به، في نهاية هذا المقال).
إذن، وبشكل مباشر، ليتكم تشرعون يا صاحب السمو، في البحث عن إنتاج وسائط إعلاميّة مناسبة (سمعيّاً، ومرئيّاً، وقرائيّاً: طباعيّاً وإنترنتّياً)، من أجل شبابنا العربي، فليس في الأمر مصاعب، إن خلُصَت النوايا، وتجمّع من أجلها المُخلِصون والاختصاصيّون (تجاربيّاً، وليس أكاديميّاً فحسب!)، لا النفعيّون المُفلِسون "المتسلِّقون" (وما أكثرهم، إن وصلتك الرسالة!).
مع محبّتي...
(انتهت الرسالة).
لكن، لا مانع من قراءة الأسطر أدناه، فهي "قد" تُهمّك.

[#].....................

قبل نحو 6 سنوات مضت، شاركت مجموعة زملاء، بقيادة الإعلامي السعودي عبدالعزيز شرقي، في تأسيس فريق عمل، مثَّل نواةً لإدارة نشر تابعة لمجموعة دلّة للإنتاج الإعلامي، وشبكة الـ"إيه. آر. تي"، حيث كانت البداية بتجهيز إصدار شبابي 100%. وقد توصّلنا إلى معظم الخطوط العريضة، لإصدار صحيفة يوميّة للفئة الشبابيّة، انتظاراً لقرار الفسح الداخلي، من وزارة الإعلام السعوديّة، لظهور بقيّة التفاصيل، في سوق النشر. إلاّ أن ذلك الإصدار الشبابي، تمّ "استئصاله" تماماً، كما يُستأصل كلّ ما هو "غريب" (للأسف)، مع أن الهدف ليس بالغريب ولا المريب.
ولمّا فشل ذلك المشروع، انضممت إلى الأرصفة انتظر فرصةً و"حلماً"، إذ سكن عقلي وقلبي، حلم المشروع الإعلامي الشبابي. ولاحت الفرصة، وشيئاًَ من "تباريح الحلم"، لمّا طلبني رئيس تحرير "الوطن" السعوديّة، قينان الغامدي، قبل صدورها رسميّاً بنحو عام ونصف، وألحقني بركبها بعد ذلك بـ6 أشهر (وقيل السبب مبنى، ومقاول... ياه!). وقبل ثلاثة أعوام ونصف العام بالضبط، وبعد تعييني بـ3 أيّام فقط، طلب الغامدي تصوُّراتي مكتوبة، فقدّمت فيما قدّمت تصوُّراً لملحق يومي، يصدر مع الصحيفة، يختص بفئة الشباب، إذ تستنتج كلّ الدراسات، إلى أنّ الشباب يمثِّلون، أكثر من ثلثي سُكّان الخارطة العربيّة. وقد صدرت الصحيفة، ولم يصدر الملحق، ولا ألوم رئيس تحريرها، وإنّما طول فترة انتظار صدورها، ممّا أجّل أهمّ طموحاتها، التي لم يعرفها القارئ بعد. ثمّ ذهب قينان أدراج الرياح، في قرار استقالة مفاجي، فصمت حلمي من جديد. وسريعاً عاد الأمل، مع تعيين مدير عام جديد للمؤسّسة التي تصدر "الوطن" (لؤي مطبقّاني)، فقد كانت خبرته في إدارة الأروقة الإعلاميّة، تجعلني أدخل دائرته، بترشيح من أحد الأعزّاء هُناك، فكانت من ضمن أوراقي المُقدَّمة إليه، مشروع إصدار شبابي يومي مستقلّ، لا علاقة له بالصحيفة اليومية الشاملة، وقد أدخلت رئيس التحرير، الذي استغرق منصبه أقلّ من شهرين (جمال خاشقجي)، في الصورة فيما بعد، لمّا طلب شيئاً مماثلاً أيضاً.
والآن، عُدت إلى قارعة "انتظار الحلم" مجدّداً، بعد أن استبد "سوء الفهم" (وأشياء أخرى لا أفهمها!)، مع من تبقّى هناك (حتّى المدير العام الطامح!)، فتمّ الطلاق البائن مع "الوطن"، واستجدّ قرار العودة لـ"الوطن"/الأصل.
... ولا يزال الحُلم مستمرّاًً، وأنا في محطّة جدّة الانتقاليّة، حيث قرأت خبر "الحياة"، عن "هاي" الأمريكيّة، التي تستهدف شبابنا العربي، وبعد أن رأيت قبل قراءة الخبر ببضعة ساعات، عبر جولة في كورنيش تلك المدينة الناطقة، وأحد متنزّهاتها الاستثماريّة الجديدة، ما أخجل حياله، بشأن حال الشباب هُناك، لمّا اختلط حابل "المُذكِّر" بنابل "المُؤنَّث"، ولم يعُد هُناك فرق: ملبساً، وسلوكاً، وتفكيراً... فتعاظمت المخاطر وتنامت، ولا بد من قرع الجرس، حتّى إن صادروا الجرس& وصادروني، مع أن حلمي المشروع و"المشروع"، سبق "11 سبتمبر" ببضعة سنوات، وقرع الجرس مبكِّراً.
متى نصحو، ليتحقّق "الحلم" على الأقلّ، إن أمكن (؟).
&
***************
## هذا هو رابط المقال المنشور بتاريخ 9/5/2003، بعنوان: [شباب العرب: "سوبر ستار" أو "سوبر انتحار"]:
http://www.amin.org/views/amin_alimam/2003/may09.html
***************
كاتب صحافي سوداني
ameen@alhaqaeq.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف